|
الدور الإيراني في العراق
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 11:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نظام ولي الفقيه إنتهى لو لا الحماية الغربية ، نظام في العالم الثالث منهك حد اللعنة ، لكن صانع القرار الامريكي الاسرائيلي لا يسمح بسقوطه ، الهشاشة داخل النظام ، عمره الافتراضي إنتهى ، العالم النووي قتل تحت رقابة الكاميرات وببث مباشر ، لايعرفون الجهة المنفذة لعملية الإغتيال ، وإحتمال كبير أن نظام ولي الفقيه تخلص منه ، وترجيح هذا الاحتمال ، المشاكل التي يعيشها النظام الايراني ، سواء كانت الخارجية أو مشاكله الداخلية . هناك إحتمال قوي جدا ، أن تصفية العالم النووي ( محسن فخري واده ) جاءت ضمن صفقة مع الغرب للتخلص منه ، على نفس الطريقة التي تخلصوا بها من قاسم سليماني . قاسم سليماني قتل بموافقة نظام ولي الفقيه ، السياق ومجريات الأحداث تكشف أن النظام الايراني سمح لأمريكا بتصفية قاسم سليماني ، بسبب كثرة المشاكل الداخلية ، وعندما تنفجر مشكلة داخل النظام ، يتحول كل النظام إلى ركام ، المعروف أن التعويل على إنهيار النظام الديني داخليا ، وعملية الإنهيار هذه مسألة وقت ، لأن الشعب الإيراني لا يتحمل أكثر من أربعين عاما من مصادرة الحريات والقمع والإعدامات ، الشتائم للنظام ورموزه تملأ الشارع الإيراني وحرم الجامعات . إيران ضعيفة لأنها ليست دولة مؤسسات ، ولا هي دولة غنية ، دولة من العالم الثالث ، الخطأ الذي إرتبكته إيران ولاية الفقيه في المنطقة العربية ، أنها جاءت بأمريكا لتكون على حدودها مع أفغانستان والعراق ، وهذا خطأ إستراتيجي قاتل ، أنها ساهمت بإحتلال العراق ، دون أن تعي خطأها الكارثي عليها وعلى المنطقة العربية ، وبجلبها للولايات المتحدة الأمريكية أدخلت إسرائيل إلى العراق وإلى أراضيها ، دفعت غلمانها في العراق ( أحزاب الشيعة للتحالف مع أطراف متحالفة مع الدولة العبرية ) ، فلا تلوم إيران إلا نفسها عندما أوصلت أمريكا وإسرائيل الى حدودها . إيران ساهمت بأن يكون العراق دولة شديدة الفساد على حدودها ، وعندما تساهم في إفساد دولة على حدودك ، فأنت مهدد ، فما بالك وأنت تصنع الفساد ؟. نظام ولي الفقيه في طهران جعل العراق دولة فاسدة بطريقة غير مسبوقة ، وهذا هو الخطأ الإستراتيجي القاتل ، أنك تساهم بجلب دولة إحتلال على حدودك ، وتصنع الفساد في العراق . نظام ولاية الفقيه دائما يرتكب الأخطاء القاتلة ، وهذا غباء وسذاجة سياسية ، مع الوقت تتشابه حالة الفساد في العراق مع فساد دولة الولي الفقيه في إيران ، لأن من يصنع الفساد ماهو إلا مشروع فساد بالقوة والفعل ، ولأن إدارة الفساد في العراق هي نفسها في إيران . نظام ولي الفقيه الذي جعل من هادي العامري أداته في العراق ، وممثلا له ، يشبه في تفكيره وعقله العامري ، سواء كان خامنائي أم غيره من رموز النظام ، لأنه إختار أدوات غبية ومنحطة من أمثال مقتدى الصدر وعمار الحكيم ونوري المالكي ، وزعماء مليشيات لاتعرف غير القتل ولسطو المسلح . عملية تشخيص أخطاء نظام ولي الفقيه ، لا تحتاج إلى عقول جبارة لتصل إلى هذه الحقيقة ، وهي تخبطه وإخطاءه الإستراتيجية الكارثية ، خسر النظام حاضنته الشيعية العراقية التي كان يتغذى عليها ، ولو لا حاجة أمريكا لوجود نظام ولاية الفقيه في طهران والعراق ، لرفعت عنه يدها وغطاءها ، وسقط ، لأن دولة الملالي جبانة بنظامها الديني . لو تخلى الغرب عن دور إيران في المنطقة العربية ، لم يبق مليشياوي واحد في العراق أو سوريا واليمن ولبنان ، ستنهار كل منظومة المليشيات ، والدليل على إمساك الغرب بنظام ولي الفقيه ومليشياته ، تلك الاجتماعات الإسبوعية بين عمار الحكيم وسفيري أمريكا وبريطانية في بغداد . العراق يدار من قبل الغرب بشكل مباشر ، وما إيران إلا أداة غربية في العراق ، فدولة مثل العراق لايمكن للغرب تركها لإيران ، لكن هناك محاولة غربية لتسويق إيران على أنها توازي النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية والعراق خصوصا ، وهذه إكذوبة . ماهي قوة وقيمة إيران حتى تكون موازية للنفوذ الغربي