|
تعريفات مختلفة لمفهوم الدين ؟
محمد كشكار
الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 08:26
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نص فراس السواح صفحة 23: 1. تعريف وليم جيمس في كتابه "The Varieties of Religous Experience": فالدين الذي أعنيه هنا، هو الأحاسيس والخبرات التي تعرض للأفراد في عزلتهم، وما تقود إليه من تصرفات. وتتعلق هذه الأحاسيس والخبرات بنوع من العلاقة، يشعر الفرد بقيامها بينه وبين ما يعتبره إلهيا.
2. تعريف هربرت سبنسر: إن الأديان على قدر اختلافها في عقائدها المعلنة، تتفق ضمنيا في إيمانها بأن وجود الكون هو سر يتطلب التفسير (...) الدين هو الاعتقاد بالحضور الفائق لشيء غامض وعصي على الفهم.
3. تعريف ماكس موللر (1822-1900) الفيلسوف ومؤرخ الأديان الألماني في كتابه "نحو علم للدين": إن الدين هو كدح من أجل تصور ما لا يمكن تصوره، وقول ما لا يمكن التعبير عنه، إنه توق إلى الللانهائي.
صفحة 24:
4. تعريف م. رافيل في كتابه "مقدمة في تاريخ الأديان": إن الدين هو اشتراط الحياة الإنسانية بإحساس بالاتصال بين العقل الإنساني وعقل خفي يتحكم بالكون، وما ينجم عن ذلك من شعور بالغبطة.
5. تعريف ف. شلرماخر ( 1768 – 1834)، لا هوتي ودارس أديان: إن الدين هو شعور باللانهائي واختبار له. وما نعنيه باللانهائي هنا، هو وحدة وتكامل العالم المدرك. وهذه الوحدة لا تواجه الحواس كموضوع، وإنما تنبئ عن نفسها للمشاعر الداخلية. وعندما تنتقل هذه المشاعر إلى حيز التأملات، فإنها تخلف في الذهن فكرة الله. وإن الخيال الفردي هو الذي يسير بفكرة الله نحو المفارقة والتوحيد، أو نحو غير مشخص للألوهة يتسم بوحدة الوجود.
صفحة 25: 6. تعريف إدوارد تيلور (1832 – 1917)، مؤسس الأنتروبولوجيا في بريطانيا، في كتابه "Primitive Culture": الدين هو الإيمان بكائنات روحية.
7. تعريف جيمس فريزر (1854 – 1941)، الأنتروبولوجي البريطاني المعروف، يقدم تعريفا مكملا لتعريف تيلور: "إننا نفهم الدين على أنه استرضاء وطلب عون قوى أعلى من الإنسان، يعتقد أنها تتحكم بالطبيعة والحياة الإنسانية. وهذه العملية تنضوي على عنصرين، واحد نظري والآخر تطبيقي عملي. فهناك أولا الاعتقاد بقوى عليا، يتلوه محاولات لاسترضاء هذه القوى. ولا يصح الدين بغير توفر هذين العنصرين، ذلك أن الاعتقاد الذي لا تتلوه ممارسة هو مجرد لاهوت فكري، أما الممارسة المجردة عن أي اعتقاد فليست من الدين في شيء.
تعليق مواطن العالَم: يبدو لي بكل تحفظ واحتراز غير المختص في الدين الإسلامي أن العنصر الأول، مجرد لاهوت فكري، يتوفر وحيدا عند بعض خاصة المتصوفة الذين يقولون أن الشعائر مثل الصلوات الخمس خلقت للعامة حتى يذكروا ويتذكروا الله أما نحن الخاصة فنذكره ونتذكره دون انقطاع بين أوقات الصلوات أما العنصر الثاني، الممارسة المجردة عن أي اعتقاد، فقد نلاحظها عند بعض عامة المسلمين الذين يمارسون الشعائر الدينية بقدر كبير من الاحترام السطحي والانضباط الشكلي دون اعتقاد عميق بالله ودون التزام بقيم الإسلام النبيلة ويقدسون الأولياء الصالحين فبعض عامة المسلمين إذن ليسوا من الدين في شيء لو طبقنا عليهم معيار فريزر.
