|
أوجه من النضال السلمي السياسي بالمغرب -الحركة الوطنية- أنموذجا
حنضوري حميد
كاتب وباحث في التاريخ
(Hamid Handouri)
الحوار المتمدن-العدد: 6756 - 2020 / 12 / 9 - 22:03
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بعد دخول المغرب تحت نظام الحماية الفرنسية في 30 مارس 1912م. انطلقت سلطات الحماية في تطبيق سياستها على المنطقتين الشمالية والجنوبية، مما أدى إلى ردود أفعال من المغاربة على تلك السياسة. حيث شهدت البلاد اندلاع مقاومات مسلحة شرسة رافضة التواجد الأجنبي. انطلقت من كل جهات المملكة: ففي الصحراء انتفضت القبائل بزعامة أحمد الهيبة. وفي جبال الأطلس المتوسط هبت القبائل بزعامة موحى وحمو الزياني. وفي الأطلس الكبير نهضت قبائل الجهة بقيادة عسو أوبسلام. وفي منطقة جبالة والريف تنادت القبائل متصدية للاستعمار بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي. وبعد مدة غير قصيرة من الزمان، وبسبب فشل تلك المقاومات في تحرير المغرب، كان لزاما على المغاربة التفكير في تغيير نهج الكفاح في المغرب، ضد سلطات الحماية (الاستعمار) في المنطقتين الشمالية والجنوبية. ولذلك ظهرت في البلاد نخب مثقفة متشبعة بروح النضال السياسي. فأدركت أنه حان وقت إطلاق العمل السياسي بعد فشل العمل المسلح في تحقيق أهدافه الكاملة؛ ومنه كان انطلاق الحركة الوطنية السلمية في المغرب، وقد اجتازت مراحل متعددة للحصول على الاستقلال. فما المقصود بالحركة الوطنية؟ وما هي الظروف التي نشأت فيها هذه الحركة؟ وهل وفرت وسائل كافية للانتصار وتحقيق الأهداف؟ وكيف انتقلت من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بالاستقلال؟ ولقد دفعني لاختيار هذا الموضوع أسباب ذاتية وأخرى موضوعية: فالذاتية كوني أولا مواطنا مغربيا يحب البطولات التي حققها أجداده، وخاصة تضحياتهم لطرد المستعمر والحصول على الحرية والاستقلال. وثانيا حبي لمعرفة تاريخ الغرب ودراسته، وتقديمه للقراء بطريقة موضوعية، خال من تحريفات الكتابات الاستعمارية، الأمر الذي عرف عند الباحثين على الأقل في شمال إفريقيا ب"تحرير التاريخ Décolonisation de l’Histoire ".
والموضوعية أنني تخصصت في دراسة موضوع التاريخ عموما، وكنت أصبو إلى التعرف عليه، وعلى جوانبه وخباياه عالميا، كما شغفت بالاطلاع على قضايا تاريخ المغرب، والحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدوله المتوالية، وهي تنعم بالحرية والتوسع وإنجاز البطولات في شمال إفريقيا وفي الأندلس. لكن مرحلة الاستعمار، ودخول المغرب ودولته في الاحتقار وفي الاستغلال، وقيام المغاربة بالتصدي بكل الوسائل لهذا الغزو، جعلني أعطي أهمية قصوى لموضوع المقاومة. هذا السبب الموضوعي الأول، أما الثاني فهو كون ما كتب عن الاستعمار والمقاومة لم يكن سليما، ولا موضوعيا، ولهذا شمرت عن ساعد الجد لرفع اللبس والتحريف عن موضوع المقاومة، وتخليصه من النظرة الاستعمارية للتاريخ الوطني، تلك النظرة التي تجعله رحمة وتطويرا وبناء للمغرب، وهو في واقع الأمر خراب واستقلال، وتبديل للهوية الوطنية، ذلك التبديل الذي ما يزال مستمرا إلى اليوم في تبني العمل بلغة المستعمر، وتقمص أساليب حياته. إذن هكذا يبدو التعرف على موضوع المقاومة مهما، وضروريا لتجديد الفكر والعمل معا في المغرب. ولقد اتبعت في دراسة موضوع الحركة الوطنية هذا، المنهج التاريخي الذي يبدأ بتحديد موضوع البحث زمانا ومكانا. ويتبع بضبط السؤال الإشكالي، ثم يسلك الباحث فيه سبيل جمع المعلمات وتوثيقها، وبعد القيام بتحليلها ومقابلتها للتأكد من صحتها، يختم بتسجيل النتائج التي توصل إليها. مفهوم الحركة الوطنية. اختلف المؤرخون حول المفهوم العام للحركة الوطنية، ونتج اختلافهم عن صعوبة توصلهم إلى مفهوم دقيق وشامل لمضمن هذا المصطلح. فمن خلال كتاب "تاريخ الحركة
