|
النفط والتبعية للمركز....تنمية مستحيلة . 1 2
أثير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 21:30
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
كي احدد هنا طريق سيري لابد من توضيح ان المقصود بالنفط هنا هو المادة الخام المباعة في السوق العالمية ولا اقصد البترول اي النفط والغاز، فالغاز ليس موضوع اهتمامي . اما ما المقصود بالمركز فهو السوق العالمية التي تتحدد فيه اسعار تبادل النفط الخام والمسعر بالدولار الامريكي اي عملة مركز المركز للسوق العالمية. ومن اجل توضيح الهدف الذي حددته في عنوان هذه المقالة دعوني وتعالوا معي لنسترسل باختصار ما الذي حدث عالميا وتحديدا ساضع الامر هذا في تسائل : هل ان العولمة هي كولونيالية معاصره ؟. ام هناك فرق جوهري فيما بينهم ؟. ولربما السؤال الاهم هو هل ان جميع الثقوب في نظام العولة الحالي عبارة عن "الثقوب السوداء" ( ستيفن هوكنج )كما في الفضاء حيث الدوران فيها لا نهائي ؟ تعالوا الان ندخل الى العولمة، ولكن قبلها يتوجب علينا ان نعرف ما هي الكولنياليه . وساحاول هنا ان لا اكون اكاديمي مفرط في التقيد بالمنهجيه ، حيث ساضيف بعض السلاسة (بقصارى جهدي في موضوع معقد وصعب). وارجو العذر ان لم ابلغ تلك السلاسة لان الموضوع بحد ذاته معقد و متشعب ساحاول ان اسلط الضوء فقط على الجانب الاقتصادي . مع بدايات التطور الراسمالي الذي بدأ في اوربا الغربية قبل حوالي 300 عام وظهور الحاجة الى المواد الاولية الضرورية لنموها الاقتصادي ذهبت اسبانيا والبرتغال الى الغرب نحو ما يعرف اليوم بامريكا الجنوبيه وذهبت بريطانيا الى اسيا، الهند تحديدا، وذهبت فرنسا الى افريقيا . تطورت الراسمالية بشكل مذهل في كل من بريطانيا وفرنسا عبر الاستفادة من المستعمرات او الكولونيالية وظهر مفهوم سياسي – اقتصادي الا وهو الامبريالية . اما اسبانيا و البرتغال لم تحدث لديهم تلك الطفرة في النظام الاقتصادي وبقيتا في موقع اسفل من قائمة دول اوربا الغربية . اما المانيا فان تطورها الاقتصادي لم يستند على اي دور كولنيالي ولم تظهر كقوة امبريالية عالمية. استندت الكولنيالية على استيراد المواد الاولية من الدول المستعمرة ، وكان من ضروريات هيمنتها اقامة طرق مواصلات و مدارس ومستشفيات و الدولة نفسها و متطلباتها من قوات مسلحة و وجهاز مدني لادارة شؤون الدولة . هذا ادى الى تطور في القوى المنتجه الا انه لم يكن كاف لاحداث التغير المهم، حيث ان البرجوازية فيها اما تجارية او كبار موظفي الدولة المرتبط مصالحهم بالمركز . بدا مفهوم العولمة يظهر ما بعد الحرب العالمية الثانية ودور امريكا تحديدا في هذا النظام، وتجلى هذا بوضوح اكبر بعد تسعينيات القرن الماضي، اي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي . فما مفهوم او معنى او مصطلح العولمة ؟ افضل تعريف اقنعني للعولمة هم ما قدمه صادق جلال العظم حيث قال انها " وصول نمط الانتاج الراسمالي، عند منتصف القرن الماضي(العشرين) الى نقطة الانتقال من عولمة دائرة التبادل السلعي والتوزيع والسوق والتبادل الى عملية دائرة الانتاج ذاتها، اي أن ظاهرة العولمة التي نشهدها هي بداية عولمة الانتاج الراسمال الانتاجي وقوى الانتاج الراسمالية،وبالتالي علاقات الانتاج الراسمالية ايضا، ونشرها في كل مكان مناسب و ملائم خارج مجتمعات المركز الاصلي ". وابرز مثال على عولمة عناصر الانتاج والعلاقات الراسماليه وعولمة الانتاج هي الصين و الهند و البرازيل وافريقيا الجنوبية . هذا التعريف لم يختزل العولمة بمفهوم ثقافي او ظاهرة ثقافية او تكنولوجية ( رغم اني لا انكر ان من افرازات العولمة ـامركةـ المجتمع اي سيادة الثقافة الاستهلاكية ). بل انه وحسب فهمي الشخصي فان العولمة الحاليه هزت اركان العالم القديم في المركز والاطراف، او بتعبير اخر الدول الاكثر تطورا، المركز، والفروع اي الاقل تطورا . وهنا لم استخدم تعبيردول مستعمره فلم يعد هناك كولونياليه او استعمار بل ان سمة العولمة هي المركز والفروع، بمعنى اخر اننا كما يقول المثل الانكليزي we are in the same boat اي اننا في زورق واحد لكن هناك ركاب درجة ممتازه وسياحيه و في خرائب، وهناك من هؤولاء من يسعى لان يكون في حال افضل كما في الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا. تميزت الراسمالية القديمة او الكولونيالية بالتبادل السلعي وتمحوره في سمات السوق العالمية ، اما العولمة الحالية فهي رسملت العالم بعمق، اي ان العولمة هي مرحلة مابعد الامبريالية. ففي مرحلة الامبريالية كان هناك تبعية المستعمرات للتجارة الدولية عبر سيادة المواد الاوليه او الخام على صعيد التجارة الدولية . اي بكلمات اخرى فان الدول الاستعمارية تقدم السلع تامة الصنع مقابل استيراد المواد الاولية من والى الدول المستعمرة. اما العولمة فان ضاهرها هو الملكية العالمية لراس المال، بمعنى ان ايه شركة عالمية تجد ان راس مالها الموزع على اسهم ممتلك من قبل جنسيات دول متعدده. هذا بالتالي الغى مفهوم مجال عمل الشركات من المجال القومي الى المجال ما فوق القومي ، وهذا ما توفره انشطة البروصات العالمية "لندن،نيويورك ، طوكيو ". يتبع 2 في تحليل اوسع للعولمة و الدول المصدرة للنفط فقط و مكانتها ضمن العولمة .
#أثير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاقتراض الداخلي، ملجئ الدولة الفاشلة. ..........الاقتراض ال
...
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|