أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - رؤوس لضحايا معلومي الهوية الفدرالية والديمقراطية














المزيد.....

رؤوس لضحايا معلومي الهوية الفدرالية والديمقراطية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إنها حقا لمشاهد ُ مأساة سريالية ما نشهده على الساحة العراقية من رؤوس مقطوعة ، وجثث محترقة انتشرت في كل حي ّ و شارع وزقاق ، وما نسمعه أن هناك شحة في التوابيت والثلاجات في المستشفيات لحفظ الجثث. و الأفظع أن نسمع وسائل الإعلام تؤكد دوما أنه تم العثور على رؤوس مقطوعة لناس "مجهولي الهوية".
فهذه المجازر أمست البديل المرئي لمقابر النظام البعثي التي أقيمت ْ حينها سرّا. وإن القتلى الذين يطلق عليهم " مجهولو الهوية " إن لم تعثر السلطات على أوراقهم الثبوتية الشخصية ، لكن يقينا أنهم ضحايا هويات زائفة وغير واقعية مفروضة عليهم. فالضحية لا يرى فيها الجلاد والقاتل إنسانا ولا يهمه أي اسم تحمله ، وفي أوضاعنا المأساوية يكفي أن تكون هوية الشخص الضحية " شيعي" و " سنّي" و " كردي" و" تركماني" و " صابئي" أو "امرأة " حمالة ناموس وشرف " بعلها" وقبيلتها الشريفة جدا، تكفي هذه الهويات لكي يذبح هؤلاء ويحرقوا ، ولكي يزداد الرصيد السياسي والمالي لمن يدعي تمثيلهم فدراليا و قوميا ومذهبيا وطائفيا.

فالمليشيات والمافيات التي تعيث في العراق فسادا هي التي دمغت جبين كل إنسان في العراق رغما عن إراته بعلامات وشارات تشير إلى قوم وطائفة ودين ومذهب ، لكي يتم التعرف عليه " عدوّا" " وغريبا" و " دخيلا" و " عديم شرف" و " بلا أصل وفصل" ، و تتم تصفيته بهذه البشاعة ويتمثل بحثته لكي ينال القاتل نعيم الجنة والحوريات أويثأر" لكرامته القومية و عزة قبيلته وعروبته المستباحة والمغتصبة و شرفه " .
إن ّ من يروج للهويات الزائفة في العراق ليس العمال والكادحون و الفلاحون بل هم أدعياء ثقافة وسياسيون مبتذلون فاشلون بعد أن ابتذلت الحياة الثقافية على أيدي اليسار الوطني والقومي ، وتشوهت معالم الإنسانية و زيفت كل المفاهيم وانقلبت إلى ما لا تعنيها ، أو ما نعاكسها في المعنى.
وقد لعبت وتلعب مؤسسة أمركان انتربرايز دورا خبيثا في تأجيج القومية والطائفية في العراق والشرق الأوسط و بقاع واسعة من العالم. هذه المؤسسة التي يرأسها أحد وزراء ريغان المجرمين كانت تتعهد بـتأمين كل مستلزمات الإحتلال الأمريكي في يوغسلافيا السايقة و العراق ، واليوم تعمل على تهيئة مستلزمات تمزيق إيران على أسس الفدرالية القومية والطائفية ،و إذلال بناتها وأبنائها المكتوين باستبداد ولاية الفقيه والإسلام القومي الإيراني .
هذه المؤسسة مهمتها الرئيسة هي جرد الأقوام و الطوائف والأعراق في البلد مشروع النفكيك والإحتلال ، وتشخيص المميزات التي يتميز بها الناس من لون وجنس ولغات وتوزيع جغرافي لكي يتم الإستناد على تلك المميزات لتمزيق الناس و تأجيج الفرقة والشقاق بين الناس إلى حد ّ أن يطلق الزوج زوجته حين يعلم أنها من غير مذهبه أو قومه ، والجار يذبح جاره حين يتصور أن أحد أجداد الأخير تحدر قيل ألف عام من أرض لا يتكلمون لغته ولا يدينون بدينه ومذهبه وهكذا بكل هذه السهولة يقيمون لبنات وأبناء الشعوب الآمنة والمتآخية اعراس دم فدرالية وديمقراطية.

