أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد موسى قريعي - سافوي وشبرد.. فنادق اختفت ولكنها بقيت في ذاكرة القاهرة التاريخية














المزيد.....

سافوي وشبرد.. فنادق اختفت ولكنها بقيت في ذاكرة القاهرة التاريخية


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6736 - 2020 / 11 / 18 - 13:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هنالك العديد من الأماكن والمحلات بوسط القاهرة اختفت واندثرت على الرغم من انها كانت تشكل وجدان القاهرة الثقافي والاجتماعي والسياسي، فمنها ما اختفى بفعل فاعل ومنها ما التهمه "حريق القاهرة" في 26 يناير1952م الذي دمر وأحرق الكثير من مباني وسط البلد التاريخية والأثرية، ومنها من لم يستطع مقاومة عوامل الطبيعة والزمن فاختفى من تلقاء نفسه بلا استئذان أو وداع.
فقد عرفت مدينة القاهرة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر بعض الفنادق التي كانت جزءا من حياة الناس وعوالم المدينة ومن تلك الفنادق وأهمها على الاطلاق "سافوي" وشبرد".
فندق سافوي
تم بناء هذا الفندق التاريخي عام (1889) في ميدان طلعت حرب الحالي وكان اسمه "ميدان سليمان باشا" وقت بناء الفندق، وقد اختفى "سافوي" من عالم القاهرة عام (1924) أو (1934) على اختلاف الروايات.
تم هدم "سافوي" وجميع ملحقاته بواسطة مالكه السويسري "تشارلز بهلر" وأقيمت على انقاضه عمارة "بهلر" الحالية بممرها الشهير الذي يربط بين شارعي "قصر النيل" و"طلعت حرب".
كان فندق "سافوي" ولوقت طويل من عمر القاهرة من أهم فنادق القاهرة المحببة للإقامة والراحة والاستجمام وإدارة الأعمال، فكان "سافوي" يضم العديد من المكاتب التمثيلية للشركات البريطانية، بل أن القيادة المركزية لجيش الاحتلال البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى كانت تقيم به.

فندق شبرد القديم
كان أحد أشهر التحف المعمارية في وسط القاهرة، وأكثرها أناقة وجمالا، ومن أفضل الأماكن المتميزة والمحببة لصفوة المجتمع والطبقات الارستقراطية في مصر.
وقد ظل "شبرد" محافظا على مكانته حتى كان أحد ضحايا حريق القاهرة، حيث التهمت نيران القاهرة "شبرد" وبالتالي اختفت أهم "جوهرة" من خريطة القاهرة المعمارية.
من هو شبرد؟
كان ميلاد مستر "صموئيل شبرد" في 21 يناير عام 1816م في مدينة "نورث هامبتون" الإنجليزية.
قدم "شبرد" ككل "الخواجات" في ذلك الزمان إلى مصر "معدما" لا يملك شيئا يبحث عن فرصة عمل، فألقت به إحدى السفن في مدينة السويس في 30 يناير 1842م وهو لا يملك من فضل الدنيا سوى (10) جنيهات.
غادر "شبرد" إلى القاهرة مخلفا وراء ظهره مدينة السويس وهو يحمل أحلامه "وجنيهاته" العشرة. وفي القاهرة وجد لنفسه فرصة عمل في "مقهى" كان يمتلكه أحد اليونانيين، ثم تحولت حياته وتحققت أحلامه عندما ترك العمل في "المقهى" اليوناني والتحق بالعمل في "الفندق البريطاني" الذي كان يملكه "بلدياته" الإنجليزي "هيل" الذي قدم إلى مصر ليؤسس استراحة لإقامة القادمين إلى مصر من السياح، وبالفعل قام "هيل" ببناء استراحة متواضعة في حي "الأوزبكية" بالقرب من "درب البرابرة" أطلق عليها مجازا اسم "الفندق البريطاني".
حكاية فندق شبرد
يقال إن "الخواجة" شبرد اجتهد في عمله في استراحة "هيل" وتفوق في عملية جمع المال وادخاره، واقترض بعض المال بفائدة عالية من أقاربه "الخواجات" واشترى استراحة "الفندق البريطاني" المطلة على بحيرة الأوزبكية التي كانت مكان "مترو العتبة" الحالي من صاحبها الخواجة "هيل"
أطلق "شبرد" على فندقه بعد تطويره وتجديده في أول الأمر اسم "الفندق الإنجليزي الجديد" واستمر بهذا الاسم حتى سنة (1845) أو (1846) حسب الروايات المتداولة، عندما رفع شبرد لأول مرة لافتة تحمل اسم "فندق شبرد".
اكتسب فندق شبرد سمعة عالمية "طيبة" وذلك بسبب الخدمة المميزة التي يقدمها للنزلاء والزوار حتى أصبح محور واهتمام الصحافة العالمية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
في سنة (1869) لعب "الزهر" مع شبرد فكانت نقطة التحول في تاريخ فندقه، ففي هذا العام السعيد نزل بفندق شبرد العديد من الشخصيات العالمية التي جاءت إلى مصر بدعوة من الخديوي "إسماعيل باشا" لحضور حفل افتتاح قناة السويس.
فقد استقبل الخديوي بفندق شبرد الامبراطورة الفرنسية "أوجيني" وأقام لها حفلا اسطوريا الأمر الذي جعل فندق شبرد لاحقا قبلة مشاهير العالم من السياسيين والحكام والملوك، فقد احتفظ السجل الذهبي لفندق شبرد بتوقيع كل من الملك "فيصل" ملك العراق، ورئيس وزراء بريطانيا الشهير "تشرشل"، والرئيس الأمريكي "ثيودور روزفلت"، والملك فاروق، وسعد زغلول، ومصطفى النحاس، والعديد من الوزراء والشخصيات المهمة. كما استضاف الفندق قيادة الحلفاء في الحربين العالميتين الأولى والثانية، واستقبل الوفود العربية التي جاءت إلى مصر لحضور تأسيس جامعة الدول العربية عام 1946م.

كما كان تراس "شبرد" مقصد الطبقة الأرستقراطية في مصر ومكانها المفضل لاحتساء الشاي في فترة ما بعد الظهيرة.
فندق شبرد وحريق القاهرة
ترك حريق القاهرة فندق شبرد "كومة تراب" وأصبح الموقع التاريخي له اليوم عبارة عن "محطة وقود" بشارع الجمهورية "شارع إبراهيم باشا سابقا" مقابل ما تبقى من حديقة الأوزبكية.



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعرف على تاريخ الفدائية البورسعيدية زينب الكفراوي
- ضريح الآغا خان.. حكاية حب وفاء على صعيد مصر
- الشيخ أبو العلا محمد.. رائد القصيدة المغناة في مصر
- بدايات نشأة السينما في مصر
- حائل السعودية .. عاصمة الجن والعفاريت والحكايات الغريبة
- وفاة وليد المعلم.. وزير خارجية سوريا في سنوات محنة الأسد
- ما وراء الطبيعة.. مسلسل الرعب والغموض والإثارة
- شارع فؤاد بالإسكندرية.. أحد شوارع العصر البطلمي في مصر
- شارع الجامعة .. ذاكرة الخرطوم التاريخية والسياسية
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٦١)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٦٠)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٩)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٨)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٧)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٦)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٥)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٤)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٣)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥٢)
- يوميات الثورة السودانية..الحل في البل (٥١)


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد موسى قريعي - سافوي وشبرد.. فنادق اختفت ولكنها بقيت في ذاكرة القاهرة التاريخية