|
الجذور الاجتماعية والفكرية لعلماء المؤسسة الدينية الشيعة في العراق ج .2
سعد سوسه
الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 09:35
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
وفي السياق ذاته ، أثبت السيد ابو الحسن جدارة كبيرة في مدرسة (بيد اباد) ، إذ كان الرجل حريصاً على حضور الدروس في الفقه والأصول . الذي اجتازها بنجاح كبير، مما مكنه من الالتحاق بالدراسة العالية (الخارج) وله من العمر ثمانية عشر عاماً . أخذ السيد ابو الحسن يحضر " الدرس الخارج " على يد استاذه الشيخ الاخوند الكاشاني، في الفقه والأصول والفلسفة . فضلاً عن ، حضور محاضراته في علم الأخلاق وتهذيب النفس ، مع آقتناعه برأي أستاذه في أن العلم وحده لا يجدي نفعاً ما لم يقترن بخلق رفيع . ورافق أبو الحسن أستاذه اثني عشر عاماً ، عُرفَّ فيها في الاوساط العلمية ، التي اعترفت له بالعلم والفضيلة والتقوى . وفي العقد الثالث من عمره عرض عليه والده شراء داراً له وان يختار زوجة صالحة ، إلا إنه لم يقبل هذا العرض ، وأجاب والده قائلاً: " بأنه لا يفكر في الزواج ولا للدار ولا في القيام بأعباء المسؤوليات العامة ، لأنه لم يزل يرى نفسه محتاجاً إلى الاستمرار في التزود من العلم والاشتغال بالأبحاث العلمية" . فقد سافر إلى مدينة العلم النجف الأشرف عام 1890 . اذ تتلمذ على يدي الميرزا الأخوند الخراساني ، وحضر دروسه في الفقه والأصول لمدة (26) عاماً ( 25). وقد حظي ابو الحسن في اثناء وجوده في مدينة النجف بمنزلة متميزة ، فقد اتسم بالذكاء ، وحدة الفهم ، وجودة التحقيق ، وأصبحت لديه حلقة دراسية يدرس فيها الفقه والأصول ، ويحضرها مجموعة من طلبة المؤسسة الدينية ، وأصبحت حياته في الليل والنهار مليئة بالعمل الشاق والجهد المتواصل ، فلم يكد ينهي من درس حتى يستعد لدرس آخر . ونتيجة لملازمة أبي الحسن أستاذه الاخوند ، وكثرة اهتمامه بالتحصيل العلمي وولعه به تعززت علاقته به ، حتى أصبح واحداً من المقربين منه ليشاركه في التباحث في الأبحاث العليا ، وتثبيت ارائه في حواشي رسائله العلمية وبعد مضي خمس سنوات على وجوده في النجف ، تلقى ابو الحسن رسالة من والده ، تضمنت رغبة الوالدين الملحة في إنهاء هذا النوع من الحياة المنفرد ، والعيش في حجرة المدرسة ، وسواء كان يرغب في البقاء في النجف أو العودة إلى إيران ، فلا بد من وضع خطة لمستقبله تلائمه وتلائم ظروفه ، وأن المال اللازم للزواج سيجده في طي الرسالة فليستعن به على ما يشاء في هذا السبيل (26 ) . وقد أخبر ابو الحسن استاذه (الاخوند) برغبة والديه ، وشجعه على أمر لا بد منه ، ولاسيما فإنه على وشك الدخول في سن الأربعين ، وهذا سن لا يطيب به الحياة بلا ناصر ولا شريك ، وقد أشار عليه بالزواج من كريمة أحد العلماء يدعى ميرزا علي الهمداني ، وكانت ثمرة ذلك الزواج أن أعقب السيد ابو الحسن خمسة بنات وأربعة من الذكور هم حسن ، محمد ، علي ، حسين . وبعد وفاة أستاذه الاخوند الخراساني ، بدأ ابو الحسن يكسب شهرة علمية واسعة. قال عنه العالم الديني المعروف محسن الأمين : " رجلاً كبير العقل واسع العلم والفقه ، بعيد النظر... صائب الرأي ، عميق الفكر حسن التدبير ، شفيقاً على عموم الناس ، عالي الهمة ، سخي النفس ، جليل المقدرة ، عظيم السياسة " (27 ) . وقد وصفه مؤلف "طبقات أعلام الشيعة" بهذا الوصف : " كان السيد جليلاً وشخصية فذة