أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس نهرا - رسالة الرئيس بذكرى الاستقلال ومقتضيات الإنقاذ














المزيد.....


رسالة الرئيس بذكرى الاستقلال ومقتضيات الإنقاذ


موريس نهرا

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من النادر أن تصل سلطة دولة في العالم إلى درجة التعقيد والتردّي التي وصلت إليها السلطة في لبنان، والتي جاء توصيفها في رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بمناسبة ذكرى الاستقلال. ويبقى السلطويون في مواقعهم، في حين أنّ أقل من ذلك بكثير في أيّ بلدٍ متحضّر، يدفع إلى الإستقالة أو إلى إسقاط السلطة. وكان كافياً مثلاً ورود خبر عن قيام وزير باستخدام سيارة تابعة للوزارة لأمرٍ عائلي أو شخصي أو إيصال ولد إلى المدرسة، حتى يستقيل الوزير ويعتذر للشعب. وهذا ما جرى الأسبوع الفائت مع وزيرة في إستونيا، وقبل ذلك مرات عديدة في بلدان أخرى. أما في بلدنا، فإن السلطويين يتعاطون مع الدولة برمتها، كأنها ملكية خاصة لهم، سواء بالمفرّق في موقع كلٍّ منهم أم بالجملة. ومواقعهم في السلطة ليست مجرّد وجاهة بل إنها فرصة لكسب المنافع المادية، ولزرع المحاسيب بمعزل عن النظافة والكفاءة والحاجة إليهم.
وهذا ما جعل التنافس على نهش الدولة وسرقة المال العام، وإهمال الملفات والقضايا التي لا يتم التفاهم بينهم على الحصص بشأنها، من الكهرباء إلى المياه، إلى النفايات وغيرها. وهذا يجري تحت ذريعة الحرص على حقوق الطائفة والاحتماء فيها. ولا غرابة في أن يتعمّد المسؤولون إهمال وضع هذه القطاعات وغيرها تمهيداً لخصخصتها وبثمنٍ بخس، بدلاً من إزالة الخلل والفساد المتغلغل في مفاصلها لتتعافى الدولة.

لقد أدت ممارساتهم وفسادهم ونهبهم المال العام إلى تجاوز المديونية مئة مليار دولار، وإفراغ خزينة الدولة، وصولاً إلى الانهيار. هذا إضافةً إلى مصادرة المصارف ودائع الناس ومعظمهم من الفئات الشعبية. وأتى انفجار المرفأ والضحايا والدمار والأضرار التي شملت قسماً مهماً من العاصمة وسكّانها، ليكشف مدى إهمال المسؤولين على مختلف المستويات، ولينزع ثقة الشعب بالسلطة وسياساتها المتتالية، وليؤكّد أحقية إنتفاضة 17 تشرين ومطالبتها بإسقاط النظام الطائفي وسلطة الفساد، لوقف الانهيار والكوارث، وبدء التغيير بإيجاد حكومة إنتقالية من خارج المنظومة السلطوية، تمثّل مصالح الشعب في قطع دابر الفساد، وإعادة المال المنهوب، وإيجاد قانون إنتخاب على أساس الدائرة الوطنية والنسبية وخارج القيد الطائفي كسبيلٍ لوضع لبنان على طريق الإنقاذ وبناء وطن حصين ودولة ديمقراطية علمانية تساوي بين اللبنانيين في الحقوق.. دولة عدالة إجتماعية، قادرة على تحقيق الوحدة الداخلية وحماية لبنان أرضاً وبحراً وجوّاً من مطامع واعتداءات إسرائيل. فهذه الانتفاضة التي شارك فيها مئات آلاف اللبنانيين في جميع المناطق ومن جميع الطوائف، قد أرعبت الطبقة السلطوية، موالاةً ومعارضة. فواجَهتْها بأساليب قمعية وطائفية ومذهبية، ومحاولة جهات سياسية لاحقاً ركوب الموجة وبشعارات تصب في تفرقة صفوف الانتفاضة لإضعافها، إضافةً إلى التأثير السلبي لدور جائحة كورونا. كما لجأ السلطويون إلى التحايل والخداع متظاهرين بالعمل لمكافحة الفساد، كما جرى في العقد مع شركة ألفاريس للتحقيق الجنائي، في حين أنهم يُبقون بعض عراقيل قانونية وغير قانونية للحيلولة دون تنفيذ هذا التحقيق. مما جعل شركة ألفاريس تغادر لبنان متخلّيةً عن المهمة. وقد جرى خداع مماثل في موافقة قادة الأطراف السطويين مع الرئيس الفرنسي ماكرون في إجتماع قصر الصنوبر بشأن تشكيل الحكومة وبرنامجها، بينما عملوا لعرقلتها. وقد أتت رسالة رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال لتكشف من موقع رئاسة الدولة حجم الفساد الطاغي في السلطة السياسية والإدارية، إضافةً إلى القضاء المكبّل. فرئيس البلاد يشكو كأنه مواطن عادي وكأنه من ضحايا الحالة القائمة. فهل نجد مثل هذا الأمر في بلدان أخرى؟ أليس غريباً أن يكون ما يفعله رئيس البلاد هو التذمّر والشكوى، علماً بأنه مؤسس وقائد تيار شعبي كبير ومعه أكبر كتلة نيابية؟ فالذي لا بدّ أن يجري في حالةٍ كهذه إمّا الاستقالة لاستحالة الإصلاح والتغيير من موقع السلطة، أو الإقدام على قلب الطاولة وتسمية الفاسدين والمعرقلين، ليقوم الشعب والقضاء بمحاسبتهم. فالمعلوم أنّ قطع دابر الفساد واستعادة المال المنهوب، لا يقوم به الفاسدون أنفسهم. ولا سبيل للإنقاذ إلاّ بتعاظم دور الشعب وتحويل الانتفاضة إلى ثورة تُسقط المنظومة السلطوية وفسادها ونظامها الطائفي الذي تحتمي به. وتحقّق تغييراً ديمقراطياً يُخرج البلاد من حالة الانهيار المستمرة.



#موريس_نهرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لذكرى تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني وانتفاضة 17 تشرين
- مئوية لبنان الكبير وقضية الوطن والدولة
- نكبة بيروت ونظام الكوارث والمنظومة الفاسدة
- فكر مهدي عامل اليوم... أكثر توهّجاً
- تشابه واختلاف في الأزمة اللبنانية والفنزويلية
- الانتفاضة وترابط المواجهة الوطنية والاجتماعية
- القمع السلطوي ليس علاجاً للفقر والانهيار
- كلمة في ذكرى اسبوع الرفيق ابو اكرم في بلدة كفركلا
- حزب التحرير والتغيير والاشتراكية: متجدّد بشبابه وراسخ بشعبه
- في ذكرى تشافيز: فينزويلا والهجمة الأميركية
- فيديل... القائد التاريخي والرمز الثوري العالمي.. يُنصفه التا ...
- -انتخابات فنزويلا- مجابهة بين النهج التحرري وقوى التبعية وال ...
- ندوة الدولة من منظور علماني ومعوقات قيام الدولة العلمانية
- الأزمة المستمرة والبرنامج المطلوب
- السياسة الاميركية وفلسفة اللصوص
- حوار انتظاري متعثّر وأزمات متداخلة مفتوحة
- مغزى الإنتصارات في أميركا اللاتينية ودلالاتها


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس نهرا - رسالة الرئيس بذكرى الاستقلال ومقتضيات الإنقاذ