|
تداعيات إغتيال عالم الذرة الايراني
إسماعيل صبري مقلد
الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 18:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بامتناعها عن الانتقام العنيف بالافعال وليس بالاقوال ردا علي اغتيال عالمها النووي الكبير محسن فخري زادة ، والتزامها بتوخي اقصي درجات الحرص والحذر وهدوء الاعصاب وضبط النفس ، بات واضحا تماما ان ايران تراهن علي مرحلة ما بعد رحيل الادارة الامريكية المنتهية ولايتها وحلول ادارة بايدن الديموقراطية الجديدة مكانها في يناير القادم ، وتوقعها بان تكون هذه الادارة اقل عدائية وتطرفا واندفاعا وعنفا في قراراتها من سابقتها ، واكثر استعدادا وجاهزية للبحث عن حل توافقي مرن ومتوازن وواقعي لازمة برنامجها النووي ، والذي قد يهيئ الطريق نحو الغاء او تخفيف العقوبات الدولية الصارمة التي فرضتها ادارة الرئيس ترامب عليها وترتب عليها ما ترتب من نتائج كارثية شلت الكثير من مرافق وشرايين الحياة الحيوية الاساسية في ايران واقتربت باوضاعها الاقتصادية من حافة الانهيار......
واذا كان هذا الامر بات مفهوما لنا وللعالم كله ، فان المرحلة القادمة من العلاقات الايرانية - الامريكية - الاسرائيلية - الخليجية ، تطرح بطبيعتها عديدا من التساؤلات المهمة للغاية التي يتعين علينا اخذها في الاعتبار والاجتهاد في البحث عن اجابات عليها حتي نعرف حدود ما يمكننا توقعه او عدم توقعه ، ومن تلك التساؤلات علي سبيل المثال : - ما هي الحدود القصوي لسياسات التهدئة والمهادنة التي يمكن لادارة بايدن ان تذهب اليها ، او بالاحري التي تقدر عليها ، كحل لخفض مستوي التوتر الحالي في العلاقات المتبادلة للدولتين ببعضهما ؟ وما هي الكيفية التي يمكن بها التوصل الي حل دبلوماسي توافقي هادئ تقبل به الادارة الامريكية القادمة كبديل لسياسات الحصار والاحتواء الحاليةويمن نزع فتيل الخطر من البرنامج النووي الايراني والابقاء علي تشغيله ضمن الحدود السلمية الآمنة التي لا تثير مخاوف المجتمع الدولي، وبالاخص مخاوف جيران ايران الخليجيين ؟ وهل سيتم التفاوض علي مثل هذا الحل التفاوضي ضمن قنوات تفاوضية ثنائية بعيدا عن روسيا والصين والاوروبيين ؟ ام من خلال قنوات تفاوضية متعددة الاطراف علي غرار ما حدث طيلة مرحلة ما قبل التوقيع علي الاتفاق النووي مع ايران في عام ٢٠١٥ واستهلك من الجهود التفاوضية ما قد يتعذر وصفه بدقة علي حقيقته ؟
- وهل سوف يعقب ذلك بافتراض حدوثه تخلي الولايات المتحدة تلقائيا عن عقوباتها علي ايران ؟ وهل ستسقط الادارة الامريكية تحفظاتها علي دور هذه العقوبات العنيفة في تقييد قدرات ايران التسليحية من تقليدية وصاروخية ونووية وفي اعاقتها عن المضي في تنفيذ استراتيجيتها الاقليمية التوسعية وفي الانفاق علي الاذرع والمليشيات المسلحة التي تعمل لحسابها في عديد من دول الجوار ؟ وهل ستجرؤ ادارة الرئيس بايدن علي اتخاذ قرار برفع العقوبات او تخفيفها بالافراج عن ارصدة ايران المجمدة لديها ؟ وهل سيجاريها الكونجرس بالصقور المتشددين فيه، ام انه سيعرقل مثل هذا القرار ويعارضه ولن يسمح بتمريره ؟
- وهل ستقبل اسرائيل نتنياهو باي تقارب امريكي - ايراني يقود للتخفيف من القيود المفروضة علي البرنامج النووي الايراني ، ويعمل علي اخراج ايران من ضائقتها الاقتصادية الخانقة وتحسين موقفها الاقتصادي مع العالم الخارجي؟ وهل لاسرائيل مصلحة في حدوث تحول جذري من هذا القبيل في توجهات الادارة الامريكية من ايران حتي تقبل به وتجاريه عن اقتناع ؟ والن يؤثر ذلك سلبا علي موقف دول الخليج منها ويقلل من اندفاعها الي التطبيع معها بعد ان وضعت املها وبنت حساباتها علي دعم اسرائيل لها في الرد علي خطر التهدبد الايراني لامنها واستقرارها ؟ والن تكون محصلة هذه المهادنات والتقاربات والتنازلات الامريكية الايرانية ضد مصالح اسرائيل الامنية الحيوية وتعطيلا لمسيرتها التطبيعية مع الدول العربية التي بداتها واخذت تعطي ثمارها التي فاقت التوقعات ؟ وما هو البديل للخطر الايراني الذي يمكنها به الابقاء علي قوة الدفع في مسار التطبيع الحالي؟
- ثم ما هي التنازلات الاخري خلاف قبولها بتقييد نشاط برنامجها النووي والتي يمكن ان تقدمها لامريكا لكي تواصل التحرك معها في مسار التهدئة وفك الاشتباك والتقليل من احتمالات الصدام المسلح والحرب ؟ وهل ستقبل مثلا بالضغط علي الحوثيين في اليمن وعلي حزب الله في لبنان وعلي الحد الشعبي في العراق لدفعهم الي تغيير مواقفهم والقبول بالانخراط في تسويات سياسية للخروج بها من الازمات التي تسحق لهم بلادهم ؟ " وهل ستقبل ايران بانهاء تدخلاتها وادوارها المهمة في سوريا والعراق كثمن تبرهن به علي حسن نواياها وعلي استعدادها للتحول عن مساراتها وخياراتها السياسية الراهنة ؟ هل يمكن لهذا التحول ان يحدث في الواقع ؟ وهل سيقبل الحرس الثوري الايراني بمثل هذه التنازلات الكبيرة من نظامه وليفقد بها مصادر قوته ونفوذه ومكانته ويتخلي بها عن دوره في الدفاع عن الجمهورية الاسلامية الايرانية وفق مفاهيمه وحساباته وهنالك عشرات التساؤلات الاخري التي يمكن ان تتوزع في كل اتجاه والتي لا بد من البحث عن اجابات محددة عنها، حتي نعرف حدود ما يمكن ان تذهب اليه العلاقات الامريكية الايرانية الاسرائيلية الخليجية، ولما يمكن ان يكون لها بالتالي من تبعات وتداعيات ومضاعفات واصداء... وما يزال الحديث موصولا وباب النقاش مفتوحا.......
#إسماعيل_صبري_مقلد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهرجان للأضواء في كوبنهاغن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة ا
...
-
حادث عرضي وليس تخريبًا: السويد تكشف أسباب قطع كابل بحري في م
...
-
عشية زيارته لتركيا: الشرع يتحدث عن الانتخابات وسلاح -قسد-
-
بروكسل ترد على مطامع ترامب حيال غرينلاند
-
العراق.. تريث إزاء المشهد السوري
-
تقري أممي يشير إلى فشل في تطبيق قرار تجميد الأصول الليبية
-
الشرع إلى تركيا بدعوة من أردوغان
-
الأنصاري: نأمل أن يطلب ترامب من نتنياهو الوفاء بتعهداته وإرس
...
-
نتنياهو في واشنطن.. هل يستجيب ترامب لمطالبه؟
-
مفاوضات وقف إطلاق النار.. -حماس- تتهم إسرائيل بـ-المماطلة-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|