وعبقرية نادرة ، وذاكرة عجيبة ، وبدأ سخاؤه وخلقه محمدياً ، حوى جميع خصال الكمال ، وصفات غلب الرجال ، فتأهل للزعامة ، وتألق نجمه في الأوساط حتى انتهت إليه المرجعية الكبرى ، فطبقت شهرته الآفاق ، وأصبح مفتي الشيعة في سائر الأقطار . اما المؤرخ العراقي المعروف مير بصري ، فقد وثق عنه هذا الكلام : " كان زاهداً متقشفاً جم التواضع ، موصوفاً بالتسامح وسعة الفكر ، إلى جانب حزمه واعتداده بنفسه وإيلائه مركز الزعامة حقه وسخائه في توزيع الاموال الجسيمة التي تصله على المعوزين وطلبة العلم"(28 ) . بعد وفاة المرجع الديني الكبير شيخ الشريعة الأصفهاني عام 1920 ، انتقلت الزعامة الدينية الشيعية إلى بضعة أشخاص ، كان الشيخ أبو الحسن في طليعتهم ، ومع أن الزعامة توزعت على عدة أشخاص(امثال محمد حسين النائيني والفيروز ابادي ، وميرزا علي الشهرستاني ، والشيخ مهدي الخالصي والشيخ احمد كاشف الغطاء) ، بعد ان كانت مختصرة في زعيم الثورة محمد تقي الشيرازي ومن بعده شيخ الشريعة الأصفهاني ، إلا أن الزعماء الجدد كانوا يحسون بخطورة المسؤولية الملقاة على عاتقهم وبالرسالة الثورية التي استشهد في سبيلها الآف المواطنين التي كان من الواجب عليهم المضي فيها قدماً حتى النصر والنجاح الكامل. وبعد وفاة الشيخ احمد كاشف الغطاء عام 1926 ، تساوت مرجعية السيد أبي الحسن مع الميرزا حسين النائيني في الشهرة . إلا إنه بعد وفاة الأخير أصبح السيد ابو الحسن المرجع الديني الأعلى . عن هذا الموضوع تحديداً يحدثنا جعفر الخليلي بما يلي قائلاً: " وحين عاد العلماء من إيران وعاد هو إلى العراق ، كان هو السابق إلى المرجعية الكبرى والزعامة الشيعية ، خصوصاً وان شيخ الشريعة كان قد توفى قبل ذلك ، وقد فرغ الميدان الا من بعض اقران السيد إبي الحسن ، وإذا بالطلاب الذين يحوطون منبره يغص بهم مجلس الدرس او (البحث) كما يسمى ، حتى لم يبق متسع لأحد ، واذا بهذه الجبهة الخاصة من الصحن الشريف تضيق بالمصلين خلفه ، ثم تحف به جماهير الطلاب والمراجعين في اثناء الخروج من بيته وعند العودة ، قبل الصلوة وبعدها ، فتحدث ضجة كبيرة وكثيراً ما تقدمتها موجات من التكبير والتهليل ومع ذلك كله ، فقد كان السيد ابو الحسن لا يملك داراً ولا يحمل امامه فنر وسراج ان مشى ليلاً ، وليس لديه من المستخدمين الخاصين احد بالرغم من تلك الأبهة والعظمة التي تحيط به عند خروجه من البيت للصلاة والدرس وعودته اليه" . اتسمت زعامة الأصفهاني للمرجعية للمدة (1926-1946) ، بالعمل الثقافي والاجتماعي ، وتأكيد الجانب التعليمي ، فقد أولى الرجل اهتماماً خاصاً لبناء المساجد والحسينيات والمكتبات والمدارس في جميع أرجاء العالم الإسلامي ، وجعل هناك وكيلاً عاماً مهما كانت الظروف صعبة (يعُدّ جهاز الوكلاء من أهم المؤسسات التي تقوم عليها مؤسسة المرجعية الدينية ، فلكل مرجع من المراجع الكبار الآف الوكلاء منتشرون في كل انحاء العالم ، ولكن قد تختلف ادارة الوكلاء من مرجع= = إلى آخر . والوكلاء يقومون بمهام عديدة ، مثل : استلام الحقوق الشرعية ، وبناء المؤسسات المختلفة ، وتعليم الناس عن طريق إقامة الدروس الدينية في المساجد والحسينات والمنازل وغيرها) ، فضلاً عن ، تأسيس العديد من المدارس الدينية الأهلية الحديثة مثل مدرسة الإمام الجواد (ع ) في بغداد والكاظمية ، وبعض المدارس الأخرى في البصرة وكربلاء . وقوى المؤسسة الدينية في مدينة