أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رندة المغربي - -- وَ كَانَ وَجهُك --















المزيد.....

-- وَ كَانَ وَجهُك --


رندة المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 11:13
المحور: الادب والفن
    


مدخل :

كنت أتسكع وحيدا في دروب رام الله المهجورة باحثا عن غير العادي في العادي،عن استياء واحتجاج، الطبيعة المخذولة، عن الشعري في اللاشعري
..عن السحري المألوف، عن قوى الأشياء الخفية من شجر وصخور، عن طاقتي الحبيسة، أحاسيسي المجهولة عن قيعاني، كنوزي،هناك بعيدا عن صخب العربات
* زيـــاد خــــداش
******************************


من سيحرس الآخر أنت أم أنت؟
من سيحرس الآخر من سياط الكلمات تنهال على ظهر الورق تحثه أن يعدو خلف الغيب ليستعيدك!
من سيحرس الأنت من شوقي الحاقد لك/عليك كلما سمعتهم يصرخون فلسطين!..
ألم تسمني "فلسطين" ؟
وكم كنت بارعاً في اختيار الطريقة التي تحافظ بها عليّ في الغياب !
قلتَ من أول لقاء جمعنا : اسمكِ فلسطين ولن أناديكِ إلا فلسطين و غدوت تشكل من جسدي خارطة تشبه الخنجر تشبه جسد فلسطين وقلت لن يسلبوكِ مرتين وسيجتني بأشجار الزيتون جلبتها من قامة أبيك من جيب ثوب أمك الفلسطيني من حزامها يلم أجنتها ويشدهم على الخاصرة فكيف أفلَتَ لتأتي إلي هنا في المنفى وأحبُك؟!
بلا إيغالٍ في الذاكرة أراك أينما نبض قلبي ، تعد قهوة الصباح تحدثني عن قهوة درويش في "ذاكرة للنسيان" عن صوت أحمد قعبور وأنت تهاتفني كل صباح بصوتك الشامس صارخاً : "أناديكم أشدُ على أيادكم" .
فلم أرقى بفهمي لقراءة شعر درويش إلا بين يديك ولم أعرف من قبل قعبور إلا وأنت منهمكاً في إعداد أعلام فلسطين للخروج بمظاهرة على ضفاف السين ، عروق عنقك تنبض بحماس بين طيات الكوفية الفلسطينية ، حنطة أدمتك تشتعل فأشم رائحة القمح المحروق في بيادر بلاد الشام .
فكيف علمت بدوية مثلي معنى الثورة والنضال؟
كيف جسدت بداخلي معنى كلمة وطن وأنا ولدت وعشت أعواما طوال في هودج رحال ؟
وكيف توسد الخليج العربي ضفاف المتوسط وعب من ثورة أمواجه؟!

**
يا لي من وجهك المشتعل ينزُ من جُرح الشهيد ينساب كل يوم وليلة من الذاكرة المتواطئة عليّ
من صفحات الجرائد من صوت المذياع من صور التلفاز من نجم يخبو وآخر يتوهج على نصل الأفق وأنت البعيد ...!

**
كم الساعة الآن؟
في توقيت الفارس على صهوة حزام ناسف ، على صهوة صاروخ يشطر الجسد لنصفين لتلمع الروح وهي تنبجس من حمرة الوريد لتصعد في السماء بعرس يشبه الألعاب النارية وأنا أراها الآن تملأ سماء باريس تنير ليلها في احتفالات بانتصار لفرسان خشبية وطنهم شباك ملعب!
فما عساها تكون إجاباتهم لو قلتُ لهم ثمة من ينضم بطولات برؤوس الأطفال المقطوعة تتدحرج على حذاء عسكري نجس !
لو قلتُ لهم ثمة من يستحق لقب نجم لأنه حمل أرض المعركة على كتفيه في كل منفى يلفظه لآخر!

**
كانت معاصر الزيتون في محجريك حكاية ..
وكانت مقابض الأبواب يديك أشرعها على وجهة واحدة تُدعى الضفة الغربية وأنت قمرها المتناهي في السطوع !
كانت المسافة قصيرة بين ضفاف بلاد الغال و شرق متعب وأنت تحكي لي عن الحجارة تشكلها قبضة الصغار تاريخاً بأكمله ترشق به المجنزرات ، كان أبو جهاد أسطورة عشقتها وهي تسابق الخبز لفمك .
فكيف أتجاهل وأتناسى كُل هذا وأمضي على أرصفة باريس أفتش عن مقهى أتسلى به برؤية السواح العرب ؟
كيف أتلهى بمراقبة سائح جنس يراود فتاة جائعة عن لحمها العربي ، وهناك جياع شدوا على الحجارة بأسنانهم وعللوا البطون الغاضبة بسف التُراب؟
كيف أقوى على حمل رأسي و أنا هشيم و عشب يابس تسمع هسيس الرياح وهي تمشط ظمأه؟!

