|
بِشْرُ بْنُ عَوانَةَ وَحَبيبَتُهُ فاطِمَةُ
سليمان جبران
الحوار المتمدن-العدد: 6736 - 2020 / 11 / 18 - 01:28
المحور:
الادب والفن
حكايات سليمان جبران: بِشْرُ بْنُ عَوانَةَ وَحَبيبَتُهُ فاطِمَةُ
كانَ بِشْرُ بْنُ عَوانَةَ فارِسًا مِنْ أشْجَعِ الْفُرْسانِ، وَشابًّا مِنْ أَرْوَعِ الشُّبّانِ: قامَةٌ فارِعَةٌ رائِعَةٌ، وَشَعْرٌ طَويلٌ أَسْوَدُ، يَزيدُ بَشَرَتَهُ بَياضًا وَجَمالًا. لَمْ يَكُنْ في الْقبيلَةِ كُلِّها مَنْ يُضارِعُهُ جَمالًا وَشَجاعَةً. جاوَزَ عُمْرُهُ الْعِشْرينَ، فَكانَ والِداهُ يَسْأَلانِهِ صَباحَ مَساءَ مَتى يَتَزَوَّجُ لِيَفْرَحا بِهِ. لَمْ يَكُنْ يُجيبُ والِدَيْهِ بِغَيْرِ الِابْتِسامِ قائِلًا: اَللهُ كَريمٌ، بَناتُ االْقَبيلَةِ كَثيراتٌ وَجَميلاتٌ. سَيَأْتي يِوْمٌ تَسْمَعانِ فيهِ الْخَبَرَ الْيَقينَ لَمْ يَرْغَبْ بِشْرٌ في إِطْلاعِ واِلدَيْهِ عَلى حُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ فاطِمَةَ. كانَ يَعْرِفُ أَنَّ عَمَّهُ لا يُريدُ في قَرارَةِ ضَميرِهِ تَزْويجَهُ ابْنَتَهُ، رَغْمَ الْقَرابَةِ وَالصِّفاتِ الَّتي يَتَحَلّى بها . كانَ عَمُّهُ يَمْقُتُه وَيَمْقُتُ عَيْلَتَهُ جَميعًا، وَإنْ أَخْفى ذلِكَ طَبْعًا. فَالقَرابَةُ كانَتْ سَبَبًا في الْحَسَدِ وَاْلغَيْرَةِ، لا عامِلًا يُقَرِّبُ الْقُلوبَ وَيُنَمّي الْوُدَّ! فاطِمَةُ أَيْضًا كانَتْ مُعْجَبَةً بِابْنِ عَمِّها غايَةَ الْإعْجابِ. لَمْ تَرَ عَيْنُها في الْقَبيلَةِ كُلِّها مَنْ يُضارِعُهُ مَظْهَرًا وَشَجاعَةً. لكِنَّها كانَتْ تَعْرِفُ أَيْضًا مَوْقِفَ والِدِها، فَتَرَكَتِ الْأَيّامَ تَجْري سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، راجِيَةً أَنْ يُغَيِّرَ والِدُها مَوْقِفَهُ يَوْمًا، فَتَحْظى بِمَنْ تُحِبُّ زَوْجًا لَها. َكانَتْ تَعْرِفُ أَيْضًا مَنْ هِيَ في عَيْنِ ابْنِ عَمِّها. كانَتْ تُحِبُّ بِشْرًا كُلَّ الْحُبِّ، وَتَقْضي الْأَيّامَ في انْتِظارِ الْيَوْمِ الَّذي يُوافِقُ فيهِ أَبوها عَلى زَواجِها مِنْهُ. اِلْتَقتْ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، لكِنَّهُ كانَ حُبّا عُذْرْيِّا، وَإِعْجابًا مُتَبادَلًا لا أَكْثَرَ. والِدُها نَفْسُهُ لَمْ يَكُنْ يُبْدي للِنَاسِ ما في ضَميرِهِ. كانَ يَأْمُلُ أَنْ يَضْرِبَ ابْنَ أَخيهِ الْيَأْسُ يَوْمًا، فَيَتَخَلّى عَنْ فاطِمَةَ طَوْعًا، لِيَتَزَوَّجَ إِحْدى الْجَميلاتِ في الْقَبيلَةِ، وَهُنَّ كَثيراتٌ فِعْلًا! كانَتِ الْأَيّامُ تَمُرُّ سَريعَةً، وَالنّاسُ جَميعًا في الْقَبيلَةِ يَعْجَبونَ لِتَأَخُّرِ هذا الشّابِّ عَنِ الزَّواجِ حَتّى هذا الْعُمْرِ. شَبابُ الْقَبيلَةِ أَيْضًا لَمْ يَتَقَدَّموا لِخِطْبَةِ فاطِمَةَ، فاَلْقَبيلَةُ كُلُّها، شُبّانُها وَصَباياها، كانوا واثِقينَ أَنَّ فاطِمَةَ لِابْنِ عَمِّها، وَابْنَ عَمِّها لَها. إِلّا والِدَها: كانَ يَعْرِفُ أَّنَّ ابْنَتَهُ تُحِبُّ ابْنَ عَمِّها بِشْرًا، وَلكِنّهُ تَجاهَلَ ذلِكَ، مُنْتَظِرًا تَقَدُّمَ أَحَدِ أَبْناءِ الْقَبيلَةِ لِخِطْبَةِ ابْنَتِهِ.. لكنَّ انْتِظارَهُ كانَ دونَ جَدْوى. فَمَنْ يَرْضى لِنَفْسِهِ أَنْ تَرْفُضَهُ فاطِمَةُ، فَيَغْدُوَ موْضِعَ سُخْرِيَةٍ وَتَنَدُّرٍ عَلى لِسانِ أَبْناءِ الْقَبيلَةِ وِبَناتِها جَميعًا؟! أَخيرًا، قَرَّرَ بِشْرٌ أَنَّ الِاْنْتِظارَ لَمْ يَعُدْ يُجْدي، وَاْلأيَامَ تَمُرُّ سَريعَةً. لَمْ يَعُدْ الِانْتِظارُ مَقْبولًا، لا في نَظَرِهِ، وَلا في نَظَرٍ فاطِمَةَ طَبْعًا، وَلا في نَظَر أَبْناء الْقَبيلَةِ جَميعِهِمْ.ْ. فَالسَّنَواتُ تَمُرُّ بِسُرْعَةٍ، وَلا بُدَّ مِنَ الْمُبادَرَةِ، حَتّى إِذا كانَ عَمُّهُ يَرْفُضُ هذا النَّسَبَ، دونَما سَبَبٍ! لا يُمْكِنُ لِفاطِمَةَ أيْضًا أَنْ تَظَلَّ هكذَا إِلى الْأَبَدِ. اَلِانْتِظارُ صَعْبٌ في كُلِّ الْأَحْوالِ، وَهِيَ لا يُمْكِنُها الِانْتِظارُ بَعْدُ: "لا مُعَلَّق وَلا مُطَلَّق" ! في لِقائِهِما الْأَخيرِ أَخْبَرَتْ فاطِمَةُ ابْنَ عَمِّها أَنَّ الْأَيّامَ تَمُرُّ دونَ جَدْوى، وَلا بُدَّ مِنَ الْمُبادَرَةِ، مَهْما كانَتِ الْعَواقِبُ. لا هُوَ يُمْكِنُه الِانْتِظارُ بَعْدُ، وَلا هِيَ طَبْعًا! لا بُدَّ لَهُما مِنَ الزَّواجِ. اَلْأَيّامُ تَمُرُّ بِسُرْعَةٍ، وَالِاْنِتظارُ لَمْ يَعُدْ مُجْدِيًا. لا بُدَّ لِابْنِ عَمِّها مَنَ التَّقَدُّمِ لِخِطْبِتِها مِنْ أَبيها، مَهْما كانَتِ الْعَواقِبُ، فَالِانْتِظارُ لَيْسَ حَلًّا وَلَمْ يَعُدْ مُمْكِنًا! هكَذا طَلَبَ بِشْرٌ مِنْ سادَةِ الْقَبيلَةِ التَّوَجُّهَ إِلى بَيْتِ َعَمِّهِ، وَطَلَبَ يَدِ ابْنَتِهِ فاطِمَةَ لِابْنِ عَمِّها بِشْرٍ. دَخلوا بَيْتَ والِدِها ذاتَ مَساءٍ، وَكانوا كَثيرينَ بِحَيْثُ لَمْ يَكَدِ الْبَيْتُ َيتَسِعُ لَهُمْ جَميعًا. ظَنَّ بِشْرٌ أَنَّ عَمَّهُ لَنْ يَرُدَّهُمْ جَميعًا خائِبينَ، حَتّى إِذا كانَ في َقرارَةِ ضَميرِهِ يَرْفُضُ طَلَبَهُمْ. لا يُمْكِنُهُ ذِكْرُ عَيْبٍ واحِدٍ في ابْنِ أَخيهِ، وَلا تَرْضى فاطِمَةُ بِغَيْرِهِ زَوْجًا لَها! اِحْتارَ أَبوها في الرَّدِّ عَلى الْجاهَةِ. لا يُمْكِنُهُ ذَمُّ بِشْرٍ، وَهُمْ جَميعًا في الْقَبيلَةِ يَعْرِفونَهُ خَيْرَ مَعْرِفَةٍ. كانَ يَعْرِفُ أَيْضًا رَأْيَ ابْنَتِهِ فاطِمَةَ، وَإِنْ لَمْ يَسْأَلْها يَوْمًا. لا يُمْكِنُهُ ذِكْرُ السَّبَبِ الْحَقيقِيِّ لِرَفْضِهِ زَواجَ فاطِمَةَ مِنِ ابْنِ عَمِّها وَحَبيبِها. لا بُدَّ مِنَ الْحيلَةِ الْمُبْتَكَرَةِ لِلْخُروجِ مِنْ هذا الْمَأْزِقِ! بَعْدَ تَفْكيرٍ طَويلٍ، أَخْبَرَهُمْ أنَّهُ أَقْسَمَ أَلّا يُزَوِّجَ فاطِمَةَ إِلّا مِنْ فَتًى مِنَ الْقَبيلَةِ جَديرٍ بِها؛ فَتًى يُثْبِتُ شَجاعَتَهُ بِالْخُروجِ إِلى قَبيلَةِ خُزاعَةَ، لِيَأْتِيَ منْ هُناكَ بِمِئَةِ ناقَةٍ مَهْرًا لِابْنَتِهِ الْوَحيدَةِ! وَهَلْ يُمْكِنُ أَحَدًا، أَيًّا كانَ، سُلوكُ هذِهِ الطَّريقِ الْمَحْفوفَةِ بِخَطّرِ الْمَوْتِ الْمُحَقَّقِ؟ لا طَريقَ إلّا مِنْ هذا الوادي، وَلا يُمْكِنُ لِامْرِئٍ عِبورُهُ مَهْما كانَ! إِذا نَجا مِنَ الْاَفْعى فَالْاَسَدُ الْجائِعُ في انْتِظارِهِ، وِلا يُمْكِنُ امْرَأً، أيًّا كانِ، مُنازِلَتُهُ طَبْعًا! لَمْ تَكُنْ نَوايا أَبيها لِتَخْفى عَلى الْجاهَةِ. فَلا طَريقَ إِلى خُزاعَةَ إِلّا مِنْ وادي الْمَوْتِ. وَمَنْ يَقْطَعُ هذا الْوادِيَ، فَيَتَعَرَّضَ لِلْأَفْعى السّامَّةِ "شُجاع"، وَاْلَأَسَدِ "فاتِك" الْجائِعِ أَبَدًا لِلَحْمِ الْإِنْسانِ وَغَيْرِالْإنْسانِ؟! هكَذا وَجَدَ والِدُ فاطِمَةَ، في ظَنِّهِ، حُجَّتَهُ لِرَفْضِ بِشْرٍ، وَإِرْضاءِ الْجاهَةِ. لا يُمْكِنُ لِوالِدِها أَنْ يَنْكُثَ بِقَسَمِهِ، وَلا يَقْوى أَحَدٌ عَلى سُلوكِ الطَّريقِ الْمَحْفوفَةِ بِالْمَوْتِ الْمُحَقَّقِ تِلْكَ، في سَبيلِ الزَّواجِ مِنْ فاطِمَةَ. أَعْضاءُ الْجاهَةِ جَميعُهُمْ عَرفوا حيلَةَ والِدٍ يُحاوِلُ سُلوكَ كُلِّ طَريقٍ، لِلْهَرَبِ مِنَ اْلَقرارِ الطَّبيعِيِّ، تَحْقيقًا