فأهالي العراق اليوم باتوا ضحايا الهويات الزائفة والإحتلال الأمريكي الإنجليزي والعولمة و مشاريع النظام العالمي الجديد ن والعصابات القومية والإسلامية والطائفية التي أتت بها قوى الإحتلال إلى الحكم . إنهم ضحايا بعث الروح في موتى قبل آلاف السنين موهومين الذين أتخذ منهم أدعياء القافة ومن جعل من أنفسهم أو جُعلوا قيمين على جماعات من البشر و يدعون تمثيلهم في محافل العولمة و" الأصل والشرف " .

فحين كانت وسائل الإعلام البرجوازية بالإستناد على أفكار العولمة و البوست مودرنيزم و الحفاظ على تراث الأقليات ، تتحدث عن مثلث معين ، و عن ما سموه " السنة" المقيمين بين الشيعة " والشيعة المقيمين بين السنّة ، أو الأكراد خارج كردستان و في المناطق " العربية: وفي ظروف أكثر خطورة طوال التاريخ ، ويتم ربط هذه " الإمتدادات " القومية والطائفية والدينية بمستقبل العراق الفدرالي ، لا يمكن إلا تصور التطهير العرقي والتهجير و الحرب الأهلية والتناحر الدموي ورؤوس لأناس " مجهولي الهوية" في مدننا التي عاشت فيها الجماهير منذ أجيال وعصور في إخاء ووئام و علاقات إنسانية شريفة رغم اختلاف لغاتهم و أصولهم واختلاف أجدادهم الذين كانوا في حكم النسيان و لم يلعبوا أي دور في حياتهم . هذه المسميات كانت تهيئة وإعدادا لهذا اليوم الدامي والتراجيدي الفظيع لكي ينال المواطن حقه " المقدس في الفدرالية والديمقراطية والأصل والفصل" .
و الأخطر – وما الذي ليس بخطير هذه الأيام ؟ - أن كل فئة من الفئات التي تدعي تمثيل جماعة ما حين يتم مواجهتهم بمخاطر سياستهم وما يتبنوه يقومون بتبرير وجودهم بوجود جماعة أخرى أو جماعات أخرى. , إن استمرار الإحتلال و المليشيات يغذي التصعيد القومي والطائفي . فالعدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين أوصل حماس إلى السلطة ، و احتلال العراق قوى المليشيات القومية والإسلامية والطائفية .
فما الحل إذن؟
لا أرى حلا سوى بخروج قوات الإحتلال من العراق و تجريد المليشيات من أسلحتهم و احلال قوات دولية تقر بوجودها الأمم المتحدة ، وحل القضية الكردية بإجراء استفتاء عام في كُردستان باشراف هيئات نزيهة دولية يحسم مسألة استقلالها أم البقاء في العراق العلماني المدني، غير العربي، و غير الكردي، و لا قومي، و لا ديني، والذي يتمتع فيه المواطن بحياة المساواة في الحقوق والواجبات وضمان كل الحريات الفردية والجماعية .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتوصد بوابات الجحيم
- كأس العالم وتسليع مشاعر الجماهير
- الهوية الإنسانية بديل الشيوعيين عن الهويات القومية والطائفية ...
- !جعلت ِ من رفرفة الموتِ ترنيمة الأبدية ، يا أماه
- Good Kurds , Bad Kurds
- حرب أمريكا على إيران نعمة إلهية أخرى للنظام الإيراني
- بابلو نيرودا: سأوضح لكم بعض الأشياء
- السلاح السويدي وانتهاك حقوق الإنسان
- لماذا قمع حرية الفكاهة والأدب الساخر؟
- ولادة المسافات
- ذهول الشقائق في حنجرة الماء
- جراح حلبجة تلتهب
- محاكم ليست لإحقاق الحق وانصاف الضحايا
- إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم
- انتصار ديمقراطية بوش ورامسفيلد في العراق
- البنفسج المراق في عيون الانتظار - إلى ذكرى شاعرة اللانهايات ...
- حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال
- عاشت اللجنة الشيوعية في المعمل
- القوى اليمينية العنصرية والظلامية ضد مكاسب البشرية
- ثلاث خفقات


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - رؤوس لضحايا معلومي الهوية الفدرالية والديمقراطية