الأخوة في اللجنة المكلفة بمتابعة التحضير لمؤتمر المرأة،
الأخوات أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المرأة،
تحية طيبة،
الموضوع:
موقف الحزب الشيوعي السوداني
حيال عملية التحضير لمؤتمر المرأة:
1- نذكّر بما جاء في البيان الختامي لمؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي الثاني بمصوع (سبتمبر 2000) حول مؤتمر المرأة: (أكد المؤتمر على ضرورة دعم نضال المرأة السودانية الجسور من أجل حقوقها وإزالة الظلم الذي لحق بها عبر السنوات، واتفق المؤتمرون على تمثيلها في هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي، وأن تقوم هيئة القيادة بعقد مؤتمر قومي لنساء السودان للوصول إلى برنامج ورؤية موحدة يتبناها التجمع الوطني الديمقراطي لوضع برنامج متفق عليه حول قضايا المرأة السودانية. وقد رحب المؤتمر بالدعوة المقدمة من الحركة الشعبية لتحرير السودان لاستضافة مؤتمر المرأة بالأراضي المحررة بجنوب السودان.).
2- نحن نتعامل مع موضوع مؤتمر المرأة باعتباره أحد أشكال تجلي ظاهرة الصراع في إطار الوحدة داخل التجمع، حيث ينظر كل فصيل تجاه قضية المرأة وفق منطلقاته الفكرية والسياسية. ووفق هذا الفهم ننظر إلى اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر المرأة باعتباره خطوة للأمام، رغم قناعتنا بأن حصيلة الاجتماع، كما وردت في تقرير اللجنة، يمكن أن تنسف فكرة المؤتمر من أساسها. ولقد تجلت إحدى زوايا هذا الصراع في موقف بعض الفصائل الرافض لمشاركة بعض التنظيمات النسائية، مثل الاتحاد النسائي السوداني، رغم أن تاريخ ودور ووزن الاتحاد النسائي يؤهله ليكون في مقدمة المشاركين في التحضير للمؤتمر وحضوره. وكذلك أيضا التقدير غير السليم لأهمية دور الحركة النسائية في الداخل في عملية التحضير مما نتج عنه الموقف المتجاهل أو المقلل من شأن هذا الدور.
3- نتائج اجتماع اللجنة التحضيرية اتسمت بالعديد من السلبيات التي لا يمكننا قبولها، بل لابد من السعي لتغييرها إلى الإيجابي عبر الحوار والتشاور بين مختلف الفصائل داخل التجمع. من هذه السلبيات:
أ- التناول غير الدقيق وغير السليم، حسب تقديرنا، في موجهات المكتب التنفيذي المقدمة للجنة التحضيرية لمسألة تكوين تنظيم نسوي قومي وفق قاعدة الانتخابات، علما بأن هذا الموضوع لم يطرح من قبل لا في مؤتمر مصوع ولا في اجتماعات هيئة القيادة، ورغم أن مسألة الانتخابات والتصويت تتعارض مع صيغة التجمع. لا نعتقد أن تكوين تنظيم نسوي قومي يمكن أن يتم بقرار من هذه الجهة أو تلك حتى ولو كانت هذه الجهة هي هيئة قيادة التجمع. فهذه عملية موضوعية لها ظروفها وقوانينها الخاصة المرتبطة بتطور الحركة النسائية في الواقع السوداني. نحن نرى أن الممكن الآن هو اتفاق التنظيمات النسائية المختلفة على خلق جسم تنسيقي لهذه التنظيمات يوحد نشاطها حيال قضايا المرأة، كما يوحد مساهمة المرأة في معارك قضايا الوطن، وفي نفس الوقت يحافظ على استقلالية كل تنظيم من هذه التنظيمات. وحتى الآن فإن الصيغة الملائمة هي "التجمع النسوي" أو أي صيغة تنسيقية أخرى شبيهة.
ب- وفي ذات الوجهة نعترض على ما جاء في توصيات اللجنة التحضيرية لتحديد نسب المشاركة في المؤتمر حسب أوزان لا نرى أي صحة لها، كما لا نعلم ماهي المعايير التي بموجبها تم تحديد هذه النسب. فكرة الأوزان والتي بموجبها تم التكرم لأحد الفصائل بثماني عشر مقعدا في المؤتمر ولفصيل آخر بسبع مقاعد (وهو غير راض عن ذلك)، وثلاثة مقاعد لهذا الفصيل ومقعد لذاك...الخ، هذه الفكرة، وكذلك فكرة الانتخابات والتصويت، تمت هزيمتها منذ بدايات تأسيس التجمع باعتبارها تتعارض مع صيغته وهويته التي تقوم على التساوي والتكافؤ بين كل مكوناته، وتعتمد التراضي لحسم القضايا و تحديد المواقف واتخاذ القرارات.
ج- النظرة الخاطئة، في تقديرنا، و التي لم ترى أهمية أن يكون للحركة النسائية في داخل الوطن دورا أساسيا ومحوريا في عملية التحضير وعقد المؤتمر.
د- الفهم غير الصحيح، في تقديرنا، تجاه المنظمات النسوية غير الحكومية حيث تقترح اللجنة أن تتحكم الفصائل السياسية في تمثيل هذه المنظمات في المؤتمر.
