حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 6753 - 2020 / 12 / 6 - 01:42
المحور:
كتابات ساخرة
يُحكى أن عامراً كان يشتغل عاملاً في مصنع عتيق لصنع الجص ، و كانت مهمته المكلف بها تنحصر على توزيع الكلاوات ذات النظارات السوداء على العمال لتغطية رؤوسهم و عيونهم من تطاير غبار الجص في بداية الدوام ، و استلامها منهم في نهاية دوام كل يوم ، و تمضية بقية وقته بين تسليم و استلام الكلاوات بغسل و تجفيف كلاوات اليوم السابق التي كان يعلقها على مشجب طويل .
في صبيحة أحد الأيام ، دخل مسرعاً أحد العمال المتأخرين دقائق عن موعد بدء الدوام الصباحي ، و اختطف من على المشجب الطويل كلاواً بسرعة ، ثم استدار على عجل لدخول عنبر فرن الجص حيث يعمل .
زعق عامر أبو الكلاوات بالعامل قائلاً :
- قف !
توقف العامل و استدار مستغرباً نحوه .
- أعِدْ هذا الكلاو الذي أخذته إلى مكانه على المشجب - قال له عامر .
أعاد العاملُ الكلاوَ على مضض .
- والآن خذ الكلاوَ الذي إلى جانبهِ - أمره عامر .
هنا سألَ العاملُ عامراً :
- و لماذا طلبت مني إعادة الكلاو الأول ، و من ثم أخذ الكلاو الثاني ، و كلاهما نفس الشيء ؟
رد عامرٌ عليه :
- لأن هذه هي مهمتي و مسؤوليتي المكلف بها و التي أستلم راتبي عنها . و مثلما يعرف الجميع : فأنا مسؤول شديد الالتزام ، و أحرص كل الحرص على أن أحلِّل خُبزَتي ـ أنني في الحقيقة و الواقع : سلطان الكلاوات !
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