جميلة شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 6750 - 2020 / 12 / 2 - 17:38
المحور:
الادب والفن
كنتُ سأكونُ سعيدَه،
لوْ لمْ تكُنْ لدَيَّ صِفةُ التعلُّقِ بالمكانْ.
كنتُ لنْ أُصابَ بالاكتئابِ
حينَ انتزَعتْني القابِلَه مِنْ رَحمِ أُمي بالقوَّه.
لقدْ قَطَعَتِ الطَّريقَ بيْني وبيْنها بأسْنانِها،
وتركتْني أقطعُ المسافةَ بينَ الأرضِ والسماءِ حافيةً
أَبحثُ عنِ الأمانْ.
**
كنتُ سأَعيشُ،
لوْ لمْ أَتعلَّقْ بِتُرابِ أَرضِي حينَ غَزاها النَّمْلُ.
لقد أَكلَ قمحَها،
وشرِبَ عَسَلَها،
وبَنى بيْتَهُ فوْقَها،
وبِتُّ أَنا وأَهلي مُشَرَّدينَ نَجوبُ
بلادَ اللهِ نزرَعُها انتِظارا،
فَحصدنا.. قِفَارا.
***
كنتُ سأحافظُ على ضَغْطِ دَمي مُتوازِناً
لوْ لَمْ أَتعلَّقْ بأَوتادِ خْيمَتي
حينَ أَكلتْها أَسماكُ البَّحرِ بوحْشِيَه.
لقدِ اتَحَدَتْ جميعُ أَسماكِ البَّحْرِ معِ الشيْطانْ
فكشفتْ خَديعتي بأَعضاءِ جِسْمي
وتركتْ سياطَ البردِ تلسعُ عَقْلي
فَتُهتُ.. وأصبتُ بالهَذيانْ
***
كنتُ سأموتُ قريرةَ العيْنِ،
لوْ لمْ أَتعلَّقْ بِهذا العالَمِ
حينَ زارني عُزرائيلُ تِلكَ اللَّيلةَ.
لقد زيَّنَ لي زُحلَ.. وقرأَ عليَّ كَرمَ السَّماء،
لكِني بكيْتُ أَمامَهُ غُربَتي، فتركني وقالَ
اذهبي يا هذِي.. لا حاجة لي بكِ
فأنا لا أقبضُ إِلا أَرواح الأَحياءْ
#جميلة_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