بشير الوندي
الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 19:40
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مباحث في الاستخبارات (243)
الاستخبارات وتدوير المجتمعات (القسم الثالث والاخير)
----------
مدخل
----------
ذكرنا في القسمين السابقين من المبحث كيف نجحت الاجهزة الاستخبارية العالمية في التوصل الى الطرق الكفيلة بتغيير بوصلة المجتمعات بعملية غسيل ادمغة جماعية , وتناولنا الوسائل التي استخدمتها في ذلك , وقلنا ان اتجاهات الاجهزة الاستخبارية في تناول هذا الموضوع كانت على ثلاث اتجاهات , اتجاه الاجهزة الاستخبارية المعادية الاجنبية وتناولنا اساليبها في حرف المجتمعات في البلدان المستهدفة , واتجاه ثانٍ اهتمت به الاجهزة الاستخبارية المحلية التابعة للسلطات الحاكمة في الدول الدكتاتورية والشمولية وكيف كانت تقهر شعوبها لتصبح مطية للحاكم تهتف له وهي تسير الى الهاوية تبعاً لنزواته , واستنتجنا ان هذين الاتجاهين عملهما هجومي وهدفهما مشترك في تدوير المجتمعات وفي حرف اتجاهاتها الفكرية وضرب معتقداتها وابدالها بمعتقدات جديدة وتدجينها في الاتجاهات التي تخدم اهدافها.
اما في مبحثنا هذا فسنتناول العمل الاستخباري الوطني في الدول التي تمارس الديموقراطية وتبادل السلطة , وهو عمل يفترض ان تكون فيه الاجهزة الاستخبارية في خدمة البلاد والشعب , ومن ثم فإن مهمتها تكون معاكسة للاتجاهين السابقين , حيث تكون مهمتها مقاومة ومكافحة اساليب الاستخبارات الاجنبية المعادية الرامية الى استهداف المجتمع وضرب ثوابته وحرف اتجاهاته وعقائده , وهو القسم الاخير من مبحثنا هذا .
-----------------------
تحديات خطيرة
-----------------------
ان التحديات الخطيرة التي تواجهه الاجهزة الاستخبارية في الحكومات الوطنية والديموقراطيات الناشئة تكمن في عدة مصاعب جمّة تتلخص في ستة مصاعب هي تفوق العدو وامكاناته المالية والتقنية , والفساد المالي والاداري الذي تعاني منه الدولة المستهدفة , ومدى صرامة الحكم في تعامله مع مبدأ الخيانة , وتعدد ابعاد المواجهة التي تتطلب تعاون الجميع , وتسييس الاجهزة الاستخبارية كمرض يؤدي الى ضعفها في مواجهة الاخطار , ومتطلبات الديموقراطية وحدودها , وسنتناول كل منها بعنوان مستقل لإبرازها .
-------------------------------------
المعضلة الاولى .. تفوق العدو
-------------------------------------
ان المخططات الاستخبارية التي يتم توجيهها الى الدول والمجتمعات المستهدفة هي من اختصاص اجهزة استخبارية محترفة وذات نفوذ كبير وامكانات مالية وتقنية هائلة , فالبلد العدو الذي يعرف ان احتلال بلدك عسكرياً واخضاعه يتكلف مئة مليار دولار عدا الدماء , لايتورع ان يجهز اجهزته الاستخبارية بمليار او مليارين وبكل ماتحتاجه من لوازم وضغوط سياسية دولية لتحقيق ذات الهدف دون اراقة دماء جنوده , ومن ثم فإمكانات العدو الهائلة لاتقابلها في الغالب موازنات مالية وتقنية ولوجستية محلية لمقاومتها وافشالها , وكلنا يعلم ان الاموال كفيلة بتجنيد الآلاف في اي بلد وفي شراء ذمم احزاب وكتل وشخصيات في مناصب حساسة في الدولة وفي تزوير ارادات انتخابية , بل وفي اختراق الخطط الاستخبارية الوطنية وافشالها , فكم من دولة مستهدفة تبين ان رئيس استخباراتها كان عميلاً للاجنبي والتاريخ الحديث يحدثنا عن نماذج في قمة الهرم في الاستخبارات السوفيتية او البريطانية تم شراء ذممهم لصالح العدو , ومن ثم يصبح صراع الاجهزة الاستخبارية صراعاً غير متكافئ وتميل كفته لصالح العدو في الغالب .