النجف ، وأكثر من بناء المدارس وأعداد الخطباء والعلماء، وقد اشترط أن تكون هذه المدارس مواكبة لروح التطور والنهضة العلمية في العالم . بتعبير ادق ، إن الرجل كان مجدداً إسلاميا ، فقد كان يجمع بين التراث والتجديد ، وبين القديم والحديث وبين الاصالة والمعاصرة . من هذا المنطلق ، بذل ابو الحسن كل ما بوسعه من أجل إصلاح الطقوس الدينية لدى أبناء جلدته. فقد اصدر فتاوى كثيرة ضد التسوط بالسلاسل وغيره من طقوس محرم ، التي نالت تأييد بعض علماء الدين من أمثال الميرزا محمد حسين النائيني والسيد محمد علي الحسيني من بغداد ( 29) ، والسيد مهدي القزويني من البصرة . فضلاً عن ، آرائه الفقهية في حل المشاكل الاجتماعية فهو أول مجتهد حكم بطلاق امراة من زوج حكم عليه بالسجن خمس سنوات ، ولم تجد المرأة من ينفق عليها ، فتولى هو طلاقها . له مؤلفات عديدة وكتب مفيدة في الفقه وفي أصول الفقه بالعربية والفارسية ، ومنها ما هو مترجم لعدة لغات ، مثل الهندية والتركية ، ومنها ما هو مطبوع وغير مطبوع، وأهم هذه المؤلفات هي "شرح على كفاية الأصول" للمولى محمد كاظم الخراساني ، و"رسالة وسيلة النجاة الكبرى" وهي كتاب فقهي جليل الفه على العروى الوثقى من تأليف السيد كاظم اليزدي، ورسالة "وسيلة النجاة الصغرى" وهي رسالة فقهية تتضمن الأمور التي يحتاجها الناس ، ورسالة "ذخيرة العباد" ، ورسالة " ذخيرة الصالحين" ، ورسالة "منتخب الرسائل" ، و "أنيس المقلدين" ، و "طراط النجاة" (فارسية) و "حاشية العبادات والمناسك" . مما سبق يبدو واضحاً ، أن مرجعية أبي الحسن لم تكن أسيرة "التقليد" ، و"الجمود" بل كانت مرجعية "منفتحة" ، و "متنورة" ما اكسبها شهرة مميزة ليس على مرجعية العراق فحسب ، بل على مستوى العالم الإسلامي . أما السيد محمد الصدر المولود في مدينة الكاظمية عام 1883 ، فهو من الأسر العربية التي توارثت الزعامة الدينية جيلاً بعد جيل ، ينتهي نسبها إلى الإمام موسى بن جعفر(30 ) . وهو من ذرية السيد صالح بن محمد الكبير بن ابراهيم الملقب (شرف الدين) ، واشتهروا بـ(ال الصدر) ( 31) نسبــة إلــى ذرية ولده الأكبر السيد صدر الــدين . وقـد كـان والــده السيــد حســـن مـرجعـاً مــن مـراجع عصره( 32) . درس محمد الصدر في مدينة النجف الاشرف دروس النحو والمنطق والعلوم الشرعية ، ثم عاد إلى الكاظمية عام 1906 ، فلازم والده وانتفع بدروسه ((1856-1935) : من علماء المؤسسة الدينية في عصره ، درس مقدمات علومه على يد أبيه وشيوخ بلدة الكاظمية ، بعد ذلك سافر إلى سامراء لإكمال دراسته العالية على يد الميرزا محمد حسن الشيرازي . وبعد اكمال دراسته عاد إلى مدينة الكاظمية ، وأصبحت له مرجعية في العلم والفضل، وحضر عليه كثير من أهل الفضيلة وأخذوا عنه العلم والرواية . ومن أثاره العلمية ، كتاب "تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الاسلام" وكتاب "بغية الوعاة في طبقات مشايخ الاجازات" وكتاب "انتخاب القريب من التقريب" وكتب أخرى ) ( 33) . كان منذ شبابه مولعاً بالقنص والفروسية ، إلى جانب المطالعة والدرس . وتأمل حال الأمة العربية ، فتطلع إلى استقلالها ورقيها . وأسس هو ورفاقه "حزب حرس الاستقلال" في شباط 1919 ، وقام الحزب بتأسيس مدرسة التفيض الأهلية (تأسست مدرسة التفيض الأهلية ببغداد عام 1919 ، وقد اقيمت حفلة افتتاح لها خطب فيها السيد علي البزركان والتمس معاونة الوطنيين في شد