الوطنية بالمغرب" لعبد الكريم غلاب ، يتضح لنا أن مفهوم الوطنية، له أكثر من دلالة. فهناك المفهوم الذي يربط أي حركة بحمل السلاح. وفي هذا الشأن قال غلاب: فقد كان السلاح دائما وسيلة أولى وأخيرة للمفهوم الوطني في الواقع المغربي، وفي الواقع غير المغربي، من البلاد التي اضطرت للنضال، عن استقلالها بقوة السلاح. فكانت الوطنية تعني الجهاد بقوة السلاح، للدفاع على حوزة الوطن. وهناك المفهوم الذي تعطيه القبيلة للحركة الوطنية، إذ كانت القبائل دائما تدفع عن الوجود القبلي، تارة في مواجهة قبيلة أخرى، وتارة ثانية في مواجهة ظلم الدولة. يرى عبد الكريم غلاب أن مفهوم الحركة الوطنية، له عدد من الدلالات داخل الحقل التاريخي، لكن المفهوم السليم، هو المفهوم الذي يتحدد داخل إطار زمني معين، ألا وهو الإطار الزمني الذي وجد فيه الاستعمار فوجدت معه الحركة الوطنية بمفهومها المعاصر. أي تلك الحركة التي ناضلت ضد الاستعمار. فجاءت هذه الحركة بمفهوم جديد، تبلور في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين. ويستمد هذا المفهوم وجوده من تعلق الوطنيين بوطنهم، وذلك بحبهم له، وبدفاعهم عنه، و بالرغبة الكبيرة في إصلاحه. إن هذا المفهوم الجديد يقوم على إما على النزعة الإصلاحية، أو على العمل المسلح. وقد ينطلق من الخلفية الدينية، أو الحمية الوطنية. لكن لا ينطلق في رأي عبد الكريم غلاب من النزعة القبلية. بل يكون عادة ضد هذه النزعة، التي لم تتبلور إلا مع ظهور النزعة البربرية، وبتشجيع من الاستعمار. لهذا كانت الوطنية تعني تحرير الوطن بأجمعه وتوحيده. وهذا سر الارتباط بين الشمال والجنوب، وسر تكون الجماعات الوطنية الأولى من مختلف الأقاليم، ومن مختلف فئات الشعب.
إذن الحركة الوطنية، بمفهومها الجديد، تجمع بين المفاهيم القديمة. فهي تعني قيام جماعة من المواطنين بواجب تحرير الوطن من الأجنبي، وتوحيده وحفظه من التمزق. والعمل للقضاء على الخرافة، وعلى الانحرافات الأخلاقية والدينية والاجتماعية. كما تعني حمل الفكرة الإصلاحية التي تشع لتشمل إقامة نظام جديد داخل المجتمع، وفي مجال الاقتصاد، وفي ميدان تدبير شؤون الدولة. وحري بالتذكير أن بعض هذه الأفكار طبعا جسدتها الثورة الريفية. وتجلت في مبادئها وأعمالها أعظم ما يكون التجلي. ولم تكن الحركة الوطنية المغربية بمعزل عما كان يدور في المشرق؛ بل كان للحركات الفكرية في المشرق العربي أثر بالغ على مبادئ وأفكار الحركة الوطنية. كما تأثرت الحركة الوطنية المغربية بالحركات الوطنية التحررية التي نشأت في كل من أوروبا وأمريكا. وكانت هذه الحركات قد سبقت الحركة المغربية إلى النشوء، والعمل من أجل تحرير بلدانها. ومن خلال ما سبق فإن المفهوم العام للحركة الوطنية، يمكن تحديده في أن الحركة هي حركة اجتماعية، سياسية، حضارية، وقد ظهرت بشكل واضح سنة 1930م. لمناهضة ما سمي بالحماية الفرنسية والاسبانية في المغرب. إرهاصات ظهور الحركة الوطنية وتعود الإرهاصات الأولى لميلاد الحركة الوطنية المغربية، بعد الفشل الذريع الذي شهدته المقاومة المسلحة بالمغرب، وخاصة مقاومة الريف بزعامة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بعد معركة أنوال حينما تحالف الاستعماران الفرنسي والإسباني ضد الشعب الريفي.
