أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - حرب الشوارب واللحى .. كاريزماهما نُتفت و نمرة صفر حُلقت!















المزيد.....


حرب الشوارب واللحى .. كاريزماهما نُتفت و نمرة صفر حُلقت!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


لاشك ان كاريزما الشوارب واللحى قد تلاشت بفعل احداث جسام ألصقت بهما سوية، فلم يعد الشارب أو – الشنبات – تضفي على صاحبها، مفتولة كانت على طريقة – ابو صياح – او مسبلة على طريقة – ابو عنتر - ، اقول لم تعد تضيف لصاحبها تلك الهيبة التي كانت تمنحها لأصحابها على مر التأريخ ولعل أشهر من حملها، الأديب الروسي، مكسيم غوركي، الفيلسوف الألماني فردريك نتشة، هتلر، تشارلي شابلن، ستالين، أينشتاين، المهاتما غاندي،الثائر المكسيكي زاباتا، الأديب المصري، صاحب النظرات والعبرات والفضيلة، مصطفى لطفي المنفلوطي، وغيرهم كثير، وفي الأمثال البغدادية على لسان النساء قولهن " شفت شواربه وتغزلت بيه، لوما شواربه ماجنت ألفيه " ولطالما كانت الشوارب علامة على الشجاعة والقوة والأنفة والرجولة، يقطع بها العهد وينجز بمسكها الوعد في الحارات الشعبية بقولهم " اخذهه من هالشارب " الا انها لم تعد كذلك بمعناها المعنوي والعرفي والتراثي وأصبح قطع الوعد بمسك طرف الشارب أشبه بفتح ملف تحقيق بالحادث ..عراقيا ! .

اللحى بدورها لم تعد علامة على الزهد والتقى والورع والأيمان ومشاهير الملتحين اكبر من العد والحصر، حتى ان اليونانيين يقولون "هناك نوعان من الناس في هذا العالم بلا لحية: الطفل والمرأة".

وفيما كانت جميع الطرق المؤدية الى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد مقطوعة تحسبا لتظاهرات الجمعة المعتادة منذ اسابيع- بلا فائدة - وجدت نفسي أغير مساري اضطرارا لأجدني قبالة اشهر محل حلاقة رجالي في منطقة باب الشيخ، حلاقة" شنب شيك " ولفت انتباهي اسم المحل الأنيق فيما تناهى الى سمعي احد زبائنه وهو يترنم بأبيات مغناة على مقام سيكاه "واگف على العشار ويقره جريده .. وأمشط تواليت حسباله أريده ".

صحيح ولا عاب حلكك .. هكذا أطلقتها مسموعة أتبعتها بمثل بغدادي بعدما رمقني بنظرة يتطاير منها الشرر " الفار لو سكر يمشي على شوارب البزون " وهل رأى الفقر سكارى مثلنا ؟ قطعا لن ولم ير ولذلك ينتفض الجائعون اليوم برغم جبنهم، لأنهم سكارى وماهم بسكارى ولكن الفقر والظلم الاجتماعي والسياسي المسلط على رقابهم شديد !! لا أقول ذلك اعتراضا على الأنتفاض ضد الفساد والظلم حاشا ولكن على طريقة التظاهرات وشعاراتها التي تحولت تدريجيا الى دغدغة مشاعر فئات وشرائح معينة واغفال اخرى ربما تفوقها اهمية وانسانية، عمدا او سهوا اووووووو نفاقا، ربما !.

