عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6750 - 2020 / 12 / 2 - 16:14
المحور:
الادب والفن
يا مَنْ أطالَ مكوثَهُ فــي خاطِري
وببالهِ أنا محضُ طيــــــفٍ عابرِ
باب المودّةِ مـــــــا يزالُ موارباً
فمتى سيُسمَحُ بالدخـــولِ لصابرِ
قد كنتُ قبلك لا أُضارُ ولا أرى
بأساً وأنتَ الآن وحدَكَ ضائري
وجعلتُ حبَّك في الفراقِ مِجنّةً
من ذئبِ وجدٍ في فؤاديَ حاضرِ
أتُسرّهُ حالي وأعلــــــــــمُ أنّها
قد لا يُسَرُّ بـــها ضميرُ الكافرِ
إن الصـدودَ فجيـــعةٌ أمْنى بها
قد جففتْ عودي وجذّتْ ناضري
مَنّيتُ نفسيَ أن يجــيءَ مواسيا
فأتى بمقطبةٍ ووجــــــــــهٍ باسرِ
وعلمتُ أنّ سرورَهُ من محنتي
يبغي بهِ تلفي وسحقَ مشاعري
فحبستُ في عيني الدوع مكابراً
ورأيتُ أن سـرورَهُ ذا عاذري
وذكرتُ قبل الصـدّ أيام الصفا
أيامَ كــــــــانَ بها يُسِرُّ الناظرِ
طال الوقوف على شفيرِ رجائها
روحي فليتَ لها جنـاحيْ طائرِ
لتطيرَ حتى لو تزاحم في الفضا
فوقي صَفيفٌ أو تنمّـــــرُ ناسرِ
قَصُرَتْ خطاي وأمعنوا بغيابهم
فبقيتُ فرداً أسـتغيثُ بهاجري
الدربُ وحشٌ والحجارةُ مخلبٌ
وحَصَاهُ أنيــــــابٌ بفكي كاسرِ
وتقطعتْ سُبُلُ النجاة من الهوى
فنظرتُ نظرةَ مسـتغيثٍ حائرِ
وأراكَ في أيكِ الفـــؤادِ مُغرداً
تغوي فروعي أو تُتيَّمَ سائري
يامن مكثتَ بخاطــري متمكنا
لا أدّعي أني عليـــــــكَ بقادرِ
إن الهوى قدرٌ محــــــالٌ ردّهُ
أفلا يكون السـهمُ رهنَ الواترِ
لا درَّ للحســــــــــادِ درٌّ إنهم
كقطيعِ سِــــيدٍ حولَ قلبي دائرِ
أنا كلما أحبو إلى نيل المنى
تأتي الحظوظ بسيف يأسٍ باترِ
أترى قتيلَ هـــوىً يُلامُ بحبّهِ
اللومُ نوعٌ من قتـــــــالٍ جائرِ
لا بأس في موتٍ بميدان الهوى
إن مُتَّ من عشقٍ فلستَ بخاسرِ
لا يملك العشّاقِ أمـــرَ قلوبهم
إن الذي يهوى قليـــلُ الناصرِ
فإذا أتاك أطــــــعْهُ دونَ ترددٍ
من دونِ تحذيرٍ ولا من حاذرِ
ودع القلوب على سجيةِ خلقها
لستَ ابن عمرانٍ ولستُ السامري
وسحرتَ قلبي بالمواويل التي
غنيتها عند الصبــــــاح الباكر
حتى إذا سمع الفؤاد صداحها
صلّى عليك صلاة جرحٍ غائرِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