داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 6759 - 2020 / 12 / 12 - 12:15
المحور:
الادب والفن
محمد شاكر الطائي*
تمكن الشاعر هنا من استخدام ادواته واعطاء عملا فنيا جميلا يحمل في طياته تفريغ احاسيسه على لوحته التي يريد يظهرها كعمل ملموس من خلاله يشق الطبيعة ويغرس موجوده الانساني المؤثر.
هنا الشاعر يحمل ريشته ويرسم، نعم اني اراه يرسم، يجمّل هذياناته وينثرها كغبار بأطراف ريشته التي اغمسها بلونه الخاص، فهو هنا لم يتخلى عن ميثولوجياه كمتسيد على هذه الارض واعتبر ما يصدر عن الهذيان مجرد غبار لا اكثر، لكنها مؤثرة بحيث اخذت منه هذا النص لكنها سقطت بأطراف انامله كبداية جميلة باحت بالكثير، وتأكيدي على ذلك حينما ارتفع وجلس في مكانه العالي وهو يشاهد من بعيد اللوحة وبادر في الرسم ، بالتأكيد هو هنا يشاهد نفسه ايضا ويتوسع في نظرته نحو موجوده على هذه الارض حينما ذكر الريح والبحر والانكسارات والسهاد، هذه الاستعارات المؤثرة ، منتقلا نحو شرح حالته الداخلية التي هو فيها واجوائها الخاصة ( الهجير) وكانه يدعوا الي من يشاركه اللحظة التي عاشها، كلما أمحوا ذنوب الضوضاء تجرحني دموع الاسئلة، تخلى في هذه الزاوية الشاعر عن ما يكنه من تسيده للموقف ودكتاتوريته وانتقل الى الاعتراف (بالضوضاء ) وهنا يحافظ علي وحدة النص بعودته الى العنوان وما أخذت منه من مأخذ لكن بصورة ومسحات لونية جميله، ينتقل الشاعر هنا الى ان يكمل لوحته بعد أن اكمل مرتكزها، ليذهب ويلوذ بالشمس بل هو يشكو اليها وحدته وهذا بائن باستخدامه استفهاماته المتكررة (من) ويرسم الوان الوحدة المتعددة، ويعود من حيث أتى، لغة جميلة غير معقده صاحبها موسيقى فلكلور واضح.
هي حالة نجح حين أطرها بإطار التنهد.
*https://www.facebook.com/mohamed.altaee.9484
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