أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - من التراث: دماء العراقيين تنتقم من الطغاة














المزيد.....

من التراث: دماء العراقيين تنتقم من الطغاة


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دماء العراقيين حوبتها* عظيمة، ما خاض طاغيةٌ فيها إلا كانت خاتمته أعظم في السوء والإذلال: كيف انتهى المصلح الدموي الحجاج بن يوسف الثقفي مع قائمة بإصلاحاته! يبدو أن الحكام الطغاة الدمويين والقادة المستبدين لا يأخذون العبرة من دروس التاريخ قديما وحديثا! أما حديثا فقصة النهاية البائسة والمذِلَّة لطاغية العراق قبل الاحتلال الأميركي وهو الذي حول العراق إلى شبكة من المقابر الجماعية حاضرة في الأذهان والذاكرة، وأما قديما فهذا الحجاج بن يوسف الثقفي الذي خاض طويلا وعميقا في دمائهم وقتلهم وشردهم حتى قيل إنه كان يبتني الحيطان عليهم وهم أحياء حتى يموتوا تحتها، ولأن العراقيين، أو لنقل غالبيتهم، الذين طبعوا على التمرد ورفض الظلم والعقلية النقدية فقد شتمهم الحجاج و وصمهم بالشقاق والنفاق ولو كانوا أطاعوه وخضعوا له لما قال عنهم ما قال، وبدأ حكمه بقولته الشهيرة (إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها...)، وظل يقطف ويقطف رؤوسهم خلال ثوراتهم وتمرداتهم المستمرة حتى انتهى نهاية عجيبة لا مثيل لها، فقد انتقمت منه تلك الدماء التي سفكها والأرواح التي أزهقها انتقاما عجيبا، لنقرأ ما ورد في كتب التراث عن نهاية الحجاج:
-مرض الحجاج وهو في ذروة قوته وبطشه وفي خمسينياته مرضا غريبا وشديدا (وقد ذكر المؤرخون اسم هذا المرض بالآكلة، والذي أصاب بطنه، وعندما دُعي الطبيب لينظر إليه أخذ لحماً وعلقه في خيط، ثم وضعه في حلقه لمدة ساعةٍ، وعندما أخرجه وجده وقد علق به الكثير من الدود. كما سلط الله على الحجّاج البرد الشديد المعروف باسم الزمهرير، حتى أن النار كانت تمس جلده من الكوانين (المواقد) المشتعلة حوله فلم يكن يشعر بالحرارة أبداً. وعندما شكى الحجاج ما يحدث له إلى الحسن البصري كان رده عليه أنه قد نهاه عن التعرض للصالحين إلاّ أنه أعرض وأبى. أما رد الحجاج على الحسن البصري فكان أنه لا يريد منه دعاء الله بالتفريج عنه، وإنما أن يدعو الله أن يعجّل في موته ولا يطيل عذابه/ الحجاج بن يوسف الثقفي مواقف من حياته/ تأليف أمير بن محمد المدري، صفحة 97). وكان الفقيه التقي سعيد بن جبير الأسدي الكوفي من جملة من قتلهم الحجاج ذبحا فقال سعيد له: خذها مني يا حجاج حتى تلقاني بها يوم القيامة، ثم دعا سعيد ربه فقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي. فلم يلبث الحجاج بعده إلا أربعين يوما حتى بدأ يمرض بمرضه ذاك، وكان يرى سعيد بن جبير في منامه وكوابيسه فيستيقظ فزعا وهو يقول: مالي ولسعيد بن جبير! حتى هلك وقُبِرَ في مدينة واسط ولكن الماء فاض على القبر فاندرس وتلاشى ولم يبق له أثر.
- استدراك: يخطئ من يعتقد أن الحجاج كان حاكما دمويا ومستبدا فقط بل كان -إضافة الى ذلك - واحداً من كبار المصلحين المستبدين ويعتبره بعض المؤرخين الباني الثاني للدولة الأموية والذي لولاه لما استمرت قائمة قرابة القرن. وهذه قائمة مختصرة بإصلاحات الحجاج الدموي كما تذكرها أمهات الكتب التراثية:
1-تعريب الدواوين.
