أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - كان يا ما كان















المزيد.....

كان يا ما كان


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 6756 - 2020 / 12 / 9 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يا ما كان أمير صغير، وربما يكون الكبير ، أمير الحكايات والأحاديث ، ومالك الخيال ، وعاشق الترحال ، أنثاه صارخة الجمال ، وممعنة بالأحزان ، وشقية تعتدي على عرشه ، يستسلم في اتون عرينها بلحظة انبلاج الحقيقة والكشف عن الزيف.
كان يا ما كان ، أمير صغير، وربما يكون الأمير الأكبر، ولد مرتين والثالثة على الأبواب ، الأولى في الأوجاع ، والثانية في الغضب ، والثالثة سيأتي ذكرها بفرح وبلا ألم ، وعند الاجابة على الاسئلة المعلقة التي تبحث عن المفردات غير المتلعثمة، المعبرة عن حقيقة الولادة من جديد ولفظ الملفوظ المتعفن في ازقة الحارات المنسية وتلك التي صارت ركاما على جوانب المدن الحديثة الزائفة ، مدن البلاستيك والعلب الاسمنيتة ، فقد جاء الأمير الصغير مشاغبا محاولا ان يشدو اغانيه ويصدم الاباطرة بالسؤال الباحث عن كينونته .
في حضرة الاسئلة الصعبىة التي تظل دون اجابات تتغير المعاني ، يتراءى من بعيد الامير المشنوق المعلق على اعواد البحث عن حقيقته ، ولربما تنقلب أيضا موازيين لغة الكلام ، فأبجديات قوامسينا تبدلت ، وضجيج خطاباتنا قد اختلفت ، ولغتنا العربية قد صارت ركيكة لا نفهم معانيها كونها تحمل كل التفسيرات التي نريد وفلسفة الاجابات المزورة وغير المعبرة عن حقائق اللحظة بكل مكوناتها وحيثياتها ، وانقلبت كل المفاهيم وتداخلت كل القيم وصار لابد من أن نعتلي مقامات الشأن الرفيع حتى نعي ونستوعب اللغة من جديد ، ولابد لنا من أن نجيد دهاليز اللعب على كلمات الحذلقات السياسية ومواءمة الفهم بالفهم الرشيد لما يقوله السادة الكبار في القوم .
في حضرة الاسئلة الصادمة كل شيء قد تبدل، وصار لابد من أن نستوعب أننا أمام الاجابات الكاذبة ، ولابد لنا من أن نجيد من جديد التعلم والتعليم لكيفية الكلام وخطاب ذوي الكروش المنتفخة ، المتاجرون بالالم القابضون على مصائر الامور ، والمصير قد اضحى متلاعب به ... لا مكان لمن يريد أن يتحدث عن الشجن و الحزن والهم.. لابد من أن تختصر الكلمات فجلالة السؤال مطارد بالهموم والأشجان ، فالى اين نحن متجهون ..؟؟ وماهي طبيعة حقيقتنا ..؟؟ وما هية الوطن الغارق بالاحزان ..؟؟ ام هي الكذبة الكبرى بممارسة الفعل والفعل غائب عن يوميات الجميع والكل غارق بمطاردة لقمة العيش بعيدة المنال ... ولا مكان للفقراء هنا ... واقصد فقراء فهم الفهم الجديد ولا مكان إلا لمن يجيد فن اللعب على الكلمات... و إلا فمكانك هناك بحضرة القبر المزخرف للأمير الصغير اللاهث خلف الولادة من جديد .
لابد لك وأنت تعبر المكان أن تقف لدقائق عند ركام عرش الامير المنهدمة اركانه ، حتى تنبه ذاتك أن سيد المكان قد تغير وان القائد قد ترجل وان اصحاب المعالي والفخامة والجلالة هم من يسكون قصر السلطان القادمين على ركام عرش اميرا امراء الفعل الماضي ، وسيد القصر لا يحب المجاملات وليس له عادات الترحاب والترحيب بزوار المكان القدامى ، الذين لا يجيدون صناعة الاحلام خارج ذاكرة المكان والزمان... الغرباء بأحلامهم وارتجالاتهم...
عشاق الحواري العتيقة جاءوا من نبض الوجع الساكن بين ثنايا معابدها المهجورة ، ومن عبق أبخرة صوامعها المعمورة بأرواح من عبروا المكان ونقشوا اسماءهم على الجدران ، ومن أقاصيص سفر التكوين منذ ان تعالت صيحات التهليل والتكبير للأتي من السماء ، ولمن سار على الماء ، واستقر مصلوبا على تلة المعبد العتيق ، ومن قصة الصعود الى السماء ليلقي خطابه هناك بحضرة الأنبياء ، جاءوا من فسحة الأمل الموصولة ما بين الأرض وسماء الصعود ، جاءوا ليشكوا الحال والحال قد أضحى غريب عجيب ، فأم المدائن بالإنتظار... وانتظارها قد طال ، وجميلات حواريها ما عدن ينتظرن قدوم الليل او أول الصبح ، وصرن العجائز المنتظرات لإبتسامة عابرة، ولحكايات الزمن الجميل ، ورجالها يفترشون الأرض ويلتحفون السماء عند الأسوار ويناجون الرب ابتهالا بأن يبقوا على العهد القديم وان يمنحهم شيئا من فعل رجولة ضاعت في دهاليز العصر الجديد ، العشاق جاءوا لينطقوا الكلمة الفصل في عصر الإنهيارات الكبرى ، ... وجاءوا ليقولوا ان للحارة القديمة وابوابها حراس وحراسات ، وان للمعبد سجد ركع معتصمين بحبل الله جميعا ، ولم يهونوا ولن يهونوا وسينطقوا بالضاد دوما...
في حضرة الاسئلة الباحثة عن مستقر لها ، تتبدل الإشارات ويهب من يهب واقفا مؤيدا او مدافعا عن طبيعة المرحلة وظرفية الواقع ومتطلبات الواقعية الجديدة ، ومن انصار يهوذا من يهتف بحياة وحكمة ورؤية سيدنا الجديد ، القابع بقصر السلطان اليوم ، رجالات القصر متأهبون بكل مكان لمن تخول له نفسه ان يحلم خارج إطار أحلام الواقعين الجدد... او لمن يحاول استذكار مقاربات الحوار الذي كان في المكان قبل ان يترجل ذاك الباحث عن الاجابات للأسئلة الصعبة المرابط بجانب القبر المزخرف.
قال احدهم ، الرجال تائهون ضائعون ما بين زعماء القبائل، وامراء الجيوب المنتفخة، ومن يحترفون تنميق الكلام ، ودعاة العصرية المعولمة والمعلبة بالمفاهيم القادمة من صناعة الحرب والسلم تجار العم سام...
وقال اخر.... الازقة ما عادت ازقتنا ، صارت حكاية في كتب صفوف المدارس حينما نتحدث عن تراثنا... وعن ذاك الفيصل الفاصل للتاريخ ، حينما كان قبلة لكل من يأتينا شاكيا باكيا متضرعا لنصرته ونصرة حقه...