وبعد هذا الحدث البارز الذي أثر سلبا على نفوس المقاومين المغاربة، بدأ التكير في خطة أخرى سلمية، بدل المواجهات العنيفة المسلحة. فكان تأسيس الرابطة الوطنية، كأول تنظيم ذي طابع سياسي في المغرب سنة 1926م. شاركت فيه نخبة من المثقفين بكبريات المدن بدل البوادي. وقد حل هذا التنظيم باتباعه الأسلوب السلمي في المقاومة، محل الكفاح المسلح. وقد بدأ في المدن التالية: فاس، سلا الرباط، تطوان.... بقيادة ثلة من الزعماء السياسيين كمحمد بن الحسن الوزاني، وأحمد بلا فريج وعلال الفاسي وعبد الخالق الطريس ... وغيرهم. إضافة إلى هذا، فقد كان للفكر السلفي، الذي ظهر في المشرق خلال النصف الأول من القرن 20م. أثر كبير في بروز الوعي الديني والسياسي لدى المغاربة جميعا، وخصوصا سكان المغرب الأقصى. حيث أصبح الفكر المشرقي مرجعا فكريا أسهم بشكل كبير في تأطير الحركة الوطنية المغربية، وحثها على الدفاع عن مسألة الوطنية والهوية العربية الإسلامية في أبعادها الدينية واللغوية والثقافية. كما حثها أيضا على العودة إلى اتباع نهج السلف الصالح، والتشبث بالدين الصحيح والعقيدة السنية. وكان من أنصار هذه الحركة محمد عبدو والسيد رشيد رضا اللذين بفضلهما وبجهودهما تأسست جمعية علماء المسلمين. وكان لهذه الحركة السلفية، التي ظهرت في المشرق، صدى كبير في العالم العربي والإسلامي؛ وكان المغاربة من الشعوب التي تأثرت بهذا التوجه، وتبنوا أفكاره، واتخذوها ركيزة أساسية لتعبئة الشعب المغربي. وذلك بإعطاء دروس ومحاضرات دينية وتوعوية، في جامعة القرويين بفاس. وفي الضواحي المجاورة لها. كان الهدف من هذه المحاضرات الرد على الأطروحة الكلونيالية، التي تربط وضعية التخلف بالإسلام. كما سعت المحاضرات الملقاة إلى امتصاص دهشة المقاومين الناجمة عن فشل المقاومة المسلحة.
ومع بداية الثلاثينيات من القرن 20م.، كانت الحركة الوطنية قد أرست ركائزها. وعرفت دينامية ونشاطا حيويين، وخاصة بعد زيارة شكيب أرسلان الأمير السوري لمدينة تطوان سنة 1930م. وقد خلفت هذه الزيارة دلالة رمزية في نفوس المغاربة. وأظهرت مدى ارتباط المغرب بالمشرق العربي. فكانت هذه الزيارة هي النقطة الأساس، التي أسهمت في بلورة واكتمال نضج الحركة الوطنية المغربية، وظهورها جزئيا بشكل علني في الساحة السياسية. واستنادا إلى النظرية الانقسامية للكاتب شارل دو فوكو وهنري طيراس ... تفطنت السلطات الاستعمارية إلى ضرورة العمل بمقولة "فرق تسد". وفي هذا الصدد أصدرت سلطات الحماية ما سمي "بالظهير البريري"، في 16 ماي 1930م. والذي حاول من خلاله المستعمرون الفرنسيون" خلق وسيلة تمزق داخل الجزء الذي كانوا يحتلونه من تراب المغرب، وذلك بإقامة منطقتين منفصلتين عربية وبربرية". ومن خلال هذا الاقتباس يتضح أن في المنطقة البربرية، تم إلغاء المحاكم الإسلامية، وطمست كل معالم المرتبطة بالدين. وطردت سلطات الاحتلال قضاة تلك المحاكم، وفصل المشرفون عليها. وأحدثت محلها محاكم ذات طابع عرفي قبلي، برئاسة فرنسيين بارعين في مجال القضاء، وهم من ضباط الشؤون الأهلية. كما أعطوا مهام القضاء لأعيان القبائل وزعمائهاـ ومنحت لهم سلطة مطلقة للبث في كل القضايا والنزعات المتعلقة بما هو مدني وتجاري وعقاري. وهذا كله من أجل السير نحو الحكم العرفي، ومخالفة الشريعة الإسلامية. لكن الجماهير الشعبية أدركت خبث هذا الظهير، الذي كان هدفه الأساس تفكيك الوحدة الوطنية، وزعزعة الأمن الروحي للمغاربة. فكان رد الجماهير تجاه السلطات