أزر المدرسة بالمال والأعمال. ثم انتخبت هيئة إدارية لتشرف على أعمال المدرسة من السادة الشيخ عبد الوهاب النائب وحسن رضا وخالد الشابندر وجلال بابان وبهجت زينل وسلمان فيضي . ومدرسة التفيض الذي بدأ انشاؤها عام 1919 اختير لها اسم المدرسة الأهلية التي كان لهيئتها الإدارية نشاط سياسي ، فقررت السلطة اغلاقها مما حدى بالعلامة الشيخ عبدالوهاب النائب بالتوسط لدى السير برسي كوكس لغرض إعادة فتح المدرسة وتبديل اسمها ، وتمت الموافقة فإجتمعت هيئة إدارتها وكان من بينهم الأستاذ سليمان فيضي الذي تقرر تسميتها بمدرسة التفيض نسبة إلى الأستاذ فيضي وهكذا تواصلت الدراسة فيها عام 1920) (34 ) اصبحت فيما بعد منتدى أدبياً سياسياً وعملت على تعبئة الشعب ضد الاحتلال البريطاني من هذا المنطلق، يمكن القول إن الصدر قد مارس دوراً سياسياً كبيراً في بغداد ولاسيما مدينة الكاظمية ، إذ كان يمثل حركة المعارضة الرئيسة هناك ، وقد اكتسب محمد الصدر شعبية واسعة في تلك الحقبة (35 ) ، الأمر الذي دفع البريطانيين إلى أن يصفوه بهذا الوصف : " كان وطنياً عنيفاً في الأيام الأولى للاحتلال البريطاني" ( 36) . على أية حال ، قام الصدر بدور بارز في ثورة العشرين ، إذ اتصل ببعض زعماء العشائر في ديإلى وسامراء واستطاع كسبهم إلى الثورة ، ثم هرب إلى سورية عندما أخمدت الثورة ، ولكنه عاد مع الأمير فيصل بعد اعلان العفو العام في حزيران عام 1921 . وفي السادس والعشرين من آب 1922 اصطدم الصدر بالسلطات البريطانية ، فطلب منه مغادرة البلاد إلى الجهة التي يختارها ، فاختار إيران حيث امضى ما يقارب العامين ، وعندما عاد إلى بغداد اختاره الملك فيصل عضواً في مجلس الأعيان عام 1925 . وانتخب رئيساً للمجلس على إثر وفاة رئيسه الأول يوسف السويدي في الثاني من تشرين الثاني 1929 من الجدير بالإشارة ، أن السيد محمد الصدر قد تسلم رئاسة المجلس (16) مرة أخرى . أصبح رئيساً للوزراء في التاسع والعشرين من كانون الثاني 1948 واستمر إلى السادس والعشرين من حزيران 1948. توفي في بغداد في الثالث مـــن نيسان 1956 . وقد وصفته الوثائق البريطانية أنه عدل عن رأيه بعد اعلان الدستور باتجاه بريطانيا . أمــــا الشيخ عبد الكريم الجزائري المولـــود عـــام 1872 ، في محــــــلة (العمارة)( تقع محلة العمارة من الجهة الغربية للنجف داخل السور ، وقد تميزت هذه المحلة على محال النجف الأخرى (المشراق ، والحويش ، والبراق ) بسكنة العلماء والاسر النجفية العلمية العربية وغيرها.) بمدينة النجــــف الأشــرف (37 ) ، فـهـــو ينتمـي إلى عـــائــلة الجـــزائــر نسبـة إلى الــجزائر ( الجوازر ) وهــــي احــدى البطائـــح والمستنقعات المـــــائيــــة جنوب الـــعراق (38 ) . وفي الواقع ، إن عائلة الجزائر من الاسر العربية الأصيلة التي سكنت النجف ، وهي تنتمي إلى قبيلة بني أسد(39 ) ، وقد أنجبت هذه الأسرة كوكبة من الأعلام في العلم والأدب والسياسة ، نذكر منهم على سبيل المثال ، الشيخ أحمد الجزائري جدهم الأعلى، والشيخ محمد جواد الجزائري ، والشيخ أحمد نجل الشيخ عبد الكريم(40 ). تربى الجزائري في بيت علم وطهر وفضيلة ، إذ حظي برعاية والديه العلامة الشيخ علي ، وأمهُ هي بنت الشيخ مهدي بن محمد صالح بن موسى بن هادي بن حسين بن محمد بن أحمد صاحب كتاب "آيات الاحكام" بن اسماعيل بن عبد النبي بن سعد الجزائري . وقد تلقى مبادئ القراءة