جميلة شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 17:48
المحور:
الادب والفن
بلسانٍ مبتورَه، كانتْ تُخبرُ البحرَ أسرارَها.
سمعَ سرَّها الأولْ،
ثارَ
زمجرَ
مدَّ يدَه، وصفعَها على خدِها الأيمنْ،
أيقظ ذاكرتَها من نومِها،
فقذفتْ بسرِّها الثاني.
أحاطَ بذراعِهِ خصرَها، داعبَ خيالَها،
منحها شوقَه، ألبسَها زُرقتَهُ،
فرمتْ في جوفِهِ بكلِّ أسرارِها.
الآن؛ أصبحتْ عاريَه، عاريَه تماماً،
عاريَه من أوراقِ التوتْ،
وعاريَه من خيوطِ العنكبوتْ.
الآن؛ أصبحتْ خفيفَه، خفيفةٌ جداً
أخفّ من ريشةٍ في مهبِّ الريحْ
وأخف من جناح فراشَه.
الآن؛ أصبحتْ خفيفَه
لا شيء يُثقلُ كاهلَها
لا شيء يعيقُ ذيولَها.
الآن؛ لا تسمعُ غير صوت البحرِ،
يدعوها لتراقصَهُ لمرةٍ واحدةٍ فقطْ.
تُغريها رشاقةُ حركتِه، تحيِّرُها دَعوتُه
تدنو منهُ خطوةً واحدةً
وتنأى عنهُ بمِثلِها،
وقبلَ الساعةِ الخامسةِ والعشرين،
وبلسانٍ مبتورَه
تدَّعي العَرَج.
#جميلة_شحادة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