أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - تفعيل مكاب الضغط لا بديل للمفاوضات السياسية يا حكومة الحرب والعدوان















المزيد.....

تفعيل مكاب الضغط لا بديل للمفاوضات السياسية يا حكومة الحرب والعدوان


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


ردّا على العملية العسكرية الجريئة التي نفذتها المقاومة اللبنانية، وكان حصادها قتل ثمانية جنود وأسر جنديين اسرائيليين، خرجت حكومة اولمرت – بيرتس عن طورها وقررت في اجتماع مجلس وزرائها أمس الاول، ما اطلقت عليه "الجزاء الملائم"، الذي ترجمته شن حرب تدميرية ضد لبنان تحت يافطة القضاء على حزب الله "الارهابي" جسدا ومكانة، تماما كما هي الحرب التدميرية ضد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، في قطاع غزة خاصة وفي الضفة الغربية ايضا، تحت يافطة القضاء على حركة حماس "الارهابية" جسدا ومكانة على الساحة الفلسطينية!!
واسرائيل الرسمية تستغل تفوقها العسكري، خاصة قوتها الجوية المزودة باحدث طائرات القتل والتدمير الامريكية الصنع، لفرض املاءات سياسية، وابتزاز مكاسب سياسية من خلال بلطجة القوة ومحاولة حسم الصراع عسكريا. فما اقرته حكومة اولمرت – بيرتس امس الاول هو، شن حرب واسعة النطاق ولأمد طويل ضد لبنان هدفها المركزي والاساسي ليس ابدًا تحرير الجنديين الاسيرين، فلو كان الامر كذلك لاستجابت لنداء وموقف الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله واعلانه الاستعداد للتفاوض غير المباشر وعلى اساس المبادلة، اطلاق سراح الاسيرين مقابل اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين وعلى رأسهم سمير قنطار واطلاق سراح اسرى فلسطينيين، ولكن حكومة اولمرت ترفض التفاوض والتبادلية، كما رفضت موقفا وتوجها فلسطينيا مشابها لاطلاق سراح الجندي الاسير جلعاد شاليط مقابل اطلاق سراح اسرى فلسطينيين. فحكومة الكوارث الاولمرتية – البيرتسية تستغل فشل قواتها العسكرية في منع نجاح عمليات مقاومة جريئة، تستغل مثل هذه العمليات الفلسطينية واللبنانية لدفع عجلات مشاريع عدوانية مبيّتة ومنسّقة مع الادارة الامريكية. فمنذ مقتل الرئيس الحريري يجري التآمر على لبنان لتغيير موازنة القوى والصراع داخله بهدف تدجينه امريكيا واسرائيليا، يجري التآمر لتجريد قوى المقاومة الوطنية اللبنانية، حزب الله بالاساس، والمخيمات الفلسطينية من السلاح لترجيح كفة القوى المعروفة بعلاقاتها السوداء مع اسرائيل وامريكا وما يخططه هذا التحالف من استراتيجية عدوانية للهيمنة في المنطقة، يجري التآمر لالقاء لبنان من جديد في مستنقع الفتن والصراعات الطائفية. وتوسيع وتعميق واطالة امد الحرب العدوانية على لبنان جاءت لتجسيد هذه الاهداف. ولتجسيد هذه الاهداف يلجأ المعتدي في حربه الغاشمة الى استخدام الوسائل التالية:
* اولا: استغلال تفوقه الجوي والبحري لقصف مواقع حزب الله على امل اضعافه عسكريا، وتجنب الاجتياح بقواته البرية للاراضي اللبنانية، فالمعتدي يدرك جيدا، من تجربته السابقة ايام احتلال الجنوب اللبناني، ان الاجتياح البري يكلفه الثمن الغالي بالارواح والعتاد، وغير مضمون الجانب.
* ثانيا: قصف وتدمير البنية التحتية في لبنان، تدمير الجسور، محطات الكهرباء، الشوارع، تدمير مدرجات المطار الدولي في بيروت وفرض الحصار الجوي والبحري والبري على لبنان، جعل دولة لبنان بأكملها وتحويلها الى ما يشبه معسكر اعتقال جماعي. والهدف من وراء ذلك تأليب الشعب اللبناني على المقاومة اللبنانية ودب الروح في القوى اللبنانية الممالئة لتحالف العدوان الاسرائيلي – الامريكي لاخذ دور متخاذل ومساعد للمعتدين في تجسيد اهدافهم السياسية لتدجين لبنان اسرائيليا – امريكيا.
* ثالثا: محاولة زرع الفتنة الطائفية في لبنان بالادعاء ان القصف الاجرامي الاسرائيلي يستهدف بالاساس الشيعة، الاحياء الشيعية والبنية التحتية الشيعية ومنها محطة "المنار" التلفزيونية. وكأن السنّة والمسيحيين اللبنانيين خارج دائرة القصف والتدمير والقتل الذي يمارسه المعتدون الاسرائيليون.
ولكن المعطيات المأساوية على الارض اللبنانية تؤكد ان الغزاة المعتدين الاسرائيليين يرتكبون جرائم حرب ضد الشعب اللبناني بمجمله دون تمييز في هوية الانتماء، فقذائف وصواريخ طائراتهم المعتدية تقصف اعمار المدنيين اللبنانيين، من اطفال ونساء وشبان وشيوخ من جميع الوان طيف هوية الانتماء الطائفي والسياسي. فحتى ظهيرة امس الخميس بلغ عدد ضحايا القصف الاسرائيلي اكثر من اربعين شهيدة وشهيدًا من المدنيين الابرياء.