2-إصلاح العُمْلَة.
3-إصلاح الأراضي الزراعية، ووفر الحيوانات التي تقوم بالحراثة.
4-بناء الجسور على الأنهار في العراق.
5-أقام الصّهاريج لتخزين مياه الأمطار بالقرب من البصرة بهدف توفير المياه للقوافل المارّة، وحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب.
6-شرع في بناء مدينة واسط بين البصرة والكوفة
7-أمر بقتل الكلاب الضّالة.
إضافة الى أوامر ذات مضمون ديني منها أنه أمر نصر بن عاصم بوضع علامات الإعراب على كلمات المصحف القرآني ووضع علاماتٍ تدل على نصف القرآن، وثلثه، وربعه. وامر بعدم النّواح على الموتى في البيوت ومنع بيع الخمور.
*كلمة "حوبة" السائدة في اللهجة العراقية المعاصرة فصيحة، ولها معان عديدة منها الإثم العظيم، كما ورد في تفسير الفرّاء للآية القرآنية "إِنه كان حُوباً" فقال: الحُوبُ الإِثم العظيم.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إنجازات- الكاظمي والقوانين والقرارات التي مررتها أحزاب الفس ...
- الفرق بين القانون العراقي -لمكافحة الجرائم الإلكترونية- وقوا ...
- بمناسبة اللقاء -السري- بين نتنياهو وبن سلمان في السعودية الي ...
- الكاظمي في مؤتمره الصحافي الأخير: لا جديد في حركة البيادق!
- قرار الشيوعي السوداني بالانسحاب من دعم الحكم والاعتذار لشعبه ...
- قرض جديد ب 12 ترليون دينار دون الكشف عن جميع مفردات صرفه
- مقاربات ماكرون السياسية للشأن الديني وإهدار السياق التاريخي
- بين الاستثمارات السعودية واستثمارات العتبات الدينية مجهولة ا ...
- مشروع محمد علاوي لأنبوب نفط ومصافٍ خارج العراق بين الهذر وال ...
- هوية الأندلس كما يراها مثقفوها اليوم: الإسبان غزاة؟!
- خلطة رشيد الخيون لتسفيه ثورة العشرين!
- الحيدري والصدر والسيستاني وقضية تكفير المخالف في المذهب والد ...
- حذارِ من خدعة استقلالية البنك المركزي -المقدسة- لأنها من صلب ...
- درس ديموقراطي ثوري ثمين يقدمة اليسار البوليفي
- تسليم سنجار للبارزاني يعني تسليم رأس القناة العراقية الجافة ...
- ما العلاقة بين دولة المؤسسات الدستورية والمرجعيات الدينية وا ...
- السؤال المخادع: هل تريد انتخابات مبكرة أم حربا أهلية؟
- هل اخترع العرب المسلمون الجزية وتجارة العبيد والجواري ليعتذو ...
- سماحة الأجداد وقسوة الأحفاد في تاريخنا: الشاعر والفارس الوثن ...
- يجب منع الصدام المسلح بين أهل النظام الفاسد أولا!


المزيد.....




- ريابكوف: خطر وقوع صدام نووي مرتفع حاليا
- إعلام إسرائيلي: دوي صافرات الإنذار في إيلات خشية تسلل طائرة ...
- إفراج موقت عن عارضة أزياء باليمن بعد ظهورها من دون حجاب
- أطباء لا يستطيعون التعرف على هوية أسير مفرج عنه بسبب التعذيب ...
- حريق كبير قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقدس
- استشهاد طفل فلسطيني بسبب نفاد الحليب والدواء
- هل اقترب عصر الأسلحة الذرية من نهايته؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة -إسرائيلية- في بحر العرب
- حماس ووجهتها المقبلة.. ما علاقة بغداد؟
- مصر.. اعترافات صادمة للطفل المتهم بتحريض قاتل -صغير شبرا-


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - من التراث: دماء العراقيين تنتقم من الطغاة