لِلْكُرْهِ الدَّفينِ في قَلْبِهِ لِبِشْرٍ، وَكُلِّ أَقارِبِ بِشْرٍ! إِلّا أنَّهُمْ جاهَةٌ فَحَسْبُ، لا طَرَفٌ في نِزاعِ الْأَقارِبِ الدَّفينِ!. رَجَعَ أَعْضاءُ الْجاهَةِ مِنْ عِنْدِ والِدِ فاطِمَةَ خائِبينَ مُحْبَطينَ. عَرَفوا جَميعًا أَنَّها "مَعاجِزُ" اشْتَرَطَها الْوالِدُ في رَدِّهِ عَلى طَلَبِهِمْ. عَرَفوا أَنَّ رَدَّهُ كانَ في الْواقِعِ رَفْضًا خَبيثًا لِطَلَبِهِمْ. لكِنَّهُمْ في آخِرِ الْأَمْرِ جاهَةٌ لا طَرَفٌ في الْحِقْدِ القديم الْمُزْمِنِ. هكَذا كانوا مُضْطَرّينَ إِلى إِبْلاغِ بشْرٍ، بَعْدَ عَوْدَتِهِمْ، بِما جَرى لَهُمْ بِالتَّفْصيلِ. لَمْ يَكُنْ جَوابُ عَمِّهِ مُفاجِئًا في نَظَرِهِ. عَرَفَ بِذَكائِهِ أَنَّ عَمَّهُ اخْتَرَعَ مَسْأَلَةَ قَسَمِهِ الْمَزْعومِ، لِأَنَّهُ لا يُريدُ تَحْقيقَ هذا الزَّواجِ. أَكْثَرُ ما أَدْهَشَهُ أَنْ يُقْدِمَ عَمُّهُ عَلى التَّضْحِيَةِ بِابْنَتِهِ في سَبيلِ حِقْدِهِ الْأَعْمى! لَمْ يَرُدَّ بِشْرٌ عَلى الْجاهَةِ رَأْسًا. غَرِقَ في حِساباتِهِ وَهَواجِسِهِ: كَيْفَ يُضَحّي رَجُلٌ بِابْنَتِهِ تَنْفيذًا لِأَحْقادِهِ الدَّفينَةِ ؟ أَيَبْلُغُ الْحِقْدُ وَالْحَسَدُ بِالْإِنْسانِ هذا الْحَدَّ؟ لكِنَّ الْجاهَةَ طالَبَتْهُ بِالرَّدِّ عَلى مُقْتَرَحِ عَمِّهِ الْمَذْكورِفي أَسْرَعِ وَقْتٍ. وَكَمْ كانَتْ دَهْشَتُهُمْ حينَ سَمِعوهُ يُجيبُ بِقُبولِ شَرْطِ عَمِّهِ: - لا يُمْكِنُ الرَّجُلَ نَكْثُ يَمينِهِ، قالَ لِلْجاهَةِ، وَأَنا أَفْهَمُ مَوْقِفَهُ الصَّعْبَ. عودوا إِلَيْهِ وَبَلِّغوهُ قُبولي شَرْطَهُ. ما في الْحَياةِ خَطَرٌ يَقْوى عَلى حُبّي لاِبَنَةِ عَمّي فاطِمَةَ! ما كانَتْ نَوايا الْعّمِّ لِتَخْغى عَلى بِشْرٍ. كانَ يَعْرِفُ عَمَّهُ خَيْرَ الْمَعْرِفّةِ، وَيَعْرِفُ نَواياهُ الدَّفينَةَ في جَوابِهِ الْمُراوِغِ. لا طريقَ إِلى خُزاعَةَ إلّا مِنْ وادي الْمَوْتِ، حَيْثُ يَقْطَعُ الَّطّريقَ عَلى الْمارّينَ حَيَّةٌ سامَّةٌ وِأَسَدٌ مُرْعِبٌ! أرادَ عَمُّهُ أَنْ يَكونَ جَوابُهُ الرَّفْضَ، ولَمْ يَسْتَطِعْهُ أَمامَ هذا الْجَمْعِ الْكَبيرِ مِنَ القبيلَةِ، فَابْتَكَر هذا الرَّدَّ الْمُراوِغَ، وَهُوَ لا يَخْتَلِفِ عَنِ الرَّفْضِ في شَيْءٍ. لَمْ يَرُدَّهمْ خائِبينَ، لكِنَّهُ اشْتَرَط ما لا يُمْكِنُ لِامْرِئٍ في رَأْيِهِ تَحْقيقُهُ! كانَ بِشْرٌ يَعْرِفُ الْخَطَرَ الَّذي سَيتَعَرَّضُ لَهُ إِذا حاوَلَ عُبورَ وادي الْمَوْتِ كَما تَعَهَّدَ أَمامَ الْجاهَةِ. إذا كانَ الْحُبُّ جُنونًا فَبِشْرٌ هُوَ خَيْرُ مِثالٍ عَلى ذلِكَ! لكِنْ لا مَناصَ، وَقَدْ قَبِلَ شُروطَ عَمِّهِ. لَيْس رَجُلًا مّنْ لا يَفي بِما تَعَهَّدَ! هكَذا لَبِسَ بِشْرٌ لِباسَ الْقِتالِ كامِلًا، وَرَكِبَ جَوادَهُ في طَريقِهِ إِلى وادي الْمَوْتِ مُتَّكِلًا عّلى الّلهِ وَعَلى حُسامِهِ الْماضي! عَمُّهُ نَفْسُهُ اسْتَغْربَ أَنْ يَقْبَلَ بِشْرٌ شَرْطَهُ، بَلْ نَدِمَ في قَرارَةِ ضَميرِهِ حينَ بَلَّغوهُ أنَّ الشّابَّ قَبِلَ التَّحدِّيَ في سّبيلِ حُبِّهِ لِابْنَتِهِ فاطِمَةَ. كانَ هّدَفُهُ أَنْ يّرْفُضَ بِشْرٌ شَرْطَهُ، فّيَرْبَحَ بِذلِكَ مَرَّتَيْنِ: يَمْنَعُ هذا الزَّواجَ، وَيَظَلُّ ابْنُ أَخيهِ سالِمًا! قُبولُ بِشْرٍالتَّحَدِّيَ قّلَبَ الْأُمورَ كُلَّها. فَوالِدُ فاطِمَةّ لا يّرْغَبُ في تزْويجِها لِبِشْرٍ، وَلكِنَّهُ لا يَرْغَبُ في إهْلاكِه الْمُحَقَّقَ في وادي الْمَوْتِ طَبْعًا! هُوَ ابْنُ أخيِهِ في آخِرألْاَمْرِرَغْمَ الْأحْقادِ الدَّفينَةِ كُلِّها! خَرَجَ بِشْرٌ في الطّريقِ، راكِبًا جّوادَه،ُ بِالْعُدّةِ التّامّةِ، كَما يَخْرُجُ الْفارِسُ إلى الْقِتالِ. كانَ موقِتًا في قَرارَةِ نَفْسِهِ أنَّ عَمَلَهُ لا يقومُ بِهِ عاقِلٌ. اَلْحُبُّ جُنونٌ فِعْلًا! تَقَدَّمَ في طَريقِهِ إلى وادي الْمَوْتِ، تَتَقاذَفُهُ الْهَواجِسُ وِالْأوْجالُ. كانَ عَلى يَقينٍ أنَّ ما تَعَهَّدَ بِهِ لا يُقْدِمُ عَلَيْهِ إلّا الْمُغامِرونَ. لكِنَّ بِشْرًا لَيْسَ مَنْ يَقولُ ثُمَّ يّتَراجَعُ! تَقَدَّمَ بِشْرٌ على جَوادِهِ في وادي الْمَوْتِ، لكِنَّهُ لّمْ يُصادِفْ في طَريقِهِ حَيَوانًا وَلا إِنْسانًا. لَعَلَّ كُلّ الْأَخْبارِ أَساطيرُ اخْتَلَقوها لِحِمايَةِ الْوادي مِنْ شَرِّ الْآدَمِيّينَ، لا أَكْثَرُ – أَخَذَ بِشْرٌ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ. لكِنَّ جَوادَهُ جَفَلَ تّحْتَهُ فَجْأَةً حَتّى كادَ يَرْميهِ أَرْضًا. نَظَرَ بِشْرٌ فَإِذا أَفْعى تّعْتَرِضُ الطّريقَ فِعْلًا، كَأَنَّها جِذْعُ شَجَرَةٍ مُلْقًى هُناكَ! لَمْ يَرَ آخِرَها لِطولِها، فَأَيْقَنَ أَنَّ كُلَ الْاَخْبارِالَّتي