|
المماطلة ستأتي بعقوبات أوسع وربما أبشع ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 15:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ بادئ ذي بدء ، وجلي كذلك ، يضيف الرئيس اوباما أوجاع عابرة للقارات ، كأن العرب ينقصهم حزنً آخراً على ما يحملوه في صدورهم من أحزان وخزلان ، لقد حمل كتابه المعنون بأرض موعودة ، كثير من المقاربات ، منها القريبة وأخرى مغلوطة ، وفي مقدمتها ذلك القاسم المشترك الذي إفترضه افتراضاً بين الرئيسين عبد الناصر ومبارك ، وبالتالي ، هنا أرغب توضيح للكاتب والرئيس معاً ، للفارق بينهما قبل استكمال مقالي هذا ، لعل الإيضاح يساهم في المستقبل تصحيحاً جوهرياً في سياسات واشنطن الخارجية ، لأن احياناً قراءة الأحداث ، عندما تعتمد على قراءة الوقائع كما هي ، دون أن تستجيب لقراءات ذاتية ، بالتأكيد ستكون أقرب للحقيقة ، وطالما العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية شاخصة ، إذن هذه العناصر ستجنب القارئ من الوقوع في سلطة التفسير الذي ينطوي على الخطأ ، فعبدالناصر بعد رحيله ، تكفل علم التصنيفات بتصنيفه بالديكتاتور الأب ، صحيح كان قاسي مع أولاده ، وكانوا في المقابل الأولاد يتجاوزن أخطائه لمجرد معرفتهم بنواياه السليمة ، والصحيح ايضاً أن طريقة حكمه لم تكن الأفضل أو تعتبر قديمة لا تصلح لهذا العصر الحديث ، لكنه لم يكن أبداً عدو نفسه ، والدال على هذا ، أولاً حجم حب الناس لشخصه وإنجازاته ثانياً ، وهذا ما تؤكده الأجيال التى لم تكن حاضرة زمانه ، والتى تحمل إحتراماً وتقديراً له ، بالطبع لمعرفتهم عن حجم الجهد الذي بذله في محاولته لبناء دولة قوية واتحاد عربي متضامن ، أما الرئيس مبارك ، جاء تصنيفه هكذا ، الديكتاتور الذي تزوج أم الأولاد ، فأهملهم مقابل الاعتناء بمن هم من صلبه ، وبالتالي الدولة توقفت عند مرحلته وكان السبب في تأخرها .
يشجع الرئيس عون على الاستمرار بالمحافظة في حفظ المنظومة التى بها يتحقق التعطيل ، كما كان الحال في الزمن القريب ، بل يخوض لعبة تبادل الأدوار بين صهره وحزب الله ، ليس لأي سبب جوهري سوى أن الجميع يدرك بأن بعد ثورة تشرين ، الأمور لم تعد كما قبلها ، لهذا يحاول حزب الله حماية المنظومة الذي اخترعها ورسخها وباتت علامة مسجلة باسمه ، كمكمل لمنظومته التى تعيش بالبلد فساداً وتخريباً على جميع المستويات ، باختصار هذا أمر يدفع الخارجية الأمريكية والإتحاد الأوروبي إلى فرض عليه شخصياً وعلى عائلته الصغيرة عقوبات مماثلة كالتي فرضت على صهره جبران باسيل ، وبالتالي لا أحد يظن ابداً ، بأن المماطلة يمكن لها أن تدفع بالرئيس الحريري للاعتذار أو إيعاداته إلى المربع الأول ، بل ايضاً ، جميع المراهنات التى ينتظرها البعض من المستقبل القريب على أنه يدخر تغير ، فهو يعيش في عالم آخر ، بل كما أن إدارة ترمب منخرطة الآن في إعداد قرار يصنف الحوثي إرهابي ، أيضاً من السهولة على الغرب وضع حلفاء حزب الله على قائمة العقوبات اولاً ومن ثم على قائمة شركاء الإرهابين ثانياً .