--------------------------------
المعضلة الثانية ...الفساد
--------------------------------
قلنا في القسم الثاني من المبحث , ان الاجهزة الاستخبارية المعادية تستهدف الديموقراطيات الناشئة والهشة , وان هنالك عوامل مساعدة في نجاح العدو لاختراق مجتمع ما في بلد ما , وان الاستهداف الفكري لايتم في الديموقراطيات العريقة ولا ذات الشفافية العالية , فالدول المستهدفة في الغالب هي دول تعاني من الاضطراب السياسي وفساد مالي واداري مستشرٍ , ومن سوء خدمات وبطالة وفقدان للعدالة الاجتماعية , حيث ان الاجهزة الاستخبارية الاجنبية لاتحتاج الى مجهود كبير لضرب العلاقة بين الشعب والدولة فيها لأن المجتمع ناقم بالأساس , كما انها لاتحتاج الى الكثير من مكياجات التنكر لتظهر بمظهر المنقذ لتلك الشعوب من الظلم (انظر مباحث في الاستخبارات 242,الاستخبارات وتدوير المجتمعات - القسم الثاني) , ومن ثم فان هنالك صعوبات خطيرة تواجه الاجهزة الاستخبارية الوطنية في التحرك وسط الجماهير لتنويرها بما يخطط لها , لأن الجماهير تنظر لها انها حامية لفساد السلطة وللظلم ولغياب العدالة والخدمات الضرورية , فالفساد الحكومي يضعف حجة الاجهزة الاستخبارية في اقناع شعبها بخطورة العدو الخارجي الذي يمثل دور المنقذ , فيما تبدو الاجهزة الاستخبارية كمن يبني سوراً قبالة الف من الفاسدين الحكوميين يهد , وبطبيعة الحال فإن الاجهزة الاستخبارية الوطنية لاتستطيع ان تتجاهل حقائق ساطعة بالفساد الحكومي من جهة , ولا أن تتخلى عن واجبها في الحفاظ على كيان الدولة من جهة اخرى , وبدلاً عن ان تبدو امام شعبها الذي تدافع عنه كحامٍ له مما يراد به من مؤامرات , ستبدو فاسدة ومتآمرة , وتبدو الاجهزة الامنية الضاربة كأداة قمعية لشعبها في منعه عن مايراه تنفيساً مشروعاً عن غضبه , فتذهب كل محاولات تأجيل هذا الغضب لدفع العدو الخارجي ادراج الرياح .
----------------------------------------
المعضلة الثالثة ..صرامة الحكم
-----------------------------------------
قلنا في المبحث السابق ان الدول الدكتاتورية والشمولية والعقائدية تكون صعبة المنال في استهداف مجتمعاتها من قبل الاستخبارات الاجنبية لوجود عوائق كثيرة منها عدم التساهل الامني والقانوني امام اية شبهة - مهما كانت بسيطة – تعاون مع الاجنبي , كما ان فسحة حرية التعبير الشعبي فيها مخاطر كبيرة من قبيل التجمعات وتشكيل احزاب معارضة او تكوين منظمات مجتمع مدني او معاهد اجنبية , والرقابة الصارمة على اي تواجد اجنبي حتى على مستوى الوفود , ورعب المواطن من اي شكل من اشكال الاتصال بسفارة اجنبية , كما ان تلك الانواع من الحكومات هي خبيرة في اساليب التلاعب بالاتجاهات الفكرية لمجتمعاتها بغرض اخضاعها وبالتالي فهي محترفة في مجال اختراق المجتمعات , عدا عن ان تلك الانظمة فيها احزاب حاكمة بأنماط فكرية شمولية تسيطر على الشارع وعلى الاعلام وقادرة على ضرب اي توجه شعبي غاضب بمسيرات مقابلة مؤيدة من ذات الشعب .
ومن هنا فإن الاجهزة الاستخبارية في الدول الشمولية والدكتاتورية والعقائدية متمكنة من شعبها وتحصي انفاسه ولايهمها رأيه فيها بالسلب او الايجاب لان توسع راداراتها فيكون كل ماهو ضد اي من رغبات الحزب الحاكم او الفكر الحاكم او القائد (الضرورة) هو هدف معادٍ يُقضى عليه في مهده ويكون عبرة لمن اعتبر , وهذا خلاف الصعوبات التي تعاني منها الاجهزة الاستخبارية في الدول الناشئة والديموقراطية والتي فيها حرية تعبير وتظاهر وتحزب وحرية اعلام لدرجة الفوضى , فهنا يكمن العمل الاستخباري المعادي خلف يافطات الديموقراطية والتعددية السياسية والانشطة الثقافية للسفارات وتأسيس المنظمات الانسانية الامر الذي يضع الاجهزة الاستخبارية الوطنية في وضع شائك كمن يدخل الى حفلة تنكرية لايعرف فيها اي من المحتفلين المختبئين خلف الاقنعة الزائفة .