ومن قال نريدها عربية... ومن زمجر مستنكرا تهويدها... وأسرلة سكانها... ومن وقف صارخا شاكيا حق رعاياها بالدعم لتعزيز الصمود ، واخر قال انا أميرها ومخلصها... ولابد من مبايعتي.. وكان خلاف وحوار على من يكون الأمير... ومن سيكون سيد الآزقة والحواري العتيقة ..؟؟ وما هي افعاله..؟؟ وكيف سينطق بلغتها..؟؟ ويقسم عليها وبها... وتنطاح الجمع بالكلمات وكنا كما كنا بحضرة الأسئلة التائهة ، نرتل من وراءه الكلمات... ليكون الفصل الجديد في مسلسل تكوين اللجان لرفع التقارير لصناعة الصمود من جديد.... ولكن هذه المرة بما يتناسب ووقائع المرحلة ومتطلبات العصرية المعولمة بالإجابات المزيفة للأسئلة الهائمة ، لنأخذ بالحسبان ان الطريق الى المعابد والركوع بحضرة الرب قد صارت طقسا من طقوس التيه والزيف ، تتطلب سلوك الطرق الجديدة بفعل الجدران العالية الفاصلة للحلم والمانعة له من ان يتشكل .
فقد كان يا ما كان اميرا صغير باحثا عن حقيقته بالايمان لمغزى الوجود لفعل الرباط على اسوار الحارة القديمة الرابضة على روابي الصعود ، وفلسفة السؤال هي من تفرض البحث عن الاجابات المُقنعة بالابجديات غير القادرة عن تفكيك طلاسم جبروت اولي امر الألهة الوثنية ، المشوهة للوطن وللحارة العتيقة ، الخاضعة الساجدة في محراب مؤامرة المواءمة لصلوات الخضوع لقياصرة الزمن غير الجميل.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحاديث على أرصفة القهر
- وحلمنا بعروس البحر فإذا بالمولودة قردة
- فخامة الموت
- (هناك من يغضب لمنظر امرأة لا ترتدي حجابا .... اكثر مما يغضب ...
- في عبثية الفوضى ....
- جدلية فعل الافراج عن مروان البرغوثي
- قراءة سياسية راهنة ....
- ما يجب ان يُقال بالظرف الراهن ....
- بيان هزيمة الذات ...
- لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....
- ما بين ( فن الممكن) و( فن المستحيل ) بالحالة الفلسطينية
- حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في ...
- حينما تصبح القدس عاصمة للثقافة العربية ..
- دعوة لفهم منطلقات انعقاد الملتقى العربي الدولي لحق العودة .. ...
- حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....
- ان لم تتفقوا فلا تعودوا ....
- مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ...
- في الدعوات للمشاركة في الإنتخابات لبلدية القدس ...
- قراءة في الورقة المصرية للحوار الفلسطيني ....
- لعيسى قراقع .... ( دور يا كلام على كيفك دور) ....


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي لـCNN: -كل شيء على الطاولة- للرد على ...
- بالصور: عام من الحرب في غزة
- غرق سفينة نيوزيلندية قبالة جزيرة ساموا.. وهذا هو مصير 75 شخص ...
- بوندسليغا.. مرموش يهدي فرانكفورت تعادلا ثمينا أمام بايرن
- الإمارات تطلق حملة إغاثية لدعم الشعب اللبناني
- تدمير سفينة أوكرانية محمّلة بالذخيرة قادمة من أوروبا
- -يدعم محور الشر-.. نتنياهو يرد مجددا على ماكرون بعد دعوته لح ...
- تونس.. إغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية
- -حماس-: -طوفان الأقصى- ستؤسس مرحلة جديدة للقضية الفلسطينية ...
- ماكرون لنتنياهو: حان الوقت لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - كان يا ما كان