الأعلى شأناً من هذا وذاك ، لم يسجل تاريخ العقوبات أو حتى القوائم الإرهابية ، أي عمليات شطب فورية يوماً ما ، وبالتالي أياً كانت إدارة البيت الأبيض القادمة ، عودتنا تجارب الماضي ، إن إعادة الثقة ليست بهذه السهولة ، وعادةً تحتاج إلى وقت ، وطالما تيار الحر اللبناني بقيادة باسيل جبران مُصرّ بالاستمرار على السير قدماً في لعبة المراهنات ، فإن ذلك ينعكس سلباً بشكل ملحوظ على القواعد الجماهيرية ، وهذا كشفته انتخابات الجامعة الأمريكية الأخيرة في بيروت ، لقد انسحبت الأحزاب التابعة للطوائف أمام شبكة مدى المتمثلة بالنادي العلماني ولائحة التغيير ، اللذين رفعوا شعارين بارزين من ثورة تشرين ، ( طلعت ريحتكم ) والآخر ، ( كلن يعني كلن )، وهنا تقدم الجامعة الأمريكية درساً بليغاً ليس لأن ثوار ثورة تشرين نجحوا في إسقاط الأحزاب من مجلس الطلاب ، بل ما هو طريف هنا ، كما هو معروف للأغلبية ، لقد تأسست AUB قبل 154 عاماً ، أنكب أثناءها مجموعة من الأمريكيين البرتستانتيون في بناء الأنظمة التعليمية والإدارة وترسيخ رؤية الجامعة بصفة عامة ، وتتكفل USAED تاريخياً بتمويلها ، لكن لم يكن يوماً ما ابداً . توجه طلابها ليبرالي وهذا أيضاً ينطبق على المعلمين والإدارة ، بل في بداياتها سيطر الاتجاه القومي العربي ، الموالي للسوفيات على مجلسها الطلابي الذي أفرز شخصيات كانوا من أهم من شكلوا تنظيمات عربية معادية للأمريكان وفي مقدمتهم وديع حداد الشهير بلقب ( الدكتور ) ، وبالتالي هناك من يعتقد أن الولايات المتحدة تنفق الأموال جزافاً بهدف لبرلة طلاب الجامعة في جامعة طلابها غير ليبراليين ، لكن ما هو خافي عن هؤلاء ، تبقى أهداف اللجان المنبثقة من المؤسسات التشريعية الأمريكية تختلف في جوهرها عن تلك الاعتقادات المبسطة ، فهولاء يرون على سبيل المثال ، أن كرسي ككرسي إدوارد سعيد في الجامعة الأمريكية ببيروت وتحديداً في قسم الدراسات الأمريكية ، يمنح الكثير من الدراسات المتجددة والمتعاقبة وايضاً مواكبة المتجددات أول بأول ، فكيف إذا كانت الدراسات ، دراسات متنوعة من شعوب المنطقة .
اخيراً ، تعزز الأحزاب اللبنانية بشائرها عندما تكرس انعدام العدالة بين الحاكم والمحكوم ، بل ترسخ كرهً للديمقراطية ، لأن مضامين انسحاب الأحزاب من انتخابات الجامعة الأمريكية في بيروت أو جامعة القديس يوسف ، يطرح سؤال ملتبس بالتأكيد الاحزاب اللبنانية لا تملك الجواب عليه ، بل تمعن فضائيات الإعلام التابعة لها في إلهاب سجالات حادة وغائرة لا تُداوي أياً من أجزاء جوهر المسألة اللبنانية ، بقدر ما تضيف أمراض مزمنة على المرض القائم ، لأنها لا تريد الإعتراف بأنها فقدت القدرة على التواصل مع جيل ثورة تشرين ، وهذا سينطبق تماماً على أي انتخابات قادمة وبالأخص بين المكون المسيحي ، سيكون العقاب كبيراً وعميقاً . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسكوت عنه ، الإدمان الأقدم في التاريخ ...
-
نظرية مطاردة الأرنب في المضمار البيضي ، الأمريكي يراهن على إ
...
-
كن معي وأصنع ما تشاء ...
-
أربعة مناسبات لا تقترب منهم ، تماماً كأيام الحظر الوبائي ...
-
إبليس والموت والسد بين مواريث آدم وذي القرنين / أمريكا الحدث
...
-
قيمة العملة من قيمة الإنتاج ...
-
هل المشكلة بجيرمي كوربين أو بحزب العمال / انصهار الاشتراكية
...
-
أرض الصحراء الغربية بقيت دائماً تحت الرماد ...
-
ترتيب بيت المسلمين في فرنسا ضرورة عبر مؤتمر جامع ...
-
القذافي من الصحراء إلى المدينة / زنقة زنقة على ايقاع قرية قر
...
-
مهمة الدولة تتجاوز التدابير الأمنية ...
-
موقع المناظرات الأمريكية / جامع المدينة أول جامعة شاملة ومجا
...
-
هستيريا المذهبية والاستخفاف بالفيروس وجدانيات ترمب ...
-
رسائل هيلاري الافتراضية أسقطت أنظمة افتراضية ، فكيف لو إستخد
...
-
الهدف واحد والاختلاف بالمعجم / درويش والمتنبي .
-
أهم واحة للتكنولوجيا في العالم / الثورة الهبيزية أنتجت الثور
...
-
المطلوب الانتقال من التشابك إلى التضامن ، أما الخطب الديماغو
...
-
واحة الإحساء ...
-
أخطاء من الصعب تصحيحها ...
-
الرئيس ترمب والعالم ...
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|