أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زياد النجار - الذي عشق البطة (1)!














المزيد.....

الذي عشق البطة (1)!


زياد النجار

الحوار المتمدن-العدد: 6754 - 2020 / 12 / 7 - 02:13
المحور: كتابات ساخرة
    


مازلت أذكرك يا حلوتي السمراء، مازلت أذكر منقارك المنقعر الأصفريّ، الذي أدفع عمري؛ بغرض قبلةٍ منه، مازلت أذكر قدماكِ الذي عندما كُنت أطلب منك قبلة، كنتي تُرفّسين بهما فيخدشاني!.
مازلت أذكر عندما قُفشنا معاً في العُشة!، وكنت...
ضُربتُ علي قفاي في ذلك اليوم، وتلقيت ركلاتٍ لا يتقنها أحرف لاعب كرة قدم في العالم!.
كنت كلما ذهبنا في زيارةٍ إلي خالتي، أخذ "حماده" ابنها، ونصعد مسرعين نحو السطوح؛ آملين في اللعب مع الطيور، فكان حماده يحب أن يعتلي أحد ديوك الرومي كأنه جواد، وأنا أبحث عن أوزةٍ أستلذ بصرخاتها الحيوانية وهي تُركل، أو تُعلق من رقبتها، أو محاولات خنقها، أو شقلبتها بحيث تكون رأسها لإسفل، ورأسها في يدي اعلي!.
في هذا اليوم بالذات كنتُ مَلِلً من محاولات تعذيب الإوز، ففكرت: لما لا أركب أحد ديوك الرومي مع حماده؟!.
اقتنعت بالفكرة التي دبّت للتو في بالي، وامتطيت أحد الديوك بالفعل، وما إن صعدته حتي وجدته يزعق بقوة..ثم سقط أرضاً، وقد ابتعدت قدماه عن بعضها، كأنه قام بحركة الحوض!..ثم رفع رقبته..فأطلق صرخةً لم أنسها قط، ولم أسمع لها مثيلً!..ثم سقطت رقبته الطويلة أرضاً!.
-لقد فطستَ الديك!.
قالها حماده ووجهه مُرتسم عليه علامات الذعر:
-أمي ستقتلني!.
-ما له هذا الديك؟!.
-والله عيبً عليك أن تسأل مثل هذا السؤال!، لم يتحمل عجلٌ مثلك أن يركبه ففُطس!.
-أنت هو العجل!.
قُولتُها بغضب.
-آه يا ابن...، أمي ستقتلني، عليك اللعنة!.
لم ندري وقتها ما الذي نفعله في هذه الكارثة، خالتي لو علمت بالخبر ستجلدنا، وتُعلقنا علي كوبري البلدة الكبير، وتتطلب من أهل القرية أن يرجمونا.كأننا كفار جاهلية من قريش!.
ماذا نفعل الآن؟!.
تنهدت..ثم أخذت أروح وأجيئ حول قتيل وزني الزائد اللعين!.
-هل أنت مستعد لفعل أي شئ من أجل أن نُداري علي هذه المصيبة؟!.
قُولتها وعينيّ تلتمع بالحل.
-فيما تفكر أيها الوغد؟!.
-اسمعني جيداً...
-مؤخرتي آذان صاغية!.
-أنا لا أمزح أيها البذئ القذر..سوف نقوم بـ: إحضار "نيازي" جاركم، هذا السمين السمج سيصدق أي شئ، ويُطيع أي أحد طالما أن الموضوع بها كلمة ((طعام))!.، أذهب وأحضره.
ذهب حماده وأحضره، وهو جاء مُسرعاً كالعبيط(كلمة "عبيط" لغة عربية فصيحة بالمناسبة!)، يجري، وكرشه المترهل يهتز أمامه، ثم توقف في المنتصف:
-أين الطعام، أين الطعام؟ّ!، أين الطعام يا ولاد الحرام؟!.
-صبرك بالله يا جحش!.
أووه..يا إلهي، من صاحب المصير المرعب الذي نعته بهذا الوصف!..إنه تعيس الحظ حماده!.
سأشتاق لك والله يا حماده!.سنتقابل في جنان الخُلد بإذن واحد أحد!.