رابعا: توجيه الانذارات المباشرة الاسرائيلية والامريكية الى النظامين في سوريا وايران واتهامهما، بالوقوف وراء ودعم المقاومة اللبنانية، والتلويح بمؤشرات احتمال توسيع الحرب بشن ضربات خاطفة اسرائيلية ضد سوريا.
ان تصعيد العدوان الحربي الاسرائيلي ضد لبنان يجري في وقت يواصل فيه المحتل الاسرائيلي تصعيده للحرب العدوانية في قطاع غزة وارتكابه لجرائم الحرب ضد الفلسطينيين، فأمس الاول كانت حصيلة جرائم المحتل في غزة سبعة وعشرين قتيلا، بضمنهم عائلة بكاملها مكونة من سبعة انفار حرمها المحتل من حقها بالحياة، هذا اضافة الى عشرات الجرحى من الاطفال والنساء والمدنيين الابرياء.
لقد اشعلت حكومة اولمرت – بيرتس الحرب على لبنان ترافقها حملة هستيرية مجنونة تنفخ في ابواق الحرب، الغطرسة العسكرية تشارك في سحجتها مختلف الاحزاب الصهيونية المتواجدة في السلطة وخارجها، حملة تدفع باتجاه اقامة حكومة طوارئ واسعة داعمة للحرب الكارثية ولارتكاب الجرائم بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني. وضع اصبح مشحونا بتعبئة ديماغوغية داعمة للحرب والعدوان واشبه ما يكون بوضع الاجماع القومي الصهيوني عشية حرب حزيران العدوانية في السبعة والستين.
ان حكومة الكوارث والعدوان والمغامرة الاولمرتية – البيرتسية بتصعيدها للعدوان الاجرامي على لبنان والمناطق الفلسطينية، تلعب بالنار الحارقة التي تنذر بكوارث مأساوية لا احد يعرف ما ستكون مدى نتائجها المدمرة على المنطقة برمتها. اننا نحذّر حكام بلادنا من مغبّة سياستهم العدوانية المغامرة. فعشرات السنين من الحروب العدوانية الاسرائيلية اثبتت انه لا يمكن حسم قضايا سياسية عسكريا. وفي لبنان قبل ست سنوات فقط خرج المحتل الاسرائيلي من جنوب لبنان يجر ذيل الهزيمة. وعلى ساحة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني لم تستطع جميع آلات القتل والتدمير التي استخدمها المحتل، حتى الاسلحة المحرمة دوليا، ان تحسم المعركة عسكريا وتكسر شوكة شعب يناضل من اجل حريته واستقلاله الوطني. ولا يريد حكام اسرائيل الادراك انه لا بديل للمفاوضات السياسية للتوصل الى حلول عادلة. فالاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والسورية ومزارع شبعا اللبنانية مصدر كل مآسي الصراع والدماء المتدفقة من شرايينه. وبدون زوال الاحتلال الاسرائيلي عن المناطق الفلسطينية والسورية واللبنانية فلن يكون أي امن او استقرار او سلام في المنطقة.
ومسؤولية المجتمع الدولي، هيئة الشرعية الدولية، الجامعة العربية، وانصار السلام وحق الشعوب في السيادة، تستدعي تفعيل مكابس الضغط لوقف الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان، وعلى المناطق الفلسطينية واجبار المعتدي الاسرائيلي على الجلوس حول طاولة المفاوضات للاتفاق على المخرج من حمام الدم، وحل جميع القضايا بشكل عادل وبضمنها اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين واللبنانيين والعرب والاسرائيليين.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السنوية الثانية لقرارات محكمة لاهاي الدولية: من لا ...
- نشّف الحليب وقلّت قيمة الراعي
- هل الدافع الحقيقي لاجتياح القطاع خطف الجندي يا حكومة المجرمي ...
- خدمة المصلحة الوطنية العليا المحك الاساس للوحدة الوطنية الكف ...
- على ضوء انعقاد منتدى قيسارية: هل يمكن الفصل بين محاربة الفقر ...
- ألوحدة الوطنية الفلسطينية الخيار المصيري لدحر العدوان ومخطّط ...
- مهام وتحديات أساسية على أجندة الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- ما لكم سوى وحدة الصف الكفاحية إرحموا شعبكم من مغبة تصرفكم!
- بناء على معطيات تقرير -المعهد الاسرائيلي للدمقراطية-: النيول ...
- مقاومة المحتلين بدأت قبل الزرقاوي ولن تنتهي بعده! لسنا مع ال ...
- لن ينجح الدجالون اعداء الحزب الشيوعي في دق الاسافين بين الحز ...
- ماذا وراء لقاء مبارك – اولمرت في شرم الشيخ؟
- في الذكرى السنوية ال39 للحرب والاحتلال: اما لهذا الليل المدل ...
- العربوش عربوش حتى لو وصل اعلى العروش
- هل ما يبعث على التفاؤل من محادثات أولمرت- بوش في واشنطن؟
- ألم يحن الوقت لترتيب البيت الفلسطيني؟!
- على ضوء معطيات دائرة الاحصاء المركزية: هل تعيش اسرائيل فعلا ...
- زيتون المثلث الذي غرسته يا عبد الحميد ابو عيطة سيبقى أخضر مو ...
- في الذكرى السنوية ال 61 للنصر على النازية: لتوحيد قوى الكفاح ...
- على ضوء طرح الميزانية للقراءة الاولى: هل ستتأرجح هذه الحكومة ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - تفعيل مكاب الضغط لا بديل للمفاوضات السياسية يا حكومة الحرب والعدوان