في العراق ؟. الغرب بحاجة لإيران في العراق والخليج ، وأمريكا لا تسمح بتهشيم نظام طهران ، لحاجتهم إليه ، يريدون إيران أقوى من دول الخليج والعراق ، حتى تشكل مصدر تهديد للمنطقة العربية ، والغرب دائما يريد إيران مصدر تهديد للعرب ، ولهذا حافظوا على بقاء نظام ولاية الفقيه متماسكا . الإدارات الأمريكية لا تسمح بقتل الدور الإيراني في العراق ، ولا حتى إسرائيل يصل بها الجنون أن تضحي بدور إيران في المنطقة العربية ، لن يفرطوا بدور إيران . إيران ( الإسلامية ) تمثل تهديدا للمنطقة العربية برمتها ، إستنزاف دائم لموارد الخليج والعراق ، وفرص إبتزاز لدول المنطقة بإستمرار ، ولو لا إيران لم تتمكن إسرائيل من الوصول إلى عقد إتفاقيات التطبيع مع دول الخليج ؟. إيران أوصلت المنطقة العربية إلى الحد الذي لايوجد أي خيار عدا حضن تل أبيب ، وأشغلت المنطقة بها عن الدور الإسرائلي ، عبر التهديد المستمر ، بواسطة مليشياتها في كل مكان . الغرب لم يكن ساذجا إلى درجة التضحية بمصدر تهديد إيراني يوفر لشركات النفط العالمية فرص إبتزاز المنطقة العربية ، والسيطرة على ثرواتها ، وهذا الدور هو نفسه الذي تلعبه الدول الغربية في العراق ، تهديد السنة بمليشيات الشيعة ، والشيعة بداعش . كل إسبوع يصرح قائد عسكري إيراني بتهديد المنطقة ومحو إسرائيل من الوجود ، وماهي إلا تهديدات فارغة ، لأن إيران أضعف من أن تشن حربا بسبب العامل الإقتصادي المتدهور ، ومشاكلها الداخلية التي تحاول تصديرها الى الخارج . صعف نظام ولاية الفقيه ، لانه بدون نوايا صادقة ، وهذا سر هزيمة ايران ، التي لاتتحمل أي حرب ، فهي تلجأ إلى إستخدام مليشيات من المرتزقة ، وهذا ليس فخرا لجيشها ، وبتمويل عراقي مسروق . نفوذ إيران ليس بقوتها العسكرية كما تزعم ، ولا بإقتصادها ، ولا بسياستها لإقناع شعوب المنطقة ، بل بمليشيات تزعزع الأمن والاستقرار . نظام إيران الديني مبني على أسس غير إصولية ، وهذا التأسيس لا يصنع دولة مؤسسات ، بقدر ما يهشم الدولة التي يديرها ، وهو نظام بالأساس يشكل تهديدا للدولة الإيرانية نفسها ، ويشتغل على تشهيم مؤسساتها . تهشيم الدولة الايرانية مسألة وقت ، يقوم بها نظام ديني متخلف ، لا أن أمريكا هي التي تسعى لتدمير إيران . في حالة سقوط نظام ولي الفقيه في إيران ، سيكون حجم الدمار كارثيا ، فضلا عن حجم الضحايا من الناس ، والإنهيارات المكلفة ، و الخراب في العراق بالنسبة لذلك لا شيء .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياسة الركض خلف السراب
-
تقليد مراجع الشيعة وعد بلفور الأول
-
العتبات واجهات الحرس الثوري الإيراني في العراق
-
فرق الموت الإيرانية في العراق
-
ما بين اللمبجي والتمثال المقدس
-
زيارة مصطفى كازمي للبيت الابيض
-
المشروع الوطني العراقي
-
نسألكم الدعاء مولاي ودعاؤكم أحوج
-
التدخلات الامريكية في الشأن العراقي
-
للعراقيين فقط : سري للغاية
-
من هم مراجع الدين ؟
-
نقد المرجعية الدينية في النجف
-
حكومة 9 نيسان الإستفزازية
-
الحديث عن حرب عالمية ثالثة
-
إغتيال النساء في العراق
-
الجهاد في زمن الاحتلال
-
صناعة داعش وأخواتها
-
إستبدال الدين بالتكنلوجيا
-
الاسلام السياسي والثقافة
-
البصرة المنكوبة
المزيد.....
-
مقتل 10 أشخاص في هجوم مسلحين على قرية علوية بريف حماة وفتح ت
...
-
ماذا دار بأول اتصال بين ترامب والسيسي بعد إعلان مقترحه لنقل
...
-
اجتماع عربي يرفض -تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم-، وإسرائيل تف
...
-
النرويج تفرج عن سفينة يقودها طاقم روسي بعد الاشتباه بدورها ف
...
-
السودان: مقتل العشرات في هجوم للدعم السريع على سوق بأم درمان
...
-
من أصحاب الأحكام العالية.. من هو المصري الذي أفرجت عنه إسرائ
...
-
بحرية الحرس الثوري الإيراني تكشف عن -مدينة صاروخية- جديدة
-
راجمات الصواريخ تدك القوات الأوكرانية
-
ترامب يقيل روهيت تشوبرا مدير مكتب الحماية المالية للمستهلك ا
...
-
السفير الإيراني يوضح مستقبل العلاقات بين موسكو وطهران في عهد
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|