سادة وعبيد

عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 14:36
المحور: كتابات ساخرة
    

في قصر يتسع لسكان حيّ التنك، وموائد طعام تُشبع الآف الجياع من ابناء مدننا البائسة، وقف السيد الشاب امام منصته العامرة، متزيناً بأفخر المساحيق المضادة للتعرق، وامامه باقات الزهور ليشم عبيرها المنعش، وليمنحها عطراً من عطوره الباريسية الفاخرة.. خطب في الحاضرين، هادئاً مسترخياً عن زهد أمير المؤمنين وعن ثورة الحسين في مقارعة الظلم والفساد.. ثم ازداد به الحماس فوجه نصيحة حادة المضمون ناعمة النبرة، للمسؤولين يدعوهم فيها بتواضع وحرص الى مشاركة الناس عيشهم وهمومهم!!!.. وامام هذا المشهد الاسطوري ، تساقطت دموع العبيد المتجمهرين امام المنصة وهم ينظرون الى تواضع السيد وخلقه السماوي الرفيع ونضارة وجهه الناصع وجبهته المطرزة بالورع والتقوى.. هتفوا بحياته دون ارادة منهم ورفعوا ايديهم بالدعاء الى الباري ان يحفظ السيد وعائلته ويديم عليه النعم!!
وعقب انتهاء الخطبة، اتجه الشاب الورع نحو الاسطبل الملحق بالقصر ليطمئن على ضحكات ابنه اليافع وهو يتدرب على ركوب الخيل محاطا بشلة من الخدم والحشم وافواج مدججة بالسلاح.. ثم نزل الى الاسفل نحو المرآب الارضي كي يتفقد عجلاته الفارهة.. ومن بعيد اصغى الى صراخ العبيد المتجمهرين خارج باحة القصر وهم يصدحون بصوت عال: "علي وياك علي.."!! ابتسم السيد وحمد الله واثنى عليه واكمل طريقه..
منقول بتصرف..

#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات