أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - 15/15اغتراب الغربة















المزيد.....

15/15اغتراب الغربة


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


15/15
في يوم الأحد أمر سعيد رشيد بالاستعداد للذهاب إلى طنجة ولبس ملابس متميزة أحضرها له خصيصا ،ركب الاثنان في سيارة فارهة ـوساد صمت عميق في الشارع الذي يوصل إلى عروسة الشمال ،كان هاتف سعيد لا يكف عن الانقطاع وسط دوامة إجابات عن السلع والجواب أحيانا باللغة الاسبانية التي يفهمها أغلب سكان طنجة.
حين وصلا لمدخل المدينة اتجها صوب أحد الفنادق الراقية ،دخلا لأحد الحانات ،طلبا زجاجات خمر غالية الثمن وقطع أكل مختلفة.
عكفا يتحدثان في مواضيع عديدة إلا الهجرة : سيرة العمال ،المناخ وحرارة الطقس ..
في لحظة ما توقف أحد الأشخاص بجانبهم
- أهلا سعيد بخير وعلى خير..
- الحمد لله وأنت ..أقدم لك صديقي رشيد يدي اليمنى في العمل ورجل ثقتي الخاصة .
استغرب رشيد باطنيا :أي ثقة يعنيها سعيد ؟؟؟هل يهيئه لمهمة استثنائية
- تشرفنا بمعرفتك يارشيد أهلا بك يبدو أنك غريب عن هذه البلاد
لم يجب بل أجاب سعيد :
طبعا لكنه رائع ..أقدم لك صديقي عزيز ضابط درك ممتاز بطنجة
-أهلا بك
شرد رشيد من جديد في هذه العلاقة بين فلاح وضابط درك خاصة أنهما شرعا يتحدثان عن السوق و الأثمان و..السلع ..والمضايقات... و..
بعد ساعة من الشراب والكلام بين الشخصين الممزوج بدخان المالبورو الذي أخبره عزيز أنه هدية من أحد المهربين ،غادر الثلاثة الحانة بعد أن أهدى عزيز لرشيد هاتفا ممتازا اخبره أنه حجزه في الجمارك مخبرا إياه أنه سيتكفل بتعبئته كل 10 أيام كعربون لوفائه لسعيد.
هكذا سال ذاته : الهدايا بالبورطابلات ؟؟؟؟؟؟
حين كانا عائدين إلى المزرعة أبدى رشيد سعادته بالعلاقة التي نسجها مع عزيز عبر سعيد لكن سعيد بادره بالسؤال
- وماذا قلت في اسبانيا ؟
- الأمر بين يديك يا سيدي السعيد
- الأوراق قيد البعث في البريد ففي الأسبوع الماضي استخرجت مع عزيز شهادة متابعة الدراسة بالباكالوريا وبعثت لبرشلونة ورسالة قبولك في الجامعة
في الطريق لم ينطق رشيد بكلمة فقد أخرسه سعيد ثم سأله :
- ماذا تقول في عزيز ؟
- رجل ممتاز أرتاح لصداقته
- إن له أصدقاء ينشطون في مجال خاص وقد طلب منك العمل معه لأنني قدمت شهادة لصالحك
لا عليك العمل مدة أسبوعين قبل السفر إلى اسبانيا .
- أقبله يا صديقي فقد غامرت في البحر وتساوت لدي حياة الموت والحياة في البحر فبالأحرى شيء آخر .
- غدا ستوصل له سلعة خاصة مني
- ولماذا أنا بالضبط ؟
- أنت شخص غير معروف وشبكة المخدرات تحتاج لشخص مثلك ،الذين لن يشك فيهم الأمن الخاص الذي يقوم بتمشيط هذه المنطقة
- وكيف ؟؟مازلت لم أفهم .
- عزيز دركي في جمارك الميناء ،ويتوسط بين الزبناء والمنتجين ،المارون لأوربا يدخلون الميناء كمنطقة عبور ولا غير يحتاج لمن يساعده نظير ...
لم يتممه رشيد يتمم لكي يسأله:
- وما لمطلوب مني ؟
انبسط سعيد للجواب وبادره بالجواب بعد اعتدال في جلسته
- تصلك السلعة إلى المزرعة – التي أصارحك منذ الآن أنها مركز التجمع –وستقوم بإيصالها إلى داخل الميناء بعد أن تتظاهر أنك من عائلته.
***************
في اليوم المحدد تسلم رشيد ثلاثة كيلوغرامات من الحشيش ،أعاد ترتيبها وسط جيوب مختلفة داخل ملابسه .
أخد ملفا كبيرا به أوراق واتجه صوب طنجة .
وجعل يسائل ذاته :ها أنت يارشيد تدخل عالما آخر فكيف ستخرج منه ، الدخول غير الخروج
بدهائه الخاص، كان يتظاهر في الطاكسي بقراءة كتاب إسلامي حين أوقف الدرك الطاكسي مما جعله لا يثير الانتباه بشكل كبير .
حين وصل للميناء ،سأل عن عزيز مقدما نفسه أنه من عائلته قادما من مكناس ،لذلك سارع الأعوان لإرشاده بل لم يتأكدوا من هويته كما جرت العادة مع كل زائر جديد خاصة أنه كان بهيا بربطة عنق وردية ،وبنظارات سوداء .
حين دخل المكتب تعانقا عناقا حارا وأمام الكاتبة كان يسأله عن العائلة الوهمية ـكان الكل منهمكا لتطبيق الخطة وبسرعة, فالعمل له قواعد يضبطها الزمان والمكان.
في لحظة سأل عزيز عن صديق له.
قال عزيز مبديا مفاجأة وصدفة السؤال:إنه هنا.... تعال لنزوره
في الطريق كان يوضح له أنه سيسلمه للشخص الذي سيتسلم السلعة، ويجب عليه أن يتبعه.
فعلا قدم رشيد للموظف داخل أحد المكاتب واختفى .
مباشرة أغلق الأبواب آمرا بالإسراع بدفع السلعة، لا وقت للكلام ولا للمناقشة كما قال .
وبسرعة البرق استعاد رشيد دهشة اعترته من أثاث المكتب, نزع ثيابه، سلم الأمانة، وأعاد ارتداء ثيابه أمام شخص ؟أخفى ملامحه بنظارات سوداء وبقليل من الكلام.
حين وضع الآخر السلعة في حقيبة عليها اسم جامعة محمد الخامس سلم له ظرفا .
حين حاول رشيد السؤال عن الأمر
أجابه:هي جزاءك لا أريد أن أراك الآن ، إلى المرة القادمة.
قبل الخروج طلب منه إرشاده للباب فلم يتبين أين يوجد لأنه أول مرة يدخل المكان،التقى مع طاكسي عند الخروج وأخذه وسط دهشته مما جرى.
حين أراد رشيد أن يسدد للطاكسي الثمن لم يسأل عن الثمن دفع له 100درهم فأجابه السائق :واشي همزة مع الكونتربوند
أجابه :لا إنها ديون تراكمت لأحدهم علي .

