أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ! جزء 6














المزيد.....


أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ! جزء 6


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020 / 11 / 10 - 09:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


22. يقولون: "الإرهاب سببه الفقر والجهل".
أقول: يبدو لي أن للإرهاب سببان: سببه الأول هو انتشار التعليم العالي العلمي المتجاهل للقيم الإنسانية الكونية (Les connaissances scientifiques ne changent pas les valeurs morales) وسببه الثاني هو تفشي التعليم العالي الديني التكفيري السني والشيعي المتجاهل لتدريس علم اجتماع الأديان والدين المقارن (اختصاص المفكر الإيراني علي شريعتي).
أبدأ بالسبب الوهمي الأول وأحاول تفنيده دون إطالة رغم أن المسألة معقدة وتتطلب الإطالة:
- بدأ إرهاب الدولة الغربي الحديث مع بداية الاستعمار الغربي في أواخر القرن التاسع عشر. دول غربية غنية جدا ومتطورة جدا تحتل دولا فقيرة وترهب شعوبها، ومن أخطر هذه الدول الديمقراطية في الداخل الإرهابية في الخارج: أمريكا، دولة لقيطة تأسست على جثث عشرة ملايين هندي من سكان أمريكا الشمالية الأصليين، ومنذ نشأتها -من حوالي 500 سنة- شنت 200 حرب استباقية هجومية على دول ضعيفة. بريطانيا احتلت الهند وفعلت فيها ما فعلت. فرنسا استوطنت الجزائر ظلما وقتلت مليون مواطن جزائري أعزل. أغنى أغنياء العالم اليهود الصهاينة الغربيون أسسوا وموّلوا إرهاب الجماعات ثم حولوه إلى أعتى إرهاب دولة في التاريخ الحديث. ولا زالت كل الدول الغربية حتى اليوم تبيع الأسلحة المتطورة لجميع المنظمات الإرهابية الإسلامية التكفيرية الجهادية، "تبيع القرد وتضحك على شاريه"، تزود "داعش" بالسلاح باليَمين وتدعي محاربتها بالشِمال.
- بدأ إرهاب الدولة الإسلامي التكفيري الحديث السني والشيعي مع بداية ازدهار البتردولار الخليجي والإيراني في سبعينات القرن العشرين. إيران ودول عربية خليجية غنية جدا ومتخلفة جدا (غنية بثرواتها النفطية التي خلقها الترسّب الجيولوجي عبر ملايين السنين ولم تخلقها عقول الإسلاميين التكفيريين ولا سواعدهم) بدأت تنشر في جميع أنحاء العالم الفكر الإسلامي التكفيري السني والشيعي (مولّد الإرهاب) وتؤسس منظمات إسلامية تكفيرية إرهابية (مثل القاعدة التي أسسها أغنى أغنياء السعودية وهي تابعة ومموَّلة من عدة دول إسلامية عربية وأعجمية) وتسلِح مجاهديها بسلاح أمريكي بدعوى محاربة الشيوعية.
أنهِي باقتضاب عرض السبب الوهمي الثاني:
يبدو لي أنه كلما زاد مستوى التعليم زادت القابلية والقدرة على الاطلاع على الفكر السلفي الغزير المتطرف (أكثر القادة الميدانيين للمنظمات أو الأحزاب الإرهابية هم من خِرّيجي العلوم الصحيحة والتجريبية) أما الجاهل فمِن المفارقات الكبرى أن جهله قد يحميه من التفقه في الفكر الديني التكفيري لأنه عموما لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم لذلك يبقى طيلة حياته التكفيرية يخدم شيوخه المتعلمين ولا يخطط ولا ينفذ العمليات الإرهابية النوعية: مَن نفذ 11 سبتمبر؟ الراسخون في العلوم الصحيحة. مَن نفذ في تونس عمليات رواد ووادي الليل وباردو وبن عون وأخيرا سوسة؟ طلبة ومعلمون وأساتذة. مَن أفتى؟ الراسخون في العلوم الدينية التكفيرية. ولنا أسوة في المهندس بن لادن والطبيب الظواهري اللذان حازا وبامتياز على الصنفين من العلوم والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.

