أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فكري آل هير - لغويات جندرية: تلميحة جديدة في مفهوم المتلقف والملقوف














المزيد.....

لغويات جندرية: تلميحة جديدة في مفهوم المتلقف والملقوف


فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)


الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 16:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حسناً، من سيفهم؟!
بعض ما صادفني وقرأته منذ الأمس وحتى اليوم بدا لي كافياً للقيام بهبة جديدة مما أسميه دائماً نوعاً من الكتابة الجادة، ومرة أخرى يصب موضوعي في مجال الـ (Gender Linguistics)؛ حتى وإن غص في حلق الرغبة استنكار غير مستحسن، على غلالة لا تخفي عورة أو تعويرة أو خرم ما في جوف تضريسة.
إلا أن تصدقوا بأني لا اكتب هذا من باب ملء الفراغ أو شغر العطالة، وإنما من باب الشعور بالمسؤولية في أدنى مستويات الفعل بموجبها، لأي شخص يقرأ كلماتي الليلة، أقول:
[1]
حينما لا تستطيع أن تُصّرِف عقلك وتفكيرك بين كفتين، أو أن تتصور الأمور كما تجري بين ثنائيات تتألف دائماً من ضدين، وألا ترى- بهذا الذي تظنه عقلك- هذا القانون الكوني؛ فهذا يعني أنك تستخدم عقلك بطريقة لا تختلف كثيراً عن استخدامك لمؤخرتك..؟!- أرجوك، لا تشعر بالإهانة، لأني ما قلت إلا الحقيقة، صدقني.
[2]
مرة أخرى، سأقول لك أمراً أيها الشخص العادي الذي يقرأ كلماتي:
لست وحدك من يستخدم عقله كما يفعل مع مؤخرته، بل هناك الكثير ممن يفعلون ذلك، ويطلقون على أنفسهم ألقاباً مثيرة، مثل: مثقف، نخبة، جندري، متنور.. وأنعات مثل هذه وأخرى مما شابه..!!
لكن، هل سمعت عن أحد من هؤلاء الأنعات البهيمية أنه رفع شعاراً مناهضاً للتلوث البيئي والاختلال الرهيب الذي يمكن أن يتسبب به انتشار (المثلية الجنسية) في النظام الحيوي الطبيعي؟!- فكر بالأمر جيداً من زاوية بيئية ستجد أن المثلية بطبيعتها فكرة مناهضة للبيئة والطبيعة، وحاول أن تقف أمام السؤال المقلق: لماذا يرفع البعض شعار الدفاع عن المثلية بكل ذلك التبجح والفخر الإنسانوي مع أنها فكرة غير انسانوية اطلاقاً، أي لا تفضي الى انتاج انساني اطلاقاً..؟!
حينها ستجد الجواب التالي شاخصاً أمامك:
لأن عقولهم تستخدم من قبلهم بطريقة لا تختلف كثيراً عن استخدامهم لمؤخراتهم.. فهي مجرد أوعية لنقل وتسريب كل ما يتلقفونه لا أكثر..
أثناء قراءتك هذه أيها الشخص العادي، يمكنك اليوم ولأول مرة في حياتك أن تتأمل في العلاقة الدفينة والعميقة بين كلمتيّ: #المتلقف، و #الملقوف، وأن تدرك أن #العقل_المؤخرة لا يشعر بحاجته الى سروال يستر عورته، بل يتمادى في الفجور والتعري عن طريق #التلقف و #اللقافة..!!
[3]
كما يمكن للجندري المتلقف والملقوف ألا يظل مثلك أيها الشخص العادي في هذا الخوض على خط ممتد سواء، لأنك ستجده يرفع شعاراً آخراً مناهضاً لتعدد الزوجات مثلاً..؟!
ومع أن تعدد الزوجات قد يكون مدفوعاً بأسباب واحتياجات واقعية لا ينبذها عقل أو يحتقرها منطق، فكيف إذا كان دافعه الحب مثلاً، من ذا يملك أمر قلبه.. والقلب ليس عضوا تناسلياً على كل حال..!!- إلا إنك تجد الجندري الملقوف وهو يبالغ جداً في اعتبار الحرية الجنسية حقاً مكفولاً غير مقيد لكل إنسان، ويقسم أغلظ الأيمان وأوهنها بأن لأي منا إذا آمن بحريته المطلقة أن يستخدم ويتصرف بأعضائه التناسلية كما يشاء، ومع من يشاء، وأن لا فرق في أن يكون ذلك بين حد أعلى أو حد أدنى من عدد الرجال أو النساء، بل ومع أكبر قدر من الخنازير والخراتيت الماصة، فقط إذا أراد..!!
ولكي لا تقوم حجة لمنطق، سرعان ما يحاول العقل الجندري المميز الفطن أن يبهتك، ويسألك بخبث: وإذن، هل كنت لتسمح للمرأة بأن يتعدد أزواجها؟!
لكنه كبهيمة جندرية تقليدية، لم ولن يسأل نفسه: من ذا بوسعه أن يمنع امرأة أن تفعل ما تشاء إذا هي أرادت، فإذا كان بوسع أي امرأة في الشرق والغرب أن تتحلل من قواعد وقوانين الزواج، وأن تعيش بُعرف قلبها وهوى عشقها مع اثنين أو ثلاثة أو تسعة عشر، فلسوف تفعل..
إننا نشاهد هذا بثاً واقعياً في كل بلاد الدنيا.. لكن العقول المؤخرات لا ترى الأمور إلا من جهة واحدة..!!
لما لا ترى هذه المؤخرات أن المسألة لا تتعلق دائماً بالحرية، بل وبالالتزام والمسؤولية أيضاً.. وأنها كثيرة تلك الواقعيات التي تفرضها تدافعات الضرورة والإمكان على منطق الروح الاجتماعية التي يتميز بها النوع الحيواني الوحيد العاقل على كوكب الأرض.
[4]
ختاماً، هل فكرت اليوم مثلاً أن تدخل مكتبة وأن تتخير لعقلك فيها كما لو أنك تتخير من قائمة المأكولات في مطعم ما..؟!- وإن لم تك قد فعلت اليوم، فكم مرة فعلت هذا خلال أسبوع مضى؟!- لا تكذب..
بخيط ايجاز، أنهي الأمر.. هكذا:
ليس النقص فحسب هو ما يحركنا للحصول على رغائبنا وتطلعاتنا، فهناك أيضاً من تدفعه وتحركه الرغبة في الاقتراب من أقصى درجات الكمال، وليس الجوع والحرمان هو ما يدفعنا الى فعل شيء يساعد على ملئ بطوننا؛ فقد يدفعنا الشعور بآلام الآخرين وجوعهم لنفعل أشياء تساعد في ملئ بطونهم، إلا إننا سنكون بكرم البهائم إذا اعتقدنا أن الأمر يتوقف عند حدود ملئ الأمعاء وتفريغ الخصي والقنوات التناسلية فحسب..
القلب والعقل والفكر والروح والنفس، كلها ملكات فينا تجوع وتحتاج الى ما نملأها به دائماً..!!
قوموا الى فراشكم.. تباً لكم..



