فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 14:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول أحد المفكرين (تبدأ الحرية حيث ينتهي الجهل) وهذا يعني أن المجتمع الذي تعيش فيه الحرية هو المجتمع الذي يعرف فيه الإنسان وجوده ويعرف حدود ذاته وحدود الآخرين ووجودهم من خلال التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وحياته وإنتاجه العلمي والأدبي سواء كانت قيود مادية أو معنوية والتخلص من الإجبار والفرض والتخلص من العبودية لشخص أو جماعة .. وعَرّفَ المفكر (جون لوك) الحرية هي التحرك ضمن القوانين الطبيعية وإمكانية اتخاذ القرارات الشخصية والقرارات بشأن الملكية الخاصة دون قيود كما يريد ويرغب الإنسان ودون أن يطلب الإنسان الحق من أحد ودون التبعية لإرادة الآخرين والحرية في ضوء السلطة والإنسان حريته الشخصية لممارسته حرية الإعلام ... وحرية المثقف والإعلامي والسياسي العراقي الآن محددة حريته بفسحة ضيقة وفرها له الدستور من مخلفات الاحتلال الأمريكي للعراق عام/ 2003 وبالرغم من المساحة الضيقة لها فإنها مهددة ومكبوتة من ملاحقة ومراقبة (كاتم الصوت) والآن سن قانون (الجريمة المعلوماتية) الذي به تمسك الحكومة بقبضة حديدية على تلك الفسحة الضيقة من الحرية وترفع السيف الأعمى بوجه كل من يتجاوز فقرات ذلك القانون سيء الصيت ... وقبل هذا القانون كان يوجد (كاتم الصوت) الذي يبيح حرية كاملة للقتل بدم بارد وهو طليق بينما الضحية يسكن القبر كما توجد قوة مدعومة تمتلك حرية النهب والسلب والفساد الإداري والحرية الشخصية المطلقة ويوجد فيه المرتشي يسرح ويمرح والراشي معتقل في بلده .. المخابرات العراقية استطاعت أن تكتشف مخبأ زعيم المنظمة الإرهابية داعش (البغدادي) بينما هي عاجزة عن الكشف ومعرفة (كاتم الصوت) الذي اغتال المفكر الأمني (هشام الهاشمي) والعشرات غيره (والرجل الثالث) وقتلة المتظاهرين ... ورسائل التهديد بالقتل بكل حرية تهدد أصحاب الكلمة العراقية الوطنية الشريفة ولم تتحرك السلطات إلا بعد أن يقتل الضحية وتتكون لجنة تحقيقية لمعرفة الجاني الذي يسجل عليه مجهول الهوية.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