سعاد محمد
شاعرة
(Suaad Mohamed)
الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 00:00
المحور:
الادب والفن
ها قد صرْتَ غريمي يا حبيبُ
أشهدُ أنَّكَ كنْتَ رجلاً مقمراً
يغازلُ كإلهٍ ويعاقبُ كالموتِ
رجلٌ منَ(العشرةِ الّتي على الشّجرة)
لكنْ ,واللهِ, ما لهُ أخٌ
عيناه أراجيحُ مشاكسةٌ
بين شرقيِّ الخفرِ وغربيِّ الخدرِ
تنزلُ عدَّةُ بحورٍ عن رواحلها..
لتسلّمَ عليِّ, ثمَّ تسافرُ بي!
رجلٌ على صوتِهِ وشمُ ينبوعٍ
أقسمَتْ جرارُ عمري:
أن تنتظرَهُ حتّى مشيبِ الماء
لكنَّ صمتَهُ عصا تكسرُ تلكَ الجرار
فيطرقُ القلب كقبّرةٍ جريحةٍ
تحتمي بأقرب دغلٍ للبكاءْ!
كلًّما مررْتُ بهاتيكَ الدّيارِ
يُساورني الضحكُ
مَنْ منّا في تلكَ الحفرةِ:
أنا أمْ أنتَ؟!
وأعلمُ أنّكَ حيٌّ وتعشقُ
وأّني المعفّرةُ بالوحدةْ
أذكرُ أنّنا تراشقْنا بالأسبابِ الفارغةِ
وتبارزْنا بالأحاجي
كانَتْ كلماتي حقودةً
وكنْتَ نبيلاً كالمخرز
اتسعَ الجرحُ بيننا..
حتى صارَ قبراً!
بذمّتِكَ: ألمْ أهبْكَ عزاءً ملكيّاً؟
وقبرُكُ أليسَ وسيماً؟
واللهِ صارَ له جاهُ وَلي
حتّى أنّ صديقتي المُعزّةَ لدينِ القصورِ
تشهَّتْ مباهجَهُ ولازمَتْهُ
صديقتي البائدةُ تلكَ
مغرمةٌ بالمسلسلات المستعملةِ
الّتي تبدأُ منَ النّهايات!
لا غرابةَ..
إنْ طمعتِ الفزّاعةُ بالحقلِ
ما دامَ لها ساقان وفستان
وفي قلبِها احتمالٌ لرشوةِ عصفور
يا عزيزتي..
لو به رمقٌ من قرنفلٍ
لما أشحْتُ بقلبي عنه
القلاعُ تتهّدمُ ولا تبارحُ أماناتِها
لكنّها تسلّمُ مفاتيحَها طواعيّةً..
حين تفقدُ إيمانها بمن تؤويهم!
لقد حفرتُ لكِ قبراً هزيلاً بجوارهِ
لأسبابٍ تتعلّقُ بجنسِ اللّهفةِ
تآنسا فالقبرُ للقبرِ جليس!
#سعاد_محمد (هاشتاغ)
Suaad_Mohamed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