4- لدرء هذه السلبيات وتحويلها إلى ناتج إيجابي، نقترح الآتي:
أ- ضرورة المشاركة الواسعة في التحضير للمؤتمر، ومن ثم في مداولات المؤتمر نفسه، من مختلف قطاعات وتنظيمات النساء، داخل التجمع وخارجه، بما في ذلك المنظمات الأهلية الفاعلة في مجال المرأة، وذلك من حيث التشاور والمشاركة في إعداد أوراق المؤتمر، ووضع أجندته، وكيفية إدارة جلساته...الخ. وفي هذا السياق فإننا نرى ضرورة أن نبدأ من الآن في فتح نقاش وحوار بين الفصائل السياسية ومختلف التنظيمات النسائية حول القضايا الجوهرية التي نتوقع أن يعالجها المؤتمر، على أن يتطرق الحوار لبحث كيفية أن يسهم المؤتمر في استنهاض الحركة الجماهيرية.
ب- مع تقديرنا واحترامنا الشديدين للمرأة السودانية في المهجر، فإننا نؤمن بأن الثقل الحقيقي بالنسبة لعملية التحضير والمشاركة في المؤتمر ينبغي أن يكون لمجموعات النساء بالداخل. فهذه ليست مجرد شخصيات أو لافتات أوجدتها الصدفة أو الرغبات الذاتية، وإنما هي تنظيمات حقيقية – حزبية وغير حزبية ومنظمات غير حكومية - لنساء مناضلات واجهن السلطة وبطشها، وخضن معارك بطولية ضد الحرب والتجنيد القسري، ومن أجل احترام حقوق الانسان وحقوق المرأة، ومن أجل توفير لقمة العيش الكريمة، ومن أجل بناء السودان الجديد.
ج- نرفض أن ينحصر موضوع المؤتمر فقط في بحث كيفية تمثيل المرأة في أجهزة التجمع القيادية، مع التأمين على ضرورة حسم هذه المسألة. بل نرى ضرورة أن يخرج المؤتمر بمقررات واضحة تخاطب قضية المرأة السودانية من منظور قومي وشامل يستوعب أطروحات المدارس والتيارات النسوية السودانية المتعددة، ويراعي الواقع السوداني ومستجداته المتواترة. وفي هذا الصدد نتفق مع ما جاء في توصيات اللجنة التحضيرية حول "وضع خطة عمل مستقبلية تؤمن للمرأة حقوقها الأساسية الاجتماعية والسياسية كاملة بناء على ما جاء في المواثيق الدولية على أن يلتزم بها التجمع الوطني الديمقراطي".
د- إعادة تشكيل اللجنة التحضيرية بإعطاء وزن أكبر لتمثيل التجمع النسوي بالداخل، مع الأخذ في الاعتبار أن الداخل قطع شوطا كبيرا في توحيد الحركة النسائية عبر تأسيس واستقرار التجمع النسوي الديمقراطي، وعبر الميثاق الذي وقعت عليه التنظيمات والتجمع النسوي في الداخل، وعبر إقرار مبدأ التناوب بين التنظيمات النسائية في التمثيل في أجهزة التجمع القيادية.
هـ من الضروري إرسال وفود للاتصال بالتنظيمات النسائية بالداخل للعمل على تذليل أي صعوبات تواجه مشاركتهن في عملية التحصير للمؤتمر، بما في ذلك تسجيل آرائهن حول كيفية عقد المؤتمر وحول أجندته وأوراقه..الخ تحسبا لأي صعوبات أمنية من قبل النظام تمنع خروجهن من الوطن للمشاركة في التحضير والمؤتمر.
و- كل الفصائل تشارك في المؤتمر بعدد متساو من المندوبات لا يتجاوز الخمسة من كل فصيل، مع إعطاء أي فصيل الحق في اشراك الرجال في وفده.
ح- يقر المؤتمر في أول جلسة له لائحة تنظيم أعماله بما في ذلك كيفية اتخاذ القرارات والتي نرى أن تستند على قاعدة التراضي.
ط- نقترح ضرورة اشراك كل المنظمات السودانية غير الحكومية العاملة في المجال النسوي بمندوبة عن كل منظمة. وإذا كان هنالك مشكلة في التمويل نقترح أن نطلب من هذه المنظمات أن تتكفل بتكاليف سفر مندوبتها أو مندوبها، على أن يتكفل التجمع بنكاليف الإعاشة والإقامة، وذلك حتى لا تتحكم الميزانية المرصودة من الجهة المانحة للتجمع في تحديد عدد المشاركات والمشاركين في المؤتمر.
ي- نقترح أن ندعو للمشاركة في المؤتمر أكبر عدد ممكن من الشخصيات العاملة أو المختصة في البحث في قضايا المرأة من الجنسين.
ولكم فائق تقديرنا
الحزب الشيوعي السوداني
24/4/2003
صورة إلى:
- رئيس وأعضاء هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي.
- الأمين العام للتجمع وأعضاء المكتب التنفيذي.
- التجمع النسوي بالداخل.
- التجمعات النسوية في دول المهجر.
- المنظمات النسائية المختلفة.
- وسائل الإعلام.