حين رجع الى المزرعة سلم الظرف لسعيد الذي عده ليتأكد أن رشيد وفي فعلا,لذلك أرجعها له قائلا:لا إنها حصتك,فحصتي أنا تمر مباشرة إلى حسابي البنكي.لم يدري رشيد كيف يعبر عن سعادته و هو يرى عمل ساعتين يدر عليه أجرة أستاذ للتعليم الثانوي لمدة شهر.
تكررت العملية لأيام،وأصبح الذهاب الةى اسبانيا مجرد أحلام لم يعد يطلبها .فقد فتح رشيد حسابا بنكيا خاصا,أخذ ينتفخ مع مرور الزمن و تزداد أصفاره وأرقامه يوما بعد يوم.لقد أصبح يشرف على الصفقات منذ البداية إلى النهاية.حتى المزرعة الأخرى أصبح مديرا عاما لها...
و ذات يوم سأل سعيد:يا أخي, ألا يشكل الأمر خطرا؟فالدولة تحارب الآفة, و الاعتقال سيكون مصيرنا في حالة التلبس.
*طمن بالك,فكل شيء محسوب و شركتنا تتعامل مع كل الذين يشرفون على حملات الدولة.و حين يكون هناك خطر ما فإننا أول من يعلم.نعلق الأمور شهرا قبل أن تعود الحياة لمجاريها, فكل القيادات رهن الإشارة, و إلا لم نكن لنستخرج لك البطاقة الوطنية و جواز السفر في وقت قياسي, و لتعلم أننا حين نكتشف الخيانة في أحد العملاء فإن الحل هو.......و أخرج مسدسا من جديد...أدرك رشيد الأمر جيدا فعلق مبتسما:طبعا هذا هو الجزاء الحقيقي.
بعد شهر من العمل, تغيرت حياة رشيد رأسا على عقب.أصبح يملك سيارة خاصة, وشقة في وسط طنجة كما اقترح عليه الزواج من أخته, لم يكن له منحل غير ذلك وإن طلب تأجيل الأمر الى السنة المقبلة.
أصبح رشيد عنصر أساسيا في الشبكة و عوض أن يكون يدخل المخدرات في جيبه,أصبح يحمل الكيلوغرامات في سيارته إلى داخل الميناء,و هناك يشحن للخارج بالعملة الصعبة.
لقد اكتشف جهات نافذة في الشبكة ذاتها إضافة لصديقه عمر الذي أصبح يزوره ليقدم له نصيبه الخاص
ورغم قضائه سنة في هذا الميدان مازال لم يزر عائلته يتصل بها هاتفيا فقط ويرسل لها حوالات ضخمة دون أن تكون له الجرأة على مواجهة والده الذي لن يتقبل أن يتحول ابنه من طالب مجاز في الأدب الى بائع مخدرات ،بل لم يقدم عنوانه لهم مطلقا.
لكن للزمن صوتا آخر طبعا ..............



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق من زريعة البلاد
- اغتراب الغربة 14/15
- حنين
- اغتراب الغربة 13/15
- اغتراب الغربة 12/15
- ساعات في السجن
- اغتراب الغربة 11/15
- اغتراب الغربة 10/15
- اغتراب الغربة 9/15
- حوار صحفي مع الفاعل الجمعوي محمد بلمو
- اغتراب الغربة 8/15
- الهجرة إلى............... 2* هوامش من دفاتر الأحزان
- اغتراب الغربة 7/15
- هوامش من دفاتر الأحزان
- حوار مع المبدع المغربي أحمد الكبيري
- اغتراب الغربة 6/15
- قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-2/2
- تيهان
- قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-1/2
- 4/15اغتراب الغربة


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - 15/15اغتراب الغربة