فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6753 - 2020 / 12 / 6 - 12:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان العراقي حينما يسافر إلى الدول الأجنبية ويسأل عن وطنه (نذكر لهم .. بابلون .. ألف ليلة وليلة .. علي بابا والأربعين حرامي) هذه الصفات التي اشتهر بها العراق العظيم ويفتخر بها العراقي أمام شعوب العالم (بابل .. مسلة حمورابي التي دونت بها الشرائع القانونية في الحقوق والواجبات الإنسانية وأسد بابل الذي يدل على عظمة العراق .. وألف ليلة وليلة .. وعلي بابا والأربعين حرامي التي اشتهر بها عصر هارون الرشيد الذي أطلق عليه العصر الذهبي ... الذي فيه أهدى ملك أسبانيا شارلمان ساعة إلى الخليفة هارون الرشيد) والمتاحف البريطانية والفرنسية تزخر بالآثار للحضارات العراقية ... هذا عراق الأمس ... أما عراق اليوم فإنه البلد الذي تستهدف فيه البعثات الأجنبية بصواريخ كتيوشا ... وهو البلد الذي أدخل في القائمة السوداء لتفشي فيه ظاهرة غسيل الأموال والفساد الإداري ومافيات التهريب والمحاصصة الطائفية والبطالة والجوع والفقر والحرمان والموت على الهوية والاختلاف الفكري والبلد الذي يطبق فيه (قانون جرائم المعلوماتية) البلد الذي فيه الآلاف من المهجرين ومئات الانتحاريين وتصنيف العراق من ضمن أخطر خمسة دول في العالم والبلد الذي يقام فيه تمثال لعامل التنظيف في الشوارع والمنتزهات وهو واقف بجانب (عربة الزبل) ولا زال حياً يسخر ويستهزأ من تمثاله أمام شاشة فضائية (الشروق نيوز) ويقول ماذا حصلت من التمثال ؟ ويبدو أن دائرته حرمته من راتب التقاعد تعويضاً عن تكليف ثمن التمثال له ..!!؟؟.. إن المآثر والبطولات والتضحيات تكون للمناضلين والمضحين من أجل الوطن والشعب والإنسانية وهي لا تباع ولا تشترى ولمثل هذه الشخصيات الفذة تقام التماثيل ... رب سائل يسأل أي قانون استندت عليه مديرية التقاعد العامة العراقية (يعوض الإنسان بتمثال بدلاً من استلام راتبه التقاعدي .. وما هي المآثر التي قام بها هذا العامل حتى يقام له تمثال في الساحة العامة ؟) ... هذا هو العراق اليوم .. بلد المهازل والفوضى .. في القرن الواحد والعشرين.
ليت عمري ماذا يقول المواطن في الدول المتأخرة والفقيرة حينما تتناقل الفضائيات هذه الظواهر السلبية التي تعشعش في دولة نفطية وتجري فيها نهري دجلة والفرات وماذا يقولون حينما يسمعون أقوال السفير الإسباني في برنامج (لعبة الكراسي) على فضائية (شروق نيوز) ؟
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