|
سنة 2020 مرت من هنا
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6736 - 2020 / 11 / 18 - 18:28
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
سنة 2020 مرت من هنا ، 1
1 خمسة أيام مضت بعد الحلقة الأولى ، فهل أضيفت إلى العمر أم نقصت منه ؟! هل زادت أعمارنا ( أنت وأنا وبقية الأحياء ) أم تناقصت .... ليس الجواب بسيطا كما يبدو للوهلة الأولى ، بل هو مركب أو مزدوج بالأصح ، حيث أن العمر جزء من الحاضر ، أو احد انواعه ، وهو ثنائي البعد : حياة وزمن . ( لا وجود لزمن بدون حياة ، ولا العكس أيضا ، لا وجود لحياة بدون زمن ، لكننا وللأسف ما نزال نجهل كيف ولماذا وإلى متى ، .... مع غيرها من الأسئلة الجديدة ، والعديدة التي تثيرها النظرية الجديدة للزمن ، الرابعة ) . بدلالة الحياة يتزايد العمر كل يوم ، أو ساعة أو سنة ، من لحظة الولادة ، حتى لحظة الوفاة . والعكس يحدث بدلالة الزمن ، حيث تتناقص بقية العمر ، بنفس درجة تزايدها بدلالة الحياة . وهذا المثال يصلح كبرهان ، جديد ، على الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن . .... عمر الفرد ( أنت وانا والجميع ) يتزايد بدلالة الحياة من اليوم الأول ، حتى اليوم الأخير . والعكس تماما بدلالة الزمن . تتناقص بقية العمر مع كل يوم جديد ، حيث ينقص اليوم الحالي ( وما سيليه ) من بقية العمر . المشكلة في المستقبل نفسه ، فهو بطبيعته احتمال أو نوع من الوجود بالقوة فقط . مشكلة الماضي معاكسة ، فهو مجرد ذكرى أو نوع من الوجود بالأثر فقط . بينما الوجود بالفعل يتمثل بالحاضر ، لكن ما يزال الحاضر ( طبيعته وماهيته وحدوده ومكوناته وأبعاده ) شبه مجهول بالكامل ، ومن غير المفهوم هذا التجاهل المزمن من قبل العلم والفلسفة والثقافة بصورة عامة وعلى المستوى العالمي ، لا العربي فقط للحاضر والزمن ! .... الحاضر نسبي بطبيعته ، بينما المستقبل أو الماضي موضوعيان كما أعتقد ، باستثناء الماضي الشخصي الذي يمتد من لحظة الولادة حتى الوفاة ، أو المستقبل الشخصي وهو عكس الماضي الشخصي ( يساويه بالقيمة المطلقة ويعاكسه بالإشارة ) مثلا السنة القادمة 2021 ، هي احتمال قد تصير من المستقبل الشخصي بالفعل ( ثم الماضي الشخصي بالتزامن ، وقد ناقشت هذه الفكرة سابقا بشكل موسع ) . والفرق الأساسي بين الماضي والمستقبل هو في الاتجاه ، حيث الماضي يبتعد عن الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، والمستقبل يقترب من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة أيضا . المستقبل يقترب بدلالة الزمن ، والماضي يبتعد بدلالة الحياة . ربما يكون المستقبل بطبيعته زمن ، والماضي بطبيعته حياة !؟ بكلمات أخرى ، حركة الزمن من المستقبل ( المجهول ) إلى الحاضر ، ثم الماضي ، ليقارب الأزل . حركة الحياة من الماضي ( المجهول ) إلى الحاضر ، ثم المستقبل ، ليقارب الأبد . ( هذه خلاصة النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، ومحورها المشترك ) . 2 سؤال بسيط ومباشر ومنطقي : عمر الفرد هل يتزايد أم يتناقص ؟! بدلالة الحياة يتزايد . يولد الطفل _ة هذا اليوم مثلا 17 / 11 / 2020 .... ومع كل يوم جديد سوف تتزايد أعمارهما ، حتى اليوم الأخير ( يوم الوفاة ) . هل تحتاج هذه الفكرة البسيطة ، إلى درجة الابتذال ، إلى برهان !؟ .... بدلالة الزمن يتناقص . لكن المشكلة هنا أن عملية العد والحساب معاكسة ( أو سالبة ) . نفس المثل هذا اليوم ، من سيموتون خلاله أين تصير أعمارهم ؟ هي في الماضي ، ليست في الحاضر ولا في المستقبل بالطبع . .... عمر الفرد بدلالة الحياة يتقدم ، من اليوم الأول ( س 1 ) ...وحتى اليوم الأخير ( س 2 ) . وقد يكون عمره الحقيقي ، أقل من ساعة أو اكثر من مئة سنة . العمر الفردي بدلالة الحياة متوالية عددية طبيعية : 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، ....وحتى لحظة الموت . الأرقام تصلح لأن تكون سنوات ( وعقود ) ، أو ساعات ( وثواني ) . .... عمر الفرد بدلالة الزمن يتراجع ، من اليوم الأخير ( س 2 ) ، حتى ينتهي مع اليوم الأول ( س 1 ) في النقطة صفر . ويمكن العكس تماما ، أن يعتبر الزمن هو الايجابي والحياة هي السلبية . 3 معادلة كل شيء : الحياة والزمن محصلتهما تساوي الصفر على الدوام . حياة + زمن = الصفر . يتساويان بالقيمة المطلقة ، ويتعاكسان بالإشارة . الحياة : + 1 ، + 2 ، + 3 ...حتى اللانهاية الموجبة . الزمن : _ 1 ، _ 2 ، _ 3 ... حتى اللانهاية السالبة . .... يوم أمس ( البارحة خلال 24 ساعة فقط ) ، واي يوم يشبهه بلا استثناء ، عدا يومي الولادة والوفاة . الأول جديد والثاني تكرار . حيث يتزايد العمر بدلالة الحياة ويتناقص بدلالة الزمن . .... معادلة كل شيء ( ستيفن هوكينغ ) : المعادلة الصفرية بين الحياة والزمن . .... ( الحلقة السابقة ) سنة 2020 مرت من هنا الباقي 47 يوما بدلالة الزمن ( 619 بدلالة الحياة ) 1 بقية أيام هذه السنة تشبه بقية أيام عمرك ، وإلى درجة تقارب المطابقة . هي تتناقص بالطبع ، ولا تتزايد . ( مع أن رغبتنا جميعا العكس ، وهذا يفسر المقاومة الشديدة لهذه الأفكار التجريبية ) ماذا يعني ذلك ؟ تتناقص ، يعني أنها كانت أكثر ثم تصير أقل يوما بعد آخر ، بشكل ثابت وموضوعي . ولو كانت تتزايد لكان العكس هو الذي يحدث ، تبدأ كبيرة ثم تتناقص حتى التلاشي . .... المفارقة ، ليست مغالطة ، تفسرها بوضوح الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة . أيام هذه السنة وغيرها ، تتناقص بدلالة الزمن . وعلى العكس تماما تتزايد بدلالة الحياة . نحن ، من نبقى على قيد الحياة حتى نهاية السنة ، يمكننا حساب بقية أيام السنة من الجهتين . الحياة تتقدم وفق تسلسل ثابت : 1 _ الماضي 2 _ الحاضر 3 _ المستقبل ، عبر السنة ( أو اليوم أو القرن ، وبقية مضاعفات أو أجزاء اليوم ) من الصفر وحتى النهاية . بينما الزمن يتراجع وفق تسلسل معاكس : 1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي ( بقية العمر ، أو بقية أيام هذه السنة وغيرها ) . مثلا السنة القادمة 2021 ، يمكن التعامل معها ، وقياسها بدقة وموضوعية ، من الجهة وبشكل متعاكس تماما ، سواء بدلالة الحياة أو بدلالة الزمن . 2 المتبقي من سنة 2020 بدلالة الزمن 47 يوما ، حيث تتناقص أيم السنة من 366 ( بزيادة يوم واحد أو نقصانه ، حسب السنة الكبيسة أو غيرها ) . سوف أحاول معرفة عدد أيام السنة بدقة وذلك بمساعدة غوغل ، ويستحسن أن تفعل _ي مثلي لتصحيح الرقم التقريبي الذي وضعته . العكس تماما بدلالة الحياة ، يكون ترتيب اليوم 313 من السنة ، حيث مرت تلك الأيام بالفعل ، وصارت موجودة بالأثر فقط . .... الماضي حياة ومكان . المستقبل زمن ومكان . الحاضر = حياة + زمن + مكان . تبدأ الحياة من الماضي ، ثم الحاضر بالمرحلة الثانية ، وأخيرا المستقبل بالمرحلة الثالثة . والزمن يبدأ من المستقبل ، ثم الحاضر بالمرحلة الثانية ، وأخيرا الماضي بالمرحلة الثالثة . ( هذه الفقرة تقريبية ، وتحتاج إلى المزيد من التفكيك والاضاءة والبراهين ، وربما تكون فرضية خاطئة بمجملها !؟ ، المستقبل سوف يقدم الإجابة الصحيحة ، وآمل أن لا تتأخر ) .... تتكشف الآن المشكلة اللغوية بوضوح ، وهي ليست حكرا على لغة دون غيرها . تتجسد المشكلة اللغوية عبر الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، في العربية أو غيرها . مثلا القديم والجديد والعلاقة بينهما : بالنسبة للحياة : القديم أصل الجديد . وبعبارة ثانية ، القديم والماضي وجهان لعملة واحدة . بينما يكون العكس بدلالة الزمن : القديم في المستقبل والجديد في الماضي . ( تحتاج هذه الفقرة إلى التفكير بهدوء ، وإعادة القراءة لأكثر من مرة ، هي صحيحة كما اعتقد وليست فرضية نظرية فقط ) 3 الجديد يأتي من مصدرين متناقضين : الجديد في الحياة ينتج عن الماضي . والجديد في الزمن ينتج عن المستقبل . والحاضر بدوره مزدوج ، وما يزال على غموضه منذ عشرات القرون . وأحاول ما بوسعي التقدم خطوة جديدة . .... الحاضر نسبي ، بينما الماضي والمستقبل موضوعيان . 4 الماضي خلفنا دوما ، حدث سابقا ( الوجود بالأثر ) . المستقبل أمامنا دوما ، سيحدث كاحتمال فقط ( الوجود بالقوة ) . الحاضر هنا _ الآن ( موجود بالفعل ) لكنه ما يزال غامضا ، وهو أقرب إلى اللغز منه إلى الوضوح والتحديد الدقيق والموضوعي . .... الحاضر بالنسبة للفرد يمتد بين الولادة والموت ، قبل الولادة يكون عمر الفرد في المستقبل ( بينما يكون جسده أو حياته عبر الأبوين والأسلاف في الماضي ) وبعد الموت يصير الماضي . ناقشت هذه الفكرة بشكل موسع وتفصيلي سابقا ، خلال نصوص عديدة وخاصة عبر مخطوط النظرية ، وهي موجودة على صفحتي في الحوار المتمدن . 5 هذا اليوم 13 / 11 / 2020 ، وكل يوم ، ينقسم في كل لحظة إلى اتجاهين متعاكسين : الحياة تنتقل من الماضي إلى الحاضر ، بشكل مستمر . والزمن ينتقل من المستقبل إلى الحاضر ، بشكل معاكس . وتبقى المشكلة في تحديد مجال الحاضر ، لنتمكن بعدها من تحديد مجال الماضي والمستقبل . .... خلال قراءتك للنص حتى الآن ، حدث الانقسام ( الموضوعي أيضا ) : أنت في الحاضر المستمر ، بينما فعل ( حدث ) القراءة صار في الماضي .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب السعادة _ باب 5 مع فصوله وهوامشه وملحقاته
-
كتاب السعادة _ باب 5 ف 3
-
كتاب السعادة _ باب 5 ف 2
-
كتاب السعادة _ باب 5 ف 1
-
كتاب السعادة _ باب 5
-
كتاب السعادة _ باب 4 مع فصوله وهوامشه
-
كتاب السعادة _ باب 4 ف 3
-
كتاب السعادة _ باب 4 هوامش ومسودات
-
كتاب السعادة _ باب 4 ف 2
-
لماذا يصعب ، ويتعذر فهم الواقع الموضوعي إلى اليوم ؟!
-
كتاب السعادة _ باب 4 ف 1
-
كتاب السعادة _ باب 4
-
الواقع الموضوعي : طبيعته ومكوناته وحركته
-
لماذا يتعذر فهم الواقع الموضوعي إلى اليوم ؟!
-
كتاب السعادة _ باب 1 و 2 و 3
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 3 تكملة
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 3
-
ملحق _ الواقع ( طبيعته ومكوناته )
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 2
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 1
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|