عائد زقوت
الحوار المتمدن-العدد: 6744 - 2020 / 11 / 26 - 20:36
المحور:
الادب والفن
يزور الحزن قلبي دون إذنٍ 💔 وتُمْطِرُ دونما غيمٍ سمائي
للزمن حسابه وللقلب حساب آخر، فحساب الزمن أربعٌ من السنين مضت، وبحساب القلب كأنه البارحة، بل كأنَّه اليوم كأنَّه الساعة والتو .
لقد سكنت في خوالج نفسي لحظات ضحى يوم السابع والعشرين من نوفمبر العام 2016 الذي نُعِيَت فيه أمي بعد أن مكثت أربعين يوماً في غيبوبة في أكناف بيت المقدس، فصعدت روحها من بوابة المعراج إلى عليين، إنه يومٌ قاتم اللون، غابت شمسه، أرخى الظلام فيه سُدُوله، سكن هواءه، لا رائحة لشيء فيه، فقد كُسِفَت شمسه، وخُسِفَ قمره .
رحلت ورحل معها الأنس والرضا والأمل والبسمة، رحل معها سماعي في فجر كل يوم🍃يرضى عليك يمه🍃 رحلت بالوعد الحق، فما كان إلا التسليم بقضاء الله .
أماه سريت من أعمارنا كأنها ثوان لم تزد، أماه من يُعيد إليَّ ماضٍ يقتلني اشتياقاً، ولو نسوني دهوراً بلا عدد، ما حملت برفقتك هماً لنهارٍ أوليلٍ وما فكرت فيما يحمله الغد .
أماه انطلقت رحلة سفرك من على ظهر البسيطة إلى برزخك ليسجى فيه جسدك الطاهر وتستمر روحك السامية في رحلتها إلى قناديل معلقة في عرش الرحمن .
ارقدي قريرة العين يامن حزنت على حزننا عليك، فما خافت من الموت إلاخشية علينا من الحزن عليها .
لقد اشتاقت الروح لروحها ، أماه حنَّت النفس للنوم على قدميك، وللطعام من يدك، اشتاقت لبسمتك، لآهاتك لأناتك، أماه لم أكن أعرف أنه يمكن أن يصير المرء يوماً ........
حيَّاً ... ميِّتاً ... جسداً ما فيه روح .....
فيا الله يا أكرم الأكرمين وسع لها في قبرها مد بصرها افرشه من فرش الجنة، أنره عليها بنوروجهك الذي أشرقت له الظلمات، جازها بالإحسان احسانا، وبالإساءة رحمة وغفرانا، متعها بلذة النظر لوجهك الكريم .
اللهم إنِّي أسألك أن تعينني وذريتي على برها ما حيينا
سلام لك وسلام عليك في الخالدين
#عائد_زقوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