والكتابة ودروس العلوم الأولية على أفاضل أسرته(41 ) ، ودرس المقدمات في دراسة العلوم الدينية في الفقه والأصول والفلسفة وغيرها على الفضلاء ومشاهير عصره ، فقرأ الأصول على الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، والمحقق محمد كاظم الاخوند "صاحب الكفاية" ، وقرأ الفقه على يد الشيخ محمد طه نجف ، والسيد كاظم اليزدي ، ولازم حلقات دروسهم سنوات عديدة ، حتى بلغ درجة الاجتهاد ، وأجازه هؤلاء المشايخ ، وكان أحد اقطاب العلم في النجف وأنموذجاً لرجل الرأي وقادة الفكر وابطال الجهاد وأعيان العلماء(42 ) . بعد أن تكاملت شخصيته العلمية ، أنشأ مدرسة تسمى مدرسة بيت الجزائري ، وهي مدرسة خاصة يحضرها طلاب العلوم الدينية . وبطبيعة الحال ، كانت محصلة هذه الدراسة العلمية الدينية ، أن يصبح الشيخ الجزائري عالماً فقيهاً في مدرسة النجف الأشرف ، ومن أساتذة المؤسسة الدينية ، وقد تتلمذ عليه جماعة من طلاب العلم والفكر ، نذكر منهم سبيل المثال السيد هادي بحر العلوم، والشيخ مهدي الحجازي ، والشيخ عز الدين الجزائري ، وعلي الخاقاني . وكان يقيم صلاة الجماعة في مسجد الجزائري ، فضلاً عن موقعه العلمي ، عرف بالنشاط الفكري والسياسي ، إذ كان من انصار جماعة المشروطة في النجف الاشرف . وقد وقف إلى جانب الشيخ الاخوند كاظم الخراساني ، الذي تزعم حركة المشروطة ومناهضتها لحركة المستبدة التي كان يقودها السيد كاظم اليزدي . كان أمراً طبيعياً ، أن تثير شخصية عبد الكريم الجزائري جدلاً كبيراً بين طلابه ومعاصريه ، وذلك في ضوء ما يراه كل منهم . فمنهم من يرى الشيخ عبد الكريم من "نوابغ العلم ، وأعلام النجف المشاهير ، ومن رجال الإصلاح ، له مكانة سامية وشأن رفيع في نفوس مواطنيه ، وله اليد في القضية العراقية ، وأحد المراجع المستشارين فيه ، له حوزة علمية يحضرها بعض طلاب العلوم الدينية" . والآخر يراه بـــــــــــــــــــأنه " صلب في رأيه ، رقيق في شعوره ، دقيق في حسنه ، يرصد النكته ، ويوجه الناس مهما غلطوا إلى حيث يهوى ويشاء من الحديث، ويهيمن على احاسيس جلسائه كإنسان تعمق في نفس كل منهم، فجاد بها بحسب مقياسها وقابليتها" . وعلى الرغم من هذه المنزلة الرفيعة التي تميز بها الجزائري ، إلا إن الرجل كان زاهداً في حياته ، فقد كان يسكن داراً متواضعة في محلة العمارة ، وكان " يعيش في ضنك من الرزق ، زاهداً قانعاً ، شاكراً ذاكراً ، صابراً محتسباً ، وكان مع ضائقتهِ المالية أبي النفس كريم اليد ، فإذا وصل اليه شيء من الحقوق الشرعية ، قسمه مع تلامذته ، ولم يدخر منه شيئاً على الإطلاق" . وهذا ما أكسب مجلسه شهره خاصة بين عشرات المجالس النجفية، وشأن خطير في تاريخ المجالس ، لاقتصاره في الغالب على طبقة تجمع بين العلم والادب والسياسة ، وحيث كانت تنشر الاخبار السياسية وغير السياسية ، بما يدور في العالم الداخلي والخارجي ، البعيد والقريب ، التي تصلها الصحف بين آونة واخرى من اسطنبول وبيروت وإيران والقاهرة ، فتدخل المجالس ليتداول أخبارها حتى قدوم الصحف الاخرى مرة أخرى . ولم يكن يبتغي من وراء ذلك، تحقيق أية منفعة ذاتية ، فقد اعتذر عن قبول منصب وزارة المعارف في أول وزارة عراقية ، واستهجانه لهذا التكليف الذي لا يناسب مقامه الروحي . مما سبق يبدو واضحاً ، أن الشيخ عبد الكريم الجزائري كان أديباً وشاعراً ، فقد نظم الشعر في شبابه ، وقد ساعده في صقل شاعريته بيئة النجف الأدبية ، فضلاً عن اطلاعه على دواوين الشعراء العرب ( 34) . الامر الذي جعله يترك لنا آثاراً قيمة في الفقه وعلم الكلام والأدب منها ، وتعليقه على كتاب "المكاسب" للشيخ الانصاري ، وتعليقه على كتاب "الرياض" للسيد المجاهد ، ورسالة عملية ، وشرح على العروى الوثقى (44 ) والنخبة العاصمة للصوارم القاصمة . المصادر 1 . موسوعة العتبات المقدسة ، قسم الكاظمين ، الجزء الثالث، مطابع دار الكتب ، بيروت ، 1970، ص89. 