أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احسان جواد كاظم - بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !














المزيد.....

بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 02:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


موجة عارمة من الأحتجاجات شهدتها المدن البولندية, نهاية الشهر الماضي وبداية الشهر الجاري والتي استمرت لأكثر من اسبوع. كان سبب اندلاع شرارتها المباشرة اعلان المحكمة الدستورية, حكماً فحواه: " أن فرضية الإجهاض للأجنة المريضة غير متوافقة مع الدستور البولندي".
وجاء الرفض له قاطعاً, من اوساط واسعة من النساء منظمات وأفراد باعتباره قراراً مجحفاً ومهيناً, ومصادرة لحرية الأختيار المقرة دستورياً, ولأنه صادر لدواعي ايديولوجية دينية بحتة.
كما وجدت فيه احزاب يسارية وليبرالية اخرى, محاولة لتأطير المجتمع.

ان فرض حمل الأجنة التي تثبت الفحوصات الطبية تشوهها او تعاني من عيوب تكوينية داخلية... وولادتها, موقف يخلو من الأنسانية, بالنسبة للأم وكذلك للطفل, لما سيلحق بهما كما بكامل افراد عائلتهما من معاناة حياتية ونفسية واجتماعية واقتصادية, في ظل الغياب شبه التام للعناية الصحية المتخصصة لهذه الشريحة وضعف الدعم الحكومي في مجالات العلاج والدواء وتأمين ظروف معيشية مناسبة له.
لقد تبين أن فرض حظر كامل تقريباً على الإجهاض, والاحكام الصادرة عن محكمة مشكوك في شرعيتها, بسبب طبيعة وظروف تشكيلها من قضاة من ذوي النزعات اليمينية بالتعيين (اعترض الأتحاد الأوربي الذي تنتمي اليه بولندا على التعيينات واعتبرها خرقاً لأستقلالية القضاء والنظام الديمقراطي عموماً, تتناقض مع مبادئه ودستوره وهدد بمعاقبتها), كان بمثابة قطرة ملأت كأس مرارة مجتمع سئم الطبيعة القمعية لسلطة حزب القانون والعدالة والأيديولوجية القومية الكاثوليكية ، والتي تستخدمها حكومة ماتيووش مورافيسكي كأداة رئيسية للسيطرة على المجتمع.

لذا فان الانتفاضة اجتذبت قطاعات لم تكن مرتبطة بقضية الأجهاض حتى الآن، مثل عمال المناجم من WZZ Sierpień 80 والمزارعين من Agro Unii واتحادات طلاب الجامعات والثانويات, لكنها كانت معارضة أصلاً للحكومة قبل اندلاع الصراع على إنهاء الحمل.

هناك سبب آخر للنظر إلى تمرد الإجهاض كمظهر من مظاهر السخط العام الأوسع, فمسألة إنهاء الحمل لا تتعلق فقط بمسألة النظرة الحداثية للعالم... إنها أيضاً وإلى حد كبير مسألة طبقية...
إن عدم السماح بالإجهاض، والافتقار العملي لحقوق الإنجاب للمرأة البولندية، يقلق الجزء الفقير من النساء البولنديات، من وجهة نظر مادية ومالية بالكامل, لما يشكله من عبء كبير عليهن وعلى عائلاتهن في حياتهن اليومية.

أظهرت الاحتجاجات في المدن الصغيرة بشكل خاص ، وحتى في قرية Choczewo التي لايتعدى عدد سكانها 1400 نسمة، بأنها بداية تشكل وعي رافض... وأن البولنديات والبولنديين بدأوا عموماً يضيقون ذرعاً بحزب القانون والعدالة وسياسة حكومته, وان اندلاع هذه الأحتجاجات العارمة ( بلغت تقديرات المشاركين باحتجاجات وارشو المئة ألف امرأة ورجل )ولأكثر من اسبوع هي بداية نهاية حكمه.
وقد كان للعجز التام لحكومة ماتيووش مورافيسكي في مواجهة وباء كورونا والتدهور الواضح في الوضع الاقتصادي, المرتبط أيضاً بالفايروس والإغلاق, رافداً مهماً في تعزيز الأحتجاجات بمؤيدين, لأن السياسات الحكومية أدت الى تحميل العمال والفقراء بشكل عام تكاليف الأزمة بالكامل, بما فيها الدعومات المقدمة للشركات المعطلة.

تعددت صور الترحيب العام بالأنتفاضة, فقد ضجت وسائل الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعي بصورة الشرطية التي أوقفت مركبتها وخرجت تحيي المحتجات وتصفق لهن.
كما كتب احدهم على تويتر عن صور اخرى للتضامن الشعبي معهن, في ظروف التباعد الأجتماعي بسبب كورونا, قائلاً: " كان المواطنون يطلّون من شرفات مساكنهم, مصفقين هاتفين ورافعين شعارات التظاهرة, وسواق السيارات يطلقون مزاميرهم تحية لهن ".

سببت الأنتفاضة النسوية والشعبية صدمة كبيرة للكثيرين وخصوصاً لسياسيي اليمين ورجال الكنيسة وفاجأت الصحفيين, بحجمها وسعتها التي تجاوزت, حسب متابعين, احتجاجات واضرابات منظمة التضامن, ايام عنفوانها في سبعينيات وثمانيات القرن الماضي, ضد حكومة بولندا الأشتراكية, حينها.

انتفاضتهن رسمت وجه بولندا جديدة !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزييفكم للحقائق لعبة مفضوحة !
- يسار الحزب الديمقراطي وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- اليونان :- حزب اليمين القومي - الفجر الذهبي Golden Dawn - كم ...
- الكشف عن قتلة شباب الإنتفاضة قبل أية انتخابات !
- - عليّ وعلى أعدائي - - شمشونيات معاصرة !
- الإستخذاء امام تهديد الخارج وقمع تطلعات الداخل
- أولها قضم الأظافر... آخرها عض الأصابع
- هذيان المهزومين !
- قراءة اولية لسياسات ومواقف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي !
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق / تجربة البيع المباشر لجري ...
- هل افتتحت ثورة 14 تموز 1958 حقاً عهد الأنقلابات العسكرية ؟
- الأول من تشرين الأول / اكتوبر عيداً وطنياً للعراق !
- صواريخ الكاتيوشا... إستجداء ميليشياوي للصدام المسلح !
- طيور السايلو وجلد الفاسدين فكاهياً
- الأهم من ادعاء الفضيلة, العمل بها !
- تدمير ابراج نقل الطاقة الكهربائية - المستفيدون كُثر والخاسر ...
- ما أحوجنا الى شخص كالأيطالي -جيوفاني فالكوني - !
- الأجماع على مصطفى الكاظمي... لغز !
- غرانيقنا العُلى*... لا تمرض !
- رئيس الجمهورية برهم صالح على المحك !


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احسان جواد كاظم - بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !