|
الشعوب تقاوم والرجعية تساوم، فلسطين قضية والفاصل مسافة ثورة..
بحضاض محمد
الحوار المتمدن-العدد: 6758 - 2020 / 12 / 11 - 12:54
المحور:
القضية الفلسطينية
في الوقت الذي تشتد فيه أزمة النظام الرأسمالي العالمي، انسجاما وطبيعته المتأزمة، والتي يسعى جاهدا لتصريفها على كاهل الشعوب المسحوقة، عبر فرض قوانين تعسفية في دول المركز، و م أ، فرنسا والهند نموذجا، قابلتها شعوب هذه الدول بالرفض القاطع، مفجرة معارك بطولية تعبيرا عن هذا الرفض، في شكل تظاهرات مليونية واحتجاجات عنيفة، بما يتماشى ويتناسب مع طبيعة الإمبريالية المتوحشة والقمعية. . أما بخصوص الدول التابعة، التي تحكمها أنظمة عميلة ذيلية، خاضعة لتوجيهات الإمبريالية العالمية، التي لا تتوانى في إملاء الأوامر على عملائها المحليين، في محاولة منها للتنفيس عن أزماتها المذكورة والمتكررة، وبما أن دول الاستعمار الجديد تشكل الوعاء المناسب لذلك، لا تتوانى الأنظمة الذيلية في السير على خطى سيدتها، إرضاء لها، لتنزل على شعوبها بقرارات وقوانين مجحفة..
ونظرا للظروف المتدهورة التي تعيشها شعوب دول الاستعمار الجديد، بفعل تبعية الأنظمة المنصبة قسرا على رأسها، هذه الأقلية المهيمنة التي تقتسم الغنائم فيما بينها، طبعا المقصود هنا بالغنائم هو ما تبقى مما نهبت الإمبريالية بعدما أصابتها التخمة من سرقة خيرات الشعوب المستضعفة، وفي ظل غياب الحزب الثوري الذي يحتوي الحركات الجماهيرية وينظمها، متسلحا بالفهم الصحيح، ومسترشدا بالنظرية العلمية الكفيلة بالإجابة عن كل التناقضات، والدفع بعجلة الصراع ليبلغ أقصاه، من أجل التحرر والإنعتاق وإعادة الإعتبار للإنسان..
وبالرغم من غياب هذا الوعاء التنظيمي، فقد فجرت شعوب دول الاستعمار الجديد معارك بطولية، مقدمة شهداء ومعتقلين ومختطفين، في تعبير عن الرفض الشعبي لكل ما يأتي من فوق، من سياسات طبقية لا شعبية، يعاني من تبعاتها كل المسحوقين والسفليين..
وفي وسط كل هذا الحطام الذي خلفته الإمبريالية الموحشة خلفها، ولا زالت، وفي ظل الأزمة العالمية التي تسببت فيها الإمبريالية نفسها، في محاولة منها لتبرير أزماتها وتصريفها، وفي وقت وصلت فيه الأخيرة لأقصى مراحل تعفنها، بالأخص في دول المركز، التي تستشري فيها العنصرية والإقصاء العرقي والعقائدي، في ضرب فاضح لكل الشعارات الرنانة التي أطربت بها الليبرالية آذاننا، في ظل كل هذه المستجدات وغيرها، تعود قضية فلسطين للبروز إلى الواجهة..
إذ أنه في الوقت التي تتسارع فيها الأقطار للتوصل إلى لقاح للفايروس المصنع، أو أنها تدعي ذلك، لأن الإمبريالية أبدا لا تهتم لمصالح الإنسان، باعتبارها عدوته اللذوذ، فما خفي من وراء اللقاح المزعوم كان أعظم، ووحدهم ذوي التحليل السليم، هم من يعرفون نوايا الإمبريالية جيدا، في ظل كل هذا، تتسابق الرجعيات بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم، في خيانة صريحة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الأبي المقاوم..
وتماشيا مع طبيعتها الذيلية، فإن هذه الأنظمة الاوطنية الفاقدة للمشروعية، والفاقدة كذلك لسيادة صنع القرار، بالإظافة إلى فقدانها لكل مقومات الدولة الحديثة، بسبب تبعيتها السياسية والإقتصادية المطلقة، وبسبب ما جنته على نفسهانفي عهود سابقة، من اتفاقيات خيانية في شكل صفقات استقلالية، مكسرة بها كفاح شعوبها التواقة للتحرر الشامل، وتواطئها المفضوح مع المستعمر، ولو على مصلحة الأوطان والشعوب، فإنها لم ولن تتوان يوما من أجل خيانة القضية الفلسطينية، قضية كل الأحرار..
فبعد رجعيات الشرق الأوسط الخائنة، التي أعلنت تطبيعها العلني مع الكيان الصهيوني، تبعتها رجعيات شمال إفريقيا المهزومة، لتلتحق وتتخنذق في صفوف المتخاذلين، في تحصيل حاصل، إذ أنها انتقلت من التطبيع السري إلى المعلن، تحت ذريعة إقامة علاقات مع الكيان من أجل النهوض بالقطاعات الإنتاجية، ذريعة أثبتت ضعف حجتها، إذ أن الواقع أثبت ولا يزال، أن التطبيع مع العدو الصهيوني بدا لم يرجع على شعوب الأنظمة المطبعة بخير يذكر، فالمسألة تفوق ما يروجون له بكثير..
لا ينتظر من هذه الأنظمة خير، فهي بذاتها فاقدة لسلطة صنع القرار، ولا تملك ذرة من الاستقلالية في قراراتها وتوجهاتها، وهذا ما لاحظه الكل، ولا يختلف عاقلان في تأكيده، لذلك تبقى وصية جورج حبش، هي النبراس والموجه لنضالات شعوب هذه الأنظمة، المقصود هنا، النضال من أجل إسقاط هذه الأنظمة العميلة والخائنة لشعوبها، العابثة بمصائرهم، والناهبة لخيراتهم، هذه أكبر خدمة يمكن أن نقدمها لأنفسنا في المقام الأول، وللقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية ثانيا، نظرا لوحدة العدو والمصير، ولأن الثورة المغربية ونظيرتها الفلسطينية متلازمتان، في المسير نحو التحرر الشامل لكل الأقطار المستعمرة، سواء التحرر من الاستعمار المباشر، أو من الاستعمار في شكله الجديد..
#بحضاض_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة تحليلية حول مقاطعة المنتوجات الفرنسية
-
نحو انهيار شامل للمنظومة الأخلاقية في ظل هيمنة النظام الرأسم
...
-
الماركسية وفكرة المساواة
-
إشكالية المجتمع المدني في المغرب
-
قراءة في أزمة اليسار المغربي
-
التجربة الحزبية بالمغرب
-
الحركات الإسلامية بالمغرب: النشأة والمسار
-
قراءة في معوقات الإنتقال الديمقراطي بالمغرب
-
قراءة في ظاهرة الانشقاقات الحزبية بالمغرب
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|