2 . صباح مهدي رميض ، ديإلى (سيرة اعلام ومسيرة احداث) ، مؤسسة مصر مرتضى ، بغداد ، 2010، ص81 ؛ محمد عباس الدراجي ، المجاهد الشيخ محمد الخالصي ، _" الكوثر" (مجلة)، النجف الاشرف ، العدد التاسع ، السنة الاولى ، نيسان 2000 ، ص8 . 3 . طارق الخالصي ، الشيخ حبيب الخالصي 1875-1942 ، مطبعة الرسالة ، بغداد ، 1992 ، ص20. 4 . هبة احمد ناصر المحمدي ، عبد الرسول الخالصي ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1958، رسالة ماجستير غير منشورة ، معهد التاريخ العربي والتراث العلمي ، 2012 ، ص5 . . 5 . "الاستقلال" (جريدة) ، بغداد ، العدد 613 ، 15 نيسان 1925 . من المفيد أن نشير إلى أن جريدة "الاستقلال" هي جريدة يومية سياسية عربية حرة ، صاحب امتيازها عبد الغفور البدري ، ورئيس تحريرها قاسم العلوي . صدر العدد الاول منها في 28 ايلول 1920 . كانت تطبع بأربع صفحات وسعر النسخة انتان للتفاصيل ينظر: روفائيل بطي ، المصدر السابق ، ص65 . 6 . حميد مجيد هدو ، محمد مهدي الخالصي الكبير (1861-1925) ، _ "موسوعة اعلام العرب"، الجزء الأول ، الطبعة الأولى ، بيت الحكمة ، بغداد ، 2000 ، ص520 . 7 . محمد مهدي الخالصي ، ذكرى الخالصي ، مطبعة الاستقلال ، بغداد ، 1925، ص13 ؛ "الاستقلال"، العدد 614 ، 16 نيسان 1925. 8 . ذكر الشيخ محمد الخالصي. أن غايته أن يحصر سنوات الدراسة في اثنى عشر عاماً ويتخرج الطالب في هذه السنوات مجتهداً في الفقه والأصول والكلام ، عالماً بالرجال والحديث والتفسير والنحو والصرف والبيان والحكمة والمنطق وغيرها من العلوم . حتى يستطيع المتخرج منها الافتاء ينظر: "مذكرات الامام محمد بن محمد مهدي الخالصي" ، ص71 . 9 . عبد الرضا الحميد ، هذا هو الاسلام حوار اسلامي عقائدي فكري تاريخي شامل مع الشيخ جواد الخالصي ، الطبعـــــة الاولى ، دار الصحيفة العربية للصحافة والنشر ، بغداد ، 2012، ص87-88. 10 . المحقق النائيني ، تنبيه الامة وتنزيه الملة ، تعريب: عبد الحسن ال نجف ، حققه: عبد الكريم ال نجف ، الطبعة الاولى ، مطبعة سبهر ، ايران ، 1419هـ ، ص29. 11 . اغا بزرك الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة نقباء البشر في القرن الرابع عشر ، الجزء الاول ، القسم الثاني ، النجف ، 1956 ، ص593 . 12 . ينظر: دونالد ولبر ، ايران ماضيها وحاضرها ، ترجمة: ابراهيم الشواربي ، الطبعة الثانية، القاهرة ، 1958 ، ص96-97. 13 . هاشم فياض الحسيني ، حياة الميرزا محمد حسين النائيني ، منشورات مركز البحوث والدراسات الاسلامية ، النجف الاشرف ، 1423هـ ، ص12 . 14 . محمد حسين علي الصغير ، قادة الفكر الديني والسياسي في النجف الاشرف ، الطبعة الاولى ، مؤسسة البلاغ ، لبنان ، 2008 ، ص54 . 