أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المسؤولية... الكفاءة والاخلاص والاداء














المزيد.....

المسؤولية... الكفاءة والاخلاص والاداء


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 13 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان العيش في هذه الدنيا تقتضي تحمل مسؤوليات مختلفة عديدة بحكم القدرة والكفاءة و الانسان لا يحمل نفسه ما لا يطيق ففي هذا مشقة عليه وربما كانت آثار ذلك مضرة وتأتي بنتائج عكسية ، ولا يخلو الانسان من المسؤولية المكلف بها و لم ينضب معين الأمة ولم تزل أرحام نسائها تخرج الأفذاذ رجال ونساء من الذين يعرفون للمسؤولية قدرها ويؤدونها على أحسن وجه وأتمه، والمسؤولية تشمل جميع مناحي الحياة ويقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم(( " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته،، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته)) اي ان كل الإنسان في حياته مكلف بتأدية مهام معينة تلقى على كاهله، ويختلف عددها وكبر حجمها من شخص لآخر حسب موقعه ومكانته، بحيث يكون كل واحد محاسب عن تلك المسؤولية التي يرتبط بها وعن نجاحه في القيام بها أو إخفاقه فيها من قبل أطراف أخرى على منه، فالمسؤولية أمانة، وعدم تأديتها والقيام بها بالشكل السليم عين الخيانة، وهي في يوم القيامة خزي وندامة وسقوط اخلاقي في الدنيا . والمقصود هنا بالذات المسؤولية ضمن إطارها العام، والتي تشمل مختلف المجالات المرتبطة بحياة الإنسان، لتعطيه القدرة على تحمل نتائج وعواقب كل ما يصدر عنه من أفعال وتصرفات، فالمسؤولية بالأساس نابعة من ضمير الإنسان، ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالسمو الإنساني والارتقاء الأخلاقي،تبقى المسؤولية الأدبية هي اوسع واصعب اذا كان الضمير هو الحاكم في الامر فهي أوسع نطاقاً من المسؤولية القانونية التي يمكن الافلات منها وعنصرها ذاتي هو الضمير بينما عنصر المسؤولية القانونية هو موضوعي لسلطة الدولة وهي التي ساهمت بشكل كبير في انتشار ثقافة اللامبالاة وعدم الاستشعار بالمسؤولية فمثلاًعندما تصل بعد عناء إلى مرفق عام لإجراء معاملة ما فتجد أن الموظف لم يحضر، مع أن الدوام قد بدأ منذ ساعات، فعندئذ ستضطر إلى التضحية بوقت ثمين، وربما يطول ويكثر مجيئك ورواحك، وكل ذلك بسبب من لا يقدر قيمة العمل ولا يتحمل مسؤولية الوظيفة التي وقع عقدًا على تحملها وتقاضى عليها أجرًا ومن الاستمتاع اللحظي أهم شيء، بدون إعطاء أدنى اعتبار لمشاعر الآخرين وأحاسيسهم وما يضرهم أو ينفعهم، فيفترض المرء أنه لا حسيب له سوى ضميره، وما يتنافى بالمطلق مع الجانب الأخلاقي الذي يكرسه الدين الإسلامي والقيم الانسانية في العلاقات مع المسؤولية بالذات قال الله تعالى في كتابه: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72]. فهذه الآية تدل على المسؤولية بمعناها العريض، فقد جاءت عبارة الأمانة في هذه الآية بمعنى المسؤولية تمامًا، انشغال المسؤول عن أداء مهام المسؤولية بأشياء أخرى سواء كانت أعمالاً خاصة، أو شؤوناً أسرية، أو ذهاباً ومجيئاً لا علاقة لها بعمله المنوط به، يُخل بمبدأ الأمانة التي على أساسها كُلِّفَ المسؤول بالعمل، كما أن فيه تضييعاً لحقوق من ترتبط مصالحهم بهذا المسؤول، وقلة متابعتهم، والتغاضي عن سوء أدائهم، وذلك يعود بالمفسدة على الإدارة نفسها حيث تظهر عليها