8. تعريف إميل دور كهايم، الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي (1858 – 1917)، وجه نقدا شديدا لتعريف فريزر: يقصر فريزر الدين على الممارسات التي تتضمن توسلا لكائنات ماورائية تسمو على الإنسان. ويرى دوركهايم أن أمثال هذا التعريف تلقى قبولا في الغرب، بسبب مطابقتها من حيث الأساس لمفهوم الدين المسيحي (تعليق مواطن العالَم: يبدو لي بكل تحفظ واحتراز غير المختص في الدين الإسلامي أنها مطابقة أيضا للدين الإسلامي)، ولكنها لا تنطبق على أديان عدة واسعة الانتشار لا تدور معتقداتها حول أرواح أو آلهة من أي نوع، أو أن هذه الكائنات لا تلعب فيها إلا دورا ثانويا جدا. فالبوذية مثلا قد شقت لنفسها طريقا مستقلا عن البراهمانية في الهند، انطلاقا من رفض فكرة الإله، فهي نظام أخلاقي بدون مشرع، وإيمان بدون إله. إن البوذي غير معني إطلاقا بمن خلق العالم وكيف، وجل همه يتركز في الكدح من أجل التحرر وتخليص روحه من سلسلة التقمصات في عالم لا يحمل إلا الألم والشقاء. وهو في كدحه هذا، لا يستعين بأي كائن ماورائي من أي نوع، بل يعتمد على قواه الذاتية وحدها. أما الآلهة، فليست، في حال وجودها، إلا كائنات أقدر من الإنسان على التحكم في عالم المادة، ولكنها أسيرة مثله في عالم بائس عليها أن تخلص نفسها منه أيضا. الدين هو نظام متسق من المعتقدات والممارسات التي تدور حول موضوعات مقدسة يجري عزلها عن الوسط الدنيوي وتحاط بشتى أنواع التحريم. وهذه المعتقدات والممارسات تجمع كل المؤمنين والعاملين بها في جماعة معنوية واحدة تدعى كنيسة (...) من هنا يمكن أن نفهم لماذا تعتبر البوذية دينا رغم استبعادها للآلهة من معتقدها، فهي عوضا عن الإيمان بإله يتمركز حوله المعتقد والطقس، فإنها تؤمن بالحقائق النبيلة الأربع وما يتفرع عنها من ممارسات.
المصدر: دين الإنسان بحث في ماهية الدين و منشأ الدافع الديني، فراس السواح، دار علاء الدين للنشر و التوزيع، الطبعة الأولى 1994 دمشق، 400 صفحة.
إمضائي يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد. لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
التاريخ: حمام الشط في 13 أوت 2011.
#محمد_كشكار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكرة الإله ؟
-
تعريف دين القوم والدين الشمولي
-
ما الفرق بين التديّن الثوري والتديّن التبريري ؟
-
أصدقاؤنا حذّرونا من كتابةِ كتابٍ حول الكتابِ ؟
-
لماذا كُتِبَ هذا الكتابُ حول الكتابِ ؟
-
أقدّم لكم -كتاب حول الكتاب-، مقاربة من خارج العقيدة ؟
-
مَن أنا ؟
-
هل القرآنيون سيفيدون الإسلام كما أفاد البروتستانتيون المسيحي
...
-
ثلاثة أمثلة دالة على مفهوم الوسطية في الإسلام
-
لتكن عروبيا أكثر، عليك أن تتعلم لغة أوروبية حديثة كالألمانية
...
-
الإبستمولوجيا ؟
-
مقتطفات من كتاب -نظرية الإسلام الجزء الأول نقد الموروث الدين
...
-
نقد مسيحي القرون الوسطى ومسلمي اليوم
-
المجازر الفظيعة التي ارتكبتها محاكم التفتيش المسيحية ؟
-
شخصيلت أوروبية نهضوية ؟
-
مواطن غير مختص في الدين يطرحُ سؤالاً دينيًّا على الملإِ على
...
-
هل المجوسية ديانة توحيدية أم وثنية ؟
-
العرب يعانون من قَطيعتَين لا قطيعةً واحدةً؟
-
حتى الفلسفة لا تخلو من الانحياز !
-
منطق الحِجاج بالقرآن ؟
المزيد.....
-
مصدران لـCNN: إسرائيل تتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن غزة في غضو
...
-
عودة محفوفة بالمخاطر: الألغام تهدد أرواح المدنيين في سوريا
-
مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون يرجحون التوصل إلى اتفاق وقف إط
...
-
الرئيس الإيراني ينفي وجود أي مخطط لاغتيال ترامب
-
مؤتمر حزب البديل من أجل ألمانيا: -تسقط عنفات الرياح!-
-
الانتخابات الألمانية 2025: سارة فاغنكنيشت أمام تحدي مفصلي
-
وزيرة التنمية الألمانية شولتسه تزور دمشق لعرض المساعدة
-
التوقيع هذه الليلة.. اتفاق الهدنة بين إسرائيل و-حماس- يبصر ا
...
-
زيلينسكي يوقع على قانون يخص الشباب الأوكرانيين البالغين من ا
...
-
مقتل 6 أشخاص بقصف إسرائيلي على جنين
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|