أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - التراشق بالمواعظ!














المزيد.....

التراشق بالمواعظ!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 19:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا يلتقي مسلمان في العصر الحديث، خاصة في مصر، إلا ويتراشقان بالحِكَم والآيات القرآنية والأحاديث والمواعظ والنصائح والتوجيهات المعجونة في مخبز مقدس يخلط الحقيقي، كالقرآن الكريم، مع المغشوش، كأحاديث أباطرة المنابر والفيديو تيوب، فيختلط الحبل بالنابل، والغث بالسمين، ويتراجع السلوك القويم إلى الخلف؛ فينزوي في ركن قصي لا يمارسه إلا حفنة قليلة في كل مجتمع.
لو قُدّر لك وصعدت إلى السماوات السبع لترصد ما فيها مما قذفته أفواه أهل الأرض لسقطت مغشيا عليك من هول ما ترى!
مليارات من الأدعية الأرضية إلى السماء، أكثرها غضب ولعنات وطلبات إلى رب العزة أن ينتقم، ويُهلك، ويحرق، ويزلزل، ويشل أيدي المخالفين لنا.
ومليارات من الأدعية التي تخجل الملائكة لحملها فهي طلبات مغموسة في طين الأرض يريد أصحابها رفعها إلى السماء.
سبعة أعشار فاتحي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يكدسونها بالمواعظ والمقدسات والحكم المنقولة ولو أن المسلمين عملوا بواحد في المئة من مواعظهم المُتراشق بها في كل مكان، ومحفل، ولقاء، واجتماع، وحوار، ونقاش لأزحنا الملائكة عن مكانها ليجلس بنو آدم من المسلمين الدعائيين!
تريد أن تناقشني في الأدب والعلوم والفضاء والبحار والصيد والتصحر والإدارة والحُكم والميزانية والانتخابات والعطلات و.. مئات وآلاف غيرها من هموم حياتنا اليومية؛ آتيك بحلول لها، مقدسة وسامية، عرفها أسلافنا منذ ألف وأربعمئة عام قبل الشرعة العالمية لحقوق الإنسان!
لا نقاش ولا حوارات عقلانية ولا لجوء لمنطق أو تفاصيل موضوعية أو معلومات موثقة، لكن حكمة وبيت شعر وآية قرآنية ودعاء شعراوي وتفسير زغلولي علمي وفتوى هربت من مستشفى أمراض نفسية ثم اتهام أنك لم تفهم جوهر دينك كما فهمه منبريو القرن الواحد والعشرين نقلا عن قرون ماضوية !
تلك هي معضلة المسلمين في هذا العصر، والغريب أن المتراشقين بالمواعظ ليسوا فقط من الجهلة وأنصاف الأميين؛ إنما هم أطباء ومهندسون وأكاديميون يقرأون لغتهم كأنهم رؤساء البرلمان المصري.
ويخرج الدين العظيم من الحياة اليومية ليجلس مكانه شبيه مُزيف فيجعله في متناول أيدي الجهلة والصارخين والمهددين بنار جهنم والضارعين إلى الله أن يترك الكون ويتوجه للانتقام من المخالفين.
المعضلة التي سُدّت في وجهها كل الأبواب؛ أن الجاهل عدو الكتاب والثقافة والعلم هو المنتصر في النهاية فيأتيك بموعظة وحكمة وأحاديث عنعنية تجعلك تغلق معمل الاكتشافات والبحوث وتعترف صامتا بمنطقه اللا منطقي!
الآن يمكننا أن نغلق الصيدليات ونلجأ لباعة الأعشاب، ونحرق كل علوم العصر الحديث فالبخاري بعد الله مباشرة قبل أن يتصارع المسلمون فيمن أحق أن نتبع: صحيح البخاري أم القرآن المجيد!
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 17 نوفمبر 2020



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشر خطوات للدفاع عن رسول الله!
- لماذا ترفض أن يغتصب أو يختطف المنتقب طفلك؟
- استعلاء الداخل على الخارج!
- مفاهيم ليست من إسلامي!
- لماذا تهاجم الإسلام؟
- لهذا أكره تغطية وجه المرأة!
- هل من حق الكاتبِ أنْ يتملكه اليأس؟
- المُلحدون قادمون!
- لذة العبودية الطوعية!
- شعوبٌ في الوقت الضائع!
- حماية الفساد في ظل صحافة لا تُخيف!
- الديكتاتور يشكر الساخرين منه!
- الجمهورية الفرنسية الإسلامية!
- البحث عمن يحب لبنان!
- لماذا نتشاتم على مواقع التواصل الاجتماعي؟
- لن أكتب عن جمال خاشقجي!
- مشاعر استعمارية تتجدد في داخلك!
- من قال إنَّ عبدَ الناصر مات!
- هل يُصاب شعبٌ بمرضٍ نفسي جَمْعي؟
- خرافة احترام القوانين!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - التراشق بالمواعظ!