أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - سبب انتشار سرطان الانتاج الخدماتي














المزيد.....


سبب انتشار سرطان الانتاج الخدماتي


سعيد زارا

الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 22:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كلنا يعرف خطورة السرطان على الجسم البشري ان لم يتم تشخيصه في البداية ، فهو ينتشر بسرعة بحيث يدمر و يتلف الأنسجة و الخلايا السليمة ...الخ ، و كذلك يفعل الانتاج الخدماتي في المجتمعات البشرية فهو ينتشر بسرعة و يتلف القوى الانتاجية و يبدد ما راكمته البشرية من ثروة و يفسد النسيج الاجتماعي بتفشي كل مظاهر الانحطاط من دعارة و تجارة في الاعضاء البشرية و المخدرات و السلاح ...الخ. بدون تشخيص علمي لخطورة تسيد الانتاج الخدماتي فان جسم المجتمعات الحالية سينهار بسبب هذا الورم الخطير.

اشعة الفحص الماركسية هي القادرة على رصد خطورة انتشار ورم الانتاج الخدماتي في مجتمعاتنا و كذلك اسبابه، فقد اظهرت صحتها و مصداقيتها في كشفها عن قانون الحركة بشكل عام و عن قانون تطور المجتمع البشري بشكل خاص، و عليه فمن الطبيعي جدا ان يجانب دعاة الماركسية حقيقة هذا الورم دون أن يتعرفوا على اسباب انتشاره و خطره على مستقبل البشرية لانهم لا يحسنون استعمال المنظار الماركسي.

في شرحه لانتشار الخدمات و الاقلاع عن التصنيع في المراكز الرأسمالية سابقا، يعزو السيد توما حميد ذلك الى سببين رئيسيين:
الاول ، زيادة كفاءة التصنيع و الزراعة ، و الثاني تقسيم العمل على المستوى العالمي، كل الاحصائيات و الوقائع تقول عكس ذلك.

أولا:
فقدت الصناعة الامريكية ما بين 1979 و 2011 ثمانية ملايين منصب شغل ليس كما يعتقد رفيقنا توما "لقد انخفضت وظائف التصنيع كحصة من الاقتصاد. لكن التصنيع لم يتراجع كصناعة، بل نمت بستة اضعاف"، بل بسب الاقلاع عن الانتاج الصناعي، حيث لا تتعدى نسبته في مجمل الانتاج الامريكي 13 بالمائة . فلو سلمنا بما يدعيه رفيقنا فلماذا امريكا هي المستورد الاول عالميا للبضائع؟؟؟. كفاءة الدول الرأسمالية السابقة في التصنيع ورثتها عن نظامها الرأسمالي السابق الذي قال عنه ماركس انه يتميز بخصيصة تثوير كل عناصر قوى الانتاج، و وسائل الانتاج هي من تلك العناصر الرئيسية ، اما بعد ان اقلعت عن الانتاج الصناعي فقد بدأت تفقد من كفاءتها الصناعية ، فالصين خلال الاسبوع المنصرم قد اطلقت اول قمر اصطناعي بتقنية الجيل السادس لاختبار شبكة اتصالات الجيل السادس. الاقلاع عن الانتاج الصناعي يتنافى مع ديناميكية النظام الرأسمالي، حيث الاخير بلغة ماركس هو المتاجرة بقوى العمل، المنتحة لفائض القيمة، تعود بنقد زائد عبر الاستثمار في الانتاج البضاعي ، اما الخدمات فهي لا تنتج قيمة.


