سجى مشعل
الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 22:52
المحور:
الادب والفن
خلال مشوار حياتي دومًا ما كنت في صراع مع أولئك الحمقى المُتشدّقين، أولئك الفارغين إلّا من السّخريات وإلقاء الشّتائم، ولا لشيء أو لسبب مقنع، إنّما لفراغ ذواتهم وانتقاصهم لأنفسهم كانوا يعترضون طريقك، ويضعون لك قدمًا تُعرقل حركة سيرك في منتصف الطّريق، يعترضون كلّ شيء جميل قد يمسّك، وينهالون بالسّخريات على كلّ ما تفعله أو تحقّقه، أنا لستُ حزينًا على وجودهم في حياتي بِقَدر حزني على الحياة بحدّ ذاتها لوجود أمثالهم فيها، لا أعرف كيف يعتقد المرء بأنّه وصل منتهى الأمور بمجرّد كونه يظنّ ذاته كذلك. ثمّ إنّ الكاره، والحاقد، والمُخادع، والمنافق في حياتك لا يتشكّل بصورة تراكميّة، إنّما يتعرقل فيك بين طيّات الأيّام، ويأتي ليُعرقل حركة سيرك، وما هي إلّا سويعات حتّى يخال نفسه جزءًا منك، ومن تكوين حياتك، ويحسب نفسه عليها، متدخّلًا فيها رغبة في الفضول وإثارةً للمشاكل، فَالطّمأنينة الوحيدة عنده هي مُغالطتك على أيّ أمر حادث، وإنْ لم يحصل شيء فإنّ شغله الشّاغل سفاسفك الصّغيرة كأنّك أحد المشاهير، وفي الواقع إنّك شخص يمارس حياته باعتياديّة، وكلّ رجاءاتك أن تَنعَم بالهدوء وبُعيضٍ من السّكينة، يبدو الأمر واضحًا، وسعيُك لأجل الوصول إليه باديًا للعَيان، غير مُندملِ الأطراف أو مُتماهي الصّفات عن الفهم، لكنْ من جهته هو فَيعتقد بأنّك تُخفي السّماء عنه، وتَحجب بَريق النّجوم عن ناظريه!
#سجى_مشعل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