أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - بغداد تتحول الى بيروت والعراق الى ساحة للمواجهات الاقليمة














المزيد.....

بغداد تتحول الى بيروت والعراق الى ساحة للمواجهات الاقليمة


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ثلاثة اعوام وبعد الغزو الامريكي للعراق توقعت ان تتحول العراق الى ضفة غربية و غزة ، واستندت في توقعي ذاك الى ان الشعب العراقي لا يمكن الا وان يكون قد تأثر بتجرية الشعب الفلسطيني في مكافحة الاحتلال ، وانه لا يمكن لأي شعب من شعوب الدنيا ان يتصالح مع الاحتلال ويستسلم له.

و لايمكن لأي مراقب لما يجري في العراق منذ اكثر من ثلاث سنوات الا وان يشاهد ويلمس دون التباس كيف ان بغداد والمدن العراقية الاخرى تحولت الى ما هو اكثر من ضفة وغزة ، بل ان البعض يشبه ما يحصل هناك بما حصل في فيتنام ، او كوريا .

لكن الذي لم اكن اتوقعه على الاطلاق ان تتحول بغداد الى بيروت" الحرب الاهلية"، رغم ان لقاءا باحد رجال الاعمال العراقيين ، واحد المسؤولين في اتحاد الصناعيين العراقيين جرى منذ سنتين حذر من ان تتحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الاقليمية والدولية.

فالذي تشهده العراق من حروب طائفية وتصفيات واقتتال بين الطوائف وسيطرة نزعة الهيمنة والتسلط من طائفة على اخرى تشكل اقلية في هذه المنطقة او هذه المدينة او تلك يقول بوضوح ان بغداد اصبحت بيروت ، بالاضافة الى مؤشرات اخرى تقول ان العراق كله اصبح ساحة لتصفية الحسابات والحروب الاقليمية ، وهذا ما حذر منه المسؤول العراقي الذي التقيناه قبل ثلاثة سنوات .

فبالامس أكد كبير القادة الاميركيين في العراق، أن الدعم الإيراني للمتطرفين زاد "زيادة ملحوظة" هذا العام، وان القوات الخاصة الايرانية تقدم الاسلحة والتدريب للمسلحين. وأوضح كيسي في مؤتمر صحافي في البنتاغون ان النفوذ الايراني يمثل أحد المشاكل الأربع التي يواجهها في العراق.

وتابع "نحن على ثقة من ان الايرانيين، عبر القوات الخاصة، يقدمون الاسلحة والعبوات الناسفة والتدريب للجماعات المتطرفة الشيعية في العراق، ويجري التدريب في ايران، وربما في بعض الأحيان في لبنان عبر عناصرهم"..

وحتى لو جاء هذا الاعتراف من كبير قادة القوات العسكرية الامريكية المحتلة فانه لايقبل الشك لان هناك العشرات من المصادر الاخرى التي تؤكد هذه الحقيقة ، وهذا الامر يشكوا منه قادة الطائفة السنية ف يالعراق يوميا. الامر الذي يعني تحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات ، وام كان لهذا الدعم الايراني للشيعة ف يالعراق اهدافا اخرى في طليعتها تعزيز نفوذها وترسيخ اقدامها ف يهذا البلدج العربي، وهذا ما اشتكى منه الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اكثر من مرة.

اما بغداد بيروت فقد تجسدت امس الاول الجمعة بشكل واضح باحداث اقرب هي الى تلك الاحداث التي شهدتها بيوت في عام 1975 وما بعده ، من تقسيم مناطقي بين مسلحي الطوائف ، والاشتباكات المسلحة بين المناطق وعمليات القصف والخطف والقتل على الهوية.

فيوم الجمعة شهد مقتل وجرح العشرات في هجمات دامية بمدن عراقية ، واشتبكت ميليشيات شيعية مع قوات عراقية وامريكية في بغداد. وفي الوقت نفسه وشهدت "اختبار قوة" واشتباكات شوارع عنيفة بين "مقاتلين سنة" وميليشيا "جيش المهدي" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في شوارع عدة من العاصمة دفعت رئيس الوزراء الى إعلان حالة الطوارئ وحظر للتجول استمر لساعات.

وطغت الصورة البيروتية على بغداد التي عاشت حالة وقفت معها حافة "حرب اهلية" عندما تفجرت مواجهات ذات ابعاد طائفية بعد ان شهدت شوارع العاصمة حضورا لا سابق له، لعناصر "جيش المهدي" فيما خرج "مسلحون" في احياء سنية لمواجهة قوى الجيش والشرطة ما استدعى حكومة المالكي، الى اعلان حظر شامل للتجول للسيطرة على الموقف.

