صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 13:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يخرج مقتدى الصدر بتصريح معين، او تغريدة ما، فأن اتباعه مثلا لا يفكرون مطلقا بتخطئة هذا التصريح، وإذا ما تجرأ أحد اتباعه على مجرد المناقشة، فأنهم يعدون ذلك "وسوسة شيطان"، وهذا ليس محصورا باتباع مقتدى الصدر فقط، بل بكل قيادة دينية، من الخامنئي الى السيستاني فالعريفي والحويني وبابا الفاتيكان وكل رجال الدين.
المجتمع في العراق يمر بأسوأ اوقاته، فأزمته خانقة جداً، والكلام عن حلول في ظل سلطة الإسلام السياسي هي نوع من الحماقات والهٌراء، فهذه السلطة باتت عاجزة تماما عن إدارة اية ازمة، البلد اليوم رهينة دول خارجية مختلفة، ومديونيته تتراكم يوما بعد آخر، والاقتراض لأجل النهب صار سمة من سمات سلطة الإسلام السياسي، فلم يكفيهم ما نهبوه من ثروات هذا البلد، اتجهوا الى جيوب الناس، لم يكفيهم ما خربوا ودمروا من مدن، وجعلوا سكانها تبيت في مخيمات، لم يكفيهم ان جعلوا البلد اطلالا، لم يكفيهم ان جعلوا شبابه معطلة عن العمل، وتفترش الأرض امام الوزارات، لم يكفيهم الاختطاف والقتل والاغتيال والتغييب للشباب، لم يكفيهم ان لا ماء صالح للشرب ولا كهرباء ولا صحة ولا تعليم ولا سكن، لم يكفيهم بيع ونهب عقارات الدولة، لم يكفيهم بيع ابار نفط وموانئ وحدود لدول الجوار، لم يكفيهم كل ذلك، اليوم اتجهوا الى رواتب ومعاشات المتقاعدين، وصدروا ورقتهم البيضاء، والتي ستزيد من بؤس الجماهير.
مع اشتداد الازمة، يخرج مقتدى الصدر بتغريده "يعالج" بها الازمة المالية، كما عالج الانتفاضة بسياسة "جرة اذن"، فهو يطرح مجموعة نقاط، يقول عنها انها "ستؤذي بعض افراد الشعب" والحقيقة هي انها ستؤذي اغلب الجماهير، وستزيد من معاناتهم ومأساتهم، فهو يبدأ نقاطة الستة عشر بجباية أجور الماء والكهرباء، وكأن المواطن اليوم لا يدفع أجور الكهرباء من المولدات الاهلية، ولا يشتري الماء الصالح للشرب "ارو"، وكأنه لا يدفع أجور سيارات نقل النفايات، او أجور خدمات الانترنت، او الهاتف، او العلاج او التعليم او الحصة التموينية الغائبة، مئة فاتورة وفاتورة يدفعها المواطن كل شهر، ثم يأتي مقتدى الصدر "بعلاج" دفع أجور الكهرباء والماء، وفوق كل ذلك يشترط ان "تقع بأيد امينة" وعلى حد تعبير السيدة ام كلثوم "اهو دلي مش ممكن ابدا"، فهل هناك في سلطة الإسلام السياسي ايد امينة؟ هل يستطيع أحد ان يدلنا او يرشدنا على هذه الايدي؟
ان جل اتباع مقتدى الصدر يسكنون العشوائيات "الحواسم" ومدن الصفيح، واكثريتهم من المعطلين عن العمل، او ممن يملكون البسطات و "الچنابر"، ولا يتعدى دخلهم اليومي العشرة الاف دينار، فكيف سيٌجبى منهم أجور الماء والكهرباء.
كل النقاط الستة عشر نستطيع مناقشتها، لكننا نعلم ان مقتدى الصدر لا يتكلم بصورة شخصية، انها سياسة سلطة ونظام منذ أكثر من سبعة عشر عاما، وحتى لو فرضنا ان هذه النقاط طبقت بحذافيرها و-دا مستحيل- فأن ازمة هذا النظام لن تحل، نعتقد انهم في الفترة القادمة سيقولون لك "سندعك تعيش إذا اعطيتنا ما تملك" نعم سيفرضون الجزية على الناس، إذا لم تكن لهذه الجماهير كلمة قوية تردعهم.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