الاستعمارية ردا قويا، من خلال تنظيم تجمعات في المساجد، لمناقشة وفهم مضامين هذا الظهير. فانتهى الأمر بهم إلى الخروج في مظاهرات عارمة، في الشوارع، مرددين دعاء اللطيف: "اللهم يا لطيف نسألك اللطف في ما جرت به المقادير لا تفرق بيننا و بين إخواننا البرابر". الوسائل التي وفرتها واستعملتها الحركة الوطنية لاسترجاع استقلال البلاد استمر نضال الحركة الوطنية سلميا، على شكل مظاهرات أشهرا عدة، رغم كل ما تعرض له الوطنيون من قمع واعتقال، دون تمييز بين العرب منهم أو الأمازيغ ... وطال الاعتقال على وجه الخصوص، كل المتمردين الذين وقفوا حاجزا في وجه المستعمرين. ومن خلال هذا العمل النضالي الذي قام به المغاربة، أصبحوا قدوة للثورات العربية، كما كان لنضالهم بهذه الطريقة، صدى واسع في العالم العربي والإسلامي. ولقي تصديهم للمستعمر وخططه الرامية إلى التفريق بين مكونات الشعب المغربي تأييدا على الصعيد الدولي. فلا عجب إذا وجدنا أن كثيرا من الباحثين اعتبروا أن إصدار الظهير البربري كان البداية الحقيقية للعمل الوطني. حيث مثل اللبنة الأولى في بناء رؤية جديدة لتعليم المواطنين المغاربة النضال السلمي ضد الاستعمار. وعلى هذا المنوال استعملت الحركة الوطنية مجموعة من الوسائل السلمية للتعريف بقضيتها، والإعلان عن مطالبها الإصلاحية التي تمثلت في ما يلي: الاحتفال بعيد العرش لأول مرة في 18 نونبر سنة 1933م. إصدار مجلات مثل مجلة المغربية" بالفرنسية سنة 1932م. إصدار مجموعة من الجرائد مثل جريدة الحياة و جريدة السلام وجريدة العمل الشعبي، التي تفضح مؤامرات الإدارة الاستعمارية، وتنشر الوعي الوطني في صفوف المغاربة. تأسيس مدارس خصوصية مثل مدرسة النجاح بالدار البيضاء، والاهتمام باللغة العربية. تكوين فرق موسيقية ومسرحية كفرقة المنار بالدار البيضاء. ازداد النضال السياسي حدة وانتشارا في المغرب، في وسط العقد الرابع من القرن 20م. وتحديدا سنة 1934م. فخلال هذه السنة تأسس حزب "كتلة العمل الوطني"، كأول جهاز سياسي منظم. وقد انضم إليه عدد من الشباب المثقفين المعروفين بحيويتهم ونشاطهم في مجال العمل السياسي. وحينها انتخب علال الفاسي رئيسا لهذا الحزب. كما أصبح محمد بن الحسن الوزاني أمينا عاما له. إلا أن هذا الأخير لم يستمر طويلا حيث انسحب طمعا في الرئاسة. ولما حرم منها أسس تجمعا آخر عرف ب"الحركة القومية". وعوض داخل"كتلة العمل الوطني" بأحمد بلا فريج الذي تقلد منصب الأمانة العامة للكتلة. قدمت هذه الكتلة إلى جلالة الملك محمد الخامس، وإلى سادس المقيمين الفرنسيين العامين المسمى نوكيس، وثيقة مهمة، تحتوي على عدة مطالب. أطلق عليها الوطنيون: وثيقة مطالب الشعب المغربي، أو دفتر المطالب المستعجلة. وتضمنت ثلاثة إصلاحات: إصلاحات سياسية وادارية: كالمطالبة بالتراجع عن تطبيق مضامين الظهير البربري والإصرار على الالتزام بتطبيق بنود الحماية، وإلغاء التدخل المباشر للإدارة الأجنبية في شؤون المملكة. إصلاحات اقتصادية: كإيقاف الاستيطان الرسمي للأجانب، وحماية الصناعة التقليدية من منافسة البضائع الأجنبية. وإلغاء الضرائب التي أثقلت كاهل المغاربة. إصلاحات اجتماعية: طالبت الحركة الوطنية بتأسيس المدارس الحرة والمستشفيات، و محاربة الفقر والبطالة. ومن الملاحظ أن هذه المطالب الإصلاحية لقيت إهمالا من سلطات الحماية، مما أجج الوضع السياسي بالمغرب، وجعل الحركة الوطنية تأخذ منحى أخر مستعملة أنواعا من