ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 05:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إستندت النظرية العلمية في تفسير التأريخ علمياً على معطيات محدّدة كونها نظرية الطبقة العاملة ( البروليتاريا ) . وقد خلف العالمين المعلمين الأوائل تلاميذ فطاحل منهم من أضاف على النظرية ومنهم من فسّرها بإبداع ، وهم كثرٌ . ولنا في هذا المجال الإشارة إلى واحد منهم ألا وهو الكاتب الإنجليزي ( جورج أورول ) وبالتحديد في قصته المشهورة في الأدب العالمي والتحليل السياسي الفذ للنظرية العلمية إلى مستوى التنبؤ بالمستقبل ( مملكة الحيوان Animal Farm )* .
كتب أورول قصّتهُ في الأربعينات من القرن الماضي بالإستناد إلى معطيات تطبيق الإشتراكية في الإتحاد السوفييتي والتنبّؤ بمصير التجربة في هذه المرحلة التاريخية من تطور العلاقات بين طبقات الشعب . إلاّ أن القصّة وما إنطوت عليه من عميق التحليل للمعطيات يمكن أن تتخذ نموذجاً لمصير الأنظمة السياسية التي تقوم في معظم البلدان النامية . لقد صاغ أورول قصته على لغة الحيوانات ، كما في أسطورة كليلة ودمنة ، إذ يذكر أن الحيوانات في مزرعة خاصة يتفقون وبقيادة المتنورين منهم ( الخنازير ) على القيام بثورة ضد مالك المزرعة وطرده وتأسيس دولة للحيوانات ، وإتفقوا على مبادئ المساواة والعدالة بين جميع الحيوانات . وفي يوم الثورة تمّ طرد المالك الذي هرب ناجياً بحياته . وتأسست مملكة الحيوانات برئاسة شيخ المتنورين ، وكتبت مبادئ الثورة على لوحة علقت في مكان بارز من المزرعة وأستبدل إسم المزرعة إلى ( مملكة الحيوان ) وأقيمت الإحتفالات بنجاح الثورة وقرئ نشيد ( الحيوانية ) . وما أن نجحت الثورة حتى بدأ الصراع بين المتنورين على القيادة والمناصب والمكاسب ، فيلجأ أحد الطامعين منهم بالسلطة إلى تربية مجموعة من الكلاب الشرسة ويقوم بإنقلاب على سلطة شيخ المتنورين ويزيحه ويستلم السلطة ويفرض نظاماً دكتاتوريّاً ، وبمرور الزمن يتراجع عن مبادئ الثورة الواحدة تلو الأخرى حتى تنتهي به خطوات تراجعه إلى إعادة المزرعة إلى مالكها .
إنها قصّة جديرة بالقراءة من قبل الجميع لمتابعة أنظمة الحكم في بلداننا .
ييلماز جاويد
13/7/2006
* ترجمت القصة إلى اللغة العربية من قبل المرحوم الدكتور قرني الدوغرمجي الذي أعدم من قبل نظام صدام حسين في واجدة من عمليات تصفية المواطنين الأحرار .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