أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - ننتظر حلولاً لا بكاء














المزيد.....

ننتظر حلولاً لا بكاء


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6751 - 2020 / 12 / 3 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حق المواطن أن ينتقد ويشكو ويعتب ويتظاهر لعدم تقديم الخدمات التي يطلبها، والتي وجدت السلطة من اجل ان تقدمها للمواطن، بلحاظ فلسفة وجود سلطة حاكمة تمتلك حق انفاذ القانون في سبيل ادارة مجموعة من الناس ضمن نطاق جغرافي معين وفق عقد اجتماعي كفل للافراد حق اختيار من يدير شؤونهم وحق السلطة في ادارة هؤلاء الافراد وفق قوانين وتشريعات واجراءات تجدها السلطة نابعة من صميم الشعب.
وهنا يكمن دور السلطة بايجاد الحلول للمشكلات والازمات التي يعانيها المجتمع وأن تجد طريقا لمعالجتها، وعندما نتحدث عن السلطة هنا لا نعني بها الحكومة (الوزارة) فقط، بل السلطة بمفهومها العام، سواء السلطة التشريعية او التنفيذية او حتى القضائية في المشكلات المتعلقة بها.
الشعب ينتظر ممن اوكل اليهم مهمة ادارة شؤونه ان يجدوا حلاً لمشكلاته وازماته ولا ينتظر منهم ان يتركوا مواقعهم وتكليفهم ويمارسوا دور المواطن المشتكي والمتظاهر والمنتقد لغياب ما يريده من خدمات وحاجيات. وجدت السلطة لتعمل، لتفكر، لتنتج، لتؤدي وظائفها، ولم توجد كي تنضم الى طابور المشتكين والمحتاجين للخدمات التي يجب ان تُوفَرَ لهم.
ما نشهده اليوم اننا جميعا نشترك بالتشكي والنقد والبحث في اسباب المشكلات والحاجات، سواء في السلطة التنفيذية او التشريعية بل وحتى النخب الاكاديمية واصحاب الرأي العام وجماعات الضغط من اتحادات ونقابات ومنظمات مجتمع مدني، تحولنا جميعا الى خانة نقد احدنا للاخر ورمي كل منا “ كرة الحاجات” في ملعب الطرف الاخر، وانشغلنا في محاولة اقناع الجمهور بأن هذا الطرف او ذاك هو صاحب المشكلة، بل اكثر من هذا؛ فقد صرفنا جهدا ووقتا من اجل اثبات تقصير جهة معينة على حساب الاخرى، الامر الذي استلزم من تلك الاطراف ايجاد مؤسسات ووسائل فقط لاقناع الجمهور بتقصير خصمها، سواء كان الامر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية او بين الكتل السياسية، ووصل الامر بين الافراد كمسؤولين عن قطاعات معينة.
جميعنا نبكي ونندب حظنا العاثر، ما ولد احباطا كبيرا داخل المجتمع، الامر الذي انسحب على فكرة “ عدم جدوى التفكير اصلا” في حلول ربما ان بحثنا جيدا وجدناها بين ايدينا. وصلنا لمرحلة من الاحباط بأنه لا جدوى من البحث لان البلد مقبل على كارثة وافلاس وانهيار، مع ان تأريخ العراق يؤكد لنا انه لن ينهار مهما مرت به من ظروف صعبة، وانه قادر على الصمود والبقاء ولا يمكن له ان ينهار بين ليلة وضحاها. ساهمنا جميعا بذلك، حكومة وبرلماناً وإعلاماً ومؤسسات مجتمع مدني ونخباً ثقافية وأصحاب رأي، من دون أن نبذل تلك الجهود في التفكير عن الحلول.
نعم ربّ قائل يقول اننا كمواطنين على مختلف مستوياتنا وادوارنا بالمجتمع لسنا معنيين بايجاد الحلول، لاننا انتخبنا سلطة وفوضناها مهمة رعاية شؤوننا وهي التي عليها ان تؤدي وظائفها اتجاهنا، وتوفر لنا احتياجاتنا وترعى وتدير شؤوننا، وتحصل مقابل ذلك على امتيازات افضل من امتيازاتنا من مأكل ومشرب ومسكن ورواتب وسيارات وسفر ووجاهة اجتماعية وسلطة نافذة، نعم كل ما تقدم هو الصحيح، لكن هذا لا يمنع من ان نكون مواطنين فاعلين بايجاد الحلول والتفكير بها وتقديمها بطريقة او بأخرى لاصحاب القرار، وإن لم نجد الاستجابة من قبلهم ما علينا الا ان نبحث في وسائل اخرى لايصالها وان لا نتوقف عن البحث والتفكير بدل البكاء والنحيب على حظنا العاثر وعلى بلد ننتظر جميعا أن يُصاب جميع ابنائه بالاحباط واليأس والقنوع.
لذا على السلطة (حكومة - برلمان) ان تأخذ دورها وتؤدي مهامها في ايجاد الحلول لمشكلاتنا ومغادرة الانشغال باتهام احدهم للاخر ، فلم نخترهم من اجل ذلك بل اخترناهم من اجل ان يفكروا ويعملوا لتأمين حاجاتنا وادارة شؤوننا أولاً واخيراً.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح المؤسسي
- رؤوس الفساد
- وأد الفتنة
- وعي.. وعي
- مخيمات الايواء – المعالجات
- مخيمات الايواء – المشكلة
- المگرودان الطبيب والمرور
- كفالة المواطن
- ما بعد تشرين
- تعزيز العلاقات
- وحوشٌ لا بشر
- تشرين
- المركز والاقليم
- المبكرة
- أطروحات أخرى لتغيير النظام
- الثورة والتفاوض في تغيير النظام
- النظام يغيّر نفسه 1
- السلوك العدواني
- المُستقبل السلبي
- حوار في الحوار


المزيد.....




- أوكرانيا تتعمق أكثر في الأراضي الروسية.. وهذه الإجراءات التي ...
- -الغموض المتعمد-.. مصدر في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة من ال ...
- هل تمتد سيول السعودية إلى مصر؟
- الصحة في غزة تصدر تحديثا لبيانات ضحايا الحرب
- اليابان في حالة قلق بعد أول تنبيه -للزلزال العملاق-.. ما تدا ...
- في السودان، أمطار تهطل في غير موسمها تفاقم معاناة السكان
- -تاس-: القوات الأوكرانية تنسحب من بعض مواقعها على محور بوكرو ...
- علاء الدينوف: قوات كييف خططت للاستيلاء على محطة كورسك النووي ...
- -حادث كبير-.. تسرب كيميائي في بريطانيا
- الخارجية الروسية: أوكرانيا بهجومها على كورسك أوقفت الحديث عن ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - ننتظر حلولاً لا بكاء