#فكري_آل_هير (هاشتاغ)       Fekri_Al_Heer#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أزمتنا وأجمل ما فينا
- #نون النسوة واو الجماعة: الحرية الشخصية والنفاق الاجتماعي
- عقول أم مؤخرات: في سيكولوجية القطيع
- استدراك حول الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- لأول مرة على الإطلاق: الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- حول اسم عاد: دراسة في المعاني والصلات التاريخية
- العقيدة الرسمية والوجه الآخر لتاريخ الحقيقة
- يوم البُّن والحقيقة: المسودة الكاملة لدراسة -جغرافية التوراة ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب- القسم الثاني كاملاً- فكري ...
- الدولة والدولة الطائفية في فكر عامل
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 – 4) - أقواس الربيعي الف ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 3) - هورشلم حوتس لآرتس ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 3) - هورشلم حوتس لآرتس
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 2)- بين شهادة الهمداني ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2- 1)- فاضل الربيعي بين ال ...
- آرشلولخ هرشلوم.. آكَّا يءمل الزجزاج
- بلاد العرب وبلاد اليهود بين التوراة والنقوش الأثرية
- الحقيقة والتلفيق بين فاضل الربيعي والحسن الهمداني
- العقيدة الرسمية ومأساة الوجه الآخر لتاريخ الحقيقة
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب- القسم الأول مكتملاً


المزيد.....




- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فكري آل هير - لغويات جندرية: تلميحة جديدة في مفهوم المتلقف والملقوف