المهدي لعرش
الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 20:55
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
أجلس في الغرفة. أفكر. أراقب السقف. القصير نسبيا والذي عبارة عن ثلاث قطع من خشب الأردواز الإيزوريلي الأصفر والمسمر جيدا. الأفكار تأكلني. الشقاء يلاحقني. الأرض ضاقت بي. لم أقترف ذنبا في أغلب المرات إلا وشعرت بالله يراقبني، إلا وشيء من الندم يستكين في داخلي. كل ما سعيت له منذ سنوات هو قطع الصلة والرابطة مع مجتمعي، وطني، ومع الكل. لكني فشلت حتى في هذا. الأمازيغ هم آخر من أشعر بأني أنتمي لهم. كل ما يربطني بهم هو معرفتي بنخبهم الثقافية. التاريخ الأمازيغي والثرات الأمازيغي واللغة الأمازيغية طمسهم تكالب العرب والأتراك والفرنسيين. لكن ما ذنبي أنا إذا سقطت غرناطة أو تمازغا أو القدس؟ دينكم ولغتكم وعرقكم وتاريخكم وحاضركم يبعثون على العجز والخجل. أنا هويتي هي ما أكتب وما أحاول كتابته. شخصيتي هي سلوكي الإفتراضي. شخصيتي رقمية كما وصفها أدهم عبد الغني.
كانت لي ميولات إخوانية وما زالت. حداثتي ليست نقية وخالصة. لأني أومن بإسلام يستوعب الحداثة. وحداثة تستوجب القيم والأخلاق والتعبد والدين. ربما لكوني كسولا في البحث والقراءة أجد تجربة الإخوان المسلمين إحدى التجارب القادرة بنجاح على قيادة مجتمع إسلامي وحديث في زمننا الحالي بالمنطقة. ربما بسبب هذا الانكسار والانهزام أميل للكتاب والأدباء والشعراء السوداويين والمتشائمين والعدميين، وأدبهم الذي دعوته بالمغاير أو المختلف أو الأدب البديل. ربما هذه هي حياة المبدع والكاتب في مجتمعات الخرافة كما قال عزيز أزغاي. حياة الكاتب قدر وليست اختيارا. ربما الدليل الذي يجعلني أستمر في الكتابة والإيمان بأني كاتب هو معيشتي المرة هذه أكثر من نصوصي نفسها أو كتبي التي لم تأتي بعد.
#المهدي_لعرش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