ملامح سوء الأداء، كما أنه يضر المجتمع، بل يضر الموظف المهمل نفسه؛ لأنه يغريه بالتمادي في الباطل، ويغترُّ بهذا الإفضاء، فيستمر في الخطأ ظاناً أنه على المنحى الصحيح. وطغيان مثل هذه التصرفات على السلوك الإنساني هو أخطر ما يمكنه أن يقوض بنيان العلاقات الإنسانية والروابط الاجتماعية وكثير منا خاصة ممن نال حظا من التعليم ينقمون على جيل اليوم ضحالة المعرفة وقلة التجربة وعدم الكفاءة، وهذا التردي أمر ملاحظ، فإنك تجد المتخرج من الجامعة اليوم بمستوى طالب الثانوي قديمًا، لتخلى بعض المعلمين عن مسؤولياتهم وتعليم الطفل منذ صغره تحمل ما يستطيع من المهام، والقيام بما يجب عليه من واجبات مدرسية أمر له بالغ الأثر في شخصيته، ومن الأخطاء الشائعة قيام بعض أولياء الأمور بحل الواجبات الدراسية لأبنائهم، مما يدفعهم للتسيب ويبعدهم عن الاستعداد لتحمل المسؤوليات في كبرهم ،كذلك أصحاب الأقلام والكتاب والاساتذة والاكاديمين عليهم ان يعلموا أنهم مسؤولون عما يدرسون ويكتبون ومحاسبون على ما يخطون، وما أحسن قول القائل:
وما من كاتب إلا سيفنى ** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه
مما لا يزيد إلا من زرع الحقد والضغائن في النفوس، وهذا مثال فاقع الدلالة على أن الخلل الحاصل ذاتي قبل أن يكون له دوافع خارجية أو أن يكون من سلطة فوقية.
من أكثر الصفات السيئة التي يتمتع بها شخصية الرجل عديم المسؤولية هو أنه يكون شديد الأنانية ولديه حب مبالغ فيه للذات، لأنه لا يفكر إلا بمصلحته فقط، ولا يستطيع أن يشغل باله بأمور أخرى حتى لو كانت من أهم واجباته تجاه زوجته وأسرته لأنه من المفترض أن يكون الرجل مسؤول عنهم وعن تلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية، فهو مصدر السعادة والأمان بالنسبة لهم والتعامل معهم باحترام ورحمة ، وإلأ اتهم بضعف الشخصية وفقدان السيطرة على الأمور، وهذا لأنه يتوقع أن الناس المحيطين به يتحملون المسؤولية بالنيابة عنه وان مثل هذا الشخص الذي لا يتحمل المسؤولية هو عار على المجتمع لأنه يجعل المرأة تتحمل أعباء الأسرة كاملة من حيث المسؤولية الإجتماعية والمادية، ومسؤولية المنزل والأولاد بكافة مشاكلهم، مما يخلق لديها حالة من التوتر الشديد والتي تقود إلى إفتعال المشاكل وزيادة تفاقمها فيما بينهم، والتي تؤثر سلبياً على علاقاتهم.
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للفساد شبكات منظمة ومؤسساتية في العراق
- الحكومة العراقية ضيعت حبل الاصلاح
- الوطنية الغائبة...لايصال الامانة الى الغير
- الاخلاق والسياسية توأمان لا ينفصلان
- الفيليون وزنبقة الامل في يقضتهم
- الفساد..تعريف ...اسباب ...العلاجات
- الغرق من وحي الفساد
- الحضارة الغربية بين التشبث والهبوط
- العدالة....بين مفهوم الدولة والمواطنة
- الاغتراب .. وعي الأزمة هو جزء من حلِّه
- التخطيط الاقتصادي السليم قبل الازمات
- منح الشهادات الدراسية بشرطها وشروطها
- امريكا من ترامب الى بايدن
- تصورات تفضلية عن القيم
- سياسة تجويع العراق الحالية مخطط لها
- حق التظاهر في حماية الحق العام
- الاثار العراقية ... المنهل العظيم
- الازمة الاقتصادية العراقية .... واحلام الحلول
- الارهاب الفكري اخطر انواع الارهاب
- السلوك الانساني بين الجوانب الايجابية والجوانب العدوانية


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المسؤولية... الكفاءة والاخلاص والاداء