تناقلتْها الْقَبيلَةُ كانَتْ صّحيحَةً لا مِراءَ فيها! حاوَلَ بِشْرٌ أَنْ يَتَقَدَّمَ بِفَرَسِهِ نَحْوَ الْأَفْعى، لكِنَّ الْفَرَسَ جَفَلَ وأَبى التَّقَدّمَ تَحتَهُ. بَلْ ارْتَفَعَ بِراكِبِهِ عَلى رِجْلَيْهِ، وِمَلَاَ الْوادي صَهيلًا مُتَقَطِّعًا، كَأَنَّما يَقولُ بِلُغَتِهِ: أَعْفِني مِنْ هذِهِ الْمُهِمَّةِ ! أَمّا الْأَفْعى فَانْتَصَبَتْ رافِعةّ رَاْسّها، مادَّةً لِسانَها، حَتّى غَدتْ قَريبَةً مِنْ بِشْرٍ، قاصِدةً لّدْغَهُ بِأَنْيابِها، لَتُفْرِغَ فيهِ سَمَّها! اِمْتَشَقَ بِشْرٌ سَيْفّهُ الْقاطِعَ، يَلْمَعُ كَالْبَرْقِ في أَشِعَّةِ الشَّمْسِ، وَأَجْهَزَ عَلى الأْفْعى بِضَرْبَةٍ عاجِلَةٍ، فَصَلَتْ رَأْسَها عَنْ جَسَدِها تَمامًا! تّرَجَّلَ عَنْ فَرَسِهِ، فأّزاحّ جّسَدَها عَنِ الطَّريقِ، ثُمّ امْتَطى جَوادَهُ مُسْرِعًا، لِيُواصِلَ طَريقَهُ، موقنًا أَنَ الْخَطَرَ الْأكْبَر ما زالَ في انْتِظارِهِ إِذا واصَلَ الطَّريقَ ! واصَلَ بِشْرٌ سَيْرَهُ في وادي الْمَوْتِ، موقِنًا أَنَّ الأسَدَ الْمُرْعِبَ ما زالَ في انْتِظارِهِ عَلى الطَّريقِ. كانَ يَتَقَدَّمُ عَلى جَوادِهِ، مُنْتَظِرًا طَوالَ الْوَقْتِ رُؤْيَةَ الأسَدِ مَنْ بَعيدٍ، لِيُنازِلَهُ كَما في ساحَةِ الْوَغى! كَأَنّما نَسِيَ غايَتَهُ مِنْ هذِهِ الرِّحْلَةِ، فاعْتَبَرَ الأسَدَ عائَقًا يَحولُ دونَ اسْتِغلالِ هذا الوادي الْخَصيبِ، أوِ اجْتِيازِهِ حَتّى! إذا قَضى عَلى الأسِدِ أيْصًا فَقَدْ أَحالَ هذا الْوادِيَ مَمرّا آمِنًا، وأرْضًا خَصيبَةً، لِأبْناءِ الْقَبيلَةِ جَميعًا! فَجْأةً أحَسّ بِجَوادِه يَجْفِلُ ثانِيَةً، وِبِصهيلِهِ يَرْتَفِعُ عالِيًا! فَهِمَ بِسُرْعَةٍ أَنّ جَوادَهُ رَأَى ما كانَ يَنْتَظِرُهُ هُوَ أَيْضًا. حاوَلَ أَنْ يَتَقَدَّمَ بِجَوادِهِ، فَامْتَنَعَ واقِفًا عَلى رِجْلَيْهِ، كَما فَعَلَ حينَ اعْتَرَضَتِ الأَفْعى الطَّريقَ سابِقًا. لَمْ يَكُنْ أَمامَ بِشْرٍ مِنْ خِيارٍ إلّا التَّرَجُّلُ عَلى الْأَرْضِ مُضْطَرًّا، لِيُنازِلَ الْأَسَدَ الْقادِمَ نَحْوَهُ مُسْرِعًا! وَثَبَ عَلَيْهِ الْأَسَدُ يَبْغي طَرْحَهُ أَرْضًا وَافْتِراسَهُ، لكِنَّ بِشْرًا قَفَزَ جانِبًا، فَسَقَطَ الْأَسَدُ عَلى الأرْضِ بَعيدًا عَنْهُ. اِسْتَلَّ بِشْرٌ سَيْفَهُ الْبَتّارَ، وعاجَلَهُ بِضَرْبَةٍ وَهُوَ عَلى الْأَرْضِ، قَدَّتْ عُنُقَهَ عَنْ جَسَدِهِ! لَمْ يَكُنْ بِذلِكَ حَظُّهُ أَوْفَرَ مِنْ حَظِّ الْأَفْعى قَبْلَهُ! أَحَسَّ بِشْرٌ بِدَمِ الْأَسَدِ بارِدًا عَلى ساعِدِهِ، لكنَّهُ لَمْ يَخَفْ وَلَمْ يَرْتَبِكْ. فَهِمَ رَأْسًا أَنَّها مِنْ دِماءِ الْأَسَدِ ألَّذي أَرْداهُ صّريعًا. كَما أَنَّهُ لاحَظَ في ذٍراعِهِ خَدْشًا بَسيطًا تَدَفّقَ مِنْهُ دَمُهُ. تَناوَلَ عودًا كانَ عَلى جانِبِ الطَّريقِ، وَكَتّبَ عَلى صَخْرَةٍ مَلْساءَ مِجاوِرَةٍ بِالْعودِ قَصيدَةً، جاءَ فيها: 1) أَفاطمَ لَوْ شَهِدْ تِ بِبَطْنِ خَبْتٍ / وَقَدْ لاقى الْهِزَبْرُ أخاكِ بِشْرا 2) يُدِلُّ بِمِخْلَبٍ وَبِحَدَّ نابٍ / وَبِالنَّظَراتِ تَحْسَبُهُنَّ جَمْرا 3) إذنْ لَرَأَيْتِ لَيْثًا أَمَّ لَيْثًا / هِزَبْرًا أَغْلَبًا لاقى هِزَبْرا 4) تَبَهْنَسَ إِذْ تَقاعَسَ عَنْهُ مُهْري / مُحاذَرَةً، فَقُلْتُ عُقِرْتَ مُهْرا 5) أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الْأَرْضِ إِنّي / رَأَيْتُ الْأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرا 6) فَلَمّا ظَنَّ أَنَّ النُّصْحَ غِشٌّ / وَخالَ مَقالّتي زورًا وَهُجْرا 7) مَشى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنِ راما / مَرامًا كانَ إِذْ طَلَباهُ وَعْرا 8) فَأَطْلَقْتُ الُمُهَنَّدَ مِنْ يَميني / فَقَدَّ لَهُ مِنَ الْأَضْلاعِ عَشْرا 9) فَخَرَّ مُضَرَّجًا بِدَمٍ كَأَنّي / هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُشْمَخِرّا 10) وَقُلْتُ لَه ُ يَعِزُّ عَلَيَّ أَنّي / قَتَلْتُ مُناسِبي جَلَدًا وَفَخْرا 11) ولكِنْ رُمْتَ أَمْرًا لَمْ يَرُمْهُ / سِواكَ فَلَمْ أُطِقْ يا لَيْثُ صَبْرا 12) َفَلا تَحْزَنْ فَقَدْ لاقَيْتَ حُرًّا / يُحاذِرُ أَنْ يُعابَ فَمُتَّ حُرّا !!
تَفسيرُ الْمُفْرَداتِ الصَّعْبَةِ في أَبْياتِ الشِّعْر: أَفاطِمَ: يا فاطِمَةُ. خَبْت: اسْمُ الوادي. هِزَبْر: أسّد، وَمِثْلها اللّيْث وَالْأَغْلَب. يُدِلُّ، أدَلَّ: اِفْتَخَر. تبَهْنَسَ: تَبَخْتَرَ. تقاعَسَ: تَراجَعَ. عَقَرَ الدّابَةَ: قَطَعَ قَوائِمَها. غِشّ: خِدْعَة. هُجْر: هَذَيان، بَذاءَة. مُهَنَّد: سَيْف مَصْنوع مِن حَديدِ الْهِنْد. خَرَّ: سَقَطَ. مُضَرَّج: مَصْبوغ بِالْحُمْرة. مُشْمَخِرّ: عالِ.