فرد علي وأخاله يساري حتى النخاع كان يشذب شاربه الطويل أمام المرآة استعدادا للقاءات تلفزيونية - خطافية - محتملة في ساحة التظاهر يكرر خلالها – القوانة - المشروخة ذاتها على طريقة المكدين لا الثائرين، المتسولين لا المنتفضين وترنيمتهم البائسة " شغل ماكو .. تعيينات ماكو .. كهرباء ماكو ..خدمات ماكو نطالب بإقالة مدحت المحمود ..وانت يااحاكم يأ أخي مو فوضناك واحنه كلنه وياك، مادكلي شتنتظر ..؟!! ولم يجد افضل من أبيات للملا عبود الكرخي ليرد بها حانقا بعدما لاحظ لحيتي التي لم تحلق منذ اسبوعين هما وحزنا وليس زهدا وورعا :

قيّم الرگاع من هاي اللحى

تشوفه هيبة وعنده لحية مسرّحه

يشتم بلا خجل وبلا مستحه

من يحس المقعد شويه اندحچ

قيم الرگاع من ديرة عفچ

قلت يرى الدكتور ريدوك، انه يجب السماح بنمو اللحية والشارب كونهما يؤمنان حماية جيدة لدى أولئك الذين لا يمرنون حناجرهم بانتظام وينصح بترك شعر اللحية والشارب ليس للوقاية من التهاب الحلق وبحة الصوت فقط بل ولتجنّب التهاب الشعب الرئوية المزمن والحاد ايضا " هكذا يزعم وانا مصدقه، الم تسمع بقول قائلهم :

يا جاهلا أمر اللحى متجاهلا لجمالها ...متناسيا أمر النبي معظما من شأنها

قال: وهل سمعت بما وعد به الرئيس الفنزويلي اليساري، نيكولاس مادورو، بحلق شاربيه في حال لم يوفر مليون مسكن شعبي بحلول نهاية العام 2015، لكي يعلم الجميع انه لم يف بوعده " الم تسمع للمتنبي حين هجا كافور الإخشيدي:

أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم .. يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ

قلت ألم تقرأ وانت المثقف الذي يقضي نهاره في شارع الكتب – المتنبي - كتاب "اعتماد الراغب في حلق الشارب" لابن طولون, و"أحكام المذاهب في طول اللحى والشوارب"للنازلي و" بلوغ المآرب في قص الشارب" للسيوطي, و"مسألة قص الشارب" للعراقي,.. ألم تسمع بقول القائل :

*إن القساوس قلدوا ........ فيها المسيح لحسنها

قال :المصريون القدماء اختاروا الذقن المستعارة المصنوعة من شعر الماعز خلال الاحتفالات والمناسبات كبديل عن اللحى حرصا على نظافتهم الشخصية على حد وصفهم، حيث عدوها والحواجب الكثيفة دليلا على عدم النظافة، فيما حافظوا على ارتداء اللحية المستعارة الرفيعة التي ظهرت في جميع رسوماتهم تشبها بالإله أوزوريس، وكانت اللحى المستعارة توضع على توابيت الفراعنة .. الم تسمع بقول قائلهم " لايغرنكم اللحى فان التيس السخل له لحية ايضا "، وقول الجاحظ " ماطالت لحية رجل إلاّ تكوسج عقله " بمعنى تبلّد وقول ابن الرومي في رائيته: إن تَطُل لحية ٌ عليك وتعرض .. فالمخالي معروفة للحميرِ

وقوله في قصيدته البائية:

أرى بمن عظمت في الناس لحيتهُ .. من خدعة الدين ان يُدعى أبا الكذب

قلت : أشهر من حلقوا اللحى والشوارب بالأمس باتوا اليوم يطلقونهما ..الم تر الملك عبد الله، ملك الأردن بلحيته الطويلة، الم تر ملك المغرب محمد الخامس بها، الم تر فيصل القاسم، الم تر كاظم الساهر بلحيته، الممثل المصري أحمد حلمي وذقنه الطويل في آخر صورة له قبل ايام، الم تر مدافع الريال سيرغو راموس، جيرارد بيكيه مدافع برشلونة، بيب غوارديولا مدرب بايرن ميونخ الألماني.

لقد بات الشغف باللحية الكاملة واضحا بين الرجال بعد ظهور نجوم هوليوود في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأخيرة ومعظمهم قد اطلق لحيته وفي مقدمتهم جورج كلوني و بن أفليك وغيرهم كثير ..هل تعلم ان في ألمانيا هناك أكثر من ستمائة ألف نادٍ وجمعية للحى والشوارب يتبارى أعضاءها للحصول على جائزة بطل العالم لأحسن شارب ولحية..صحيح انهم لايطلقونها تدينا ولكنهم كانوا من اشد المعارضين لها والساخرين منها ومن مطلقيها قبل أشهر ولاأقول سنين وهاهم يعفونها صاغرين او مقلدين او متجملين او ...متفيكين !!

