أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - بين الاستثمارات السعودية واستثمارات العتبات الدينية مجهولة الحسابات!















المزيد.....


بين الاستثمارات السعودية واستثمارات العتبات الدينية مجهولة الحسابات!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020 / 11 / 10 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ احتلال العراق سنة 2003 وثمة شيء يشبه "الاقطاع الكنسي" في أوروبا القرون الوسطى ينمو ويستفحل في العراق، ولا أحد من الباحثين والإعلاميين داخل وخارج نظام حكم المحاصصة الطائفية يجرؤ على مقاربته ومناقشته والمطالبة بكشف حساباته وأوراقه ألا وهو ما يسمى استثمارات العتبات المقدسة: أراض شاسعة تستأجر أو تشترى أو تمنح من الدولة الفاشلة لجهات وشخصيات وعتبات دينية، وقد تحولت إلى مزارع نخيل وأشجار مثمرة وبحيرات لتربية أسماك وأساطيل عربات للنقل البري ومطارات ضخمة ومستشفيات عامة وتخصصية وتجمعات وفنادق سكينة وترفيهية للأغنياء الجدد ومحدثي النعمة من فاسدي الأحزاب، بل وحتى مقابر خاصة ومن الدرجة الأولى لموتاهم، والجديد أنها بدأت تسعد للاستثمار في مجال النفط وبناء المصافي النفطية والمسيِّلات الغازية. كل هذه المرافق والإقطاعيات الاقتصادية الضخمة التي يسمونها مجازا "استثمارات العتبات المقدسة" هي بلا حسابات رسمية في دوائر الدولة الخاصة، ولا يعرف لها رأسمال محدد أو أرباح معلنة ولا ضرائب تقدم للدولة. لا يعرف شيء عن علاقتها بالدولة ووزارة المالية أو التخطيط ولكن لها علاقات قوية بجميع الوزارات لتقديم التسهيلات والمساعدات اللوجستية المجانية، بل أن بعض المشاريع لا يذكر اسم الدولة العراقية على لوحات التعريف بها، ويكتفى أحيانا باسم العتبة الفلانية "مطار كربلاء مثلا". إنها طبقة من القطط السمان المقدسة "برجوازية السحت" تنمو بشكل سرطاني، تحيط بها حاشية من المنتفعين والمتملقين والمعممين المتكرشين المأجورين تدافع عنها وترتبط معها بمصالح الربح السريع على حساب الدولة الفاشلة وشبه المفلسة وغير القادرة على تسديد رواتب موظفيها وعمالها. أما المجتمع الذي يعيش على حافة المجاعة تحت شعار "لا رواتب بدون اقتراض وديون"، فهو ضحية للمروجين والمضللين الذين يكررون قولهم (إذا كانت دولتكم فاشلة فاتركوا العتبات تخدم الشعب)، وهي في الحقيقة تسرق أموال وثروات الشعب دون رقيب أو حسيب او حضور للدولة، والويل كل الويل لمن يطالب بحسابات وأرقام! قبل أسبوع أعلنت "العتبة العباسية المقدسة" أنها استثمرت مليون دونم في صحراء السماوة لزراعة الأشجار وبطلب من الحكومة المحلية، وقد أفاد محافظ المثنى (في السياق نفسه ان مستثمرين سعوديين أبدوا رغبتهم وعبر المجلس (التنسيقي العراقي – السعودي)، بالمساهمة باستثمار مناطق بادية المحافظة، من خلال انشاء مصانع الألبان والبذور والأعلاف والمحاصيل الزراعية المختلفة). أي أن خبر استثمارات العتبة العباسية جاء في سياق الاتفاقية السعودية العراقية للاستثمار في المنطقة نفسها، فيا لها من مصادفات "مقدسة"! لقد أثار خبر الاتفاقية العراقية السعودية نوعا من الهستيريا الإعلامية الواسعة في الإعلام ومواقع الاتصال ذات النزوع الطائفي، لأن السعودية بالذات هي التي دخلت للاستثمار في تلك المنطقة، فجاء رد الفعل سريعا بالاتفاقية استثمار مليون دونم من قبل العتبة العباسية، وليس لأن تلك الاتفاقية مع السعودية جاءت تنفيذا لتوصيات جماعة كروكر الأميركية ودفعا للعراق على طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني وتقريبه من حلفاء إسرائيل وأميركا، فهؤلاء المتكرشون الطائفيون لا يهمهم التطبيع مع الصهاينة ولا يهمهم أن يكون حذاء الاحتلال الأميركي على رؤوسهم بل يهمهم ألا يدخل خصمهم الطائفي السعودي شريكا لهم في الإقطاعيات الطائفية ويشاركهم في استغلال البقرة العراقية الحلوب التي يستغلونها ويجمعون أرباحها باسم الدين والحقوق الشرعية وفي أجواء من الصمت الجبناء والتملق الشامل الذي تبديه الأحزاب والقوى السياسية داخل وحتى خارج نظام المحاصصة الطائفية العميل للأجنبي! *يعرف الجميع أن العراق ليس فيه دولة حقيقية اليوم، بل هو عبارة عن مساحة جغرافية مفتوحة تصول وتجول فيها العصابات الطائفية والإثنية والعشائرية والعميلة والمخابرات الأجنبية وسفارات دول الجوار، ولكن هل يعرف أصحاب الاقطاعيات الدينية المتكاثرة والنامية أنهم لن ينجو مستقبلا بما نهبوا وراكموا من أموال وثروات العراق إذا جاع العراقيون وتحركوا؟ سيكشف ذات يوم عن الأرقام والأسماء والأرباح الحقيقية وأين جُمعت ومن جمعها؛ وحينها فقط، سوف يتذكر الجميع ما جاء في سورة "التوبة" (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ).
1-فيديو استثمار مليون دونم في بادية السماوة لتنفيذ مشاريع زراعية باستخدام أحدث التقنيات وذلك بطلب رسمي من الحكومة المحلية. للعلم رابط الفيديو لا ينفتح على بعض أنواع الهاتف المحمول أحيانا .. جربوا فتحه في الحاسوب الثابت :