وانتشر المئات من عناصر الميليشيا الشيعية في ساعات مبكرة من الصباح في شوارع بغداد بحجة تأمين طريق وصول آلاف المصلين من مدينة الصدر الى جامع براثا الى الشمال الغربي، منها استجابة لدعوة اطلقها الصدر يوم الخميس لصلاة جماعية للسنة والشيعة في الجامع الشيعي الذي تعرض قبل اسبوع لهجوم انتحاري اودى بحياة العشرات من المصلين.

واثار هذا الوجود الكثيف للمسلحين الشيعة من جيش المهدي حفيظة سكان الاحياء السنية مما ادى الى قيام بعض المسلحين السنة بمهاجمة جيش المهدي انطلاقا من منطقة الفضل وسط بغداد وامتدت لاحقاً الى شارع حيفا والرحمانية.

ولم تكن احداث شارع حيفا الوحيدة في بغداد. اذ اشتبك مسلحون مع وحدة للحرس الوطني في منطقة السفينة في الاعظمية بعد رواج اشاعات تتحدث عن نزول "جيش المهدي" الى شوارع بغداد بينما هاجم مسلحون آخرون دوريات لقوات حفظ النظام في منطقة الدورة جنوب بغداد ما ادى الى مقتل احد عناصر الشرطة واصابة آخرين بجروح.

وتمت السيطرة على الموقف بعد اتصالات اجراها رجال دين سنة وشيعة هدفت الى تجنب تفاقم الاحداث، كما اتصل رئيس الوزراء العراقي مع عدد من القيادات السياسية السنية والشيعية للغرض نفسه.

وبعد ان تمت الاستجابة الى شروط القوى السنية التي اشترطت انسحاب ميليشيا جيش المهدي التي انتشرت بكثافة منذ الصباح في احياء شارع فلسطين والمستنصرية والقاهرة والشعب والوزيرية وباب المعظم والطالبية وجميعها في جانب الرصافة، كشرط لانسحاب المسلحين السنة الذين كانوا يهدفون الى مهاجمة جيش المهدي.

اليست هذه بيروت ، وكم من مرة في بيروت تمت التهدئة ، وتدخلت المرجعيات، وتم اعلان وقف اطلاق النار، اهذا ما سوف تشهده بغدا ف يما هو مقبل من الايام ، ربما هذا الذي سيحدث مهما كانت امنياتنا عكس ذلك، ولكن هذه هي النتيجة المنطقية والطبيعية ، للصراع القبلي والطائفي ، الداخلي، وهو الامر المنطقي عندما تبيع اطرافا داخلية ولاءاتها لجهات خارجية اي كانت هذه الجهات سواء قوات محتلة (كالقوات الامريكية) او قوات معادية للقوات المحتلة في العلن على الاقل (نقصد بذلك ايران على وجه الخصوص).

والله اننا لا نتمنى لبغداد ان تمر بتجرية ما مرت وتمر به بيروت ، ولكن يبدو ان ليس كل ما يتمنى المرء يدركه هي الحقيقة المقدرة.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم أولاد الحلال ... وبنات الحلال ؟؟؟


المزيد.....




- -لن يخطر على بالك!-.. -فوربس- تكشف عن رئيس دولة يتقاضى أعلى ...
- الرئيس الإسرائيلي يقترح إنشاء نظير لحلف -الناتو- في الشرق ال ...
- -لإحراج ترامب-.. صحيفة أمريكية تتحدث عن خطة جديدة لبايدن حول ...
- -اعتدال- السعودي و-تلغرام- يزيلان 129 مليون محتوى متطرف
- السعودية.. نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ يكشف عن أبرد وأحر م ...
- أصول الزعيم الراحل معمر القذافي.. سويسرا تفرض غرامة مالية عل ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الإماراتي تطورات الأوضاع ...
- لندن.. مظاهرات ضخمة في الذكرى السنوية للحرب على غزة
- جندي إسرائيلي يقرأ من التلمود على مسامع أسرى فلسطينيين مقيدي ...
- آلاف المغاربة يجددون دعمهم للمقاومة في ذكرى طوفان الأقصى


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - بغداد تتحول الى بيروت والعراق الى ساحة للمواجهات الاقليمة