15 . جمال الدين الافغاني للمزيد من التفاصيل ينظر: صباح كريم رياح الفتلاوي ، جمال الدين الافغاني (دراسة تحليلية في التأثير والتأثر المتبادل) ، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2010 . ( ) 16 . حسن الجاف ، الوجيز في تاريخ ايران ، الجزء الثالث ، الطبعة الاولى ، بيت الحكمة ، بغداد ، 2005 ، ص303-358 . ( ) 17 . طالب محيبس حسن الوائلي ، العلامة النائيني مفخرة الفكر السياسي والإسلامي ، "علوم إسلامية" (مجلة) العدد 7 ، اذار 2004 . ينظر: الموقع التالي على شبكة انترنيت:http//www.uluminsania.com. ( ) 18 . جاسم فاخر ، تطور الفكر السياسي لدى الشيعة الاثني عشرية في عصر الغيبة، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلية العلوم السياسية ، الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك ، 2008 ، ص112-113 . 19 . مؤلف مجهول ، الامام السيد ابو الحسن ، المطبعة الحيدرية ، النجف الاشرف ، 1366هـ ، ص33؛ محمد حرز الدين ، المصدر السابق ، الجزء الاول ، ص46 ؛ محمد هادي الاميني ، معجم رجال الفكر والادب في النجف خلال الف عام ، المجلد الاول ، الطبعة الثانية ، بيروت، 1992 ، ص129؛ جاسم محمد ابراهيم سعد اليساري ، السيد ابو الحسن الموسوي الأصفهاني 1867-1946 دراسة = = تاريخية ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، معهد التاريخ العربي والتراث العلمي ، بغداد ، 2007، ص7 . 20 . ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، المجلد الاول ، مطبعة السعادة ، مصر ، د.ت، ص669 . 21 . هاشم فياض الحسيني ، السيد ابو الحسن الموسوي الاصفهاني ، مركز البحوث والدراسات الاسلامية، النجف ، 2001 ، ص11 . 22 . جميل موسى النجار ، التعليم في العراق في العهد العثماني 1869-1918 ، دار الشؤون الثقافية ، بغداد، 2001 ، ص72-73 . 23 . اغا موسى ، الــــــزعيم الموهـــــــــوب أيـة الله الأعظــــم الأكبر السيد ابـو الحسن الاصفهاني ، _"العدل" (مجلة) ، النجف الاشرف ، الجزآن 11و12 ، السنة الثانية ، 1967 ، ص7. . 24 . عبدالله احمد اليوسف ، المرجعية المتميزة السيد ابو الحسن الموسوي الاصفهاني انموذجاً ، الطبعة الاولى ، د.م ، 2011 ، ص23 ؛ محمد حرز الدين الجزء الاول ، ص47 . 25 .عبد الرحيم محمد علي ، المصلح المجاهد محمد كاظم الخراساني ، مطبعة النعمان ، النجف ، 1972 ، ص32 26 . اغا موسى ، الحلقة الخامسة ، الجزء 16و17 ، السنة الثانية، 1967 ، ص602. 27 . محسن الأمين ، اعيان الشيعة ، المجلد الثالث ، الطبعة الخامسة ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت، 1998 ، ص361 . 28 . مير بصري ، اعلام الادب في العراق الحديث ، الجزء الثاني ، تقديم: جليل عطية، دار الحكمة، بغداد، 1994 ، ص334 . 29 . جعفر الخليلي ، هكذا عرفتهم ، الجزء الثاني ، بيروت ، 1968 ، ص208-209 . 30 . مير بصري ، اعلام السياسة في العراق الحديث ، الجزء الاول ، الطبعة الاولى ، دار الحكمة ، لندن ، 2005 ، ص129. 31 . حميد المطبعي ، موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين ، الجزء الاول ، الطبعة الاولى ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 1995 ، ص192 . 32 . عبد الرحمن محمد الناصر ، الـــــزعيم الخــالـــد محمد بـــن الـحــسن الــصدر فــي ذمة الخلود ، د.م ، د.ت ، ص26 . 33 . مير بصري ، اعلام الوطنية والقومية العربية ، الطبعة الاولى ، دار الحكمة ، لندن ، 1999 ، ص261. 