----------------------------------------------
المعضلة الرابعة ..تعدد ابعاد المواجهة
----------------------------------------------
ان الدول ذات الديموقراطيات الناشئة والمتخلفة والهشة تكون لقمة سائغة للاجهزة الاستخبارية الاجنبية وتتمكن تلك الاجهزة من اختراق مجتمعاتها لان الاجهزة الاستخبارية الوطنية هي بالنتيجة جزء من منظومة الدولة ضمن تخصصها , وهي لاتستطيع ان تحصن الشعب او مجتمع ما مادامت مفاتيح الحلول لمشاكل الشعب ليست بيدها , فالمجتمع المستهدف يحتاج الى خدمات , والى أمن , والى بنى تحتية , والى قضاء عادل , والى انتعاش اقتصادي , والى الحفاظ على ثرواته من النهب , والى تكافؤ الفرص , والى القضاء على البطالة , والى التعليم الجيد , والرعاية الصحية الجيدة , والى ان تكون له مكانة بين الشعوب , وان لايهان في مطارات العالم ,وغير ذلك مما لايمكن ان تقوم بتنفيذه – او حتى السعي لتنفيذه – الاجهزة الاستخبارية وليس من اختصاصها , فالاجهزة الاستخبارية الوطنية تعلم علم اليقين ان توفير كل ماسبق يؤدي الى التماسك ويؤدي الى نبذ العنف ونبذ الطائفية والى الوعي , وبالمحصلة يؤدي الى افشال كل المشاريع الاستخبارية الاجنبية لإستمالته , الا ان الاجهزة الاستخبارية تبقى عاجزة عن الحل , فالحلول بيد الآخرين من المتنفذين , وهي عليها ان تحمي البلاد باحد طريقين احلاهما مرٌّ , اما بالدفاع عن الفساد او بالانقلاب على السلطة الحاكمة , فالجهاز الاستخباري يشبه في عمله عمل ولف التنفيس في قدر الضغط , فهو ينبه الحكومة من خطورة مايحدث ويصارحها بأن سلوكها هو جزء من المشكلة وان تلك هي مهمته وليست مهمته ان يطبخ ماموجود في قدر الضغط , والاسوأ من ذلك ان الكثير من السلطات الحاكمة غير مستعدة لتفهم صدق النصائح الاستخبارية ولاتتقبل منها ان تلومها على فسادها , وكثيراً ما تعاقب تلك الاجهزة وقياداتها , او على اقل تقدير تقديم قياداتها بالاضافة الى القيادات العسكرية والامنية والشرطوية كقرابين امام الشعب لتهدئته , الامر الذي يشجع بعض قيادات تلك الاجهزة على سلوك طريق السلامة او النفاق , وهي الطامة الكبرى .
----------------------------------------------
المعضلة الخامسة .. تسييس الاجهزة
----------------------------------------------
من اخطر المعضلات التي تجابه الاجهزة الاستخبارية في الدول ذات التعددية الحزبية في الدول الناشئة والمتخلفة هو تسييس الاجهزة الاستخبارية , وتنعكس تلك المعضلة وذلك الضعف على عموم الاداء الاستخباري ولاسيما في التحدي الذي نحن بصدده اي في العمل الاستخباري المضاد لاختراق المجتمعات , ففتح المجال للاحزاب ان تفتح دكاكينها الخفية داخل الاجهزة الاستخبارية يهز من تماسك تلك الاجهزة ويضعفها ويخلق القطبية في قراراتها عدا عن انه يخترق سرية عملها , فلتلك الاحزاب غايات لاعلاقة لها بالحفاظ على بنية الدولة والمجتمع , وقد يؤدي اختراقها للاجهزة الاستخبارية في ان تحرف مسار تلك المؤسسات لاسيما حين تتفق مصالح حزب ما مع توجهات خارجية في اختراق المجتمع وحرف بوصلته لاسباب نفعية ضيقة بعيداً عن المصلحة العامة , وفي هذه الحالة لاتتورع بعض الاحزاب الى ان تضعف عمل الجهاز الاستخباري وتساعد على هزيمته لصالح قوى اجنبية نافذة , فضرب استقلالية الجهاز الاستخباري لاتقل خطورة – وقد تزيد – عن خطورة التلاعب باستقلال القضاء , كما ان المناخ السياسي قد يجعل بعض الاحزاب المحلية مطيّة للاجانب في مساعدتهم بتأليب الشارع او في التخريب والعبث بالنسيج المجتمعي والتفرقة وفي تأجيج الطائفية او القومية او العنصرية , فتعبِّد الطريق امام العدو الاستخباري الخارجي وتصعّب من مهمة الاستخبارات الوطنية , والامر ينطبق على المؤسسات العسكرية والامنية بذات الخطورة .