التصعيد، فانتقلت من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال كما سنرى لاحقا. و بالعودة إلى التطورات الحاصلة على المسرح السياسي المغربي، نجد أنه بعد تأسيس كتلة العمل الوطني، وقعت مجموعة من الخلافات داخل الكتلة بسبب التنافس على الرئاسة. فانقسمت كتلة العمل الوطني إلى تنظيمين سنة 1937م. هما الحزب الوطني لتحقيق المطالب والحركة القومية، وقد تأسست هذه الأخيرة بزعامة محمد بن الحسن الوزاني، وجماعة من الوطنيين اتفقوا معه في الوجهة وفي الرأي، وكان لهذا التنظيم جريدة ناطقة باللغة الفرنسية سميت " عمل الشعب "و جريدة باللغة العربية سميت "الدفاع". وتجدر الإشارة هنا إلى أن محمد بن الحسن الوزاني لم يطلق اسم حزب على هذه الحركة القومية، بل إنه اكتفى بنعته فقط حركة، تماشيا مع القوانين التي كانت تمنع على المغاربة تأسيس الأحزاب. ومن الوجهة التنظيمية لم يكن للحركة مقر أو مركز ولا فروع... ومن حيث المبادئ، والقيم والبرامج، كانت البنية الفكرية التي استندت إليها "الحركة القومية" ذات النزعة الليبرالية معتدلة. لخصت للشعب المغربي معاناة مواطنيه فيما تمارسه السلطات الاستعمارية من انحرافات سياسية، ومن انسلاخ عن تعهداتها. والظاهر أنها نهجت هي الأخرى سبيلا إصلاحية لتحقيق مطالب الشعب المغربي. وركزت نضالها حول مضمون برنامج المطالب المقدم للمسؤولين الفرنسيين سنة 1934م. كما ذكر أعلاه في سياق الحديث عن مطالبة الحركة الوطنية بالإصلاحات.
ولم يكتف القوميون بالمشاركة في أحداث المواجهة، التي حصلت مع سلطات الحماية سنة 1937م.، خصوصا أحداث بوفكران؛ وذلك بعد تحويل مجرى مياه واد بوفكران إلى ضيعات المعمرين الفرنسيين. بل كانوا مدبريها وقادتها الفعلين. كما تضامنوا مع الحزب الوطني جراء ما تعرض له من قمع وتنكيل. فتعرضوا بدورهم للقمع والتنكيل، وتم نقلهم إلى المنافي والسجون. وكان مصير الوزاني النفي إلى الصحراء، ليقضي تسع سنوات هناك. وبسب هذه الأوضاع، ستعرف هذه الحركة أفولا، ولن تظهر من جديد إلا لاحقا ضمن تطورات أحداث المقاومة. وعند بداية المطالبة بالاستقلال. الانتقال من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بالاستقلال أما الشق الثاني من التنظيم، والذي ظهر جراء خلاف بين الزعماء، كما ذكرنا آنفا، وهو الذي أفضى بالزعيم الوطني محمد بن الحسن الوزاني إلى الانسحاب من التنظيم، ليؤسس كتلة جديدة سميت حزب الاستقلال. الحزب الذي جاء بمطلب مختلف، ورسم للحركة الوطنية هدفا أسمى مهتما بالقضية المركزية للوطنيين، ألا وهي المطالبة بالاستقلال التام للمغرب، واسترجاع السيادة الوطنية؛ وانهاء أي تدخل أجنبي في سياسة البلاد. وفعلا كان إصرارهم هو السير على هذا النهج النضالي الوطني حتى تحقيق الهدف. وكان الذي ساهم في تحقيق هدف الحصول على الاستقلال هو الغليان الناتج عن التراكمات التي عاشتها الساحة المغربية جراء تصرفات الاستعمار العنيفة المتكررة ضد الوطنين خاصة والشعب المغربي عامة، وهي أحداث غيرت مسار الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال. وهكذا لجأت الحركة الوطنية إلى التصعيد في نضالها السياسي، فاتخذت موافق جريئة كانت نقطة تحول في التاريخ المغربي المعاصر. حيث قام حزب الاستقلال بزعامة علال الفاسي ورفاقه من كبار رجالات الحركة الوطنية،
