صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6757 - 2020 / 12 / 10 - 12:57
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
قد لا ترى فرقا كبيرا بين الميليشيات الإسلامية وبين ميليشيات الأحزاب القومية الكوردية، فأوجه الشبه كبيرة وكثيرة، فهما اداتا القمع بيد القوى الإسلامية والقومية، ويستخدمان ذات الأساليب القذرة والقبيحة في قتل وخطف وقمع المحتجين، وهما أيضا يخضعان بالكامل لأوامر من دول الجوار، ويتشاركان في الفساد والنهب لثروات البلاد، وهما أيضا يتبعان لحكم العوائل، ولديهم سجون ومعتقلات خاصة بهم، وهم ينفذون اجندة وسيناريوهات الدول الأخرى.
هذه الأيام انتفضت الجماهير في مدن واقضية كوردستان، انتفض العمال والموظفين والمعطلين عن العمل، انتفضت الشبيبة الطامحة للحرية والمساواة والحياة الكريمة، انتفضت ضد سياسات القوى القومية الحاكمة، ضد "اليكتي والبارتي وگوران" انتفضت ضد حكم العوائل، التي تحتكر السلطة، وتنهب كل الثروات، انتفضت ضد سياسات التجويع والعوز والاذلال.
استخدمت ميليشيات القوى القومية الكوردية هناك "البشمرگه والاسايش" ذات الأساليب القذرة التي استخدمتها ميليشيات القوى الإسلامية ابان انتفاضة أكتوبر، قمع غير مسبوق للشبيبة، ارتفع عدد الضحايا الى سبعة، والعشرات من الجرحى والمعتقلين، عمليات ترهيب وتخويف وترويع تقوم بها هذه الميليشيات، فضلا عن الجيوش الالكترونية التي تقوم بتشويه هذه التظاهرات.
ليست هذه المرة الأولى التي تخرج بها الجماهير في كوردستان، فعملية سرقة مرتبات العمال والموظفين مستمرة منذ سنوات، والبطالة في تصاعد، وكذلك ليست المرة الأولى التي تقوم بها ميليشيات الاسايش والبيشمرگه بقمع المنتفضين، فهذه الميليشيات هي وجدت أصلا لحماية عوائل النهب والفساد والسرقة، وهي كأختها ميليشيات الإسلام السياسي، التي تحمي اللصوص والسراق والنهابين منذ سبعة عشر عاما، وهي التي قتلت وخطفت وغيبت الشبيبة في بغداد وبقية المحافظات.
ان واقع الانتفاضة في عموم العراق يسير باتجاه تصاعدي، ومن المحتمل جدا ان تتحول الى ثورة اجتماعية، تقلب الطاولة على رؤوس كل القوى الإسلامية والقومية الفاشية، فرغم القمع الشديد، وسقوط الضحايا، الا ان الانتفاضة تتفاعل داخل وجدان الجماهير.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