-----------------------------------
المعضلة السادسة ..حدود الديموقراطية
----------------------------------
كما هو الحال في كل شيء ناشيء , فإن المجتمعات التي تنتقل فجأة من الدكتاتورية الى الديموقراطية , لاسيما الدول المتخلفة منها , فإنها تعاني من قلة الخبرة في ممارسة الحريات ولاتتبين طريقها بين الافراط والتفريط حالها حال الطفل المحروم او الانسان الجائع حين تمتد امامه سفرة طعام شهية , وهو امر لمسناه اثر سقوط الدكتاتورية الصدامية بيد الاحتلال الامريكي الدولي , او في حالات الثورات الشعبية المنفلتة , ومن هنا فإن تلك الشعوب تحتاج الى وقت قد يمتد الى عدة عقود لينضبط ايقاعها وحدودها .
والامر لايقف على الشعوب , فالتشكيلات السياسية والاحزاب الناشئة اثر سقوط الدكتاتوريات تكون عند استلامها للمناصب في حالة فوضى كبيرة , ولايستبعد ان يكون الحكم حينها مرتعاً للفساد وللسرقات , الا ان المؤكد ان الفوضى والتشويش لايشمل حال الاجهزة الاستخبارية الاجنبية التي ترصد وتسجل وتستميل وتخترق وسط غبار الفوضى .
ان آفة الديموقراطيات الناشئة هي فوضى المفاهيم البديلة للدكتاتورية , والعبث تحت يافطة الديموقراطية واختلاط العام بالخاص واستسهال ضرب القوانين والانظمة وامن البلاد تحت تلك اليافطة , والتعاون مع الجهات الاجنبية وسهولة التعامل مع كل المشاريع الاجنبية البراقة ببريق الثقافة , عدا عن فوضى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي دون رقيب , بل واعتبار اية محددات حكومية لضبط ايقاع الممارسات الديموقراطية على انه رجوع الى عهد القمع والدكتاتورية واضطهاد للحريات الدستورية , ولعل مانراه تحت اسماعنا وابصارنا في العراق هو نموذج حي للانفلات في كل الاتجاهات بإسم الحرية والديموقراطية , بحيث اصبحت تلك الاصطلاحات ذات سيولة كبيرة تتيح لمن يشاء ان يبحر عبرها الى احضان الاجنبي الدافئة ! , ويؤدي هذا الخلط المتعمد في المفاهيم الى فتح الابواب على مصراعيها امام المخابرات الاجنبية مما يصعب من مهمة الاجهزة الاستخبارية الوطنية ويجعل مهمتها في حماية المجتمع صعبة للغاية .
-------------------------
على طريق الحلول
-------------------------
في الواقع لاتوجد حلول سحرية لمعضلة اختراق الاجهزة الاستخبارية للمجتمعات بغية تسييرها كما تشاء , فالعمل وفق ماعرضناه من معضلات يبدو صعباً للغاية ويحتاج الى تكاتف وطني ومؤسساتي جامع , ولعل استنتاجات الحل تبرز طبيعة ملامحها من عناوين المعضلات , فبالرغم من تفوق العدو الاستخباري الا ان قوة الشعوب وتماسكها رادع امام نجاح المؤامرات , فبعيداً عن الشعاراتية نقول ان التوجه الحقيقي للقضاء على الفساد المالي والاداري واتاحة تكافؤ الفرص وسيادة القانون واستقلال القضاء وتوفير الخدمات والانعاش الاقتصادي والارتقاء بالتعليم والخدمات الصحية وتشجيع الاستثمار والقضاء على البطالة , وضبط القوانين والتشريعات والضوابط الخاصة بالممارسات الديموقراطية وابعاد الاجهزة الاستخبارية عن الصراعات السياسية والحفاظ على الثروات الوطنية من النهب ومن تكبيل البلد بتعاقدات تلتهم ثرواته , والصرامة في مجال المساس بالوحدة الوطنية والتنوع , والتداول الحقيقي والشفاف للسلطة , كل تلكم العناوين الجميلة هي اسس بناء اية دولة وهي لا تتطلب اختراع العجلة من جديد , وهي بذاتها الكفيلة ببناء استخبارات قوية يساندها تحسس شديد من اي تآمر ضد الشعب .
------------
خلاصة
------------
ان العراقيين لم يعانوا كثيراً في فهم فكر الارهاب الداعشي وتحطيم اسطورته في عقولهم بسبب حمق هذا الفكر الذي كفرهم بمجموعهم هم والحكومة والنظام والقيم مما ادى الى تكاتف الشعب وسلطته رغم تردي الخدمات وقسوة الحياة , الا ان مايجب ان يعلمه الجميع ان التآمر الاستخباري هو الآخر يعادي الجميع دولة وشعباً وحكومات وعقائد واديان ورموز , لأنه يعادي الفكر المجتعي , فهو ان اظهر انه بجانب الشعوب ضد حكوماتها , فانه حين يتمكن من ثروات البلدان لايلتفت الى مايعانية الشعب , وهو امر يحتاج الى اعلام وطني وجهد استخباري وحكومة وطنية تحمل هموم شعبها , والله الموفق.
#بشير_الوندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