أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عزيز الحاج - الجحيم العراقي!














المزيد.....

الجحيم العراقي!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 12:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كما كتب بعض كتابنا فإن الوضع العراقي قد صار أسوأ وضع عرفه في تاريخه وحتى في العهد الفاشي المنهار. إن كل ما عقدناه من آمال على الدستور المؤقت والانتخابات الأولى تبددت تدريجيا، ومنذ العام الماضي تألمنا جدا لما ورد في تقرير صحفي أمريكي نشرته الصحف عن الوضع العراقي. لقد عنون مقاله تحت عنوان: " يحنون إلى دكتاتور اضطهدهم"!! وكان الكاتب قد التقى في مناطق متعددة من بغداد بمواطنين عراقيين ما بين شيعة وسنة اشتكوا مما يعانونه اليوم في مجال أمنهم وأمن عائلاتهم، وكيف صار الواحد ينتظر الموت في كل لحظة. أما اليوم فالخوف صار عاما شاملا بحسب ما نقرأ وما نسمع من أصدقاء في بغداد. لقد وصل الاستبداد الإسلامي بفرعيه السني السلفي والصدامي وانفلات من المسلحين الشيعة [المليشيات وخصوصا المهدي وبدر]، حد قتل الزبالين والحلاقين وبائعي الخبز واليوم بائعي الثلج في جهنم الحر وتحريم امتلاك الثلج لكونه لم يكن موجودا زمن الرسول. عندما قرأنا النبأ في مواقع عراقية لم أصدق تماما، حتى أكده أقارب في بغداد. لقد عدنا أيضا وتدريجيا لعهد المقابر الجماعية التي تكتشف كل يوم بجثث معذبة ورؤوس مقطوعة.
يلومون الأمريكان الذين حقا اقترفوا أخطاء كبرى في الفترة الأولى من سقوط صدام. يزعم هؤلاء أن القوات الأمريكية لو أرادت لأوقفت العمليات الإرهابية حالا ويصرخون كما طالب سبعون نائبا بوجوب تسليم كامل الملف الأمني للحكومة. لكن لم يتم التسليم الكامل. هل لسلطة الإئتلافيين المهيمنين على الداخلية وسائر الأجهزة الأمنية والتي تسللت لها اليوم ضباط المخابرات لإيرانية كما تسللت العناصر الصدامية قبلهم في العام الثاني؟ هل لأجهزة السجون السرية التي تم كشفها؟ ثم ماذا حدث عند قمع فتنة الفلوجة الدموية؟ ألم يصدر الدكتور الجعفري تصريحا يدين الغارات الأمريكية بحجة ذهاب ضحايا أبرياء مع علمه التام بأن الإرهابيين كانوا يتسللون في العديد من المساكن حيث يلقون العناية عن طوع أو خوف ولحد تزويج القاصرات لأمراء الإرهاب التكفيري القاعدي؟ ثم تم إقناع مجلس الحكم بإصدار بيان بنفس المضمون والمطالبة بالحل السلمي؟ كل هذه وقائع قريبة ومعروفة، مثلما نعرف من الذين أنقذوا جيش المهدي وأسلحتهم أثناء احتلالهم الحرم الحيدري وتحويله لساحة قتال؟
لقد فشلت سلطة الإتلاف، ليس فقط في المعالجة الجزئية لموضوع الخدمات والفساد، بل وقبل كل شئ المشكلة الأمنية في مواجهة حرب قوى الإرهاب الصدامي- القاعدي المسنود بأموال خليجية وبالتواطؤ السوري الفاضح والمكشوف.
إن حرب الإرهابيين على الشعب العراقي لن تعالج بالسماح بالتدخل الإيراني الواسع ولا بالرد على الحرب الطائفية للإرهابيين بالرد الطائفي للمليشيات الموجودة رغم أنف الدستور والوعود. ومواجهة الإرهاب الدموي اليومي،، الذي صار يطال المواطنين الشيعة قبل سواهم، لا تتم بوضع المناصب كبيرها وصغيرها تحت تصرف الأنصار والأصدقاء لحد أن فراشا في إحدى الوزارات أصبح هو مديرا للمهندسين هناك! وهذا مجرد مثل ليس إلا. كما أنها لا تعالج بالمشاركة في اضطهاد المسيحيين والصابئة وملاحقة السافرات ولابسي لباس الرياضة، ألخ ..ألخ أما الفساد فقد ازداد أضعافا مضاعفة عما قبل وصار شاملا.
العراقيون الطيبون من عامة الناس ممن عانوا بهذا الشكل أو ذاك من الحكم الصدامي وحروبه ومغامراته ومقابره الجماعية والذين عبروا للصحفي الأمريكي عن معاناتهم مما انتهى له الوضع الأمني لم يعودوا يريدون غير الحد الأدنى من الأمن؛ غير سلامتهم وعائلاتهم إذ صار الخروج من البيت مغامرة كبرى، وأعرف عائلات لم يعد معظم أفرادها يجرئون على الخروج أصلا.
إن قوى الإرهاب الطائفي الدموي المسنود خارجيا، [ كما هو حال معظم التنظيمات والمليشيات الشيعية]، قد صارت جرائمهم اليومية من البشاعة والدموية والوحشية الحدود القصوى غير المقولة، إذ التفجيرات يومية بل كل ساعة والقتل يقترف بالعشرات يوميا، وصار الموت المصير الحتمي للمواطنين الذين لم يعودا يأمنون على حياتهم حتى داخل بيوتهم بسبب تصاعد الحرب الطائفية بين العصابات والميليشيات المسلحة، خصوصا منذ تفجيرات سامراء، واستمرار ممالئة دول عربية والغالبية الساحقة في الصحافة العربية للإرهابيين وتمجيد جرائمهم أو إيجاد مخارج واهية لها، حتى إنها لا تتلفظ أبدا بكلمة إرهاب عند بث أخبار العمليات الإجرامية لقوى الإرهاب.
العض متفائلون، ربما بانتظار معجزة ما، أو من منطلق احتمال التصحيح والتغيير بعد سنوات طوال، [ إذ لا يصح غير الصحيح]! فلننتظر!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ماتت كل الضمائر العراقية؟!
- رحيل المفكر الليبرالي المتمرد .. جان فرانسوا ريفيل
- إنما باسم الله هم يقتلون!
- من أوراق القنبلة الإيرانية: مقتدى الصدر
- وفاء سلطان وقائمة الإرهاب الإسلامي!
- الكوميديا التراجيدية العراقية!
- التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..
- في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..
- اليسار الفرنسي والعنف..
- العراق وإيران: من مفتاح من ؟!
- 31 آذار: ذكرى ميلاد حزب ديمقراطي علماني..
- تركات وأخطاء تهدد باغتيال 9 نيسان!
- فرنسا بين 1968 و2006، وهيمنة نزعات المحافظة..
- تحية للشعب الكردي في عيد الربيع والكفاح..
- في فرنسا: الشارع في مواجهة الإصلاح والبرلمان!
- العاشقان الراحلان: العراقي والبغدادي!
- المأزق الخطير والتقارير المرعبة!
- إنقاذ العراق مسؤولية الجميع..
- لو كانوا حكماء، لتشكلت حكومة طوارئ مستقلة..
- الوضع العراقي من خارج العراق..


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عزيز الحاج - الجحيم العراقي!