**
قلت : كلانا يكمل الآخر لنصل يداً بيد لمعنى الحرية . كلانا يخبيء في حقائب السفر قصة وطن وشعباً محاصر ..
فكل شعوب شرقنا محاصرة بين جمود الفكر و أذناب الجشع .فلا يكون مرورك في الحياة كثانية برق .
أبحثي عن المكنوز في أعماقكِ عن الإنسان فقط وأنسي جنسه ، الحرية ترفض مصطلح "التحرير" لأنها طريق وليست هدف ولو وضعت نفسكِ على أول الطريق ورضيتِ بما سينالك من طعنات ستصلين للهدف .
سألتُك عن الهدف . فصمتْ وأجابتني عيناك .
رأيتُ إنساناً بثوب إله يطوي أطراف الدنيا ويتأبطها صعوداً نحو الخلود!
سبحتُ كثيراً في كلامك وعانيت أكثر وأنا أفسر سر تقطيب جبينك و شرودك الدائم .
أ كنت تعد النفس للحظة اندلاع ؟
أ كنت تُدرب الجسد أن يكون مطية للروح لا جدار عازل يحارب خفق أجنحتها؟
كنت فلسطينياً فقط!
والباقي فلتأكله النيران و بلاهات البشرية .
فكيف النجاة من وجهك؟
من حرائق عينيك ؟
من عمق صوتك يترنم بأناشيد النضال؟
**

ينهل قلبي من خوفه وأنا أجري مذعورة كلما سمعتُ طلق النار في الشرق يدوي في الآفاق
أجري لا وجهة لي ويحاذيني الوقت كنهر دم و أبتهل إلى الله أن لا أرى وجهك في الصحف وعلى شاشات التلفاز مخدوشاً مصبوغاً بدمك الطاهر يا غائب!
أبتاع الصحف و أتردد كثيراً بمطالعتها خوفاً من فاجعة متربصة تنقض على قلبي فتعصر ما تبقى به من أمل .
أشعل التلفاز وأتهرب من نشرات الأخبار أن تسدد لي خنجراً في المنتصف تماماً بين الضلع والضلع لأدوي باسمك في الأمداء مكلومة !
أفترش سجادة صلاتي كل مساء ولا أفارقها ليلاً بعدد نجومه وثقل عتمته أركع وأسجد إلى إلهي أن يحفظك لفلسطينك التي سرت إليها تحت جنح غفلتي عنك و فلسطينك التي شكلتها في غرب قلبي و حفظت بها عشقك .
أبتهل إلى الله أن يحمي غرتك من رصاصة لعينة ، من عقرب سجن في صحراء الجنوب من ذئاب تلبس ثوب الأصدقاء من أنظمة متواطئة عليك من لعنة قابيل من صحفي يترقب سقوطك ليفوز بسبق صحفي !

**
وماذا تبقى من ألف الكتابة إلي يائها ليهبط الكلام بهيئة عاشقة ؟
من عتمة ليل و قرمزية فجر يصعد ؟ ماذا تبقى من رمل الصحراء و حجارة الأقصى و أرحام الثكالى؟
من الأحلام تدكها المدافع و يهرب بها الصبية لموت اختياري؟
من غياب يتسع كهوة مباعدا ما بيننا ليعربد هذا السخام ؟..
ومن وجهك الذي كان ولا زال يُحملني ذاكرة ضخمة وحباً يناغي وسائد السُهاد و يشق لي درباً لألحق بك وبين أهدابي ما تبقى من حلم يفوق الغفوة كنت تسميه فلسطين !
**
"المدخل من/ "يوميات امراة مجهولة نبت على رمشها قمر
*زيـاد خــداش /قاص وكاتب فلسطيني
رندة المغربي كاتبة سعودية /فرنسا



#رندة_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سَنهربُ يوماً إلى حُبِنَا-
- - فلتسامحونا -
- - قلبي يَعُبُ منْ وَجيبه-
- - آخرُ الليل على عجالة-
- - نمت و حلمت -
- !حكاية على هامش الأدب والفن
- - أيُّها الحُب مَنْ رآك ؟*-
- - أيُهَا الحُب مَنْ رَآك* ؟-
- محُ الذاكرة سرد
- أنتَ تسأل فَمنْ يُجيب ؟
- -أحدثُكَ عن المكان-
- صباح بارد غريب
- سأحكي لك حكاية
- للمارين من هنا..
- صورة / قصة قصيرة
- فرنش كانكان* / قصة قصيرة
- للنحاس المشتعل في الذاكرة/ قصة قصيرة
- البزاق / قصة قصيرة
- تفاحة الليل / قصة قصيرة


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رندة المغربي - -- وَ كَانَ وَجهُك --