1-فيديو استثمار مليون دونم في بادية السماوة لتنفيذ مشاريع زراعية باستخدام أحدث التقنيات وذلك بطلب رسمي من الحكومة المحلية.
https://www.facebook.com/100051826540647/videos/187172679686949
2-رابط الخبر في جريدة "الصباح" الرسمية والتي أسسها حاكم العراق الأميركي بول بريمر: العتبة العباسيَّة تستثمر مليون دونم في بادية المثنى.
https://alsabaah.iq/33896/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%86%D9%89



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع محمد علاوي لأنبوب نفط ومصافٍ خارج العراق بين الهذر وال ...
- هوية الأندلس كما يراها مثقفوها اليوم: الإسبان غزاة؟!
- خلطة رشيد الخيون لتسفيه ثورة العشرين!
- الحيدري والصدر والسيستاني وقضية تكفير المخالف في المذهب والد ...
- حذارِ من خدعة استقلالية البنك المركزي -المقدسة- لأنها من صلب ...
- درس ديموقراطي ثوري ثمين يقدمة اليسار البوليفي
- تسليم سنجار للبارزاني يعني تسليم رأس القناة العراقية الجافة ...
- ما العلاقة بين دولة المؤسسات الدستورية والمرجعيات الدينية وا ...
- السؤال المخادع: هل تريد انتخابات مبكرة أم حربا أهلية؟
- هل اخترع العرب المسلمون الجزية وتجارة العبيد والجواري ليعتذو ...
- سماحة الأجداد وقسوة الأحفاد في تاريخنا: الشاعر والفارس الوثن ...
- يجب منع الصدام المسلح بين أهل النظام الفاسد أولا!
- ج2/ الكاظمي والتلطي خلف السيستاني والصدر لتكريس التبعية لواش ...
- هل بدأ الكاظمي حملته الانتخابية مبكرا على الطريقة الأميركية؟
- تشرين المجد بين التباهي الذاتي والجرأة على فضح لصوص الثورات ...
- أميركا لن تبقى في العراق وإيران لا تريدها أن ترحل بسرعة!
- هل-هاجمت- جريدة المرشد خامنئي المرجع السيستاني فعلا، ولماذا؟
- الدين والعلمانية بين الترف والضرورة: مع المرجع كمال الحيدري
- خرافة -حكم الشيعة- في الخطاب الطائفي
- المطلوب من البرلمان لإنقاذ ميناء الفاو والقناة العراقية الجا ...


المزيد.....




- الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
- انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
- ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر ...
- -مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
- سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء ...
- شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
- انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
- سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - بين الاستثمارات السعودية واستثمارات العتبات الدينية مجهولة الحسابات!