صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 01:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ بدء انتفاضة أكتوبر، والجماهير مزاجها كان جدا حذر من مشاركة جمهور السلطة "التيار الصدري" معها في الانتفاضة، لكنها لم تستطع ان تعبر عن ذلك، بسب خوفها من هذا الجمهور المسلح، كانت الجماهير فرحة في بداية الانتفاضة، عندما أعلن التيار الصدري بأن المظاهرات مشبوهة، وأوصى اتباعه بعدم المشاركة، كانت الجماهير المنتفضة أبدت سعادتها، وتكرر القول فيما بينهم "يا ريت ميشارك" و "أحسن شي سواه التيار وياريت يبقون على المقاطعة" او "ولكم خلصنا الجماعه ما شاركو" لم تسعهم الفرحة، في الايام الأولى للانتفاضة.
وبرغم استخدام القساوة المفرطة والقمع الشديد من قبل أجهزة السلطة وميليشياتها، فأن المنتفضون ازداد اصرارهم وصمودهم، وهتافهم واحد "اسقاط النظام" لكن بعد ان كان الكثير من قادة الميليشيات الاسلامية يتوقع افول الانتفاضة بعد عدة أيام، وعندما خاب ظنهم، واحسوا ان الجماهير جادة في اسقاطهم، لجأوا الى لعبتهم المكررة والقبيحة، الاشتراك بالتظاهرات، فنزل التيار الصدري يوم 25-10 بشكل مكثف، وبدأ بتحويل ساحات التظاهر شيئا فشيئا الى حالة نواح ولطم وقراءة القرأن ، بحجة استذكار ضحايا أكتوبر، كانت ممارسات مدروسة بشكل دقيق، ثم بدأت شروط واوامر التيار الصدري تفرض على المتظاهرين، وقد جاراهم المنتفضون، لم يحاولوا الاحتكاك بهم، لكن الانتفاضة بدأت تأخذ مديات أوسع، خافت سلطة الإسلام السياسي جدا على نفسها، هنا السلطة امرت جمهورها بقمع الانتفاضة، كشف التيار الصدري عن الوجه الحقيقي له، فنزلت ما يسمى "القبعات الزرق" والذين هم مجموعة من جيش المهدي، استخدموا "التواثي" لفرض مرشحهم "مصطفى الكاظمي" لرئاسة الوزراء، مع الاكثار من قضايا التشويه للمتظاهرين "اختلاط، اباحية، خمر، لواطة، دعارة" والتي كانت كفيلة بزيادة القمع من قبل جمهور السلطة "التيار الصدري" ضد المتظاهرين، لينهوا اعتصام ساحة التحرير، ويبدأوا بالتحرك على الساحات الأخرى.
جمهور سلطة الإسلام السياسي بشكل عام، والتيار الصدري بشكل خاص، لا يهمه الماء الصالح للشرب او توفير الكهرباء او التعليم او الصحة او الخدمات او السكن او النظافة او الرواتب او المعاشات او الحياة الكريمة دون اذلال، لا يهمه النهب والفساد والحروب الطائفية والقومية، لا يهمه خراب البلد، ما يهمه فقط ان يكون "الدين او الطائفة او السيد" بخير، والجماهير المنتفضة تطالب بحياة حرة وعادلة، وهذا هو الفرق الجوهري بين هذين الجمهورين، ودائما ما ينتصر الجمهور الطامح للحرية.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