اللحى التي استهجنها ابن الرومي والمعري والجاحظ وهم من اصحاب اللحى- بالمناسبة - انما قصدوا بها أولئك الذين يسرقون بلحاهم ..يقتلون بلحاهم ..يختطفون بلحاهم ..يهربون الآثار بلحاهم ...يغشون في الميزان ..يضحكون على العوام بلحاهم يأكلون اموال الناس بالباطل بلحاهم ..يزورون ويختلسون ويرشون ويرتشون ويشركون وينهبون ويظلمون بلحاهم ..يتجسسون على المسلمين بلحاهم ...يعملون ادلاء للمستعمرين ومرشدين للمحتلين بلحاهم - ولاداعي لضرب الأمثلة من واقعنا المعاش فأنت افقه بهم والمعرف لالالالالالا يعرف..عيوووووني اما اصحاب اللحى ممن عرفوا بالزهد والتقى والورع والعلم والصلاح والأصلاح وحسن الخلق والكرم والجود والعطاء فليسوا ممن عنوهم اطلاقا ولو أنك أكملت كل قصيدة مما ذكرت آنفا استللت ابياتا منها تناسب غايتك - الشنبية - واهملت اخرى لأدركت ذلك جيدا اغاتي!

ودعني صاحبي ، ولكن وقبل ان تودعني انت اطالب بعودة أصحاب اللحى الى سابق عهدهم النقي، الطاهر، الإيماني، المتزن، كما ادعو أصحاب الشوارب بالعودة الى كبريائهم وشموخهم ونخوتهم وشجاعتهم لأن كاريزما شعر الذقن العليا والسفلى قد نتفت وكبريائهما نمرة صفر قد..حلقت ! والا فسنذهب إضطرارا الى الذقن النابليوني الحليق حيث لالحية ولاشارب !!

انتظرونا ... حلاقة تواليت وراجعين.



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها التوليتاريون القدماء نحن الكشريين والطماط..قراطيين الجد ...
- النهضات البالونية الشكلية تنفجر بوخزة ابرة !
- آفات اجتماعية قاتلة (48)
- قصائد حب لم تكتمل بعد !
- نحن بحاجة الى مفسرين للتأريخ أكثر من حاجتنا لقصاصه !
- -غلمان الكرات الطائشة-رواية جديدة تلخص صفحة من صفحات العراق ...
- انت تسأل والمهتمون بتأريخ الاوقاف وعائداتها يجيبون !
- الى اين ولمن تذهب أموال الوقف والزكاة والخمس ولماذا ...؟!
- وتالي وبعدين ..؟!
- بمناسبة يوم العزاب العالمي في 11/ 11
- لماذا فشلت واختطفت احتجاجات تشرين ؟
- جسورك يابغداد الحزينة تزف ابناءها تباعا !
- افلاسونيات سوداء في عصر الانتخابات و-الورقة الاقتصادية البيض ...
- انت تسأل عن الوضع الاذري - الارميني العجيب والجيو سياسة تجيب ...
- أعطني مثقفا وطنيا واعيا وخذ كل ..الزعاطيط !
- كان يا ما كان بحرب 1973 ومابعدها من نوايا صادقة تخطت حاجز ال ...
- ظواهر إجتماعية عراقية قمئة ..-نفخ الذات-أنموذجا !(1)
- تالي شلون راح تنتهي التمثيلية أيتها المخلوقات الفضائية ؟!
- كتاب ومبدعون في مهب ريح -دكاكين- الطباعة والنشر والتوزيع الت ...
- -بيت خالتي-رواية جديدة للدكتور أحمد خيري العمري تتحدث عن بشر ...


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - حرب الشوارب واللحى .. كاريزماهما نُتفت و نمرة صفر حُلقت!