أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد كريم - رسالة المربي بين الأمس واليوم














المزيد.....


رسالة المربي بين الأمس واليوم


أحمد كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 22:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سعى النظام السياسي المغربي منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي توجيه سهامه نحو الأستاذ عندما كان الأستاذ أستاذا وما تحمل كلمة أستاذ من معنى ، حيت كان لا يختزل دوره في المقعد الذي يجلس عليه واجترار التفاصيل المملة للمقرر الدراسي، بل كان رجل التعليم حاملا رسالة تثقيفية و تنويرية ، تهدف إلى تشكيل وعي سياسي واجتماعي لتلاميذته كان يلعب أدوار عدة منها التربية والتعليم والتأطير والتوجيه نضالات الشارع الأمر الذي أفرز لنا آنذاك مايسمي بالحركة التلاميذية، منذ ذلك الحين فطن النظام لذلك وأصبح رجل التعليم مجرد شوكة في حلق النظام يجب إزالتها والتخلص منها بأي حال من الأحوال المهم هو ردع رجل التعليم وتقزيم دوره فبدأ مسلسل إجهاز عليه بتبخيس وضعيته الاقتصادية فأصبح يتقاضى أجرا لا يسد جميع حاجياته الضرورية، ثم تبخيسه اجتماعيا حتى أصبحت كلمة أستاذ يتداولها المغاربة في نكتهم وطرائفهم ، بغرض نزع رمزيته ثم الهجوم عليه بمخطط التعاقد الذي استهدف ما تبقى من مكتساباته .
إن الحالة التي وصل لها الأستاذ اليوم هي امتداد لسياسة التهميش التي نهجها النظام ضده ، وما يقع اليوم في امتحان التربية والتعليم لأطر الأكاديميات هي إحدى التداعيات للسياسة المعادية له هي ترسيخ الهوة بين وظيفة التدريس كرسالة و ربطها بقيم الاستهلاك حتى أصبحت وسيلة الاسترزاق ، من خلال خلق سوء الفهم والخلط في بنية تفكيره حيت أصبح مترشح للمباراة يعتبرها وظيفة تشبه جميع الوظائف، وهذا التحول والتوتر في البنية الذهنية للمترشحين هو نتيجة لهذا المخطط الممنهج والذي نهجته الدولة منذ عقود ضد الأستاذ فقد نجحت في صناعة مثل هذه النماذج التي ترى في وظيفة المربي وظيفة من أجل الاسترزاق ، جردته من كل حس تربوي جعلته يلجأ لكل الوسائل لكي يتخلص من هواجس الخوف من المستقبل هربا من مخالب البطالة، المهم هو أن يستقر وظيفيا ويصبح له دخل قار وليس مربيا منهمم بقضايا النشء وحامل لمشروع مجتمعي ينشد من خلاله التغيير نحو الأفضل ، مدرسا فاعلا في محيطه ومجتمعه من خلال غرس أفكاره في تلاميذته وصناعة الأثر في نفوسهم و تعليمهم روح النقد و ترسيخ فيهم ثقافة التساؤل وتخليصهم من كل أشكال التعصب والذوغمائية والسذاجة الفكرية و في الوقت تربيتهم على قيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر و إرساء لديهم مقومات الحس الذوقي والجمالي.
إن مترشح اليوم هو نفسه أستاذ في المستقبل لا يعرف هذه الاشياء ولا يستوعب أن ما ينتظره في المستقبل لا يوازي هذه الامكانيات الضئيلة و أن مهمة المدرس أقدس وأنبل أن نصل إليها عبر وسائل الغش ، في نظري أن وسائل الغش تدنس قدسية المدرس وتنزع عنه هبته وتدنس حتى الفئة التي يتعامل معها، بودي أن أطرح سؤال ما ذنب التلاميذ الذين سيدرسهم أستاذ نجح بفضل الغش عبر تقنية الواتساب ؟ هل هذا المترشح في كامل قواه العقلية ؟ يجب عليه أن يعلم أن صفة الأستاذ لا تعطى لمن هب ودب و درجتها عالية و قبل كل شيء هي تشريف قبل أن تكون تكليف، بمعنى أن المعلم والمربي يصل إلى مرتبة الأنبياء والرسل ، لكن كملاحظة اليوم من خلال إشراف على الامتحان أن الكل لا يريد أن يكون رسولا بل هاجسهم الوحيد الهروب من البطالة وتحقيق المناعة الاقتصادية .لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها اليوم بسبب الجائحة والتي تتجلى في ارتفاع المهول لأسعار المواد الأساسية وصعوبة تحقيق متطلبات الحياة الجديدة.
للأسف الشديد أننا أصبحنا نعيش هذه المظاهر من داخل مراكز الامتحان حتى صرنا نخجل من أنفسنا كوننا ننتمي لهذا القطاع الذي خربته أيادي وسخة ودنسته بمخططاتها التخريبية عبر سلعنة التعليم وجعلته سوق تجارية تستثمر فيه أناس لهم رأسمال مقاولاتي ربحي و لا علاقة لهم بالشأن التربوي والتعليمي.
ما يقع اليوم في امتحان التربية والتعليم من مظاهر الغش تسائلنا كدولة وكمنظومة وكمجتمع وكفاعلين تربويين ، ما السبب في هذا التردي والتراجع الخطير الذي يعرفه قطاع التعليم والتربية ؟ من لديه مصلحة في تخريب هذا القطاع الذي يعتبر بمثابة حجر أساس تستنهض وترتقي به الأمم ؟ أين نحن ذاهبون به؟ ، ما يقع اليوم يحز في النفس ويؤشر على أننا في اتجاه السقوط والانهيار التام ، تصور معي أن مترشح مقبل على تربية النشء مستقبلا ويغش عبر تقنية الواتساب، انقلب كل شيء واختفت المبادئ وزهق الحق وأصبح السائد اليوم هو الغش و البهتان والنفاق بكل مظاهره.



#أحمد_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الغباء في زمن كرونا-
- الاسطورة الكبرى


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد كريم - رسالة المربي بين الأمس واليوم