وثلة من المثقفين برفع وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى سلطان البلاد محمد الخامس، و إلى إدارة الحماية بتاريخ 11 يناير 1944م. فعكست هذه الوثيقة مثالا حيا لما قدمته النخبة الوطنية من تضحيات بالغالي والنفيس، سواء أكتان الأمر متعلقا بالوقت أو المال، وكل ذلك في سبيل قضية واحدة وهي التحرر من قيود وأغلال الاستعمار، وتحقيق الاستقلال. فلا عجب إذا وجدنا هذا الحدث بارزا في عملية الاستقلال، واتخذه المغاربة عيدا يحتفلون به سنويا. هذا من جهة، أما الجهة الثانية فإن جملة من العوامل عرفها المسرح الدولي ساهمت هي الأخرى في هذا الانتقال، ومنها: تفاقم حدة الاستغلال الاستعماري إبّان الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الفترة تم إصدار الميثاق الأطلسي سنة 1941م. الذي نص على حرية الشعوب في تقرير حرية مصيرها. كما أن السلطان محمد بن يوسف استغل انعقاد مؤتمر أنفا يوم 23 يناير 1943م. لطلب الدعم الأمريكي للحصول على الاستقلال. وجاء في مضمون وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي صدرت في التاريخ المذكور آنفا، أن السلطات الفرنسية فرضت الحماية على الأمة المغربية بالقوة ، في ظروف استثنائية، كان فيها المغرب عاجزا عن تسيير نفسه. فتدخلت فرنسا من أجل مساعدته حتى يستعيد قوته، في إطار عقد الحماية الموقع في 30مارس 1912م. لكن سلطات الحماية خرقت هذه المعاهدة في نصها وروحها، فأصبح المغرب دون سيادة. ولهذا كان المطلب الأول في الوثيقة هو إعادة النظر في الوثيقة، وقراءتها من جديدة، والالتزام بها، لأنها تخدم مصالح الأجنبي، وتعرقل تطور الإنسان المغربي. وإضافة إلى هذا، تنص الوثيقة على مبدأ حق الشعوب في حكم نفسها. وتعبيرها كلما أرادت عن رغبة الحصول على الاستقلال، مع ضمان الحفاظ على وحدتها الترابية. ومن حق هذه الشعوب اختيار أي نظام ديموقراطي تراه مناسبا لها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوثيقة، صاغها حزب الاستقلال بتعاون مع زعماء الحركة الوطنية. ولهذا نجد أن أعضاء حزب الاستقلال كانوا أكثر نشاطا وحيوية في الإمضاء على المطالب التي تضمنتها الوثيقة. هذا من ناحية، وبما أن مدينة فاس هي عاصمة المملكة المغربية قبل الحماية، ومنها انبثقت الشرارة الأولى للحركة الوطنية، كان عدد الموقعين في هذه المدينة 27 مقاوما. وتليها مدينة الرباط التي أصبحت عاصمة فيما بعد، ب11 عضوا ... ويصل العدد الإجمالي من الأعضاء الموقعين على الوثيقة 66 موقعا، من بينهم امرأة التي مثلت المشاركة النسائية في النضال وهي مليكة بنت المهدي الفاسي. كما شاركت أيضا مختلف الشرائح المجتمعية الغنية منها والشعبية، والموظفين والتجار والصناع في المطالبة بالاستقلال والتوقيع على وثيقته. المواقف الدولية وكان وراء هذه الجعجعة، التي أثارت الرأي العام، بروز مواقف عدة؛ منها موقف السلطان محمد بن يوسف من خلال الاجتماع الذي قام به مع كبار القادة والمسؤولين والقضاة والعلماء... فانتهى الاجتماع بقرار تكوين لجنة من وزيرين ورئيس التشريفات الملكية، للتواصل مع اللجنة التنفيذية للحزب، وتقدم المطالب للإقامة العامة، لترفعها إلى الحكومة التي كان مركزها في الجزائر". وهذا إن يدل على شيء فإنما يدل على المشاركة الفعالة، والدور الكبير الذي لعبه سلطان المغرب في الحركة الوطنية ورغبته في السير نحو الاستقلال. لكن في المقابل نجد موقف الإقامة العامة المعادي الأول لمطالب الاستقلال؛ حيث كانت تتربص بالمقاومين وتكن لهم الكراهية. وهكذا انطلقت مراقبتها المشددة في كل المدن، وخاصة تلك التي يسكنها الموقعون على عريضة المطالبة بالاستقلال. فكانت أجهزة المخابرات التابعة لفرنسا، تتكلفت بمهمة المراقبة. وسقط ضحية هذا المراقبة مجموعة من
