رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6753 - 2020 / 12 / 6 - 22:00
المحور:
الادب والفن
الكتابة والسجن
الحلقة الخامسة
"مكتبتي المتنقّلة"
كميل أبو حنيش
يكمل "كميل أبو حنيش مشروعه الكتابة والسجن" مبينا ماهية القراءة والكتابة والظروف التي يعانيها الأسير، يبدأ الكاتب بالأساس، دواعي القراءة واسبابها بقوله: "غير أنّ القراءة والمطالعة في عالم السّجن لا تقتصر على غايات تحصيل المعرفة والثّقافة، وملكة الكتابة وحسب، وإنما باتت وسيلة للحفاظ على القدرات العقليّة وامتلاك القدرة على مواجهة السّجان وإجراءاته اليوميّة، والحيلولة دون تسرّب فكرة السّجن القاتلة إلى أعماق السّجين، علاوة على أنّها وسيلة وطقس لتماسك التّنظيم الاعتقالي." وهذا يوضح دور القراءة واهميتها بالنسبة للأسرى، يحدثنا عن طبيعة القراءة والمادة التي يجب أن تقرأ:
"أنّ هذه المطالعات لم تقتصر على مجال أو حقل محدّد بل تنوّعت لتشمل المجالات كافّة: السّياسة، والفكر، والتّاريخ، والدّين، والميثولوجيا، والفلسفة، والرّواية، والشّعر، والدّراسة، والنّقد." بهذه الشمولية يستطيع أي قارئ يشكل ذاته ويثقفها بعيدا عن التعبئة والتوجيه المباشرة، بمعنى أنه يخلق ذاته بذاته، ومن ثم يكون قادرا على الاختيار الحر، والتحديد الموقف/الفكرة حسب رأيه هو وليس حسب ما تأتي، فالاستقلالية في الرأي ونضوجه ينتج بشكل أساسي عن المعرفة والتحليل، فشمولية القراءة/المطالعة وتشعبها يعتبر الأساس في تكوين ثقافية الإنسان، وهذا ما أكدة الكاتب حينما قال: "
إنّ التّنوع في مطالعة الكتب يعكس تنوعًا في المعرفة والثّقافة ويحرّر القارئ من إشكالية الثّقافة أحاديّة البعد"
ثم يأخذنا إلى عنوان الرسالة "مكتبتي المتنقلة" وكيف تكون المكتبة في السجن: "
ليس بوسع القارئ/ الكاتب أن يحتفظ بمكتبة خاصّة. فهذا غير مألوف في أعراف السّجن إلا في حالات نادرة و بأعداد قليلة، فضلًا عن التّنقلات الدّائمة بين السّجون. الأمر الذي لا يمكِّن الأسير من حمل كميّة كبيرة من الكتب معه أثناء التّنقلات،" الامكانيات المكتبية متواضعة ومحدودة وتخضع لشروط قاسية وصعبة، ومع هذا نجد هناك انجاز أدبي يرتقي ليكون أدبا عالميا وليس فلسطينيتا فقط، ويعرفنا على شيء من تلك الظروف القاسية بقوله: "لقد تعرضت مكتبتي الصغيرة والثّريّة للانتهاك عشرات المرّات، جرى مصادرتها أكثر من مرة وإخضاعها للتّفتيش الهمجيّ قبل أن تعود إليّ." من هنا نقول أن ما يصدره الأسرى من أدبيات لا تأتينا بسهولة، بل بعد جهد مضني وتعب، وعلينا أن (نقرأ) بتمعن واهتمام.
الرسالة منشورة على صفحة شقيق الأسير كمال أبو حنيش
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