ثانيا:
النظام الرأسمالي نظام عالمي، و عالميته ليست في زرعه قواعد الانتاج الرأسمالي في العالم كما يعتقد رفيقنا توما :" ففي الوقت التي انخفضت نسبة الطبقة العاملة في القطاع الصناعي في الدول الغربية، زادت نسبتها بشكل هائل في دول مثل الصين والهند واندونيسيا وتايوان وكوريا الجنوبية والبرازيل والكثير من الدول الأخرى"، بل العكس تماما فقد اقتضى تطور ميكانيزمات النظام الرأسمالي، كما شرحها اباء الشيوعية، ان يتمركز الانتاج الرأسمالي في بضع دول متقدمة و تبقى الاخرى محيطات لصرف فائض انتاجها من البضائع و الرساميل. اما تقسيم العمل العالمي الذي يتحدث عنه رفيقنا فهو معاكس لنشاط النظام الرأسمالي. التقسيم العالمي للعمل الذي يناسب النظام الرأسمالي هو ان تبقى المستعمرات او المحيطات مصدرا للمواد الخام و قنوات لصرف ما فاض من البضائع على المركز، و هو التقسيم الذي لم يعد قائما حيث اصبحت دول المراكز الرأسمالية سابقا هي من تستورد البضائع من "محيطاتها".

التقسيم العالمي الذي يتحدث عنه رفيقنا هو معاكس لميكانيزمات النظام الرأسمالي، فقد كان جنون مقاومة الشيوعية الذي مس ترومان هو من دفع به لان يسارع في تأسيس واجهات "رأسمالية" (كوريدورات) في شرق اسيا لوقف الزحف الشيوعي بعد ان خرجت الاتحاد السوفياتي اقوى دولة في العالم بعد انتصارها على القطعان النازية في الحرب العالمية الثانية. . نذكر رفيقنا بما ذكره ماركس في كتابه راس المال فيما يخص نشأة راس المال الصناعي بان انجلترا سارعت الى تدمير مانيفاكتورات جارتها ايرلندا.


سبب انتشار ورم الانتاج الخدماتي كان بصعود البورجوازية الوضيعة ،منتجة الخدمات ، الى المسرح الدولي، اولا بانقلابها على دولة العمال في الاتحاد السوفياتي بإلغاء المخطط الخماسي الخامس عام 1953 و الغاء دكتاتورية البروليتاريا سنة 1961، و ثانيا بانهيار الرأسمالية في مراكزها عندما فكت جدائل الدولار بالذهب نهائيا اثر اتفاقيات جمايكا كنغستون عام 1976.



#سعيد_زارا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتحالفون مع الحزب الشيوعي الصيني اعداء الانسانية
- الدين العمومي و الافتراء على ماركس
- الاقلاع عن التعامل بالدولار في الاقتصاد الدولي La dé-dollari ...
- النفاق البورجوازي
- من وراء تقادم القيم الاستعمالية المتسارع ؟؟؟ او التقادم المب ...
- سمير أمين يخون الإنسانية
- بمناسبة الذكرى المئوية لثورة البلاشفة.
- الخدمات: حجر العثرة التي زلت عندها أقدام -الماركسيين- (1)
- مؤشر الإنتاج الصناعي و حسين علوان حسين
- -مفارقة النمري- تصحح -مفارقة تريفان paradoxe de Triffin-
- هل للماركسية -مستقبل-؟
- مساهمة في نقد خلاصة قراءة الرفيق النمري المختلفة للتاريخ
- عندما يدافع الاسدي عن الأسد...!!!
- حقيقة المخابرات السوفياتية
- -كل ما أعرفه هو أنني لست ماركسيا-
- مات ستالين ذبلت الاشتراكية
- ثروة -الأمم- الاستهلاكية
- -صنع في أمريكا- بين ترغيب اوباما و تهديد ترامب.
- حول شيوعيي البورجوازية الوضيعة
- ضباع البورجوازية الوضيعة الروسية تغرق في الفاشية


المزيد.....




- تمرير مشروع القانون التكبيلي للإضراب في ظل اختلال موازين الق ...
- مصر تتجه لإلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية على البورصة.. ومصدر ...
- الخلفيات النيوليبرالية للقانون التنظيمي للإضراب
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تعبر عن اعتزازها ...
- فرنسا: هل انهار تحالف اليسار؟
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 590
- علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
- محتجون في بنغلاديش يحرقون منزل والد رئيسة الوزراء السابقة
- الشيوعي العراقي يدين مخطط التهجير والتطهير العرقي في قطاع غز ...
- افتتاحية: ولأن الاعتداء كبير على الحقوق الأساسية … يكون الرد ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - سبب انتشار سرطان الانتاج الخدماتي