المناضلين، الذين تم القبض عليهم، ومنهم محمد اليزيدي و أحمد بلا فريج، ونفي هذا الأخير إلى جزيرة كورسيكا، بتهمة التعاطف مع المقاومين، والعمل مع دول المحور. وإلى حدود هذا الوقت أظهرت فرنسا عدم تنازلها عن الحماية؛ بل أكثر من ذلك تم إبلاغ محمد الخامس من طرف المقيم العام الفرسي، ألا يكون طرفا في أية مفاوضات، يكون هدفها المطالبة بالاستقلال. وفي هذه الفترة وقفت الإدارة الفرنسية بساق من حديد في مواجهة مطالب الشعب المغربي، والقضاء على كل من سولت له نفسه التعاطف أو التضامن مع الحزب. فكان رد سلطات الحماية على الوثيقة المذكورة قويا ورهيبا في حق الشعب المغربي. راح ضحية هذا الرد آلاف من المغاربة الأبرياء. بالإضافة إلى الحزب الذي داهمته قوى الاستعمار الفرنسي في 29 يناير من نفس السنة. وفي ظل هذه الأحداث اعتقل جل الموقعين على العريضة، وزجّ بهم في السجن. ثم بدأت فوضى عارمة من طرف الإقامة العامة تجاه الشعب المغربي المتعاطف. رغم كل هذا التنكيل الذي عاشه الحزب، إلا أنه واصل نشاطه، متحملا كل الأساليب الهمجية الاستعمارية، وذلك رغبة في تحقيق هدفه المنشود. فكان موقف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بدورها من وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تم قبولها من طرف القنصلية بنوع من التردد، فكان المغاربة يأملون تعاطف بريطانيا مع قضيتهم، لكن بريطانيا مارست نوعا من التقية على موقفها، واتخذت ذريعة أن هذه الحالات لا يمكن التعامل معها إلا عبر الإدارة الفرنسية. ونفس الشيء وقع مع القنصل الأمريكي، إثر زيارة الوفد المغربي له، حيث كان جوابه أن الولايات الأمريكية لا تهتم في
الظرف الحاضر إلا بقضايا الحرب، وضرورة المساعدة على النجاح ضد العدو دون أية عرقلة كيفما كان نوعه. ونستشف من خلال هذه المواقف أن حزب الاستقلال خصوصا، والشعب المغربي عموما، أصابهم نوع من خيبة الأمل، ولهذا دعا الملك محمد الخامس إلى المضي قدما في تحرير المغرب، وذلك بتضافر الجهود بين المغاربة حكومة وشعبا، وكذلك كان. وعبر الملك عن هذا الارتباط الوطيد بينه وبين شعبه الوفي في خطاب طنجة. حيث سار على نفس النهج والخطى في سبيل الحصول على الحرية والاستقلال لوطنه. وعبر عنها بقوله "إذا كان ضياع الحق في سكوت أهله عليه، فما ضاع حق وراءه طالب"، وإن حق الأمة المغربية لم يضع، ولن يضيع. فكانت رسالته واضحة إلى سلطات الحماية، ولخص مطالبه في قوله " ....نحن بعون الله وفضله، على حفظ كيان البلد ساهرون، ولضمان مستقبله عاملون، ولتحقيق تلك الأمنية التي تنعش قلب كل مغربي سائرون...". فهذه الكلمات التي جهش بها قائد التحرير في خطابه تاريخي، أمام ممثلي الدول الأجنبية، دون خوف أو خشية، وكذلك أمام هيأة الإدارة الفرنسية بحضور شخصيات عديدة من قادة الاستعمار في فناء حديقة المندوبية بمدينة طنجة. خلقت رعبا في أذهان الحضور، وزعزعة وارتباكا واضحا عند الإقامة العامة، وسلطات الحماية التي عملت ما في وسعها لوضع خطة استباقية من أجل خلق العراقيل لإفشال رحلة الملك إلى مدينة طنجة، لكنها لم تفلح في ذلك، وفشلت خطتها. في المقابل استطاع الملك من خلال هذه الزيارة أن يمتّن علاقته مع الشعب المغربي مستقطبا ساكنة طنجة، واعتبرها فرصة لا تعوض لتأكيد مطالب الشعب والعرش معا بالاستقلال، ونيل الحرية.