23. يقولون: "رمضان: شهر إفراط في الاستهلاك وكسل في العمل واحتكار في السلع الغذائية وزيادة في الأسعار".
أقول: منذ أربعة عشر قرنا ونحن نردد هذا النقد الوجيه لأفضل شهر عندنا ورغم ذلك لم يتغير سلوك المسلمين في كل أنحاء العالم. لماذا نصرّ إذن على تغيير سلوك لا يمكن أن يتغير ولن يتغير إلا حين نخترع سيارة تتحرك دون طاقة!
يبدو لي أنه من الأفضل لنا أن نقبل واقعنا ولا نتمادى في جلد ذاتنا ونرضى بما فرضه الله علينا وهو أدرى منا بمصلحتنا ونكف عن التشكي والتباكي ونحوّل نقطة ضعفنا إلى نقطة ارتكاز فانطلاق.
كيف؟
أبدأ بتشخيص الواقع:
- رمضان شهر صيام. هذه مسلّمة دينية لا جدال فيها.
- رمضان شهر تنخفض فيه القدرة على العمل اليدوي والفكري. وهذه مسلّمة بيولوجية لا جدال فيها ونحن لم نخلق أجسامنا الضعيفة بل الله هو الذي خلقها. فلماذا الكِبَرُ والعنادُ إذن؟ قد يسعف جسم الصائم هرمون الأدرينالين في بعض حالات الضعف لكنه لن يسعفه يوميا على مدى شهر كامل.
- رمضان شهر يزيد فيه الاستهلاك الغذائي. وهذه مسلّمة اجتماعية لا جدال فيها.
أجتهد وأقترح وأنا واعٍ تمام الوعي أن اجتهادي الفردي ناقص ومحدود ولن يكتمل إلا بمشاركتكم ونقدكم الهدام لفكرتي والبنّاء للمصلحة العامة:
- أقترح إعلان رمضان شهر عطلة رسمي للعمال والموظفين والتلاميذ والطلبة (avec un double salaire pour ceux du service vital)، عطلة متحولة حتى نحول تأنيب الضمير لقلة العمل في رمضان إلى إحساس بالرضاء والاستمتاع بشهر راحة بعد عمل إحدى عشر شهرا.
- أقترح التشجيع على الادخار البنكي كامل السنة استعدادا لقدوم رمضان أو تمكين كل العمال بالفكر أو الساعد في القطاع العمومي والخاص من حقهم في مرتب إضافي (13ème mois) حتى يواجهوا مصاريف رمضان. في رمضان يزداد استهلاك المنتوجات التونسية فينتعش رأس المال المحلي ومعه الاستثمار الوطني وتنقص البطالة وتقوى المنافسة فتتعدل وتستقر بطبعها الأسعار. يتمتع الأوروبيون بشهر راحة سنويا، يخرجون فيه للسياحة ويستمتعون ويستهلكون ويصرفون خلاله مدخرات سنة كاملة. الحمد لله أننا نرمضن في أوطاننا ونربّح فلاحينا وتجارنا، أما المحتكرون -وهم والحمد لله قلة- فـ"مَن غَش فليس منا"!

إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على الفيسبوك: حمام الشط في 21 أوت 2010.


أفكارٌ تعارضُ السائدَ قد تحرّكُ الراكدَ! جزء 7. مواطن العالَم



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ! جزء 5
- مَن المستفيد الأكبر من جائحة الكوفيد؟
- أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ! جزء 4
- كل الحركات الثورية المتطرفة يمينًا أو يسارًا انقرضت بعد أن ف ...
- بَيَانٌ يَخُصُّ صَاحِبَ البَيَانِ فَقَطْ !
- أيهما أفضل: تربية المواشي صناعيًّا داخل المزرعة أم تربيتها ت ...
- أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ! جزء 2
- ما هي أسباب إقبال التونسيين على المسلسلات التركية؟
- طُرفةٌ معبّرةٌ بلسانِ حلاقٍ جريدي مُقِيمٍ في المتلوّي؟
- الوجه الإنساني للمناضلة الشيوعية روزا لوكسمبورﭬ: الرف ...
- حوارٌ حولَ عقوبةِ الإعدامِ، حوارٌ دارَ داخلَ مواطنِ العالَمِ ...
- ثلاثة تعريفات مقتضبة لثلاثة مفاهيم معقدة: اللائكية والدين وا ...
- العَلمانيون العرب المستقلون مضطهَدون من قِبل الغربِ والعربِ
- استوردنا من فرنسا أسوأ ما فيها، وأهملنا أهم ما فيها؟
- يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعاً)، قد ...
- مقتطفاتٌ مُختارةٌ من كتابٍ مختارٍ
- ملاحظات في محلّها حول فعل -تَرْجَمَ-؟
- مسرحية محاكمة الرب والفرد والمجتمع بتهمة الفساد في الأرض
- مِن حق المواطن التونسي الملحد أن لا يتحمل أخاه المسلم لكن لي ...
- تلميذُ السنة أولى ابتدائي مخاطِبًا معلّمَه: -إرثي الجيني وحد ...


المزيد.....




- -حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها ...
- بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس ...
- بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال ...
- الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
- الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م ...
- أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي ...
- قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
- لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ! جزء 6