34 . "مذكرات سليمان فيضي من رواد النهضة العربية في العراق" ، تحقيق وتقديم : باسل سليمان فيضي ، الطبعة الرابعة ، مطبعة الاديب البغدادية، بغداد ، 2000، ص268 . 35 . سليم الحسني ، رؤوساء العراق 1920-1958 "دراسة في اتجاهات الحكم" ، الطبعة الأولى ، دار الحكمة ، لندن ، 1992 ، ص345 ؛ مؤيد الونداوي ، ص42 . 36 . "العراق في الوثائق البريطانية سنة 1936 ، ص70 . 37 . علي الخاقاني ، شعراء الغري او النجفيات ، الجزء الخامس ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، 1954 ، ص505. 38 . علي محمود البعاج ، عبد الكريم الجزائري 1904-1958 ، _ "عبد الكريم الجزائري ودوره الريادي في الاصلاح والجهاد " ، اعداد : مجموعة اساتذة ، الجزء الثاني ، الطبعة الأولى ، دار الضياء للطباعة والتصميم ، النجف الأشرف ، 2010 ، ص136. نود أن نشير إلى أن هذا الكتاب هو عبار عن مجموعة بحوث كتبها عدد من الاساتذة . 39 . رياض الشيخ عبد الكريم البديري ، الشيخ عبد الكريم الجهد العلمي والاجتماعــــــي في النجف ، _"عبد الكريم الجزائري ودوره الريادي في الاصلاح والجهاد " ، إعداد : مجموعة اساتذة ، الجزء الثاني ، الطبعة الأولى ، دار الضياء للطباعة والتصميم ، النجف الأشرف ، 2010 ، ص245. 40 . جعفر الشيخ باقر آل محبوبة ، ماضي النجف وحاضرها ، الجزء الثاني ، المطبعة العلمية في النجف، النجف ، 1955 ، ص80 ؛ علي محمود البعاج ، المصدر السابق ، ص136. 41 . حسنين حيدر جابر الحلو ، الاصلاح السياسي عند الشيخ عبد الكريم الجزائري ، _ "عبد الكريم الجزائري ودوره الريادي في الاصلاح والجهاد " ، اعداد : مجموعة اساتذة ، الجزء الثاني ، الطبعة الاولى ، دار الضياء للطباعة والتصميم ، النجف الاشرف ، 2010 ، ص261. 42 . اغا بزرك الطهراني ، طبقات اعلام الشيعة نقباء البشر في القرن الرابع عشر، الجزء الاول ، القسم الثالث ، مطبعة الآداب ، النجف الاشرف ، 1962 ، ص1174. 43 . شعر العلامة عبد الكريم الجزائري دراســـة وتحقيق، _ "عبد الكريم الجزائري ودوره الريـــــادي في الإصلاح والجهاد مجموعة اساتذة " ، اعداد : مجموعة اساتذة ، الجزء الثاني ، الطبعة الأولى ، دار الضياء للطباعة والتصميم ، النجف الأشرف ، 2010، ص37. 44 . عبد الهادي الفضلي، دليل النجف ، مطبعة الاداب ، النجف الاشرف ، 1385هـ ، ص52 .
#سعد_سوسه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجذور الاجتماعية والفكرية لعلماء المؤسسة الدينية الشيعة في
...
-
الجذور الاجتماعية والفكرية لعلماء المؤسسة الدينية الشيعة في
...
-
سياسة بريطانيا تجاه موقف المؤسسة الدينية من تمرد الاثوريون
-
سياسة بريطانيا تجاه موقف المؤسسة الدينية من التجنيد الإجباري
...
-
محاولات الإدارة البريطانية احتواء ولاء المؤسسة الدينية
-
الاحتلال البريطاني وموقف المؤسسة الدينية منه . ج / 2
-
الاحتلال البريطاني وموقف المؤسسة الدينية منه .
-
الاتجاهات التربوية للوجودية
-
مرادفات الاتزان الانفعالي
-
التعبير عن الانفعالات
-
تألق قصيرة جدا
-
دعاء العراق
-
الاتزان الانفعالي في نظريات علم النفس
-
الاتزان الانفعالي
-
الفئات الاجتماعية القديمة والدولة الحديثة ج . 1
-
الفئات الاجتماعية القديمة والدولة الحديثة
-
مواصفات الدولة المطلوبة في العراق ج . 1
-
مواصفات الدولة المطلوبة في العراق
-
الشرعية السياسية للدولة الحديثة .1
-
الشرعية السياسية للدولة الحديثة
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|