التقطه نيازي من قميصه ثم رفعه بيدٍ واحدة لأعلي، فأخذ حماده يُتهته، كأنه لا يدري ماذا يقول:
-آسف..آسف، لم أقصد ذلك أُقسم!.إي..إييييي..أيي!.
يبدو أنه يبكي!.
-نيازي..نيازي..أرجوك دعه، لا تضيع وقتك مع أمثاله!..يوجد ديكً روميً كاملاً يشتهي مضغةٍ من أنيابك..أيي..أقصد أسنانك!.
-أين هو؟!..دلّني عليه يا ابن العاهرة!.
-حسناً..حسناً..بهدوء فقط..ها هو!.
ثم صرخ بجنون وهو يجري..لدرجة أنه وقع من فرط سرعته! علي بُعد أمتارٍ من الديك المتوفي بإذن ربه..ثم نهض علي ركبتيه..وأخذ يُفسّخ ويخّشُم في نهمٍ شديد!.
لقد انتهي من الديك، كما توقعت لم يلتفت نظره إلي أن هذا الديك ملأ معدته الآن كان نائياً وميتاً!.
ثم نظرت لحماده..وهززت له رأسي؛ كإشارةٍ لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة!.
يبدو أنني ذكيٌ لعين!.
انتهي الأمر بنيازي مفتوح الكرش مُعلقاً علي خازوق فوق السطح، بعدما أخبرنا أم حماده التي هي بدورها خالتي أننا شاهدنا نيازي يلتهم الديك المسكين وهو حيّ!.واقترحنا عليها أن تفتح بطنه؛ لتتأكد بنفسها!.وفتحها أبو حماده..فلمّا اكتشف الحقيقة شعرنا أنه سيتحول لمستأذب!..حتي انتهي الأمر إلي مصير نيازي المريع هذا!.
بصراحة لم يكن غريباً علي أبو حماده البخيل هذا الفعل!.فأذكر أن حماده حكي لي مرةً أنه وضع أُمه في الثلاجة أربعة أيام؛ لأنها أتت بلعبة لحماده من خلف ظهره!..ولما أخرجها من الثلاجة..سكب عليهاماء سخانهم الساخن؛ لكي تسيح قطعة الثلج التي كانت قد تكونت حولها!.
وهكذا ذهب ابن الجيران المسكين ضحيةً لجريمتي البشعة في حق ديك رومي سطح حماده!.
واعتقد أننا بهذا طبقنا المثل المصري المتداول: ((خدناه علي سطح الواد حماده))!.
ولكن ما علاقة هذا بحكايتي مع البطة المليحة؟!..صبرك بالله يا قارئي العزيز؛ قصتي مازالت طويلة.
إن لم تتريث قليلاً معي، سأقتل ديكً رومياً آخر، وأطلب من أبو نيازي نفسه أن يأكله(طبعاً هو مثل ابنه(ذاك الشبل من ذاك الأسد))..وأخبر أبو حماده أنك من التهمته!.



#زياد_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذور الأسبوع (6)
- خواطر طالب عن التعليم (2)!
- خواطر طالب عن التعليم (1)!
- مقال معدّل: زيتون وكلاب سوداء!
- زيتون وكلاب سوداء!
- ليلة سقوط النجم المطّبع (2)!
- ليلة سقوط النجم المطبّع!
- شذور الأسبوع (5)
- جمهورية التأخير
- التنوير والحمير!!!
- شذور الأسبوع (4)
- تحيا جمهورية العمالقة!!
- تحيا جمهورية الزعارب!!
- -مكبث- رائعة -شكسبير- الخالدة!!
- شذور الأسبوع(3)
- تصريحات لاعب!(قصيدة عامية)
- شعر -فان جوخ- المصور!!
- 3 أعمدة في الأزمة الفرنسية الإسلامية!!
- شذور الأسبوع (2)
- ستري(قصيدة)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زياد النجار - الذي عشق البطة (1)!