فَرِحَ بِشْرٌ كَثيرًا بِما أَنْجَزَ، لَهُ وَلِأَبْناءِ الْقَبائِلِ جَميعِهِمْ. عادَ إلى فَرَسِهِ، فَوّجَدَهُ حَيْثُ كانَ، كَأَنَّما وَقَفَ هُناكَ شاهِدًا عَلى قُوَّةِ بِشْرٍ وَبَسالَتِهِ! اِعْتَلى الْجَوادَ بِسُرْعَةٍ، لِيُواصِلَ طَريقَهُ في مُهِمَّتِهِ الَّتي حَقَّقَ مِنْها بِدايَتَها الْمُرْعِبَةَ! وَصّلَ بِشْرٌ قَبيلَةَ خُزاعَةَ، مُلَطَّخًا بِالدَّمِ مُرْهَقًا. سّأَلّ عَنْ بّيْتِ زَعيمِ الْقَبيلَةِ، فَوَصَلَهُ دونَ عَناءٍ، وقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ كامِلَةً؛ مِنْ أَوَّلِها إلى آخِرِها. فَرِحَ الرَّجُلُ بِما سَمِعَ مِنْ ضَيْفِهِ، فَأُعْجِبَ بِهِ وَأكْرَمَ مَثْواهُ قائِلًا: مِثْلَكّ فَلْتَكُنِ الرِّجالُ، قُلْ ما غايَتُكَ فَأُساعِدَكَ عَلى تَحْقيقِها. أَنا وقَبيلَتي في خِدْمَةِ الْأَبْطالِ الشُّجْعانِ! سُرّ بِشْرٌ جَدًّا بِاِلْحَفاوَةِ الّتي حَظِيَ بِها عِنْدَ الرَّجُلِ،، فَأَخْبَرَهُ أَنّهُ وَصَلَ الْقَبيلَةَ لِيَشْتَرِيَ مِنْها مِئَةَ ناقَةٍ، يُقَدِّمُها لِعَمِّهِ تَحقيقًا لِرَغْبَتِهِ، ثُمَّ يَعودُ بِعْدَها إلى قَبيلَتِهِ. "لا شَكّ أَنَّهُمْ في انْتِظاري هُناكَ على أَخرَّ مِنَ الْجَمْرِ، لا يَعْرِفونَ ما جَرى لي طَبْعًا". لا بَأْسَ عَلَيْكَ. ضَيْفي أَنْتَ وَلَنْ تُغادِرَنا قَبْلَ تَناوُلِ الطَّعامِ! بُطولَتُكَ فَتَحَتْ أَرْصًا وَطَريقًا لَلْقَبائِلِ كُلِّها، بَعْدَ أَنْ تَجَنَّبوها مِئاتِ السِّنينَ! فَهَلْ أَحَقُّ مِنْكَ بِأِكرامِنا فارِسٌ في الْقَبَبائِلِ كُلِّها؟ بُطولَتُكَ نَفَعَتِ الْقَبائِلَ كُلَّها، وَإنْ كانَ دافِعَها زَواجُكَ منِ ابْنَةِ عَمِّكَ فاطِمَةَ كَما أسْلَفْتَ! بّقِيَ بِشْرٌ في خُزاعَةَ، ضَيْفًا عَزيزًأ مُكَرَّمًا، حَتّى بَعْدِ الظُّهْرِ. اِسْتَاْذَنَ عِنْدَها، وّساقَ النِّياقَ الْمِئَةَ في طَريقِهِ إلى قَبيلَتِهِ مَرْفوعَ الرَّاْسِ، وَقَدْ تَكَلَّلَتْ رِحْلَتُهُ بِنَجاحٍ لَمْ يَكُنْ في حِسابِهِ حينَ خَرَجَ صّباحًا عَلى جَوادِهِ، خُروجَ مُغامِرٍ يُضَحّي بِنَفْسِهِ في سَبيلِ حُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ، وَتَحْقيقًا لِوَعْدِ قَطَعَهُ عَلى نَفْسِهِ! هكَذا عادَ بِشْرٌ إلى قَبيلَتِهِ مَرْفوعَ الرَّاْسِ، فَاسْتَقْبلوه عَلى مَدْخَلِ الْمَصارِبِ، وَعَمُّهُ عَلى رَأْسِهِمْ، كَما يُسْتَقْبَلُ كِبارُ الْفاتِحينَ! وَفي الْيَوْمِ التّالي كانَ عُرْسٌ لَمْ تَعْرِفِ الْقَبيلةُ مِثْلَهُ، وَقَدْ لا تَعْرِفُ أَبَدًا!!
#سليمان_جبران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيوننا هي أسامينا؟
-
موشَّح رحباني معاصر؟!
-
السهل الممتنِع
-
خواصّ الأسلوب العصري!
-
أغنية / قصّة قصيرة!
-
نعم، أنا مع ابن خلدون!
-
على هامش العربيّة الحديثة – 1
-
الأحياء أوّلًا!!حكايات - 2
-
حكايات - 1 خَسِرَتْ دِرْهَمًا.. فَرَبِحَتْ دينارًا!!
-
الحضارة لا تتجزّأ!!
-
الشدياق أوّل من كتب السيرة الذاتيّة في الأدب العربي
-
في جوع دَيْقوع دَهْقوع
-
سليمان جبران: في اللغة الحديثة مرّة أخرى
-
الجديد – نعم، المبالغة والهوس – لا !
-
عاهدير البوسطة
-
كان العظيمُ المجدَ والأخطاءَ!
-
اعذروني . . مرّة أخيرة !
-
بكِكيرة صار . . الحاجّ بكّار!
-
شعر النسيب في أبيات: بنفسيَ هذي الأرصُ ما أطيبّ الربا وما أح
...
-
كتاب -الساق على الساق-
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|