بعد هذا الحدث الحاسم، دخلت سلطات الحماية في المناوشات مع سلطان المغرب. وذلك بالضغط عليه لكسب تأييده، لكنه رفض. فزادت وتيرة الضغط والتهديد من طرف فرنسا بقولها: "إما أن تنفذوا طلباتي وإما أن تتنازلوا عن العرش وإلا فسأخلعكم". وفي هذا السياق بدأت فرنسا في ممارسة سياستها الترهيبية من خلال ارتكاب مجازر في حق البشرية في الدار البيضاء، ذهب ضحية هذه المجازر مئات من المواطنين. والذي زاد الطين بلة هو نفي السلطات الاستعمار السلطان المغربي إلى جزيرة مدغشقر. واستمرت في سياسة القمع الدموي، مما أجج الوضع لدى المغاربة، واندلعت ثورة سميت بـ"ثورة الملك والشعب" وهي محطة تاريخية فاصلة بين فترة الحماية وعهد الاستقلال. ستفضي إلى تحقيق حلم الشعب المغربي، المتمثل في رجوع بطل التحرير، ورمز المقاومة من المنفى. وما أن وصل صدى نبأ نفي سلطان المغرب حتى أعلن علال الفاسي نداء من القاهرة، يتهم فيه فرنسا باختراق مبادئ الحق والعدل. كما حث الشعب المغربي على ضرورة الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. وإلى حد الآن انتهى النضال السياسي، وبدأت العودة إلى المقاومة المسلحة. فبدأ تأسيس خلايا فدائية سرية في دجنبر 1953م. لمقاومة الاستعمار، وتصفية العملاء ومهاجمة المصالح الفرنسية، واغتيال كل المتعاونين مع فرنسا، والمستوطنين الفرنسيين في المغرب. وانتشرت المقاومة في المغرب، حيت أخذ المغاربة في إحراق مزارع الفرنسيين ومشاجرهم، ومهاجمة مستودعاتهم. بل والثكنات العسكرية، وكل ذلك بتأطير من مركز المجلس الأعلى للمقاومة المسلحة بتطوان. واستطاعت قوات جيش التحرير المغربي السيطرة على الأقاليم الشمالية والوسطى التابعة لمنطقة النفود الفرنسي. واستمر الوطنيون على هذا النهج من النضال حتى حصول المغرب على الاستقلال سنة 1956م.
لائحة المراجع 1ـ غلاب عبد الكريم، تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب، الرباط، مطبعة الرسالة، 11 شارع علال بن عبد الله، ط.2 ، ج.1، 2000م.. 2ـ جلال يحي، المغرب الكبير الفترة المعاصرة وحركات التحرير والاستقلال، أطروحة الدكتوراه من جامعة باريس، مصر، دار القومية للطباعة والنشر، الاسكندرية، شارع أديب اسحاق، ط.1، ج.3، 1966م. 3ـ بورقية عبد السلام، لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي بالمغرب، منشورات البيان، 1984م.. 4ـ أيت سعيد أحقي زهير، "صفحات عن تاريخ الحركة الوطنية المغربية" 13/06/2019م.،. 5ـ الفاسي علال، الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 2003م.، ط. 6،. 6ـ القادري أبو بكر، مذكراتي في الحركة الوطنية المغربية (1930 ـ 1940م.)، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 1992م.، ج.2، . 7ـ كنبيب محمد، مدكرات من التراث المغربي عهد القطيعة، الرباط، 1986م.، مج. 6، ج. 3،.
#حنضوري_حميد (هاشتاغ)
Hamid_Handouri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رفاعة الطهطاوي والحداثة الأوروبية منهج الاستيعاب والتوفيق.
-
الاستشراق أهدافه وسياق ظهوره
-
قراء في كتاب - الأقلية الإسلامية في صقلية بين الاندماج والصد
...
-
الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالمغرب قبل الحماية
-
قراءة في كتاب- منهجية البحث- للكاتب الفرنسي ماثيو جيدير
-
قراءة في كتاب: -قبائل أيت سكَوكَو في مواجهة الاستعمار الفرنس
...
-
التاريخ وعبوره للتخصصات من أجل الكشف عن الحقيقة والقيام بمهم
...
-
مرتكزات الحداثة في أوروبا
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|